– دلالة استرهابه وعدمه –
لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
مقدمة
سأبدا بالقول إني شخصيا اعتبر حزب الله أرهابيا منذ عقدين.
وذلك لعلتين اثنتين متقدمتين على ما تلا الثورة وعلى مواقفه منها وخاصة على ما عمله في الشعب السوري والعراقي واليمني ومحاولات التسلل لكل شعوب المنطقة بنفس المنطق:
- العلة الأولى هي طائفيته ونكؤه جروح الماضي بين السنة والشيعة : كلما رأيت مآتمهم في عاشوراء وسمعت خطابهم تذكرت الحشاشين والقرامطة والفاطميين وحربهم على المسلمين عامة وتحالفهم مع كل أعداء الـأمة من مغول الشرق وسيطا إلى مغول الغرب حديثا.
- العلة الثانية خدمته للمشروع الصفوي وسعيه لتحقيق الامبراطورية الصفوية : فكلما رايت ذلهم أمام حرس الثورة وملالي إيران رأيت فيهم العودة إلى العبودية العربية قبل تحرير الإسلام لهم من سادة الإقليم عصرها.
ورغم أن العمل الأول ليس إلا من أدوات العمل الثاني فإنه أخطر منه.
فالثاني غاية مستحيلة لما سأبين من الاسباب.
وهي مرض لازم الفرس منذ هزيمة الفاروق لهم.
وخطر العمل الأول أكبر لأن مفعوله هو في الحقيقة في خدمة مشروع آخر يدعي حزب الله أنه يحاربه أعني المشروع الصهيوني.
وقد يكون حزب الله وقياداته في ذلك قد بلغوا ذروة السذاجة بخلاف ما يظن فيهم من فطنة.
إنهم في وضع المخادع المخدوع.
فهم مغترون بسكوت الغرب عنهم وتغاضيه عن إرهابهم بمنطق أخف الضررين :
استعمال الإرهاب الشيعي لمنع الاستئناف السني.
ولو كانوا بحق فطنين كما يتوهمون لما صدقوا أنهم بمنآى عما سينتج عن إضعاف الأمة بالطائفية الدينية والعرقية.
فإيران ليست محصنة ضدهما والأقليات الشيعية في النهاية ستكون هي الخاسرة:
فما يسعون إليه من تفجير للسنة سينالهم منه أكثر مما ينالها.
وهي أكثر قدرة منهم على الصمود لعلتين كذلك :
- فالسنة متعددة المراكز ويمكن أن تستعيد قوتها من أي مركز سني آخر وليس بالضرورة من المركز العربي الذي قد يصاب في هذه المعركة. وحتى المركز العربي فهو متعدد المراكز والصراع للقضاء عليها كلها عسير. في حين أنهم لهم مركز واحد وهو شديد الهشاشة : إيران.
- والسنة متعددة الإمكانات والثروات وعلى المدى الطويل لا يمكن لإيران والشيعة مهما تحايلوا وتخابثوا أن يغيروا سنن صدام القوى : فالإمكانات المادية والروحية تبقى محكومة بقانون صدام القوى المادية اي الغلبة للأقوى.
لكني أريد أن أسأل عن الموقفين من تصنيف حزب الله واعتباره إرهابيا قبولا ورفضا.
ذلك أني أشكك في التعليل العلني للموقفين موقف القبول وموقف الرفض في آن :
- فالقبول لا يبدو لي متعلقا بالعلتين اللتين لأجلهما أعتبر شخصيا حزب الله إرهابيا لأن هذين السببين ليسا جديدين ما يعني أن التعليل غير ذلك.
- والرفض لا يبدو لي متعلقا حقا بما يدعيه حزب الله من غطاء وبروباغندا أي المقاومة والعداء لإسرائيل. فلا القوميون بالمقاومين ولا اليساريون خاصة بالمعادين لإسرائيل.
علل القبول بالتصنيف
ولأبدأ بالتعليل الحقيقي للقبول بالتصنيف.
فكل أنظمة الخليج كانت صديقة لحزب الله أو على الأقل لم تكن عدوة علنية كما تعبر عن ذلك بالتصنيف.
فما السر في ذلك ولم انقلبت العلاقة الآن؟
اعتقد أن الانظمة كانت تعلم أن المقاومة خدعة وكانت تريد أن تستفيد منها (بدعوى أنها تؤيد من يقاوم) وكانت في آن تخشى فضحها لأنها فاقدة للمصداقية ولا تريد دخول معركة خاسرة فضلا عن كون خدعة المقاومة تبدو قائمة بما تخلت عنه:
فهي تشترك مع حزب الله في استعمال خدعة العداء لإسرائيل ترضية للراي العام الداخلي.
لكنها ليس لها مثلها مشروع من وراء ذلك : الخداع عند إيران وحزب الله كان جزءا من خطة فاعلة لمشروع الإمبراطورية.
أما هم فلم يكن الأمر إلا رد فعل وخداعا للشعب.
حزب الله ربح القلوب بهذه اللعبة فلم تكن الأنظمة العربية قادرة على تحديه حتى لا تخسر القلوب التي ربحها حزب الله : مجرد رد فعل لعدم المشروع.
يكفيها ألا يفتضح أمر سكوتها عن اسرائيل وعمالتها لسيدها.
ولما خسر حزب الله القلوب التي كان قد ربحها ظنا أن الأمر نهائي أصبح نفس رد الفعل متمثلا في الإعلان عن العداء بدل الصداقة.
وذلك لعلتين كذلك.
فقد بات بالوسع الاستفادة من ضعفه لأن معاداته لم تعد مكلفة بل أصبحت ذات مردود إيجابي.
ذلك أن تدخله في سوريا افقده رصيده الرمزي مرتين:
- أولا بالتدخل في سوريا وما نتج عنه من افتضاح خطته وخطة إيران التي ذهبت إلى حد التعاون المباشر مع بوتين وغير المباشر مع إسرائيل.
- وثانيا بما نتج عن التدخل في سوريا من شبه توقف للعبة المقاومة بسبب اضطراره لمهادنة إسرائيل مهادنة شبه كاملة بل والتعاون في المحافظة على النظام النيروني.
علل رفض التصنيف
تبدو علل القبول بالتصنيف أكثر منطقية وذكاء من علل رفضه لمطابقتها للخداع السياسي الإقليمي.
وسأكتفي بالحالة التونسية التي أعرف الكثير من أعماقها وخاصة من وهاء نخبها وخلو وطابهم.
فهم لا يمثلون إلا عدد أصابع اليدين اللتين كونتا تجارة الحزيبات الباحثة عن التمويل.
فالأحزاب القومية واليسارية والاتحاد العام التونسي للشغل بمفعول من ينتسب إليه منهما فيه بلغ بهم الغباء إلى حد التخفي وراء “زبنطوط=العاري تماما بالتونسي”.
فحزب الله والنظام السوري فضلا عن إيران لم يعد خطابهم ينطلي على الرأي العام ومن ثم فكل من يستعمل خطابهم بزعم المؤامرة على سوريا لإخفاء عدائهم للثورة لا يعبر إلا عن غباء ليس له قاع أو طمع في المال الإيراني ليس له حد.
فجميع من رأيتهم يعبرون عن رفض التصنيف أفلسوا سياسيا وخرجوا تماما من اللعبة في تونس ولم يعد لهم أدنى وزن خاصة واللعبة أصبحت كما توقعت منذ بداية الثورة بين قوتين لا ثالث لهما وهما فرعا حركة التحرر الوطني أي :
- الإسلاميين عامة والنهضة خاصة
- الدستوريين عامة والبورقيبين خاصة.
وهذا الموقف الذي يتشبث به المفلسون من الساسة والنخب في تونس مجرد موقف شعاري ذي صلة بينة بشعار “لا للتطبيع” الشعار الذي رفع خلال وضع الدستور من قبل أحزاب ونخب كلنا يعلم أنها أكثر الناس تطبيعا :
إما سلبا بعدم الفعل (القوميون).
أو إيجابا بالفعل (اليساريون).
ومن ثم فشعار معارضة التصنيف الذي هو من نفس الجنس تجارة كاسدة لأحزاب وشخصيات مفلسة.
والغريب أن كل هؤلاء يتهمون أي مواطن حر في خياره الخلقي كفرد بالتطوع للدفاع عن الثورة في سوريا بكونه إرهابيا ويعلنون الحرب عليه بوصفه يسهم في الإرهاب.
لكنهم يعتبرون كل مليشيات الشيعة التي تسهم في تشريد الشعب السوري وتجويعه مقاومين وليس إرهابيين.
ولا يحول دونهم وهذه الكذبة أن كل هذه المليشيات تقودها دولة بأذرع منها حزب الله وبما تسيمه حرس الثورة وأنها تعلن بكل وقاحة أنها قد سيطرت على أربع عواصم عربية وأنها استردت إمبراطوريتها التي تسيطر على الخليج والهلال وأن حدودها تصل إلى البحر الأبيض المتوسط :
ومعنى ذلك أن من يدعي القومية العربية لا يجد أي تناقض في تحالفه مع الصفوي الذي يريد أن يحتل الوطن العربي وأن يعيد الإقليم إلى مرحلة ما قبل الإسلام باسترداد ما يسميه امبراطورية فارس.
ومعنى ذلك كذلك أن من يدعي اليسارية والتقدمية والعلمانية والحداثية لا يجد أي تناقض في تحالفه مع الملالي والدولة الدينية المطلقة التي تشبه دولة الكنيسة الكاثوليكية قبل الإصلاح البروتستنتي وعصر الأنوار.
ولست بحاجة للكلام على تدمير سوريا وقتل أكثر من ربع مليون وتجويع الأطفال وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري والعراقي وكل ذلك علنا وصراحة باسم ثأر الحسين من يزيد.
إذا كان ذلك كله لا يكفيهم لمعرفة من هو الإرهابي فمعنى ذلك أنهم إن لم يكونوا إرهابيين هم بدورهم فهم قد باعوا ضمائرهم بثمن بخس لأني أعلم أنهم ليسوا اغبياء حتى يصدقوا بروباجندا حزب الله وإيران.
وإذا كان يوجد موقف أعجب له لأن البقية موقفهم مفهوم بحاجتهم للممول فهو موقف رئيس الدولة (إن صح ما يشاع) وبعض نخب النهضة وقياداتها.
وعندي أن ذلك من ثمرات وجهي الانتهاز السياسي :
- الأول هو مغازلة إيران للحاجة إلى سند مالي وإذن فهم عبيد المصلحة المباشرة وفي ذلك دليل على انعدام الأخلاق الحميدة.
- الثاني هو ابتزاز الخليج بلعبة البديل الإيراني بنفس التعليل لعل الخليج يدفع أكثر ليبعدهم عن إيران. وهذه من علامات الغباء السياسي.
ذلك أن الخليج وأي إنسان له بعض عقل لا يولي إهمية كبرى لموقف تونس في الصراعات الدولية التي من هذا الحجم.
فإذا كانت مصر قد أصبحت هامشية في هذا الصراع فكيف بتونس وبأحزابها.
ثم إني واثق من أن هذه المناورات السياسية هي من علامات الحمق السياسي وليست دليل دهاء.
والدهاء يمكن أن يكون صاحبه ذا أخلاق.
أما في هذه الحالة فهو غباء عديم الأخلاق والحيلة.
– دلالة استرهابه وعدمه –
يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/