تيريزا ماي – من تهدد بالسلاح النووي؟

– من تهدد بالسلاح النووي؟ –



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



جورج كرفان : ” هل الوزيرة الأولى – هل هي- مستعدة شخصيا للأمر (باعتبارها صاحبة القرار الأخير) بضربة نووية قد تقتل مئات الألاف من الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا؟” George Kerevan : “Is she [the prime minister] personally prepared to authorize a nuclear strike that would kill hundreds of thousands of INNOCENT men, women and children?”

أجابت وزيرة بريطانيا الأولى أمس بالإيجات عن استعمال السلاح النووي وقتل مائة ألف من الناس العزل محقرة من زعيم المعارضة الذي قد يتردد فلا يفعل.

ولا يعنيني البحث في دوافعها النفسية كان يكون التنفس اللاواعي مع سالفتها تاتشر في صفة المرأة الحديدية
ولا يعنيني كذلك البعد الخلقي لجوابها.

فهي ليست الاولى ولا الأخيره من حكام الغرب الذين لا يهمهم قت ل الابرياء
فلم تكن هيروشسما وناجازاكي و العراق وسوريا ولا حتى مدن ألمانيا بعد نهاية الحرب الثانية معتدين.

تيريزا ماي – الوزيرة الأولى – “ نعم!” Theresa May: “Yes!”

السؤال الذي ينبغي وضعه هو من المستهدف في ذهن سائل الوزيرة التاتشرية وفي ذهنها هي لما أجابت لنفهم العلاقة بالظرف الراهن.

فلا يمكن ان يكون ما في ذهنهما الضربة الأولى ضد من يملك النووي ولا الرد على ضربته الأولى.
فالنووي لم يستعمل إلى حد الآن الا ضد من لا يملكه.
أو ربما ضد من تكفي الضربة الأولى الاستباقية لشله فلا يستطيع الرد.
وهي ما يعيدنا الى الاخلاق والنفسيات العامة في الغرب لا الخاصة بواحد منهم.

المعارضة التي احتجت على منطق الوزيرة الأولى بخصوص السياسة النووية حفاظا وتجديداونتائجها العكسية في منع انتشار السلاح النووي .وكان رد الوزيرة باتهامها بأنها ممن يدافع على أعداء بريطانيا

اعني أخلاق الدول الاستعمارية ونفسياتها لا أخلاق الوزيرة ونفسيتها.
فاخلاق حكام الغرب الحديث هي بربرية الجبناء ورعاة البقر.
ليس لهم أخلاق الفرسان الشجعان.
وهذا ما أريد الكلام فيه.
وسيكون تحليلي من جنس تأويل الأعراض المرضية لنخب الغرب الآفل رغم وهم القوة الظاهرة.

يمكننا الآن أن نحدد بدقة من ينوون ضربه بالنووي
إذا فشلت الفوضى التي أصبحت عقيما وظنوها خلاقة
وفشل الانقلاب الأخير لـمنع استئناف دور السنة.
فالعلاقة بانقلاب تركيا بينة.

طبعا لن يكون هدف الضربة تكرار خطأ افناء الهنود الحمر واضطرارهم لاستيراد السود عبيدا يخدمونهم بل يريدونها بطريقة انجع:
يكفي تهديم عواصم الاقليم السني لارجاع السنة الى القرون الوسطى حتى يستأنفوا عصر استعمار جديد بشروط أفضل:
البلاد والعبيد والنخب الجاهزة لخدمتهم.

فبريطانيا التي خرجت من أوروبا مخيرة بين حلين:
فاما أن تصبح جزيرة حقيرة تابعة لمستعمرتها السابقة امريكا
أو مغامرة امبراطوريتها التي أفلت بعد الحرب الثانية
(من هنا كنا السؤال حول أداة الامبراطورية: الأسطول).

فالشرق الاقصى محمي بقوته الذاتية.
وإذن دار الاسلامي هي المجال الوحيد القابل للاستعمار ثانية وذلك لعلتين
اولا لأن جل حكامه ونخبه عملاء
وثانيا هو عاجز عن الحماية الذاتية فكل دوله محميات غربية بدليل القواعد.

في ذهن المجيبة عن السؤال أنه يمكن تكرار ما حصل بعد الحرب العالمية الأولى
وقصد يقتضي ذلك اذن ويكون ذلك بضرب تركيا مثل المرة الأولى.
واذن فـمثل المرة السابقة لا بد من ضرب تركيا.
وهذه المرة الخونة العرب غير كافين للمهمة.
لابد من عناصر أخرى.
فتركيا لم تبق الرجل المريض.

وهذا لا يكفي لا بد من شرطين آخرين لانهم يعلمون أن أمرين جديدين قد جدا بعد ثورة شباب الاقليم
فالجديد الأول هو أن شباب الاقليم كله أصبح مع تركيا وهذه قوة لا تقهرلانها زصف مليار من الشباب
والجديد الثاني هو أن الحروب الحديثة عالمية بالطبع بسبب انتشار الشعوب وتداخلها. والحدود لم تعد حائلة دون القتال الشامل.

من هنا حاجتهم للامرين التاليين
الأول: لا بد من ادخال تركيا في حرب اهلية
والثاني لا بد من طردها من الحلف الاطلسي بأي تعلة.

واذا لم يكف ذلك كله كان يصبح لجواب تاتشر الثانية دلالة الحل الأخير الذي عبرت عنه بما يجعلها تنافس تاتشر.
ذلك ماحاولت بيانه باستدلال منطقي لاني أكره الكلام على العواهن.

وطبعا فمثلما استنتج ما وراء سلوك الأعداء واستراتجيتهم بمنطق صارم فيمكنني وضع استراتجية البدار والسبق لاحباط خطط الاعداء بنفس المنطق.
وقد كتبت الكثير في ذلك.
لكن ليس للصيحة في الوادي أثر.
ولا حول ولا قوة الا بالله في أمة صار جل حكامها ونخبها أعدى أعداء مناعتها المادية وحصانتها الروحية.

أعود الآن إلى الكلام الخلقي والنفسي بخصوص نخب الغرب وليس حكامه فحسب.
فعندي ما يلي:
لا فرق خلقيا بين جل نخب اي دولة غربية و داعش إلا برداءة وسائل هذه وتطور وسائل أولئك.

ومن ثم فارهاب دول الغرب اكثر واكبر من إرهاب داعش
لانه اولا ليس للدفاع بل للهجوم
ولانه ليس الحل الوحيد بل هو نتيجة مرض ثقافي علته خوف الجبناء.
فالامم الشجاعة لها اخلاق الفرسان.
ولفهم ذلك قارن فتوحات المسلمين في العالم والاستعمار الغربي بعدهم.
لم يفن المسلمون أي شعب ولا اي ثقافة.
والمحافظة على كل الأديان والمذاهب بما فيها المسيحية واليهودية لم تتحقق إلا في دار الإسلام.

ما الفرق بين من ينوي ضرب مدينة بالنووي والارهابي الذي استعمل شاحنة لدحس الابرياء في نيس؟
أو بين من محى ناجازاكي وهيروشيما ومن استعمل طائرات النقل لضرب البرجين؟
نوع السلاح لا غير.

ما الفرق بين أوباما الذي يأمر الدرون وخليفة داعش المزعوم الذي يامر سائق المفخخات؟
تقنية السلاح لا غير.
كلاهما يؤمن بالقتل الاعمى.

وما لم يتحرر الضمير الانساني في العالم من هذين الارهابين فإنه آيل حتما الى حرب كونية.
ويتوهم من يظن نفسه الأقوى.
ففيها تتعادل كل الأسلحة في منع الحياة المدنية السلمية في العالم كله.

هل يعني ذلك أنه لا وجود لمعايير خلقية للتمييز بين الإرهابي وغير الإرهابي؟
أو هل يعني ذلك أن القوي هو الذي يحددها؟

يوجد معيار خلقي بيّن غير ما يفرضه الأقوياء:
يكفي أن نقيس ما يجري بين الدول على ما يجري في أي دولة.

ففي أي دولة نستطيع أن نميز بين المجرم واللامجرم بمرجعيتين قانونية وما بعد قانونية.
القانونية هي الحد الأدنى
ومابعد القانوني شرعية القانون.

ذلك أن المظلوم الذي يحتج ضد الظالم يمكن أن يعلل عدم حصوله على حقه
إما بانحياز القاضي في تطبيق القانون
أو بعدم شرعية القانون نفسه.

إذا طبقنا ذلك على ما يجري في الأمم المتحدة سنلاحظ الأمرين أيضا:
فمجلس الأمن لا يطبق القانون الدولي بعدل
والقانون الدولي نفسه ليس عادلا.
والمعيار الاول ينتسب إلى القانون الموجود والوضعي من حيث عدل تطبيقه
والثاني ينتسب إلى أخلاق القانون وهو إذن ليس وضعيا بل هو أساس شرعيته.

لكن أمريكا والغرب يعتدون حتى على الحد الأدنى أي إنهم إذا أرادوا لن يستعملوا الأمم المتحدة بل يضربوا من يريدون من دون حاجة للقانون الدولي.
ومن يهزأ بالقانون الدولي رغم نقائصه لا يمكن أن يمتثل لأخلاق القانون وأساس شرعيته.
وهذا هو تعريف الإرهاب في عمل الدول داخليا وخارجيا.

فالإرهاب في عمل الدول داخليا هو ما قلناه عن القانون الوطني بمستويي العدل
فيه القانوني الوضعي والخلقي المؤسس للقانونية عامة.

وبنفس المستويين يمكن تحديد الإرهاب دوليا
هل استشار أوباما الأمم المتحدة في استعمال الدرون؟
بأي شرعية يعتدي على حدود الدول ويصطاد من يصفهم بالإرهاب دون اثبات فضلا عن قتل سواهم من الأبرياء تسليما جدليا بأن من يستهدفهم ليسوا أبرياء بحكم قانوني شرعي؟

ما الفرق حينئذ بينه وبين ما يذهب لمدينة غافل اهلها فيدهس مواطنين فيها أبرياء؟
الفرق ليس خلقيا ولا قانونيا فكلاهم مناف للقانون والأخلاق
اللافرق هو ما جعل قِردة بريطانيا التي تريد أن تثبت أنها تاتشر الثانية تقول ما قالت:
أنا قوية ونذلةوأستطيع أن أفني مدينة لإرهاب الضعفاء.
فيكون هذا السلوك الذي يريد به الأقوياء أن يفرضوا إرادتهم علة ذلك السلوك الذي يريد به الضعفاء أن يدافعوا عن كرامتهم ولو بأداة بدائية.

حصيلة القول أن إرهاب الضعفاء علته إرهاب الأقوياء سواء في علاقة المواطنين في الدولة الواحدة أو علاقة الدول في ما بينها.
الإنسانية أمام امتحان.

ولهذه العلة وضع القرآن الكريم قانون العلاقات الدولية وأخلاق الحروب بين الدول قياسا على قانون العلاقة بين مواطني الدولة الواحدة وأخلاقها.
وهذه القوانين أساسها الخلقي الذي يضفي عليها الشرعية حددته
النساء 1 (الأخوة البشرية)
والحجرات 13 (لا تفاضل إلا بالاخلاق)
ونظمته النساء 58.

وهي قد نظمته بأن جعلت الحكم الوطني ومثله الدولي أمانة (الحاكم مؤتمن على إرادة الجماعة) ليكون حَكما عادلا بين الأفراد والدول.

هذا جواب الإسلام.
ولهذه العلة هم يحاربونه.
لأنه هو الذي يلغي علل الإرهاب سواء كان هجوميا
وهو سياسة الاستعماريين
أو دفاعيا
وهو الرد عليها بأدنى الوسائل.

ولتجنب الحاجة إلى الرد بأدنى الوسائل الناتج عن تقصير من صار ضعيفا جاءت آية الردع أي الأنفال 60 حتى يكون الجميع حاميا لذاته وراعيا لها.
لكن المسلمين لم يعملوا بها.

لذلك أمكن لهذه الشمطاء التي تنافس تاتشر بأن تهدد المسلمين والمسلمين وحدهم لأنها لا تستطيع أن تهدد غيرهم.
فالصين والهند وروسيا وحتى كوريا الشمالية تعلم أنها لا تستطيع تهديدهم لأنهم يمكن أن يردوا بما يقضي على جزيرتها وليس على مدينة واحدة.

وما كنت لأعلق على هذه الشمطاء لو رأيت التعليقات التي قرأتها قد نظرت في القصد من ورائها فردت بخطاب اخلاقوي سخيف مع من لا خَلاق ولا أخلاق لهم

لم أتعود على خشية لومة لائم في قول الحقيقة عارية:
نحن المسؤولون على ما يحصل لنا ليس جيلنا وحده بل أجيال كثيرة فرطت في شروط الحماية والرعاية.
كل دولنا إمارات طوائف من جنس ما قضى على الأندلس.
كلها محميات كانت للغرب مباشرة ثم هي الآن لذراعيه إيران وإسرائيل:
ذلك هو مرض الامة الدفين.

ولأثبّت المصطلح :
ففي القانون الوطني يكون الحكم إرهابيا إما بعدم تنفيذ القانون بالعدل أو بفرض قانون غير عادل أو بهما معا:
داؤنا الداخلي
والإرهاب الدولي كذلك يكون إما بالتطبيق غير العادل للقانون الدولي الموجود أو بوضع قوانين دولية غير عادلة أو بهما معا: هم وإسرائيل فوق القانون
فما يسمونه قانونا هو في الحقيقة إرادة الأقوياء
سواء في الدولة الوطنية
أو في النظام العالمي.
ودولنا محميات للمستعمر وذراعيه.
داؤنا الثاني

وقد سميت الداء الأول بعلته اي الاستبداد والفساد
وسيمت الداء الثاني بعلته وعلة علته أي الاستضعاف والاستتباع.
فنكون نحن المقصودين بالتهديد.

ذلك ما سعيت لبيانه بالاستدلال المنطقي الصارم آملا أن يكون الشباب صبورا على متابعة مراحل الاستدلال حتى يتعلم التحليل بنفسه ويستقل بفكره.


– من تهدد بالسلاح النووي؟ –


يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي