ثورة الشباب العراقي الأبي

1-في دلالة ثورة الشباب العراقي: هي ثورة تضاهي من حيث الدور في القضاء على التمدد الإيراني عاصفة الحزم بل وأكثر لأن المد انقلب إلى جزر.
2-لذلك فلا تصدقوا تأييد ما يسمى بالمرجعيات أو النخبة السياسية الحاكمة: فكلاهما يعلم أن الأنفجار آت: حيل للسيطرة. لكن هيهات. العراق يعود.
3-لا ينبغي التشكيك في وطنية شباب العراق تعميما لخاصيات مليشيات إيران العربية. فرق بين المليشيات المخترقة من الصفويين والشباب الثائر الآن.
4-الشباب الثائر يعلم علم اليقين أين ذهبت أموال العراق ومم هو يعاني ولم ليس له ما لأقرانه في الخليج من حياة مرضية على الأقل معايش ورفاهة.
5-هم يعلمون أن اللصوص الحقيقيين هم المرجعيات التي تسرقهم مرتين: مباشرة وبواسطة من تحميهم من النخب السياسية الفاسدة ولا أحد من الشباب بغر.
6-والمنتظر أن إيران التي تعلم أنها الخاسر الاكبر من هذه الثورة الشبابية ستعمل كل ما تستطيع لإجهاضها مثلما تفعل مع ثورة سوريا بتواطؤ من بعض العرب.
7-وإيران ليست خائفة من الثورة في العراق فحسب بل هي تعتقد -وهي محقة- بأن ثورة شباب العراق معدية كما اعتقدت أنظمة العرب بعدوى ثورة الربيع.
8-ولست أستبعد أن تلجأ إيران إلى حلف خفي مع الثورة المضادة العربية التي تمولها الأنظمة للحرب على ثورة الشباب العربي لتقديم حلول مزيفة للاجهاض.
9-ذلك أن نكبة الاتفاقية -والخوف من حصول ما حصل مع السوفيات بفضل التعايش مع الغرب- ستزداد بهذه الثورات على المرجعيات وسياسييها الفاسدين.
10-وقد سبق أن كتبت منذ بداية ما يسمى بثورة الخميني فبينت وجه الشبه بين التشيع والكاثوليكية وأنه سينتج نفس الانتقال من سلطان الكهنوت إلى العلمانية.
11-فبخلاف التسنن -الذي يشبه البروتستنتينة حيث ليس لرجال الدين سلطان سياسي- لا يمكن للشباب الشيعي أن يتحرر إلا بالقضاء على سلطان المرجعيات.
12-وتلك هي الثورة المنتظرة والتي بدأت في العراق واعتقد أنها ستتطور لتشمل بؤرة السلطان الكهنوتي في إيران نفسها: فهو غطاء للتحالف بين استبدادين.
13-استبداد عسكري متخف تحت اسم حراس الثورة وهو من جنس مافية العسكر في مصر وسوريا واستبداد ديني متخف تحت اسم التشيع والإمامة المعصومة.
14-وكل مؤمن بالقيم القرآنية الحقيقية وبحاجة المسلمين لتجاوز آثارا الفتنة الكبرى عليه أن يساعد شباب العراق وإيران في سعيهم للتحرر منهما.
15-ولا يعني ذلك أن السنة لا تعاني من الاستبداد. لكنه استبداد بلا غطاء ديني إلا من بعض السفهاء الذين من جنس توابع حزب النور في مصر وأمثالهم.
16-والاستبداد العري عن الغطاء الديني مكشوف. إنه يعلن طبيعته وهوحرب ليس على المواطنين فحسب بل على معتقداتهم التي تؤمن أنه لا طاعة في معصية.
17-ما ورثه التشيع عن الشاهنشاهية حررنا التسنن منه: ليس يمكن للسنة أن تقبل بفرعون وهامان. فكل رجال الدين الذين يؤدون دور هامان محتقرون فيها.
18-بكلمة: الاستبداد لدى السنة ليس له إلا القوة العنيفة. الاستبداد لدى الشيعة له معها القوة اللطيفة بما يشبه الشرعية الدينية. التحريف الشيعي أفسد الدين والسياسة.
19-ثورة الشباب العراقي هي إذن بداية التحرر من التحريف الديني لأنها تنطلق من استبداد وفساد يغطي عليهما الكهنوت المستغل للمواطن ماله وعرضه.
20-أما لدى السنة ففقهاء السلطان لا يحترمهم الشعب وهم في الحقيقة لا وزن لهم حتى عند السلطان الذي يخدمونه بل يعيشون على الصدقات لا خمس لهم.
21-وهذا ليس جديد فابن خلدون تكلم على تبعيتهم للحكام وحاجتهم المادية ومن ثم على عدم وزنهم السياسي خاصة والتصوف أخذ منهم الوساطة مع الغيب.
22-نبه ابن خلدون لدور التصوف بهذا المعنى. فهو ليس إلا رديفا للتشيع وهو قد افتك من علماء الدين السنة سلطانهم الروحي بخداعه كالمرجعية الشيعية.
23-لذلك فإن كل سلطان يفتكه رجل الدين السني فـمصدره معارضة الحكم لا خدمته وخاصة في اللحظات التي يحتاج فيها الحكم للشعب: والرموز معلومة.
24-فمن يجهل العز وابن تيمية وابن حنبل والكثير الكثير ممن عرفوا بالقول لاللحكام فأحبهم الشعب وأصبحوا رموز إرادة الأمة في منعرجات تاريخها.
25-إني آمل وأتوقع أن ثورة الشباب العراقي ستكون في آن نهاية الأحلام الإمبراطورية والتشيع الصفوي فيبقى حب آل البيت المشترك بين المسلمين.


ثورة الشباب العراقي الأبي – أبو يعرب المرزوقي

إعجاب تحميل…

مرتبط

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي