انقلاب القيم أو العولمة بين البربرية والإنسانية



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



1-أريد أن أبحث مع الشباب طبيعة الانقلاب القيمي الذي يقدمه لهم أدعياء الحداثة على انه المثال الأعلى للوجود الإنساني الأتم والغاية القصوى. وهم بذلك يلغون أفق الإمكان: ماضي الغرب الذي يمدحونه وماضي الذات الذي يذمونه. فيصبح عاجزا عن إبداع مستقبل حر.
2-فالعقيدة السائدة هي أن: الدولة مثال الإرادة الحرة والعلم الغربي مثال العقل والقدرة الغربية مثال الاقتصاد والفنون والمرأة الغربية مثال الحياة والفكر الفلسفي الغربي مثال الرؤى الوجودية.
3-أفضل دولة غربية. أفضل علم غربي. أفضل اقتصاد غربي. افضل امرأة غربية. افضل فكر غربي. هذا هو السائد حاليا. فلنسأل أفضل لمن ولماذا؟
4-وما لم نطرح هذين السؤالين ولم نجب الجواب الذي يحدد طبيعة الأفضلية ما هي فالحكم الحالي ليس قيميا بل هو رضا بالأمر الواقع وظنه نهائيا.
5-ليكون الجواب ذاهبا إلى غايته فلنضرب مثالا مما يقدم على انه دليل هذه الأفضلية فنختار أفضل ممثل برموز: للإرادة (الدولة) والعلم (العقل) وللقدرة (الاقتصاد) وللحياة (الفنون) وللوجود (الرؤى الوجودية).
6-أفضل دولة تحقق السعادة وخاصة بالنسبة إلى السواح العرب أليست سويسرا؟ جنة على وجه الأرض الأمن والراحة والمتع كلها. هل يوجد أفضل؟ لا جدال.
7-لكن فلنسأل: كيف أمكن لهم ذلك؟ اجمع كل سراق العالم لثروات كل الشعوب المنهوبة وابحث عن ثروات طغاة العالم ومافيوزيه ستجدهم في سويسرا.
8-إذن ما هي سويسرا: هي جنة مجرمي العالم ومن يخدمهم يعني تقريبا عكس مفهوم الجنة في الأديان. فهذه يتصورها المؤمن المؤمنين وتلك للمجرمين.
9-بلغة دينية رمزية- اليتوبي المسيحي يريد مدينة الله في الأرض- والمسيحي التاريخي حقق مدينة الشيطان في الارض: سويسرا هي مدينة شياطين الإنس.
10-ماذا يأتي بعد الإرادة ممثلة بالدولة؟ العقل ممثلا بالعلم: ما هو أفضل علم حاليا؟ أليس العلم الأمريكي؟ أليس علم أمريكا مثل مال سوسيرا؟
11-نفس تلك المافيات التي تخزن سرقاتها في سويسرا تستعملها لسرقة كل عقول الشعوب المغلوبة على أمرها لتكون خدما لمشروع علمي أمريكي. ما هو؟
12-سيقول المهلل للمشروع الأمريكي: كل المخترعات التي تحقق الرفاهية وأهمها الأدوية وغزو الفضاء. الظاهر صحيح. في الحقيقة كلها لشقاء الإنسان.
13-لا شك أن الطب تقدم. لكن كلفته تجعله لا يفيد إلا نفس المافيا.لا شك أن الرفاهية تحققت. لكن لهم وحدهم. العلم صار أداة تمييز بالقوة العسكرية وبالموقف العنصري.
14-ولما كان ذلك له نتائج على الطبيعة فهو يولد أخطارا عسكرية وأمراضا تنتج عن التجريب البايولوجي في الحيوان والنبات وليس لها علاج للجميع.
15-إذن سرقة جهود الشعوب المغلوبة في المعرفة من أجل مشروع شيطاني همه القوة للاستحواذ على ثروات العالم وتمكين المافية من احتكار الرفاهية.
16-يعني العلم الأمريكي غاية للعلوم ليس إلا أداة محافظة مافيات العالم على إمكانية سويسرا أو الجنة في الأرض لهم ولأبنائهم باستغلال الجميع.
17-رمز القدرة الآن هو الاقتصاد. فما هو الاقتصاد المسيطر على العالم؟ اقتصاد الربا الفاحش واغتصاب ثروات الشعوب التي لا تستطيع حمايتها.
18-فيكون العلم الذي هو في خدمة مشروع القوة العسكرية أداة فرض ما لا يكفي فيه الربا للاستحواذ على كل ثروات العالم حتى تملأ حساب المافية.
19-وحتى تفهموا ذلك فسألوا من يمول الأساطيل الغربية التي تمخر البحار وتسد الآفاق وتسيطر على الممرات؟ مم تخاف أمريكا حتى تقوم بذلك كله؟
20-هي لا تخاف من شيء هي تخاف على كل شيء: اي على ما يجعل المافية تتمتع بكل شيء من خيرات العالم طوعا أو كرها بالترهيب العسكري في الحالتين.
21-ما يسمى بالاقتصاد الحر كذبة مطلقة: إذا أنا أحطت بك من كل جانب ومنعتك بقوتي من التفاوض بحرية فإن كل التعاقدات مضطرة فعلا وحرة قولا.
22-إذن أنت أمام اقتصاد الاغتصاب بعلم القوة العنيفة من أجل دولة المافية ومثالها سويسرا التي يقدمونها على انها جنة وهو صحيح للمافيا وحدها.
23-ونأتي الآن إلى رمز الحياة: المرأة الغربية. هل أجمل منها وأرق؟ وهل أكثر منها تعبيرا عن الحرية والمتعة واللذة فتكاد تطير مع الريح؟
24-هذا الظاهر. لكن هذا للفرجة. أما في الحقيقة فهن حكر على المافيا وخدمها من حراس أمنها. والبقية تتفرج. لكن هذه السعادة هي للفرجة فحسب.
25-حتى تكون المرأة كذلك خارج البيت ينبغي أن تكون عكس ذلك داخله. فعليها أن نزع ما تظهر به خارج البيت وأن تلبسه.البيت غرفة استعداد للشارع.
36-إذا كانت متزوجة. فزوجها لا يرى إلا غرفة الاستعداد لمنافسه أي لعشيقها أو للصيد في الشارع لعشيق بديل وهلم جرا. صحيح أن ذلك ليس عاما.
27-إنه ليس عاما عندهم. لكنه صار عاما عند من يقلدهم بسبب فقدان إمكانات من يمكنه أن يجمع بين الشارع والبيت. فغالب مقلديهم لا يقدرون عليه.
28-ولنمر الآن إلى الفكر الممثل للرؤى الوجودية. ولاضرب لكم مثالا عجيبا: يتعلق بما كتبت في هذه المحاولة. قد تفهم على أنها من جنس نقد هيدجر.
فالسخفاء وحدهم يقلدونه فيحجون على معدوم في مجتمعات أمية. وما أكثرهم.
29-وهذا ما لا بد من فهمه: نقد هيدجر للحداثة التقنية له وجه شبه مع ما حاولت قوله. لكن الفرق الجوهري هو أن مآلها الغربي يبدو عنده حتميا.
30-وهذا ما لا يمكن أن يقول به مسلم: ذلك أن الإنسان حتى في أقصى البداوة لا بد له من أدوات استعماره في الأرض: وتلك هي التقنية والعلوم.
31-وهذه الأدوات متناسبة مع تقدم الإنسان في علاج مشاكل استعماره في الأرض. ومن ثم فما حدث لا علاقة له بضرورة ذاتية للتقدم التقني والعلمي.
32-وهنا يأتي مفهوم الإخلاد إلى الأرض الذي يعتبره المسلم إذا فهم القرآن جيد الفهم علة ما وصفت من أمراض قلبت القيم في الحضارة الغربية.
33-وهذا القلب جعل الأدوات غاية والأدواء داء. فعندما يعلم الإنسان مثلا أن الدخان يصيبه بالسرطان فإنه يفضل الاستمتاع به ولا يهمه السرطان.
34-وهذا هو مفهوم الكلب الذي يلهث سواء حملت عليه أم لم تحمل. وهو بلغة أفلاطون حكاك الأجرب: كلما حك التذ بالحك وهو يرى الدم يسيل من بدنه.
35-لذلك وصل القرآن الكريم بين استعمار الإنسان في الأرض واستخلافه فيها أي جعله حاميا وراعيا للقيم التي تحول دونه والإخلاد إلى الأرض.
36-والآن تفهمون علة الحرب على الإسلام-لا على الأنظمة التي تدعي الحكم باسمه لأنها أكثر فسادا مما وصفت.إنه الوحيد الذي قد يحرر البشرية.
37-وهم لا يحاربونه مباشرة بل بأداتين تغنيانهم عن الحرب الصليبية المكشوفة: التحريف القصدي والتحريف العفوي. وكلاهما يدعي حماية الإسلام.
38-والتحريف العفوي -لغباوة القائمين به- ليس إلا من أدوات التحريف القصدي: أي التحريف الشيعي الصفوي وتوظيفه للإرهابيين المخترقين للمقاومة.
39-وتوجد أدوات أخرى هي الأنظمة القبلية والعسكرية التي اخترقتها المخابرات الغربية فصيرتها أدوات لتشويه الإسلام والتنكيل بصادق المسلمين.
40-والجامع بين التحريفين والنظامين المليشيات الخمس: الباطنية والصليبية والعلمانية والليبرالية والقومية التي تمثل حلفا بينا مع ما وصفنا.
41-فكل هؤلاء يشتركون في غسل أيديهم من الإسلام وحضارته وهم يريدون الرجوع إلى الامبراطوريات المتقدمة عليه (فارس وبيزنطة) بالقومية والطائفية.
42-وإذا كان الباطني والصليبي يريد محو الإسلام بإحياء ما تقدم عليه فإن العلماني والليبرالي يريدان محوه بما يتصورونه تاليا له. وكلهم غبي.
43-ما تقدم على الإسلام زمانيا لن يعود. ولايتقدم على الإسلام بالشرف شيء: إنه العلاج الشافي لأمراض البشرية الناتجة عن الإخلاد إلى الأرض.
44-المعركة بينة: إنها بين عولمة الشيطان التي وصفنا وعولمة الإنسان التي وصف القرآن الكريم.الإنسانية كلها ستختار الثانية بعد أن فهمت الأولى.
45-الإسلام هو مستقبل الإنسانية. ونحن حلمنا مسؤولية الشهادة على العالمين بهذا المعنى: أن نحقق شروط المستقبل فنغير العالم بالاجتهاد والجهاد.



يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي