1-تساءلت عما بدا لي لغزا محيرا: كيف أمكن لإيران أن تمول سياسة التمدد خلال الحصار الذي اضطرها للقبول بالاتفاقية النووية المذلة وأبقت مع ذلك على هذا التمويل؟
2-ولم يتبين لي الجواب إلا بعد بروز ظاهرتين أولاهما أفصح عنها الراي العام الخليجي مؤخرا والثانية أبرزته بحركة الجنوب العراقي الآن.
3-ما ثار عليه الجنوب العراقي أو الفساد في العراق هو في الحقيقة الطريقة التي استعملت بها إيران أموال العراق لتمويل سياستها التوسعية.
4-لكن ذلك لا يكفي بل لا بد من مصدر آخر وهو حسب رأيي الظاهرة التي عبر عنها الرأي العام السعودي مؤخرا: أين يذهب الخمس الذي يجمعه شيعة الخليج؟
5-أمريكا تعلم ذلك ولم تطبق عليه ما تطبقه على مراقبة الزكوات والصدقات السنية.فسياسة التمدد الإيراني جزء من خطة التصدي للسنة في الإقليم
6-ولما كان الشعب العراقي وشيعته بالذات تحركت والمسألة طرحت في الخليج فإن النتيجة ستكون واحدة من اثنتين ولا ثالثة لهما حتى لو رفع الحصار.
7-النتيجة الأولى اضطرار إيران لتمويل تمددها من خزينتها وهذا سيسرع ثورة الشباب الإيراني الذي يريد أن يتمتع مثل الدول البترولية بالعائد.
8-أو تضطر إيران للحد من سياسة التمدد المعتمد على تمويل المليشيات والاكتفاء بتحريك الصراعات الطائفية بالقوة الناعمة بمنطق العصا والجزرة.
9-ومنطق العصا هوتحريك الطائفة في دول الخليج لتساوم بهم والجزرة هي التظاهر بتوخي سياسة تعاون إقليمي بدءا بالدول الهشة في الخليج وقد فعلت
10- أتصور القيادة الشابة في السعودية دارية بذلك: فولي العهد الذي تشرفت بلقاء المرحوم والده في بيت الحكمة أراه بفطنة أبيه لن ينطلي عليه الخداع.
11-فإلى متى يبقى الخليج ممولا لأعدائه إما مباشرة بطريق إعلامه الذي لا يخدم إلا سياسة أعدائه أو بصورة غير مباشرة من خلال تمويل الثورة المضادة بوعي أو بغير وعي؟

تمويل التمدد الإيراني ما سره؟ – أبو يعرب المرزوقي