لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله النكوص الى الجاهليتين
العربية والفارسية
من أكبر الأدلة على غباء النخب السنية ساسة ومثقفين وعلماء دين أن طائفة صارت اصلا والأصل يتهم بالطائفية: التشيع طائفة والتسنن يتهم بالطائفية. يحرف الإسلام فينفي ثورتيه الروحية (بإعادة الكنسية) والسياسية (بإعادة الحكم بالحق الإلهي) ويكفر كل من لا يؤمن بمبدأي التشيع ثم يتهمه بالتكفير. كل تاريخه مبني على الإرهاب الباطني والحشاشي وينجح في إسقاط ذلك على الجهاد السني الذي يقاوم المحتل والمستبد فيطبعه مع حليفه الغربي بالإرهاب وبالحملات الدعائية التي يقودها الغرب والإعلام الذي يسيطر عليه مليشيات القلم العربية الخادمة للصفوية وبتمويل عربي، صار ذلك شبه حقائق مسلمة. وهذا هو النجاح الأول للاستراتيجية التي تحقق بها إيران الخمينية خطط استرداد امبراطورية فارس بالحرب على الإسلام بإسلام محرف يعيد العبوديتين: – العبودية الروحية أو كنسية الوساطة الروحية – والعبودية المادية التي يمثلها الحق الإلهي في الحكم باسم آل البيت. وهذا من جنس استراتيجية الجودو. تقلب قوة خصمك فتجعلها لصالحك: الإسلام حرر البشرية من الكنسية ومن الحق الإلهي في الحكم فجعلوهما من أركان النسخة المشوهة منه. والإسلام حرر الإنسان منهما بأن جعل الاجتهاد والجهاد فرضي عين فشوهوهما بالتعليمية (الإمام المعصوم ومن ينوبه في غيبته) وبالإرهاب ضد الشرعية. ثم أسقطوا هذين الصفتين على السنة التي لا تقول بالتعليمية ولا بالوساطة الروحية أو السياسية. وبالتدريج أصابت العدوى مقلديهم من أغبياء السنة. وإذا كان التشيع كما بينت في سلسلة ثورة الإسلام نكوصا إلى جاهلية فارس فإن التسنن الذي اصابته العدوى كان قد نكص هو بدوره إلى جاهلية العرب. والفرق الوحيد هو أن التشيع متناسق لأن عقيدته تطابق واقعه في حين أن السنة واقعها منحرف لأنها تؤمن بأن الواقع محظور فرضته الضرورة. لا يوجد سني واحد بمن فيهم المستبدون والفاسدون يؤمن بأن الحكم والتربية في بلاد المسلمين السنة مطابق لما تقتضيه عقيدته السنية: هما أمر واقع. في حين أن الأمر الواقع في التشيع هو الأمر الواجب وخاصة كلما نجحوا فأسسوا دولة: وساطة روحية وفيها حكم بالحق الإلهي في الواقع وفي الواجب. فكل سني مؤمن كما ينبغي لا يمكن أن يعتبر دولته شرعية لتنافيها مع عقيدته في كل شيء. أما الشيعي فبالعكس يعتقد في شرعيتها للتطابق بين الواقع وبينهما. فالشيعي يصبح حرا إذا تسنن فرفض الوساطتين. والسني الصادق يصبح عبدا إذا تخلى عن عقيدته ويقبل بعدوى النكوص إلى جاهلية فارس مع جاهلية العرب.
الكتيب