الوضع السعودي – علامات منتظرة: هل تكون صادقة أم كاذبة؟

**** الوضع السعودي علامات منتظرة هل تكون صادقة أم كاذبة؟

هل توجد علامات يمكن أن تدل على أن الحكم في السعودية بدأ يفهم الدرس ويعبر عن تغير ولو تدريجي يثبت أنه يمكن أن يتدارك فيعتمد على شعبه وعلى استعادة صداقاته في الاقليم فيستغني إلى حد معقول من الحاجة إلى الحماية الإسرائيلية والاميركية والتبعية لمن يريد تخريب بلد الحرمين ؟ طبعا توجد ولها حدان أقصى وأدنى. وكلاهما متضاد المعنى: قد يكون علامة صدق أو علامة خداع. فأما الحد الأقصى فهو الاصلاح العاجل وأساسه التخلص من ولي العهد الأحمق وكل ما أدخله على أجهزة الدولة ومن أحاط نفسه بهم من أدعياء التحديث بفكر متخلف وخاصة ممن وصفوه بكونه مجددا وأتاترك السعودية. فهؤلاء هم حمقى كاريكاتور التحديث في كل بلاد العرب. وأعلم أن هذا الحد الأقصى قد يكون في المتناول بصورة تفيد عكسه فيكون للخداع إذا كان مفروضا من أمريكا وإسرائيل ببديل أخطر. فهو حينها سيكون خدعة تحول دون التغيير في العمق والذي يتعلق بما يترتب عليه لو كان قرارا ذاتيا للأسرة الحاكمة وللنخب السعودية المخلصة للوطن وللإسلام بمعنى استرجاع الدور الحقيقي. فالبديل الذي قد تفرضه أمريكا وإسرائيل لن يكون الهدف منه الإصلاح بل المغالطة التي ستبقي على كل شيء حققه الاحمق في السنوات الثلاث الماضية وتذر بعض الرماد على الأعين بدعوى الانفتاح على من ضربهم الأحمق للتنفيس فلا يحصل إصلاح ولن تقوم السعودية بدورها مركزا للوطن العربي ودار الإسلام. ومعنى ذلك أن الحل المفروض سيبقي على سر ضعف السعودية بمنع سر قوتها. فالله أعطى لهذا البلد شرطي القوة المادية (بلد وافر الثروة الطبيعية) والقوة الروحية (مركز الإسلام الروحي) وهما شرطان لو فهمت نخب السعودية أهيمتهما لكانت قاطرة العرب والمسلمين خاصة إذا حالفت تركيا وسالمت ثورة الحرية والكرامة. ولهذه العلة فإن الحد الأدنى من العلامات يمكن حينها أن يكون هو بدوره تابعا لهذا الخداع فيكون مخادعا وهو مثلا تسريح السجناء من العلماء والمفكرين مؤقتا. فهذا قد يكون للتنفيس وقد يكون بداية للإصلاح. وهو يكون بالمعنى الأول إذا فرضت أمريكا وإسرائيل التغيير الذي لا ينبغ من إرادة الأسرة الحاكمة ونخب السعودية الصالحين. وبهذا المعنى فإذا لم تسارع الأسرة المالكة والنخب الوطنية الصادقة في اختيار طريق الإصلاح التي هي صعبة ليس في ذلك شك ولكنها هي الأضمن لبقاء النظام ولحماية الوطن واستعادة المبادرة بالتحرر من الحاجة للحماية الامريكية والإسرائلية فالمآل وخيم لان التنفيس المؤقت سيكون هدفه التخريب. وأخطر شيء هو الخروج من حرب اليمن دون استراتيجية محكمة. فهذه الحرب ينبغي أن تحسم بما سبق أن اقترحته أعني بالتمييز بين الحربين اللتين وقع الخلط بينهما. فحرب الشرعية غير حرب الحدود. الأولى تقتضي تقوية الشرعية اليمنية ومدها بشروط إظهار السيادة الفعلية وترك حرب التحرير للمقاومة الوطنية وجيش الشرعية وفض الحلف مع الإمارات. والثانية ينبغي تجاوز رد الفعل بحماية حدود السعودية بل لا بد من القضاء الحاسم على معقل الحوثيين في عقر دارهم. والسعودية قادرة على ذلك وكل المسلمين يساعدونها في ذلك لأنه دفاع شرعي. يليه في الخطورة عدم القطع مع السيسي ومعاداة الأجوار في الخليج وتركيا وثورة الكرامة والحرية التي لم يكن في ضمير أصحابها المساس بأي قطر عربي سعى إلى الإصلاح الداخلي والاعتماد على ما يرضاه شعبه من مراحل التحرر والإصلاح إذ كلنا حيينا ما سعى إليه المغرب الأردن والكويت. فالإصلاح له إيقاع يحدده أمران: شروط الانطلاق فيه واستراتيجية النفس الطويل التي تتجلى في الاعتماد على الصادقين والصالحين من نخب البلاد السياسية والعلمية والاقتصادية والثقافية والفنية وخاصة النخب التي عادة ما تكون صاحبة الرؤى التي هي دينية وفلسفية بشرط ألا تكون من نوعي الكاريكاتور اللذين وصفت. والعلامة الأخيرة التي تكون حينها ليس للتنفيس بل دليل الصلح الداخلي -وهو ضروري في كل بلاد العرب-بين النخبتين الحداثية والأصالية بعد محاولة تحييد قلتين قليليين: كاريكاتور التحديث الذي لا يؤمن بقيم الحداثة بل بإيدلوجيتها وكاريكاتور التاصيل الذي لا يؤمن بقيم الإسلام بل بالطائفية.

يقوم على الموقع عاصم أشرف خضر مع مجموعة من طلاب الأستاذ ومتابعيه.
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي