تأملات فلسفية – التحرر من التحريفين الديني والفلسفي – 2 من 7

الجزء الثاني



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



تمهيد:

نواصل التأملات الفلسفية (في هذا الفصل الثاني)- وننطلق من مقدمتين:
الأولى تذكير بشبكة مستويات التوحيد بالأحياز.
والثانية مراحل المآل إلى تحريف الفكر الفلسفي في الغاية.
لكننا سنقدم الثانية على الأولى فنبدأ بالمراحل قبل الشبكة بإطلاق اسم عليها يبين طبيعتها:
إنها مراحل الفشل المتدرج لكل”ميتافيزيقا ممكنة” بلغة كنط والبديل المحرف منها.

المرحلة اليونانية

وبشيء من التبسيط الضروري يمكن القول إن هذه المراحل:
1-يونانية
2-فعربية
3-فلاتينية
4-فأوروبية حديثة
5-فأوروبية مابعدحديثة عودة للشرق القديم.

المرحلة اليونانية صاغها أفلاطون وأرسطو لكن سرعان ما اختطلت بمزيج من فكر ديني وسحري بسبب الخلط بين الفلك والتنجيم والغنوصيات الوهمية.
لن نطيل الكلام عليها لأن ما يعنينا هو اللقاء الثاني بالغرب الأوروبي لا الأول باليونان الذي تجاوزه فكرنا تجاوزا يمكن اعتباره قد مثل مرحلة معدة للحداثة وحتى لعلاج مآلها ومآلها ما بعدها كما سنبين إن شاء الله.

المرحلة العربية

المرحلة العربية حاولت التخلص مما شابها لكن الأمر كما في حالة العملة المزيفة التي تغلب الحقيقية فآل أمرها إلى ما عرفه منها التصوف الفلسفي المعلوم.
وهذه المرحلة هي التي تعنينا خاصة من حيث دلالتها في علاقة بمسألتنا:

نعلم أن ابن خلدون حاول دحض العلوم الزائفة والتحريف الميتافيزيقي موضوعنا.
وقبله حاول ابن تيمية نفس المحاولة بعمق أكبر ولكن دون تطبيق على العلوم بل بالردود على الكلام والتصوف والفلسفة وهو من عيوب فكره: اسلوب خصامي يفسد عليه نسقية الفكرة فيعسر فهمه.

يكفينا أن نقدم عنوان النقد الخلدوني الذي هو تعبير دقيق على ما تقدم عليه عند ابن تيمية دون صوغ الفلسفي المفيد:
مفهوم رد الوجود إلى الإدراك.
وهو بذلك حدد طبيعة التحريف وأرجعنا إلى بدايته الفلسفية حتى وإن كان ابن خلدون يجهلها لأنها لم تكن متوفرة في عصره:
شذرة بارمينيدس الخامسة.

فالشذرة ترد الوجود إلى الإدراك بالقول إن الوجود هو النوس والنوس هو الوجود.عبارة ملتبسة أصبحت بلغة هيجل الواقع هو العقلي والعقلي هو الواقع.
وهي ملتبسة لأن العقل معنى متشابه.

أي عقل؟
عقل الإنسان أم عقل مطلق مطابق للوجود؟
لكأن مسلما قال: الوجود هو اللوح المحفوظ
واعتبر اللوح المحفوظ هو عقل الإنسان.

ومعنى ذلك أن وهم هذا المبدأ المؤسس يظن الوجود مطلق الشفيف والعقل الإنساني مطلق النفاذ إلى أسراره ومن ثم فالوجود هو ما يدركه الإنسان لاغير.
بعبارة دينية هذا التصور ينفي الغيب في الوجود لأنه يطلق العلم الإنساني برده إياه إليه.

الأمر إذن قديم منذ شذرة بارمينيدس الخامسة: وجود = عقل.
وفي ذلك تأسيس للجبروت النظري ويستنتج منه الجبروت العملي:
فمن يدعي علم الحقيقة بإطلاق يكون موقفه العملي وجوب فرضه على الجميع بالعنف حتما.

لم يتمكن الفكر الإسلامي من الخروج من هذا المأزق فانقسم إلى موقفين
باطني يؤمن بهذه الخرافات ويلجأ إلى العنف والإرهاب لفرضها بتقية دينية.
وموقف سني غبي دام إلى أن تحققت القفزة النوعية في المدرسة النقدية.

كان الموقف رفض الفلسفة لظنه حقيقتها هي ما موقف الفكر الباطني من الحقيقة.
وقد رمز ابن تيمية لتجاوز هذا الموقف الغبي بأن فسر مدلول “من تمنطق فقد تزندق” لأن حل الغزالي الذي أراد أن ينقذ المنطق كان قريب الغور .
فهو لم يدرك الأساس الميتافيزيقي للمنطق الأرسطي أو بصورة أدق لم يتمكن من تحرير المنطق من الأساس الميتافيزيقي البين في التحليلات الثواني.
فمن دون نظرية المعرفة القائلة بـ”الحقيقة المطابقة “يمتنع أن يكون المنطق الأرسطي معيارا يتجاوز نسقية الخطاب إلى اكتشاف نسيج الحقائق الوجودية.

لذلك فالمنطق الأرسطي يفترض أن نسيج الوجود مطابق لنسقية الخطاب أوبصورة أدق يرد الأول للثاني أي إلى الهيلومورفية أو النموذج الصناعوي البدائي.
وعندما تترجم هذه البنية المعرفية تكتشف أنها تعود إلى “الإنسان مقياس كل شيء” السوفسطائي المعلوم.
ما فسر به ابن تيمية “من تمنطق فقد تزندق”.

وكم سخر سخفاء التفلسف من هذه الجملة ظنا أنها مجرد موقف يمكن أن يهزأوا منه بل ويتهمونه حتى بالتكفير لفقدان البصيرة الفلسفية والجهل بابعادها النظرية.
فهو قد فسرها بمعنيين:
1-تزندق في النظر (أي جعل الإنسان مقياس كل شيء)
2-وتقرمط في العمل (اي التقية الدينية أداة سياسية).
لذلك ففكره أعمق فلسفيا من فكر ابن خلدون.

المرحلة اللاتينية

ولنمر إلى المرحلة اللاتينية.
ماذا حدث؟

بخلاف سخافة ما ينسب لابن رشد فالنهضة الغربية انطلقت برفض الرشدية لا بتبنيها والغاية في هذا الرفض ما كتبه لايبنتس.
والرفض كان دينيا وفلسفيا في آن.

بدأ الفكر اللاتيني فتحرر من الرشدية التي كفرها لأنها إسلامية ناسبين إليها نفي خلود النفس الفردية ودهرية العالم وبنظرية النفس الكلية.
وقد ترجمت نص لايبنتز الداحض لنظرية ابن رشد في النفس الكلية ونفي خلود النفس الفردية وهو نص منشور منذ أكثر من عقدين في مجلة الحياة الثقافية التونسية .
ما الحيلة والموضة جعلت من يسمون بالرشدية العربية تلاميذ الرشدية اللاتينية المزعومة يدعون أن فكره هو الذي اسس للحداثة والعلمانية بمجرد فتوى حسبوها عملا فلسفيا خرف حوله المرحوم الجابري حتى شبع وأشبع متفلسفة عقاب الزمان.
فمقالة “فصل المقال” فتوى تصف فعل التفلسف بأحكام الفعل الفقهية (بكونه على الأقل مباح أو أقوى بدرجة ولم يصل إلى درجة الواجب) وليست عملا فلسفيا.
لكن من لا يميز بين الفلسفة والفتاوى يمكن أن يجعلها فتحا وهي فتوى مبتذلة تقيس المنطق على التذكية في الذبائح.
وفي الحقيقة فهذا ذبح للفلسفة.

ولا تعجب عندئذ أن ينفوا عن ابن تيمية الفلسفة بسبب فتاواه التي حجبت فتوحه في كتبه غير الفقهية وأن يسموا ابن رشد مؤسس النهضة الأوروبية بسبب فتوى فصل المقال.

النهضة الأوروبية في العصر اللاتيني (إلى بداية الكتابة باللغات القومية) ذات مسارين:
ديني وعلمي.
في الأول المؤثر الحقيقي هو الغزالي وابن سينا.
أما في المسار العلمي فالتأثير جاء من العلماء وليس من الفلاسفة أي من الرياضيين والفلكيين والأطباء والمهندسين. كالكندي وابن الهيثم إلخ…

المرحلة الغربية الحديثة

ولنأت إلى المرحلة الـرابعة المرحلة الغربية الحديثة التي بدأت بالإصلاح الديني وثنت الإصلاح الفلسفي وبينهما تقدم في العلم عامة وخاصة في الرياضيات وثمراتهما في المجتمع والعلوم النظرية والعملية.
هنا توقف فيها بصورة شبه نهائية الإبداع الإسلامي وبدأ الغرب يتفوق علي المسلمين رغم أن الفكر النقدي الإسلامي تفطن منذ القرن الرابع عشر للركود الإسلامي في مجال العلوم والفلسفة.
ابن تيمية عامة وابن خلدون خاصة (المقارنة بين عدوتي المتوسط) حاولا تشخيص الداء وتقدم الثاني فدرس مرض العمران والاجتماع وأرجع الداء خاصة إلى فساد النظام السياسي والتربوي واستبدادهما.
لكن الداء استفحل ففات الفوت.

إلى حد الآن يمكن القول إن كلامنا يدور حول تاريخ سحيق يعسر الجزم فيه بغير آراء قد تعتبر ذاتية ومنحازة إلى محاولة تنزيل الفكر الإسلامي فيه.

أما الآن فسنمر إلى مرحلة ليس فيها للفكر الإسلامي دور يذكر ومن ثم فلا وجود لشبهة الذاتية بمعنى الانحياز الدفاعي للذات بل هي نظرة للغير ذاته.
لا يمكن أن أحاول الانحياز لطرف دون آخر لأن المسلمين لا ناقة لهم ولاجمل في ما حصل في الفكر الإنساني بعد القرن 15 ميلادي والقرن 9 هجري.
سقطنا في غيبوبة وسبات شتوي إلى أن أيقظنا الاستعمار الذي احتل الأرض وشرع في احتلال العقول والنفوس أعني حصيلته الآن في فكر النخب وسلوكها.

بخصوص ما يعنينا في بحثنا هو نظام العالم أو العلم الرئيس “الارشيتاكتونيك” الفلسفية التي حاولت تجاوز المراحل الأربع السابقة بصوغ روح الفكر.
ولصوغ هذه الأرشيتاكتونيك خمس محاولات شهيرة آخرتها محاولة كنط التي قضت على محاولة ديكارت ولايبنتر وفولف وموسوعة العلوم والصناعات الشهيرة.
لن أطيل الكلام في شجرة ديكارت ولا في مصالحة لايبنتز بين الدين والعلم الحديث دون قطيعة بالأسلوب الديكارتي مع أرسطو سأمر مباشرة إلى الأخريين.

فالموسوعة ومحاولة فولف تتميزان بالنزعة التنسيقية للحصيلة التاريخية في العلوم بمعناها الوضعي خاصة وفي العلوم بمعناها الفلسفي التقليدي.
وبين أن تجاوز الحصيلة الميتافيزيقة الفولفية لن تبقي إلا على الحصيلة العلمية الموسوعية بعد التجاوز الكنطي رغم ترميم المثالية الألمانية بعده.

ما يعنينا هو آخر حالة للميتافيزيقا قبل كنط: ذلك هو أرشيتاكتونيك فولف:
الأنطولوجيات الأربع:
1 عامة
و3 خاصة اي الثيولوجيا والكوسمولوجيا والانثروبولوجيا.
وأربعتها هي مضمون فلسفة كنط النقدية:
1-دحض الانطولوجيا العامة
و3 دحوض خاصة للثيولوجيا والكوسمولوجيا والانثروبولوجيا في نقد العقل الخالص.

وعلى هذا النقد بنيت أبستمولوجيا جديدة (نفي نظرية المطابقة ورد الوجود إلى الإدراك) وعليها أسست أكسيولوجيا جديدة (تأسيس الأخلاق والجماليات).
وذلك هو مضمون النقدين الآخرين (العملي) والجمالي.
هذا الثاني هو الذي يمكن أن نقول بأنه الأرشيتاكتونيك الجديد:
ملكة الحكم تصل النقدين الأولين.

محاولة المثالية الألمانية التخلص من الثنائية الكنطية بنفي “الشيء في ذاته” فنكصت “رد الوجود إلى الإدراك” مع فشت (نظرية العلم) فشلنج (المثالية المطلقة) وبلغ الذروة مع هيجل (فلسفة الدين والمنطق أي ميتافيزيقاه).

وهنا بدأ الرد الذي يمكن القول إنه يصدر عن موقف الموسوعة أي الحصيلة التاريخية الوضعية:
بدايات تجاوز المثالية الألمانية في صنفي المعرفة.
الزهو بالعلم الوضعي وتطبيقاته أدت إلى قيس الإنسانيات على الطبيعيات قيسا للتاريخ الحضاري على التاريخ الطبيعي فبدأت أرضية الفكر تربو وتهتز ببذرة ما بعد الحداثة.

المرحلة ما بعد الحديثة

ما بعد الحداثة ليست إلا التعبير عن فشل هذا التقيس والرد:
فشل رد علوم التاريخ الحضاري لعلوم التاريخ الطبيعي جعل فكر التحليل يصبح تابعا لفكر التأويل أي عكس ما كان مقصودا.
فلم يعد الفرق بين ذروتي العلم والفن فرقا جوهريا:
الإبداع الرياضي لايختلف كثيرا عن الإبداع الأدبي والعلم الرئيس أو الميتافيزيقا سردية أدبية (كواين ورورتي).
ومعنى ذلك أن محاولة رد علوم الطبيعة Naturwissenschaft إلى علوم الإنسان Geisteswissenschft والفهم Verstehung إلى التفسير Erklärung فشل فشلا ذريعا لأنه بين الحاجة إلى النقيض تماما.

العجيب هو أن الفيلسوف الذي ذهب إلى الغاية في رد التاريخ الحضاري إلى التاريخ الطبيعي(نيتشة) هو نفسه مؤسس ما بعد الحداثة ثمرة فشل الرد الذريع.

أعلم أن فهم هذه اللطائف يمكن أن يزعج المستريحين في موضة الفلسفة الصحفية التي لا ترى من تاريخ الفكر الفلسفي إلا ثرثرة الفضائيات الفرنسية أو عموميات جوجل.

ونيتشة أسس الصوغ المكتمل لما بعد الحداثة بمعنيين:
طبيعة الفكر واسلوب الكتابة
.وطبيعة الفكر تؤول إلى تجاوز الفرق بين العلم والفن بردهما إلى فيلولوجيا عامة.
أما الأسلوب فهو تحرير الفكر الفلسفي من مزاعم النسق العلمي الذي هو جهاز نظري وأداة بناء لتحديد مسالك البحث العلمي وليس وصفا لحقيقة الوجود .

ولهذه العلة فإن ما بات يعني نيتشه ليس قول الحقيقة بل قل آليات إضفاء طابع الحقيقة على المبدعات الخيالية بآليات جينيالوجية وسمية (Semiotics).
وهذا هو جوهر الإبداع الفني:
وأساس هذه التصور ينبغي أن يؤول إلى “منظورية” (Perspectivism) مطلقة زاوية النظر مثل احداثيات التصوير هي المحددة.
وهذا هو جوهر ما يمكن تسميته بالعالم الافتراضي الذي لم يعد مجرد لعبة خيال بل اصبح من الممكنات تكنولوجيا ومن ثم بات من الواجب تأويل ذلك كله.

مطلوبنا:

هل يمكن بشبكة مستويات الأحياز أن نفهم ما يجعل ما بعد الحداثة تتخلص من المنظورية المطلقة وثمرتها حرب الكل على الكل في زمن العولمة؟

إذا كان ذلك مستحيلا فإن الاستئناف لن تكون له رسالة هي مضمون مشروعه ومن ثم المهمة التي يمكن أن توحد المسلمين قطبا محررا من مادية العولمة.

نتوقف عند هذا الحد ونؤجل الكلام في مسألتنا الثانية التي تجيب عن هذا السؤال للفصل الموالي.
وستكون جزءا من الكلام على توحيد الفرد الإنساني.

وحصيلة الفصل هي أن المرحلة الاخيرة في الارشيتاكتونيك أو العلم الرئيس لم تتخلص من رد الوجود إلى الإدراك حتى وإن تخلصت من حصر الإدراك في العلمي.
فاعادت البشرية إلى التحريف الديني مع المحافظة تعميق التحريف الفلسفي:
فالثاني عاد إلى الميثولوجيا
والأول إلى عنصرية خرافات الشعب المختار (المسيحية الصهيونية مثلا).

ومعنى ذلك أن فلسفة نيتشه لم تكن ما كانت بالصدفة بل إن هي كما وصفها صاحبها مجرد قلب لسلم القيم الأفلاطوني في صورته الشعبية أو المسيحية.
بمعنى مبسط ما كان عالم مثل يفسر عالم النسخ قلب نيتشة وظيفة التفسير فيهما فصار كلا العالمين ترجمانا على انفجار حيوي في تاريخ الإنسان الطبيعي.
هي داروينية مطلقة لكنها ليست عضوية فحسب بل عضوية ورمزية حتى يصبح التاريخ الحضاري هو نفسه جزءا من قانون التكيف وصراع الانتخاب الطبيعي: جوهر العولمة.

الآن تبينت الأرضية النظرية في إطار ما سميناه بالتحريف الفلسفي الذي يطلق قانون التاريخ الطبيعي ويجعل صدف صراع الانتخاب الطبيعي قانون الوجود.

فجوهر العولمة ليس إلا التحقق الفعلي في مجالات الوجود الإنساني المعبر عن الإرادة والعقل والقدرة والحياة والوجود بقانون الانتخاب الطبيعي.
ليس صحيحا أن الانتخابات الديموقراطية تعبير حر عن إرادة الجماعة.
ليس صحيحا أن الإعلام تعبير عن حرية الفكر.
ليس صحيحا أن السوق تعبير عن حرية المبادرة.
ليس صحيحا أن الإبداع تعبير عن حرية الذوق.
وأخيرا ليس صحيحا أن رؤى العالم والوجود تعبير عن حرية الإنسان الخلقية والروحية.

هل هذا تحامل أم وصف موضوعي؟

هو ملاحظة موضوعية لما يجري:
في الأول انظر الانتخابات الأمريكية.
في الثاني انظر الإعلام في العالم.
في الثالث أنظر الاحتكارات.
في الرابع انظر مفاعيل هوليوود.
في الاخير يكفي ما يجري من حرب لفرص صورة للإسلام يريدها الغرب لتكون خاضعة لرؤآه عن العالم والوجود.

من ينكر هذه الحقائق؟

والسر أنها جميعا صارت خاضعة لهذا الأخير ولاستتباعه للأولين والأخيرين:
فصاحب رمز الفعل (العملة) يسيطر على صاحب فعل الرمز (الكلمة)
وبهما تتم السيطرة على ممثل الإرادة والعقل والحياة والوجود.
وهذا هو ما أطلقت عليه دين “العجل الذهبي” الذي يسيطر على رمز الفعل (المال ممثلا بالعملة) وفعل الرمز (الخيال ممثلا بالكلمة):
وذلك هو الاستبداد والفساد ما ظهر منهما وما بطن.

وما كنت لأكتب حرفا في المسألة لو لم تكن كل الخدع الخمس هي جوهر العولمة ما بعد الحداثية التي يتغزل بها سطحيو النخب التي أخلدت إلى الأرض فاستكلبت بالمعنيين.
المعنى القرآني في علاقة بمفعول الحمل على الكلاب وعدمه
والمعنى الفلسفي بمعنى السينيزم أو النزعة الكلبية التي تخلط بين قلة الحياء والجرأة الفكرية.

وكان يمكن أن اقبل وضع “الصم البكم العمي الذين لا يعقلون” لو لم يصم آذاني أدعياء التفلسف إما بالمزايدة على عصور الانحطاط أو على ما بعد الحداثة.
وهما يلتقيان:
فالنكوص إلى تصوف وحدة الوجود في شكله الشعبي والتجاوز المزعوم إلى ما بعد الحداثة في شكلها العامي كلاهما في الحقيقة من مبتذلات القول بقانون التاريخ الطبيعي.


الجزء الثاني


يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي