****،
كلنا يعلم أن سايكس وبيكو بقيا وحدهما بعد أن خرجت روسيا بسبب ظرفيات الثورة البلشفية رغم وعدهما قيصر روسيا بتمكينه من استرداد ما بقي من الخلافة في أوروبا أي الجزء الأوروبي منها وخاصة اسطنبول ومضيق الدردنيل لتفتح روسيا على البحار الدافئة.
وهو الجزء الذي أسف هيجل الذي علل بقاءه عثمانيا سكوت الأوروبيين عنه لتنافسهم بدلا من الاتفاق على اخراج الخلافة منه (فلسفة التاريخ الباب الرابع الفصل الثاني في المحمدية). ولو عاش لرأى بأم عينيه أنها اتحدت ولم تستطع اخراج العثمانيين منه إذ هزمهم جيش الإسلام شر هزيمة.
وقد عاد هذا الحلم ليحرك بوتين ومسعاه لمحاصرة تركيا في البر والبحر:
- في البر باحتلال سوريا
- وفي البحر بمحاولة احتلال ليبيا.
وكل ذلك بمساعد أعداء الامة أي حلفاء التشيع الصفوي وحلفاء التهود الصهيوني بتمويل أعراب الخيانة مشرقيا ومغربيا.
ما يحاوله دونكيشوت فرنسا هو استعادة روسيا في حلف مع بوتين ضد تركيا اردوغان بعد أن تخلى عنه سايكس انجلترا أو بديله الأمريكي أي ترومب.
فأمريكا الحالية لم تعد ترى في فرنسا صديقا لأنها تراها في غزل دائم مع بوتين لعله يساعدها ضد تركيا.
وهو يبحث عن خونة عرب مثل أسلافه.
ولكن هذه المرة من المغرب الكبير عامة ومن تونس خاصة بدل المرة الأولى لما كان الخونة من اعراب الجزيرة العربية وطبعا بتمويل سايكس بيكو الثانية من خونة العرب احفاد سايكس بيكو الأولى.
لذلك استدعى دمية قرطاج.
فالهدف هو تكوين قوة سياسية تونسية بالمكان وفرنسية بالزمان لعلها تعوضه خسارة نهاية تياسة ليبيا بفضل رجالها بتياسة تونس ضد رجالها.
لكني أعتقد أن مسعاه سيخيب.
فمن كان الرجل المريض صار الرجل المهيب الذي يستطيع طرده من كل ثغرة بعد أن أخرجه من ليبيا في أقل من شهر وأحبط عمله في أكثر من عقد.
فالأبيض المتوسط لم يعد حكرا على أسطول فرنسا ولن يستطيع ماكرون تعويض شارل الخامس الذي رغم قوته انتهى إلى الهزيمة في الجزائر وتونس وليبيا بفضل اسطول الخلافة الذي صار تياسة تونس يعتبرونه مستعمرا وليس محررا لأنهم جبلوا على التبعية والعبودية.
أن يقتنع الشابي في عمره الارذل استراتيجية الجزار الذي يتكلم باسم العمال لتهديم موارد رزقهم من أجل اجندة حزب البراميل وحزب المتخلفين ذهنيا من اليسار الوطدي الذي لا يفلح إلا في الصبة.
لذلك فهم خدم المافيات الذين يحمونهم ويمدونهم بما يحطهم أسفل سافلين من فتات موائدهم. فذلك دليل على أن هذه النخبة صارت أقل وعيا حتى من الاعراب الذين لعب بهم لاورنس العرب.
لاورنس عرب المغرب هو الفرطاس أو المقيم العام الذي يستطيع دخول بيوتهم وملاعبة حريمهم لأنهم تياسة وعبيد “الكاسة” لا كرامة له ولا قداسة.
ولهذه العلة فهم يعتبرون رمز “الكرامة” أعدى أعدائهم.
فمن رذلوا الاتحاد فجعلوه تحت رحمة أذل العباد يشعرون بأن مقاومتهم بالقانون وفضح عمالتهم وفسادهم لم يعد مفر منه غير الاستسلام لحام وهم يجهلون أنه لم يعد قادرا حتى على حماية نفسه.
فرنسا وعملاؤها لم يبق لهم إلا حزم “متاعهم” واللحاق بالحركيين الذين هربوا مع السوق السوداء إلى أمهم فرنسا حتى تضعهم في معازل كنت أزورها لمعرفة ما عليه حالهم لما كنت طالبا في باريس بين 1971 و1974.
فكنت أرثي لحالهم مع علمي بأن الله سلط عليهم من استعملهم كلاب حراسة وجعلهم في معازل مثل الكلاب التي أصابها الكلب.
كنت أراهم في حالة تذكرني ببعض من خان شعبه من الهنود الحمر في المعازل بعد تحقيق المستعمر أهدافه بهم.
ونأتي الآن إلى الحلف البين بين فرنسا والملالي بهدف تكرار تجربة لبنان الشرقية لإنشاء لبنان الغربية. لكن من يرى ثورة الشعب اللبناني الأبي يعلم أن هذه المحاولة في تونس من علامات اليأس لأن النموذج انهار تحت تراكم الأكاذيب التي وقفت بهاربيها جميع الزنق.
كذاب الضاحية أفلس. الملالي أفلسوا. الثورة المضادة العربية بشقيها التابع لإيران والتابع لإسرائيل قيدوا فلسة. لم يبق إلا هذيان الإعلام المصري الذي فزع لمساندتهم فكان نكبة عليهم.
فهذا الاعلام يمكن أن يضحك المستمع والمتفرج مثل النكت المصرية “البايخة” التي لم تعد مضحكة لأنها صارت مبكية على حال مصر الي يحكمها بلحة من جنس بلحتنا.
لذلك فيلدع داعيه. فاتهم القطار كما قال حمار اليمن. لن يعود القذافي ولا ابن علي ولا حركيو الجزائر. المغرب الكبير سيكون قائد الاستئناف بمساندة اخوتهم الأتراك الذين جربوا “التأورب” فاكتشفوا أنه كان لإذلالهم ولاستعبادهم.
ولما بدأوا في استعادة ذواتهم أدركوا سر مجدهم فأصبحوا بإذن الله وعونه قوة لا تقهر بل هي ستقهر كل من يمس شعرة من المسلمين بمعية كل المسلمين الذين فهموا سر عزتهم.
باي باي دون كيشوت فرنسا وكل الدناكشة من توابع الثورة المضادة التي تقودها إيران والتي تقودها اسرائيل: شعوب الإقليم لم تعد أنديجان يسيطر عليها عملاء الإنسان الأبيض من شمال الأبيض المتوسط.
لن يستطيعوا مستقبلا تسميته “مارا نوسترا” بل هو ينبغي أن يكون وسيطا بين حضارتين تتبادلان الاحترام بندية وتتعاونان للمشاركة في نظام العالم الجديد وتحديد مستقبل الإنسانية.