ثورة الشباب المسلم- انتصارها على أعدائها لا ريب فيه

**** ثورة الشباب المسلم انتصارها على أعدائها لا ريب فيه

الكثير من المراقبين يظنون أن ما يصف به نظاما الثورة المضادة حربهم في اليمن علتها التصدي لإيران وأنا واحد منهم في البداية عندما خدعت وانطلت علي هذه الحيلة. فاتني أن النظامين همـا اللذان  حركا الحوثيين وصالح ضد الثورة في اليمن مثلما يستعمل النظام السوري مليشيات إيران ضدها في الهلال.

صدقت أن النظامين فعلا يقاومان إيران في اليمن وفي سوريا. لكن تبين أنهم مع إيران فيهما معا ضد الثورة. وكلاهما حليف إيران وروسيا ومحمي إسرائيل وأمريكا. المستهدف هو السنة والثورة في الحالتين. وما ييبن هذا الخيط الخفي هو استهداف الثورة في اليمن وسوريا وليس التصدي لإيران.

وقد سمعت أحد منظريهم وهو من حمقى الأمراء يقول: الخلاف العقدي بيننا وبين الشيعة يجعل إيران أقل خطرا من الأخوان والثورة. هم إذن يحاربون السنة والأخوان في اليمن وفي سوريا والجامع في هذا الاستراتيجية تبين من خلال الحرب على ملجأ قادة الثورة والأخوان: قطر وتركيا.

وهم لا يحاربون إلا الثورة ومعها الإسلام السني. فحربهم على تركيا وحلفهم مع مع علمانيي الأكراد يهدف إلى تهديم تركيا والعراق وسوريا خدمة لإسرائيل وليس حبا في احترام حق الأكراد لأن تركيا منذ أن حكمها من يسعى لاستعادة هويتها اعترفت لهم بكل حقوقهم الثقافية والسياسية وقبله فعل العراق.

وما جعلني استغفل في ذلك علتان: أولاهما ظني أن النظامين السعودي والإمارات مهما بلغ بهم الغباء يمكن أن يخطر على بالهم أن هذا الحساب خاطي وأن كلفة الحل الثاني أقل بكثير وأقرب إلى درء مايسمونه خطرا على أنظمتهم من الخطة التي اختاروها والتي لا يختارها إلا غبي ليس له  أخلاق الإنسان الأبي.

ما جعلني استبعد أن يكونو ا في سوريا وفي اليمن قد اختاروا التحالف الموضوعي مع من هو الخطر الأكبر عليهم في المدى المستوسط والبعيد لدرء شيئ لا يمكن درؤه لأن الاستبداد والفساد مآلهما النهاية الحتمية حتى لو أنفقوا مال قارون عى السفهاء من جنس حفتر والسيسي وبشار والحوثي.

والعلة الثانية أيضا تتمثل في أني لا يمكن أن أصدق أن القيادات العلوية والحوثية-مهما غلوا في الطائفية والاستبداد والفساد-مستعدة لتهديم أوطانهم مع علم اليقين أن المعركة خاسرة مهما طالت وليس بالتدخل الاجنبي سواء من العرب أو من إيران أو حتى من إسرائيل:الأمة استفاقت وشبابها تحفز والثورة لن تهزم.

كنت أتصور أن الحد الأدنى من العقل السياسي والحكمة كانت تقتضي أن تعارض الأنظمة التقليدية للثورة بسحب البساط واستعمال المال للتهدئة من زعم الثورة بالسلاح اللطيف وليس بالسلاح العنيف كما فعلوا في مصر واليمن وسوريا وليبييا ويحاولون في تونس. فهم يسرعون في نجاحها من حيث لا يعلمون.

فقد جرب الأوروبيون قبلهم في نهاية القرن الثامن عشر وكل القرن العشرين إيقاف المد الثوري الذي اجتهاح اوروبا وفي النهاية هزم الحلف المقدس وأصبحت كل دول أوروبا تطبق مطالب الثورة الفرنسية وإن بإشكال مختلفة كان أهدأها وأقلها كلفة ما لجأت إليه إلمانيا بخطة موحدها بسمارك.

وما أظن غبيين من جنس الأميرين اللذين يقودان الثورة المضادة والاكثر منهم غباء ممن اختاروهم للتصدي لها لهم مستوى النخب الاوروبية التي حاولت وفشلت في إيقاف المد الثوري. لكن ما حصل حصل والنتيجة الآتية لا ريب فيها هي أن الثورة والمضادة قد تربح جولة لكن الثانية ستأتي على كل العروش وأصحاب الإليات والكروش.

وهنا لا بد أن أشكر الشعبين السوري تمثيلا للجناع المشرقي للثورة والليبي تمثيلا للجناج المغربي والشعب اليمني ممثلا للمأزق المباشر الذي سينهي الثورة المضادة في عقر دارها-أميران غبيان يريدان تقسيم اليمن واستغلاله ممرا لهروبهما من إيران عنوة وليس كمشروع تنمية اقليمة بإرادة اليمنيين.

لكنهم يريدون اتباع سلوك الاستعمار هدفهم الاستفادة الأنانية وتعميم الدمار في الديار. لكن شعب اليمن له رجال ونساء من الابطال وهو الذي سيدفع أميري الثورة المضادة إلى حتفهما وسيفجرهما من الداخل. بصموده ومقاومته. وهو سيجرفهما ومعهما أداتيهما السابقة (الحوثي وصالح وجماعته) واللاحقة أعني خاصة الانفصاليين من عملاء الاستعمار الجديد للمجرمين اللذين أنهيا لحمة الخليج.

لكن ثمرات عملهما في سوريا ومصر وليبيا وتونس هي التي ستبين أن كل مشروعاتهم ضد الثورة بأءت بفشل ذريع.فالسيسي الذي نكبوا به مصر وحفتر ليبيا وبشار سوريا ومن يبحثون عنه لتونس كل ذلك خسار في خسار.

ولنتكلم أولا على الفشل الذريع في سوريا. فالنظام ومليشيات إيران بالسيف والقلم والممولان يتوهمان أنهم ربحوا المعركة وأن الثورة هزمت. وهذه من أكبر أكاذيبهم جميعا. صحيح أن الثورة لم تربح الحرب. لكنها لم تخسرها. ومن لم يخسر الحرب ضد كل من وصفت من الحلفاء عليها ربحها بالمطاولة.

الغبي بشار كان يمكن أن يبقى رئيس دولة تعترف بحقوق شعبها وكان يمكن حتى بالديموقراطية الشبيهة أن يحافظ على سوريا. ماذا فعل؟ إنتقل من وهم الحاكم المطلق إلى الدمية المطقة. كل الناس تتكلم في مصير بلاده إلا هو فقد حتى حق الكلام فضلا عن القدرة على الفعل. والشعب ما تزال مطالبه عين مطالبه منذ اليوم الأول لثورة شبابه.

أما حزب الدجال الاكبر الذي يسمي نفسه حزب ا لله وهو أقل حتى من حزب الشيطان لم يبق له إلا عبء سلاح لن يستطيع استعماله إلى للتخريب في بلدان من حالفوه على تهديم سوريا والعراق واليمن وسيأتي دورهم ليهدم ما بقي فيهم لأن الثابت أن إسرائيل ليست هدفه ولم يعد أحد يصدق كلمة من أكاذيبه.

وإيران خسرت كل شيء: من وظفها لتهديم الهلال وأطمعها في تحقيق الهلال الشيعي لم يعد بحاجة إليها وهي لم تحقق الهلال الشيعي بل حققت الهلال السني الثائرالذي استثنى منه أنفسهم أنظمة الثورة المضادة فصارت عدوا لكل شعوب الإقليم بمن فيهم شعبها الذي أخرجه الملالي حتى من ظاهر الإسلام.

وقوة إيران التي يتكلم عليها مليشيات القلم العربية خدمة لمشروع الملالي لا وجود لها إلا في عنتريات زعمائها وفي خيانات هذه النخب العربية التي تتوهم أن إيران فعلا تحارب من أجل الإسلام والقدس وهي أعدة أعداء الإسلام ودور العرب والأتراك والاكراد والأمازيع الذين يمثلون أركان تاريخه وقاعدة بنيانه.

إيران أضعف من كوريا الشمالية وهي ستقايض بقاء النظام بالتخلي عن كل ما توهمه الكثير علامات قوة وهو في الحقيقة علامات خيانة ليست جديدة في تاريخ الباطنية: خدمة الغزاة. فلا فرق عندي بين مساعدة مغول الشرق على تهديم بغداد في القرون الوسطة ومساعدة مغول الغرب على تهديمها.

لكن ابناء العراق الأشاوس بدأوا يدركون الوضع ومن علامات الإدراك المتحرر من تخريف المرجعيات الفاسدة والمساندة للخيانة والعمالة لمغول الغرب نشأ في إحدى عواصم العرب والعروبة والعربية: شباب الجنوب ا لعراقي هم من سيحرر العراق من السرطان الباطني الذي يريد تخريب الإسلام من الداخل.

ولنمر الآن إلى أغبى عسكري عرفه التاريخ الذي أصبح ماريشالا ولم يبارز حتى ذبابة واكتفي بأن أصبح بيدق إسرائيلي في مصر فماذا فعل بها شعبا ومقدرات؟ أرجع مصر إلى مرحلة قاب قوسين أو أدنى من ثورة الجياع. لم يقض على معاني الإنسانية فيها بل قضى أيضا على شروط الحياة النباتية.

وحتى أغبياء ما يسمى بجبهة الانقاذ فإنهم تبخروا لم يعد لهم وجود. لم يبق معه إلا النوع الثاني من الطائفية التي تحارب الإسلام والتي هي من جنس حليف حزب قاعدة إيران في لبنان: خونة مصر من طائفيي المسيحية المحرفة لأنها ليست في خدمة قيم المسيح بل هي في خدمة قيم الواشي به لروما.

وحتى هؤلاء فلم نر منهم الكثير من كمبارس مسرحية بابا مصر الحالي في رحلة التذلل التي عرضها السياسي إذ تصور نفسه زعيما يحق له أن يخطب في الأمم المتحدة عل ذلك يطيل في عمر نظامه التي تهاويه لا يخفى على العين المجردة: فشباب مصر بجنسيه لن يتأخر في الاستئناف الجريء.

أما طرطور الطراطير حفتر الذي هزم شر هزيمة في التشاد وصار مجرد عميل للمخابرات الامريكية فهو أقل منهم جميعا لانه دمية الدمى ومن ثم فلا يستحق أن اعلق عليه فأحفاذ المختار لا يمكن أن يهزمهم الدمى. وأما تونس فهم يبحثون عن دمية وأرى كثيرا من المترشحين للدور لكان لن ينجحوا.

كل من تكلمت عليهم تشبثوا بالقشور وتخلوا عن اللب. فسوريا كانت تصبح عامة الثورة لو لم يكن رئيسها أحمق. ولعله في الحقيقة لم يكن إلا واجهة لسلطة فعلية تستعمله وهي متقاسمة بين إيران مليشياتها وبين إسرائيل وشروط حماية حدودها. عمل غطاء دبلوماسي لدعوة القوى والمليشيات التي هدمت سوريا.

وغبيا تمويل الثورة المضادة سيفلسان بلديهما ولن ينجحا في أي مشروع سواء كان للبناء في بلديهما أو للتخريف في أقطار الثورة والبلدين اللذين قدما المساعدة لقادتهما عندما حاربهم دمى الثورة المضادة وعملاؤها وعملاء إيران وإسرائيل بتمويل غبيين يدعيان محاربة إيران تحت جناح إسرائيل.

عندما أسمع أن الإمارات تريد الاستحواذ على مواني اليمن والسعودية تريد ممرا لبترولها باقتطاع أرض يمنية أدرك ما وصلت إليه السذاجة عند هذين الغبيين: يتصوران أهم شعب في تاريخ الجزيرة العربية يمكن أن يتلاعب به أقل حكام الجزيرة أصالة وكفاء وحنكة سياسية وبعد نظر.

كان يمكن باقل من عشر ما أنفقوه في الحرب أن يؤسسوا خطة مارشال للعرب كلهم وليس لعلاقتهم مع اليمن وأن يضمنوا بقاء أنظمتهم بتعديلات طفيفة في أهوائهم وإخلادهم إلى الأرض واحترام كرامة شعوبهم وحتى أنفسهم فلا يضطروا للتذلل لإسرائيل ولترومب وهم أمامه مثل أدنى العبيد والغوافير.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي