تــــــــــــونس
– أليس من العار أن يدنس دم الثوار؟ –
لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
هل رئيس الدولة جدي أم يعاني من الخرف؟
هل يعقل بعد ثورة قام بها شعب يطلب الحرية والكرامة أن تبدأ أولى سني الجمهورية الثانية بمقترح العفو على اللصوص وتنتهي بمقترح التخفيف على الزطالة؟
والعفو على الزطالة هو في النهاية تحرير لسوق بيع الزطلة.
ومن ثم فهو من جنس العفو على اللصوص بل وأكثر:
إذ سيزداد الطلب ومعه التهريب ذراع الإرهاب.
هل للرئيس مستشارين ينصحونه أم مغررين و”دزازة مشنقة”؟
كنت أنتظر أن تكون غاية حياته تكفيرا عما تقدم منها.
الاقتصاد والشباب لا يعالجان بالتي هي الداء إلا إذا كان الهدف دفع الشعب إلى الهاوية.
صحيح أن منطق أبي نواس ليس بعيدا عن العهد الجديد والخلط بين الحداثة وفضلاتها وأمراضها.
لكني بدأت أشك في عمل دولة رعوانية تنطّع بعض وزرائها يتصورون أهانة منظوريهم حزما وجدية.
ونخبها يتصورون أن “الباربكيو”في الشعانبي لبعض سخيفات النسوية التونسية يمثل دليلا على النصر في معركة إرهاب جله سببه معاركهم على السلطة ومحاولات دفع الشباب لليأس من طريق الإصلاح السلمية.
يتكلمون على التوافق ويريدون أن يسيطروا على الدولة بتوزيع المسؤوليات على الاصحاب والأحباب لممولي الإرهاب الرمزي والمادي -وطريق التوافق اقترحته منذ بداية الثورة وعرضته نسقيا في حوار مع محطة سوسة الإذاعية منذ 20.2.2013– لكنهم فضلوا الإطاحة بالدولة ماديا وروحيا.
فماديا هم من قضى على مهابة الدولة وأفسدوا خدماتها بأن منعوا التغيير في البلديات لتنتشر النفايات حتى يتهموا الحكومة الشعبية بالقذارة التي هي جوهر هذه الحثالة المستبدة بالدولة وشجعوا النقابات والاحتجاجات التي أوقفت اقتصاد البلاد وبالغوا في استضافة لجان التقويم الدولية والخبراء المزيفين لإحباط الثورة والثوار.
وروحيا وظفوا بعض الفاجرات والفجار وكل الدجالين في الدراسات الدينية والفلسفية المزعومة ممن لا دين لهم ولا عقل الذين حطوا مستوى التعليم والثقافة باسم تحديث قشري وسطحي لتحدي كل القيم حتى باتت كل فضاءاتهم مجالس دعوة للانحطاط الخلقي والفكري والقيمي.
ثم ها نحن نرى كبير الحي للزمر نافخا لا يتفوه إلا بالريق البارد أو الضمار البلدي الذي استعمله للحط من أبناء الشعب “اللمارك” كما قال:
يبدأ سنته الأولى بمقترح العفو على السراق باسم المصالحة
ويختتمها بمقترح التخفيف عما يشجع تجارة الزطلة التي سترت على التخفيف القانوني المقترح.
وهذه ليست دولة بل مجمع مافيات تتناحر على الخلافة في حزب عديم الهوية وفي دولة عديمة الحصانة القوية تخصص لأثر جانبي من علاجات سياسة من عادوا بعد ستة عقود يريدون مسحها في ثلاث سنوات من حكم الترويكا.
وحتى نصف العقد الذي مر بعد الثورة فمآله إلى إفلاس الدولة علته سعيهم لافتكاك السلطة بكل الوسائل وأهمها إيقاف وظائفها و”تبريك” الاقتصاد.
ويكفي دليلا أن الكثير من أعضاء هذا الحزب من خارج الدساترة انتهازيتهم يبينها أنهم خانوا الأحزاب التي أوصلتهم للمجلس التأسيسي.
ففي ظل حكومة ضعيفة بات بعض الوزراء يتصورون أن البلطجة ضد منظوريهم دليل على الحزم ومهابة الدولة وهي في الحقيقة استخفاف رعاة القانون بالقانون.
مثال ذلك أنهم جرأوا النقابات على الدولة لما كان الحكم بغير أيديهم ثم هم الآن يجرأون وزير التربية على المعلمين بدعوى التصدي للإفراط النقابي والشعبوية الإصلاحية الزائفة لتعلقها بالقشور والبثور.
وحالوا دون إصلاح المنظومة الصحية لما كان الحكم بأيدي غيرهم ثم أطلقوا سخافات وزير يتجرأ على الأطباء في تنافس مع بلطجة وزير التربية.
فلا الصحة ولا التربية تصلحهما التظاهر بالحزم من دون جدية العزم.
ورئيس الوزراء لا حول له ولا قوة
وزير الشؤون الدينية يتلقى الأوامر من أحد وزرائه وبعض صقور النداء تبين الآن أنهم لا يخدمون الدولة بل يستخدمونها.
لذلك فمن حقي كمواطن أن أسأل من يحكم تونس؟
مافيات التهريب والزطلة والارهاب الموظف والوزراء البلطجية ورئيس الدولة الذي بدأنا بقانونيه.
سياسة التخابث و”الضمار” التونسي وتدبير الراس ككل بزناس ليست سياسة معبرة عن ثورة تريد في آن تحقيق شروط الحرية والكرامة وتتجاوز سخافات التحديث المستبد والفجور.
من يأمر الجيش التونسي حتى يدخل في مسخرة “الباربكيو” في الشعانبي؟
أهذا أمر يليق بجيش الثورة الذي كنت من المفاخرين بمواقفه عند الشدة؟
كنت أتصور أن رئيسا يدعي مثالا له بورقيبة وفي عمر لا يسمح بإضاعة الوقت كان ينبغي أن يقوم بما يمثل علامات طريق مجد من ثار لا طريق العار الذي يعود إلى الاحتماء بنفس الاستعمار.
مدحت وقوفه ضد من أراد أن يشري انقلابا على منوال جريمة السيسي.
لكن ما يحصل الآن يمكن لا قدر الله أن ينتهي إلى نفس المآل بهذه الأعمال.
فالدولة إذا تردت قياداتها انهار بنيانها على الجميع.
نبهت في مقالي الأخير عندما تساءلت في ما يشبه رسالة مفتوحة ثانية وجهتها إلى الرئيس ضمنيا بعد الأولى التي كانت صريحة ولحقها ما ظننته توجها بناء لم يشفع بأي تطبيق.
لذلك فبوسعي القول إن الرئاسة لم تتجاوز الصغائر نحو الجلائل.
تــــــــــــونس
– أليس من العار أن يدنس دم الثوار؟ –
يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/