النصر آت لا ريب فيه

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله

ليس الأمر جديدا بل أصبح علنيا: القوى الحامية وأذرعها في الإقليم لم تعد بحاجة لأن تصرف على اجهزة استعلام حول بلاد العرب. فتحارب انظمتها تغنيها.

وإذا أرادت إحدى هذه القوى أو أحد أذرعها في الإقليم توجيه أي تهمة لأي نظام أو شعب أو مرجعية روحية أو فكرية، فقائمات التهم المتبادلة تكفيها.

وإذا أرادت القوى الاستعمارية أو أذرعها عمل شيء ما ضد أي عربي، فإنها ستجد من سيموله بدلا منها. وكان ذلك يحصل شبه خفية. لكنه اليوم أصبح علنيا.

وقد يقول قائل إن في ذلك لنعمة: أصبحت الشعوب تعلم أعداءها من هم. لكن هذا ايضا ليس جديدا: فالشعوب لم تكن تجهل ذلك. الجديد هو شجاعة المجاهرة.

وشجاعة المجاهرة تعني أمرين في سلم التراكم المؤدي إلى الثورة المحررة: الأول تحقق ثورة القلب. الثاني حصل التراكم الكافي لثورة في اللسان.

وبقيت مرحلتان وغاية: حصول التراكم في ثورة اللسان لبداية ثورة اليد، ولما تتراكم نصل إلى الغاية: حينها تأخذ الشعوب مصيرها بيدها بقوة لا ترد.

وهذه المراحل استكمال لتحولات المناخ الثوري في الأمم كما عينها الرسول الخاتم بترتيب معكوس لأنه يتكلم على أحرار مؤمنين بعزة الإسلام في عصره.

ونحن قلبناها ليس لبيان عكس ما قاله الرسول، بل لبيان نفس التعليل ووصله بتردي أخلاق الجماعة نتيجة لما سماه ابن خلدون “فساد معاني الإنسانية”.

فالخروج من تردي الاخلاق الجماعية شرط في الاستئناف. والاستئناف يبدأ من آخر مرحلة التردي ويصعد في التحرر منه فتتم استعادة معاني الإنسانية.

مسار معكوس: 1-مرحلة القلب 2-تراكمها النوعي 3-مرحلة اللسان 4-تراكمها النوعي 5-مرحلة اليد المشروطة بالتراكمين فتستعاد معاني الإنسانية.

عكسنا الترتيب لانعكاس الوضع لأن الاستئناف يبدأ من قاع التردي فيصعد. وأضفنا ما بين الأولى والثانية ثم ما بين الثانية والثالثة. فتكون خمسا.

وهذا المخمس الثوري حصل في بلاد الربيع. وما يبدو انتكاسة لم يغير الأمر حتى وإن هدأه في بعضها. لكن بقية بلاد العرب ما تزال دون التراكمين.

وقد شاء الله بمكره الخير فأحدث ما سيعجل بالتراكمين: الأول أحداث الإقليم وتمددها إلى داخل الخليج نفسه لأن الخطر دب إليه بتدريج مخيف بل ومرعب.

والثاني هو أن ما كان يمكن أن يغني أهل الخليج عن الشعور بثورة القلب وثورة اللسان لم يعد موجودا: أزمة البترول أفقدت الأنظمة قدرة الإرشاء.

فالمواطن الذي بدأ يسهم في شروط قيام الدولة بات قادرا على التمييز بينها وبين المستولين عليها والراضعين للبنها والمرشين لهم بفتات منها.

فاجتمع العاملان الداعيان لاسترداد الحرية والكرامة أي ما تحقق في بلاد الربيع العربي: فهي ليست أكثر وعيا من بقية العرب إنما الوضع حركها قبلهم.

ولما تقارب الوضع تقارب الوعي: فأصبح كل العرب في وضعية الوعي الاستئنافي. كلهم ينشد “إذا الشعب يوما.. ” وكلهم شم رائحة الربيع: الحرية والكرامة.

قد يكون هذا الوعي في مرحلة القلب واللسان. والتحول سيكون اسرع مما حدث في بلاد الربيع لعلتين:1-لحصول الربيع 2-خسران الموجود يقوي دفع المنشود.

فالشعوب التي كانت الأنظمة الغنية ترشيها لتسكتها عن حقوقها لن ترضى بالجمع بين فقدان المكرمات والحريات. ستطالب بهذه حقا لا تفريط فيه.

وهذا هو المحرك الأقوى للثورة المضادة: فخوفها من عدوى ثورة الاستئناف علته أنها فقدت أداة الرشوة وأن الشعوب لم تعد تحتمل السكوت عن حقوقها.

فكون الحل مهربين ليسا منجيين إلا في أذهان الأغبياء: الأول “تسوير” كل بلاد الربيع أي جعلها مثل سوريا لإرجاع حالة الخوف ومنطق “شد مشومك..”.

لذلك ترى إعلامهم السفيه يركز على تمجيد ما تقدم على الربيع في تونس ومصر وليبيا واليمن واعتبار سوريا الدرس الذي يلجم كل من يتكلم على الثورة.

والثاني وهو الدليل على أن الخوف ليس في جانب الشعوب، بل في جانب الانظمة: الارتماء العلني والصريح في حجر إيران وإسرائيل ذراعين لبوتين وترامب.

والثورة ستنتصر فتهزم الاستعمار وأذرعه وعملائه وميليشياتهم التقليدية والتحديثية أي مليشيات السيف والقلم الخادمة للأنظمة والأذرع والاستعمار

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي