لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
أريد اليوم أن أفكر بصوت عال مع شباب الثورة بجنسيه في الدلالة الروحية والتاريخية لما يجري اليوم في قلب الإسلام أرض نشأته الأولى أي الوطن العربي.
وأرض الإسلام الأولى من حيث الزمان ليست أرضه الأخيرة من حيث الكيان: ذلك أن الإسلام أرضه مثل صلاته جعلت كل المعمورة له مسجدا.
المعمورة كلها أرضه بالقوة.
وذلك من حيث المبدأ وتصبح بالفعل إذ يتحقق شرطه: فكل البشرية تولد على إسلام الفطرة وكلها مهيأة بالقوة للعودة إليه مهما ابتعدت ما أن يعود للإسلام نوره وإشعاعه.
ونوره هو عين حيويته وسر إشعاعه عندما يصبح أهله نموذجا لوجود الإنسان بما يحققونه من قيم القرآن: الأخوة البشرية (النساء 1) بمعيار المساوة (الحجرات 13).
وقبل الجواب عن السؤال ينبغي أن نعلم ما حال بالمسلمين عامة وبأرض العرب خاصة خلال عصري الانحطاط:
- المتقدم على الاستعمار
- ثم ما فرضه الاستعمار والنخب التي استعملها.
فعصرا الانحطاط أفقدا الأمة شرط عزة الإسلام والمسلمين:
- الاجتهاد أو التواصي بالحق
- والجهاد أو التواصي بالصبر
أعني ضامني حرية المسلم وكرامته.
- فقدان الاجتهاد أو التواصي بالحق لدى الجماعة دليل فقدان الإيمان لدى الفرد.
- وفقدان الجهاد أو التواصي بالصبر لدى الجماعة دليل فقدان العمل الصالح لدى الفرد.
- وعودة الاجتهاد أو التواصي بالحق دليل على عودة الإيمان.
- وعودة الجهاد أو التواصي بالصبر دليل عودة العمل الصالح
إنها لحظة الخروج من الخسر.
ولما كانت سورة العصر تحدد شروط الاستثناء من الخسر فإن الأمة بدأت الاستئناف إذ تسعى لتحقيق تلك الشروط كما حددتها العصر.
لكن الغاية هي ما ينتج عن هذا الخروج بداية للاستئناف: وهي مضاعفة في سياق مضاعف لهدف هو الأصل في عودة العنفوان للإنسان الحر والكريم.
فبداية الاستئناف مضاعفة:
- إنها الوعي بدور المسلمين في الكون أولا
- وهي استعداد كل مسلم روحيا وبدنيا للقيام به في كل دار الإسلام دون تمييز بينها.
وهذا ما يثبته الشباب بجنسيه في المقاومة التي أبهرت الكون ببطولاتها فهزمت كل المتدخلين في حرب الشام رغم تفرق أنظمة المسلمين السياسية التي لا تمثل شعوبها بل تعمل لدى حماتها الذين نصبوها عنوة لخدمة الاستضعاف والاستتباع بتمكينهم من الاستبداد والفساد.
والسياق مضاعف مع الوعي بالترابط:
- إنه سياق ثورة التحرر من الاستبداد والفساد داخليا أولا
- وهو سياق ثورة التحرير من الاستضعاف والاستتباع خارجيا ثانيا.
والهدف هو عودة العنفوان للإنسان المسلم الذي لا معبود له إلا الله.
وإذن فالهدف هوالآية 255 من البقرة: الكفر بالطاغوت شرط الإيمان بالله ودليله.
والطاغوت هو سلطان الدنيا أو سلطان من يتسلط على الإنسان بسلطان الدنيا فإذن الثورتان:
- أولاهما ضد الاستبداد والفساد
- والثانية ضد الاستضعاف والاستتباع.
فما كان يحول دون الثورة الأولى هو ما أصاب الفكر والاجتهاد من عقم في فهم نظرية الحكم الإسلامية: لم يبق الحكم أمانة وعدالة (النساء 58) بل أصبح خيانة وظلمـا.
وما كان يحول دون الثورة الثانية هو ما أصاب الإرادة والجهاد من عقم في فهم نظرية العمل الإسلامية :لم يبق المسلم طالبا الحياة بل راض بـ”حياة”.
ومن ثم فقد المسلم جذوة الفكر والاجتهاد وشجاعة العمل والجهاد فأصبح كما قال ابن خلدون “فاقدا لمعاني الإنسانية” وعالة على الحامية ذليلا.
لذلك كان شعار الثورة “الشعب يريد” وكان مبدؤها “إذا الشعب يوما أراد الحياة” بفهم جديد للقضاء والقدر يرجع للمسلم فاعليته التاريخية بحق.
إنها عودة المسلمين لجوهر القيم التي نزل بها القرآن الكريم: لا يمكن أن تكون مؤمنا إذا خفت غير الله وخضعت لغير قيم القرآن وشرع الله.
وقيم القرآن وشرع الله هما حرية الإنسان وكرامته بوصفه مستعمرا في الارض بقيم الاستخلاف الذي يجعل البشر أخوة ولا يتفاضلون إلا بالتقوى.
وبهذا المعنى فإن الشباب المسلم بجنسيه إذ يجتمع دون اعتبار للأعراق والمذاهب ليحمي دار الإسلام وقيمه فإنه يثبت للبشرية بداية حقبة جديدة في تاريخ تحرير الإنسان.
بعد الآن لن يستطيع أحد استباحة أرض الأسلام مهما عتا وتجبر.
فما نلحظ بدايته هو التنادي من صوب وحدب انتصارا للمستضعفين بدءا بالمسلمين.
لكن الانتصار في الإسلام هو للمستضعفين بصرف النظر عن دينهم:
- المسلمون إذ يستردون قوتهم سيطبقون هذا المبدأ الذي هو العلة الثانية للجهاد.
- والعلة الأولى هي الانتصار لفرض حرية العبادة.
- فرض الحرية الدينية أولا
- وفرض الإصلاح في الأرض ثانيا.
وبهما يزول الاستضعاف والاستتباع في العالم.
والاستضعاف والاستتباع يساند الاستبداد والفساد في الداخل من الخارج : لذلك فتحرير الإنسان عالمي أو لا يكون.
عودة الإسلام للفعل التاريخي بعودة المسلمين لشروط الاستثناء من الخسر يعني بداية ثورة التحرر والتحرير الكونيين: الإسلام ثورة عالمية.
وهي ثورة الشباب بجنسيه من منطلق الأخوة البشرية بمعيار الأمانة والعدل في الحكم وبمعيار الحرية والكرامة في التعامل بين الأفراد والشعوب.
وهذه الثورة الداخلية للتحرر والخارجية للتحرير لم يكن المسلمون قادرين عليها قبل أن يتحقق شرطان هما ثمرة الـ14 قرنا الماضية:خمس الإنسانية بدأ يسترد دوره التحريري.
أما وقد صرنا خمس البشرية بما نشغله من المعمورة ثورات وجغرافيا سياسية ومن التاريخ تراثا وقيما كونية فإن دورنا اصبح في متناول قدرتنا.
ولا يهم إن كانت الأنظمة ما تزال متنافرة. فالشباب بجنسيه لم يعد تابعا لنزواتها بل هو تجاوزها لأن دوافع فكره وفعله تحررت من سلطانها. ولا ينبغي خلطه بمن يندس بين صفوفه من عملاء المخابرات التي تهدف إلى تشويه ثورته والإسلام.
التشويه القصدي بين المصدر: فهو مخابرات أنظمة الاستبداد والفساد داخليا وسندها من نظام الاستضعاف والاستتباع خارجيا.
وهذا المسعى قد افتضح فلم يعد منطليا حتى على الرأي العام الغربي الذي أدرك أن الإرهاب صار أداة من أدوات حكم العالم وابتزاز البشرية حتى تسيطر المافية العالمية.
وكشف هذه الحقيقة وفضحها هما أول فضل للشباب العربي والمسلم على البشرية التي لم تكن تدري أنها كلها مستعبدة من هذه المافية العالمية.
ذلك أن مكر الله جعل أداتي هذه المافية العالمية تسعيان في دار الإسلام إلى استرداد ما تزعمانه من إمبراطورتين متقدمتين على الإسلام بالطغيان على خمس البشرية: إيران وإسرائيل ضد أمة القرآن ودار الإسلام.
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/