1-قال نيتشه:

“أي جنس من البشر بلغوا إلى السيادة على ألمانيا فبلغت قوتهم إلى تقديم أحاسسيهم الساذجة.. ؟.هذا الجنس أعينه بالاسم: هم منافقو الثقافة”.

2-بهذه العبارة الوجيزة وصف نيتشه في كتابه Unzeitgemäße Betrachtungen “تأملات غير مناسبة للعصر” لتعريف تردي الثقافة رغم أنه في ألمانيا وما أدراك.
3-فماذا يمكن أن يقول المرء عندنا إذا رأى الأقزام تتطاول على ابن حنبل وابن تيمية والمصلحين في عصر الاستعمار؟ يكفي مخاطبة عقلاء الشباب.
4-تشويه التاريخ؟ هل تواصل التحقير ممن بنى إمبراطورية فتسمع أكاذيب من تراهم اليوم يهدمون أمتك باسم الطائفية لاستعادة امبراطورية آل ساسان؟
5-تشويه الفقه؟ لوكنت في خصومة مع طرف ثان وحكم القاضي بينكما دون سند قانوني هل ترضى؟ طبعا لا. لكن كيف تحقر حرص ابن حنبل على هذا الشرط لتحرير الفقه من تحكم القضاة والمفتين ؟
6-تشويه الفكر؟ لوناقشت مفكرا معاصرا هل تجعل مقدماته ومفروضاته موضع سؤال أم لا؟ كيف تشكك في من يطلب أسس منطق الميتافيزيقا الأرسطية؟
7-إذا جاءك أمي وتلكم في ابن تيمية وهو لم يدرس لا المنطق ولا الميتافيزيقا ولاالجبر مثله هل تسمعه وتصدق تهم أعدائه الذين بين جهلهم بعلمه وفضح تخريفهم بفنه الحجاجي.
8-صحيح أن هذه النقاط الثلاثة من التهم السهلة والدالة على الغباء -في السياسة والفقه والمنطق- من المصاعد اليسيرة لمن يريد لانصاف المثقفين.
9-وصحيح كذلك أن أنصاف المثقفين من اليسير أن يصبحوا مسموعين: فقد قال الفارابي

“رئيس العامة أكثر عامية منهم إذ هم يختارونه لفضله عليهم في تمثيل خاصيتهم”

10-لكن ولله الحمد ففي الشباب بجنسيه الكثير من الخير: لذلك تراهم يتواضعون ليتعلموا ويحترمون أعلام التاريخ الذين من حجم من ضربنا أمثلة.
11-كيف يصبح من فتح العالم وأسس الحضارة مقدوحا ومن لم تنتج مواقفه إلا الفتن والحروب والتهديم الذي لم يتوقف ممدوحا لولا طلب الثأر من العرب.
12-الجواب هو دور المليشيات الخمس التي وصفنا: فجوزاف ابو فضل قال إنهم مع الغرب وإسرائيل وبشار يريدون أن يخرجوا العرب من الهلال ومن تركيا.
13-والهدف؟ استرجاع امبراطورية بيزنطة بدليل كلامه على القسطنطينية التي يريد استرجاها لأصلها حسب رأيه.ألم نسمع نفس النغمة من إيران؟
14-مرض الثأر المضاعف لآل شروان ولبيزنطة هو الذي يغذي هذا التشويه لأقطاب الأمة السياسية والعلمية والفقهية والفكرية بدعوى محاربة الظلامية.
15-ممن؟ من كهنوت الكنسية ومن وطاغوت الملالية. أي إن الأمة التي بنص الغزالي وضعت نظرية الاختيار بديلا من الوصية والحق الإلهي صارت ظلامية بديلا منهما.
16-والكنسية والملالية اللتين هما معمل الخرافات والدروشة أصبحا يمثلان التنوير الذي يتكلم عليه بعض الجاهلين بأدبيات التنوير والفكر الحديث.
18-حاجة الثقافة العربية لما وصف نيتشه في التأملات أكثر والكلام في هذه المسائل لا يتوجه لمن يصدق معمل التخريف والتزييف بل لأفاضل الشباب.
19-سميت العالمين اللذين يحقرون منهما -ابن حنبل وابن تيمية– ولم أسم من نسبت إليها بناء دولة الإسلام الكبرى ومن لم نتج عن مواقفه إلا الفتن.
20-لم أسم لأن الإشارة تغني عن العبارة.لكن كل تاريخ الإسلام زيف من أجل الانتقام ممن أطاحوا بالامبراطوريتين الجاهليتين لذلك فالتوضيح واجب.
21-اغتالوا الفاروق ثم ذا النورين ثم علي لما فهم اللعبة وأراد توحيد الأمة ألحقوه بهما ليشوهوه حيا بخذلانه والغذر بأهله وميتا بدعوى تقديسهم له ولما فشلوا مع ذلك كله استعملوا السلاح اللطيف أي التشويه بالتخريف ولا يزالون.
22-ونحن اليوم نعيش ذروة هذه المعركة التي كل شيء فيها صار مبنيا على الخرافة التي أبواقها انصاف المثقفين لتعجلهم الشهرة بالمصاعد الهدامة.
23-فيصبح معاوية باني الدولة والحجاج واضع شروط قراءة القرآن قراءة سوية وحامي العراق ما كان يمكن أن يكون كما هو عليه الآن مجرمين والقرامطة والحشاشين أبطال.
24-وبذلك يكون زمارة الملالي بطلا والمقاومة التي تحمي شعبا يقتل بالكيمياوي والبراميل وكل الاسلحة الفتاكة إرهابية وتكفيرية بسبب ابن تيمية.
25-ويصبح الخرافون مفكرين والدجالون تنويريين وأول من تنطلي عليه هذه الأوهام هم أصحابها فيتصدرون الكلام لنشر التهم يمنة ويسرة بقلة حياء وغباء.