لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
لي قصة مع الحج لم أحكها قبل اليوم. وسأقصها لأنها ذات صلة بالأحداث. فقد أصبح الحرمان خاضعين للنزوات السياسية فيستخدمان بدلا من أن يخدما.
فقد فهمته على أنه يريد أن تكون مكة عاصمة الثقافة الإسلامية لكنها ليست عاصمة ثقافة فضلا عن أن تكون عاصمة ثقافة إسلامية. فغضب أحد الشيوخ.
قال: كيف تنقدنا في عقر دارنا؟
فرددت عليه بحسم: كنت أظن نفسي في ضيافة الرحمن ولست نازلا عندك يا شيخ. ثم إنك لست أحرص من أي مسلم على مكة.
وكان وزير الحج رجلا مثقفا وحضر الحادثة فاعتذر بدماثته المعهودة ووعد بتمكيني من أن أقول ما أعنيه بشروط جعل مكة بحق عاصمة الإسلام الثقافية.
لماذا ذكرت كل هذا؟
ما قاله الشيخ صار سياسة.
لما سمعت شكاوى بعض المعتمرين وما يعوق حج بعض الاخوة في قطر علمت أن الشيخ لم يكن يمزح بل إن الموقف الرسمي يستخدم الحرمين ولا يخدمهما.
وكنت أنوي الحج بمالي الخاص لأني لم أكن اعتبر الحجتين اللتين دعيت فيهما مثل زملائي من جامعة ماليزيا الإسلامية حجا حقيقيا رغم وجود النية.
لكني لن أفعل قبل أن يحسم هذا الموقف العجيب: سمعت سابقا أن الداخليات العربية كانت تتدخل ليحرم من الحج من يصنفونه بمعاييرهم الاستبدادية.
وكنت ولا زلت استشنع جنون تفجيرات المساجد التي باتت خبزا يوميا عند أمراء الحرب الذي شوهوا الإسلام ولعل التوظيف الرسمي للحرمين من جنسها: إرهاب.
تلك قصتي مع الحج ومحو دلالة “ضيوف الرحمن”. فينبغي جعل الحرمين فوق كل الخلافات وأن تستمد السعودية منهما منزلة روحية فوق نزوات السياسة.
لم أكن لأدلي بهذه الشهادة لو لم يكن قصدي أنها هي التي جعلتني أصدق ما أسمع من شكاوى من بعض المعتمرين أو ممن ينوون الحج ويتخوفون على حريتهم، فقد سمعت أن أخويين ليبيين ذهبا للعمرة فسجنا بطلب من أحد حفاتر العرب من عملاء المخابرات فضلا عن التصنيفات التي تصدر عن حكومة السعودية.
هل ستمنع السعودية كل من صنفهم الرابوع النجس من العمرة والحج أي إن كل من يعتبرونه إخوانيا ويصنفونه إرهابيا ممنوع من اتمام أحد فروضه الخمسة؟
هل أصبح ناتن ياهو لا يسيطر على الحرم الثالث فحسب بل على الحرمين الآخرين بتوسط عملائه الذين انضموا إلى الخليج لتفجيره وجعل الأخوة أعداء؟
إذا لم يتدارك عقلاء السعودية هذا الانحدار في سياسة الحرمين فإن تدويلهما سيصبح مطلبا سنيا أكثر من كونه حاليا مطلبا شيعيا.
فليحذروا قبل الفوت.
الكتيب