بقايا جيش رستم أو آل ساسان لا آل البيت



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



سألنا الأستاذ:
كيف تفسر قدرة الصفوية الصمود أمام الخلافة العثمانية في القرن السادس عشر رغم أن هذه كانت سيدة البحار والبرار فتستطيع تشييع فارس وبعض الشعوب المحيطة بها ؟
فأجاب
لذلك علتان:
الأولى مادية مهمة والثانية معنوية أهم.

  • فاما المادية فهي الحلف كالحال الآن مع الغرب الذي كان يحاول الإجهاز على الخلافة .
  • أما الثانية المعنوية فهي أهم واخطر لأن عملاء الجبل من بقايا الباطنية الفاطمية -من لبنان -أوهموا الناس بأنهم من آل البيت وأنهم شيعة علي. إنهم في الحقيقة من شيعة كسرى أنو شروان.

وهذا العامل المعنوي كان فعالا لأن العثمانيين ليسوا عربا فضلا عن أن يدعوا أنهم من آل البيت ولم يكن لهم حليف عربي سني يعتد به في النزاع.
وهذا هو السلاح القاتل لصفوية القرن الحادي والعشرين:
فرغم خيانات المليشيات العربية التي تعمل معها أحداث الثورة جعلتهم من صف يزيد لا من صف الحسين.
ولما كان العرب قد عادوا إلى التاريخ وإن في انخرام صف واحتراب أهلي فإن الحلف بين الصادقين منهم والعثمانيين هو قاصمة الظهر لأحلام إيران.
والثابت أن الانتخابات الاخيرة في تركيا منعرج تاريخي لا مثيل له:
ستسمعون أن بوتين يتودد لتركيا والسعودية طلبا لمخرج وإيران تساوم ببخس.
وقد توقعت ذلك من البداية:
كنت واثقا

  • أن بوتين لا يستطيع أن يصمد أكثر من شهر.
  • وأن إيران هزمت بعد مرتين: في اليمن ثم باضطرارها لطلب نجدته.

وقد شاءت الاقدار أو المكر الإلهي الخير أن تنزل اسعار البترول إلى الحد الذي يجعل إيران وروسيا تجثوان على الركب وإذا طال الأمر فسيشحذان.
المطلوب قليل من الصبر وكثير من المناورة الدبلوماسية مع تمرير كل ما يطيل المعركة لأن أفضل طريقة للنصر هو المطاولة في مثل هذه الحالات.
لكن المطاولة تقتضي الا يترك المقاومون دون حماية جوية حتى لا تقتصر على الدفاع بل تهجم عندما ترى الفرصة مناسبة ومناسباتها ستتزايد حتما.
والضربة الحامسة تكون لو حسمت حرب اليمن بسرعة فأخرجت إيران صفرة اليدين من البحر العربي والبحر الأحمر وكل الجزيرة العربية والهلال يتبع.
والهلال يقتضي

  • أولا الهزيمة في الشام
  • ثم في العراق
  • ثم في الضفة الغربية من الخليج
  • ثم في الضفة الشرقية منه لأن الاحواز بحاجة لسند فعلي.

وعندئذ سترون كيف أن كل من شيع رغما عن أنفه من بلاد فارس سيهديه الله إلى الدين الحق ذلك أن السنة هي التي تحب آل البيت بحق فلا تدنسهم.
من أهان آل البيت ودنسهم وكذب عليهم هم الذين يدعون الانتساب إليهم:
فهم عندهم مجرد ورقة سياسية لاسترجاع ما هدمه الصحابة ومنهم علي خاصة.
ولا أحد خان الحسين حيا وميتا مثلهم:
سلفهم خذله وخلفهم دنسه بأن جعله من صف ينحاز إلى الإجرام البين في العراق وسوريا بدلا من الانحياز إلى العدل والحق.
لكن السنة تعالت عن هذه الخصومة لأن فيلسوفها وضع نظرية عدم التأثيم وحسم أمرها بالتمييز بين الاجتهاد السياسي في العمليات والاعتقاد الجازم في ثوابت العقديات.
ففي فصل ولاية العهد من المقدمة (بابها الثالث) حسم ابن خلدون مسألة الفتنة الكبرى فردها إلى خلافات اجتهادية لا علاقة لها بعقائد الإسلام المتجاوزة للخلافات الاجتهادية في العمليات.
وبخصوص الحسين بالذات اعتبره مجتهدا كان محقا على مستوى الحاجة إلى الثورة على الظلم وكان مخطئا سياسيا لأنه لم يقدر شروط تحقيق الغاية من الثورة بحسبان موازين القوة.
وكانت مناسبة كلامه بنيوية وظرفية:

  • بينويا كان يفسر علل الخلافات وكيفية حسمها بالمنطق السياسي المتعلق بموازين القوى لا بالمنطق الخلقي وحده الذي لا يرى إلا المستوى القيمي دون فهم العلاقة بين الأمرين.
  • وظرفيا بمناسبة مأساة الحسين وحكم القاضي ابن العربي فيها لتصويبه.

وهو سمى مبدأه مبدأ عدم التأثيم بهذا المعنى حتى يحسم خلافات الماضي وييسر الالتفات إلى المستقبل:
ذلك أن قوانين السياسية حتى وإن بدت مجانبة أحيانا للأخلاق فهي من شروط الأخلاق ولذلك فالدولة من شروط تحقق الرسالة. وفيها شيء من الغيب الذي يحتم تنسيب الحكم عليها.
لذلك فهو لا يعتبر تغير نظام الحكم الإسلامي بمنطق القوى السياسية الذي بدا خروجا عن المبادئ القيمية -تقدم الشوكة على الشرعية- خاليا من الحكمة لأن الأمر يتعلق بمرحلة التأسيس في صراع مع قوى دولية يقتضي تقديم سلطان القوة في أمة بصدد التأسيس:
فشرعية بناء دولة التي تحمي بيضة الإسلام متقدمة على شرعية التداول الانتخابي على الحكم مؤقتا (بشرط ألا يصبح القاعدة لأنه من جنس المحظور الذي تبيحه الضرورة).
والتأسيس وإن قدم القوة على الشرعية فهو في الغاية توطيد للشرعية بمعنيين:

  • فهو قد جعل الدولة حامية وراعية بأخلاق البناة الذين لا يعنون بالصغائر لانهم في خدمة رسالة. فالدولة الأموية هي التي وطدت دولة الإسلام ونشرته في المعمورة.
  • وهو كان محكوما بقاعدة واحدة: حرية العقد والرأي المطلقين ولا تتدخل الدولة إلا ضد من يحمل السلاح (هذه قولة معاوية).

والذين يزعمون الكلام على الشرعية كانت أفعالهم هدامة لأنها

  • أولا لم تسهم في توطيد دولة الإسلام
  • وثانيا شاركت كل أعدائها في محاولة تخريب أسسها من الحلف مع الصليبيين إلى الحلف مع مغول الشرق سابقا ومع مغول الغرب حاليا.

ولا يمكن بأ ي حال أن يكون علي وآل بيته من هذا الصف وإلا فإن كل تاريخهم يصبح من جنس تاريخ موظفيهم أي تاريخ خونة الإسلام ومحرفي القرآن ومشوهي حكمة الرسول في اختيار صحابته وآل بيته (زوجاته).
وحاشا أن يكونوا كذلك.
لذلك فالنتيجة الوحيدة التي يمكن القبول بها
سواء انطلقنا مما يليق بعلي وآل بيته
أو من تاريخ مواقف السنة وعلمائها منهم:
لا يمكن للتشيع أن يكون مستندا إلى فكر علي وآل بيته بل هو ليس إلا خطة جهنمية لتهديم الإسلام واسترجاع دولة آل ساسان لا آل البيت:
إنهم بقايا جيش رستم.
لذلك فمصيرهم مصيره.



يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي