_________________
مرة أخرى: حتى لا تندموا.
تعلموا الروية والصبر وسيأتونكم صاغرين إذا كان لديهم بعض إيمان بمصلحة الوطن. وهذه الشروط التي أقترحها للمشاركة في الحكم هي لخدمة الوطن وعدم المغالطة – للذات أو الغير – بالزعم أن المصلحة الوطنية تقتضي التعاون بشروط هي كلها ضد هذه المصلحة.
لا تقبلوا الدخول في الحكومة إلا بشرط التناسب بين الأوزان الإنتخابية التي تعبر عن إرادة الشعب و بشرط مراجعة برامج الأحزاب المشاركة في الحكومة حتى يكون برنامجها هو بدوره محققا للتناسب بين البرامج و مركزه من المفروض أن يكون برنامج الحكومة أي تحقيق أهداف الثورة المادية والمعنوية.
ولنضرب أمثلة:
أولا لا بد من أن تكون الحصة النسوية متعادلة بين الموقفين الحضاريين ولا يمكن القبول بالحداثيات المزعومات وحدهن. فلنساء تونس خيارات أخرى هي على الاقل مساوية القيمة في نظر الشعب.
ثانيا لا يمكن القبول بأي وزير أو وزيرة حكم عليه أو عليها الشعب بديقاج خلال الثورة أو بعد موجتها الأولى.
ثالثا لا يمكن القبول بوزراء أو وزيرات مطبعين أو مطبعات مع الكيان الصهيوني.
رابعا لا يمكن القبول بأي وزير أو وزيرة عرف عنه أو عنها الميل إلى النزعة الاستصالية أو ما يسمى بتجفيف المنابع.
وأخيرا فلا بد أن يتضمن برنامج الحكومة صراحة الالتزام بأهداف الثورة وبالعدالة الانتقالية وبمراجعة قانون الانتخاب حتى يكون بالأشخاص على الاقل في نصف النواب والبقية بالنسبية مع وضع حد أدنى لا يكون دون الخمسة في المائة للانتساب إلى مجلس النواب.
من دون هذه الشروط كل دخول للحكومة من قبل النهضة يعني الانتحار بسبب طمع بعض الذين استمرؤوا الكراسي او لهم ما يجعلهم يتصورون أن وجودهم في الحكم سيحميهم.
ملاحظة اخيرة: أقترح على الوزراء وكتاب الدولة السابقين من النهضة والذين نجحوا في الانتخابات التشريعية أن يتركوا كراسيهم لمن كان بعدهم في القوائم حتى تستفيد الحركة من شبابها وشاباتها ويتفرغ الوزراء وكتاب الدولة لخدمة الحركة وإعدادها للانتخابات البلدية والجهوية والوطنية التي قد لا يطول انتظارها.
أبو يعرب المرزوقي