تلازم الثورتين ضرورة استراتيجية

1-هل التكامل بين الثورتين ثورة التحرر من الاستبداد والفساد (تونس أ – ب – ج – د – هـ ) وثورة التحرير من الاستضعاف والاستتباع (الحرم) استراتيجي وبنيوي دائم أم هو تكتيكي وظرفي لا يدوم ؟
2-سألت في كلامي السابق على التلازم بين النجاحين المأمولين ( أ – ب – ج – د ) من الأمة والفشلين لا قدر الله اللذين يريدهما الأعداء وأجبت بأن الوضع يوجب الاستراتيجي.
3-اعتمدت على أمرين: الأول مطامع الأعداء في ورقتي الحرم أي الثروة المادية والثروة الرمزية والثاني هو الطابع الوجودي للخطر الداهم على النظام نفسه (وهم يسعون للفتنة في الأسرة الحاكمة خاصة فضلا عن تحريك الطائفية).
4-وإذا كان الأمر الأول ليس بالخطر القاتل لأن مقاومته ممكنة حتى بالوضع الحالي للنظام فإن الخطر الثاني هو الذي يقتضي إجراءات عاجلة وحتمية.
5-ولست أنوي التدخل في الشأن الداخلي للسعودية. ولكن بلغة الجراحة فإن الإقليم لم يعد في وضع الجراحة بالتخدير الموضعي بل هو خاضع للجراحة بالتخدير الشامل.
6-الغرب وذراعاه ومليشياتهما الخمسة أعدوا الأرضية بتنويم شامل أعاد إلى الفعل الفتنة الكبرى ومكن للفتنة الصغرى لتصبحا سيدتي التخدير.
7-ماذا أعني بالتخدير الشامل: جعلوا مناخ الرأي والفكر والتحليل يدور حول معارك الفتنة الكبرى (التشيع) ومعارك الفتنة الصغرى (العلمانية).
8-وكلتاهما تركزان على شيطنة السنة عامة والوهابية خاصة لأن السعودية هي التي مثلت جدار الصد منذ خمسين سنة في خمس مرات أريد درسها لأهميتها.
9-فلنذكر بالمرات الخمس وكلها إقليمية ودولية:1-الأخوة الإسلامية 2-التضامن القومي3-التضامن الخليجي 4-صد الغزو الشيوعي 5-ضد الصفوية حاليا.
10-فالأخوة الإسلامية هي التي حمت الأمة من مد الانقلابات القومية التي كان يتزعمها عبد الناصر مع ما ترتب عليها من إحياء سياسي لرابطة الدين.
11-لا شك أن الكثير يتهم هذا العمل بأنه توظيف أمريكي ضد التحرر في الوطن العربي.قد يكون.لكن المهم أن المسلمين تجاوزوا مجرد اللقاء في الحج.
12-ولا يمكن لأي كان أن ينكر أن هذه اللقاءات على ندرة نتائجها حققت أمرين مهمين: 1-تقوية النشاط الدعوي في دار الإسلام و2-و الوصل الحي بين شعوب الأمة.
13-ولعل أكبر نتيجة حتى وإن افشلوها هـي ظاهرة أربكان وما سعى إليه من تحقيق تعاون إقتصادي إسلامي يمكن أن نعتبره بداية اللقاء المطلوب الآن بين قطبي السنة.
14-التضامن القومي. فمهما كان ما كان بين الوهابية والناصرية فإن لاءات الخرطوم الثلاثة وإيقاف ضخ البترول في 73 هما ما أنقذ به المجاهد المرحوم فيصل مصر.
15-وجمع الأخوة الإسلامية مع الرابطة القومية دليل قاطع على وعي استراتيجي عجيب رغم أن الكثير يتهم قيادة السعودية بأنها ألعوبة بيد الغرب.
16-وقصدي أن تخريف دجال مصر والمغرر بقياداتها يخطئ عندما يتصور أنه أكثر فهما للوضع من قيادات السعودية التي يتصورها بدائية: أنقذتهم من حماقتهم مرتين. ونتمنى الانقاذ الثالث.
17-وليس في ذلك أدنى مدح لأن السعودية لم تفعل ذلك تفضلا على غيرها بل هي قامت به لعلمها أن بقاءها وحدها هو نهايتها إذ هي ستصبح لقمة سائغة.
18-هي إذن استراتيجية ناتجة عن وعي بمعادلة المنطقة والعالم ودور الوصل بين الأخوة الدينية والأخوة القومية بخلاف غباء من جعلوهما متعاديتين: نفس الغباء الاستراتيجي للخرف مستشار الجحشين.
19-نأتي الآن إلى التضامن الخليجي وهذا هو الأقرب إلى الأذهان: الكويت ثم البحرين ثم اليمن. ضم اليمن للأمن الخليجي تلك هي الاستراتيجيا.
20-وذلك كله ليس بدافع الإيثار ولا بدافع الأثرة لأن الأمر ليس نفسيا بل هو استراتيجي وإذن فالدافع هو شروط الأمن الإسلامي والقومي والخليجي.
21-وكان من الصعب حينها تبين الأمر وتقديم الدليل لأن ما يسمى بعدم الانحياز كان ينافس العودة إلى الروابط الأمتن في التحرر من التبعية التامة للقطبين.
22-والدليل القاطع -رغم أن أدعياء التقدمية يحقرون منه- هو الدور الأساسي في إيقاف المد الشيوعي في العالم الإسلامي من خلال حرب افغانستان.
23-يزعمون أن السعودية كانت دمية بيد الأمريكان في حربهم على السوفيات: حسنا لكن أين تكونت أول دولة شيوعية في الوطن العربي؟ أليس على حدودها؟
24-بيت القصيد: الإسلامي والقومي والخليجي الواصل بينها جميعا إيجابا روابط أهلية لكن الرابط سلبا هو الوضع الجيوسراتيجي وعلامته هذا العامل الاخير.
25-نراه الآن: فضالة السوفيات والشاهنشاهية والصهيونية والصليبية والقومية الفاشية هدفها جميعا السيطرة على دار الإسلام: ولم يبق إلا قطباها.
26-وقطبا دار الإسلام هما بداية دولته وغايتها تمثيلا لهما بالخلافة العربية وبالخلافة العثمانية: هما المستهدفان حاليا: المعركة الحاسمة.
27-التكامل بين الثورتين استراتيجي لكأنه قضاء وقدر ليس لأحد فيه خيار: إذا لم تصمد السعودية وتركيا ومعهما قطر السباقة فإن السنة إلى زوال.
28-أعتقد أن ما توصلت إليه بالتحليل المنطقي سابقا أثبته الآن بالتحليل التاريخي لأدوار السعودية وشرعت فيها تركيا والسبق لقطر باعلامها خاصة.
29-لكن الفضل كله بعد الله هو للشعوب التي ثارت في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والآن خاصة في العراق وهي الضربة القاصمة للثورة المضادة.
30-وإذا كان تغول إيران وإسرائيل والمليشيات قد بلغ غايته بعد ضرب العراق كنظام فإن نهايته هي ثورة شباب العراق وتحرره من قدم أخيل: الطائفية.
31-وما أخشاه على العراق الآن هو أن حمام الدم الممكن قد يكون ما يجري في سوريا لعب أطفال بالقياس إليه: لا بد من نجدتهم قبل فوات الأوان.
32-إيران تعلم أن نجاح الثورة في العراق يعني نهاية كل الأحلام والخطط التي يتصورونها بلغت مرحلة النضوج. لا ينبغي ترك العراق لها مرة أخرى.
33-وهذا أيضا ليس تفضلا: فبوابة الخليج وثغر الوطن العربي الشرقي هو العراق مثله مثل المغرب العربي لأن قلب الإسلام وقاطرته هو الوطن العربي.
34-ليس بعد الدليل المنطقي والمفهومي أولا والدليل التاريخي والحدثي ثانيا دليل. آمل أن أكون قد بلغت ما أشعر أن الشباب بجنسيه يغفلوه.
35-إذا كانت سني لا تسمح لي بالجهاد باليد فإنـي أجاهد باللسان وبالقلب وبما ينقل ما في القلب إلى اللسان وما في اللسان إلى اليد والله المستعان.


إعجاب تحميل…

مرتبط

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي