الشهادة التاريخية لا تثبط العزائم. إنما هي ناقلتها من الهزل إلى الجد. والجد تحرر من شهادة الزور التي تلحق المعمور بالبور فتفيد الويل والثبور الذي أوصلنا إليه تنصيب الدمية المغرور على رئاسة وطن شعب مقهور.
بعد أن رآه يكب على الأكتاف وسمعه يتطاوس ككل احمق بلغ به الغباء تعليم الغرب الافكار الجديدة من الكتاب الاخضر بفرنسية لا تقل سقما عن عربيته.
وهو ما يذكر بالقولة الشهيرة:
نصف النحوي يفسد اللسان الذي يميز الإنسان عن الحيوان:
فاسد اللسان القومي والاستعماري لم يتجاوز ثقافة الذراري خريجي جامعات الاسم العالي والمربط الخالي.
ولابدأ فأعرض شهادة للتاريخ بالإشارة إلى ما يحرفه في جميع الحضارات.
فلعل ما يميز احاديث التاريخ التي سمعتها مساء أمس في نادي مواطنون ضد الانقلاب هو تكاذب الزعامات المشاركة فيه ما استعرضته من تاريخ النكبة التي تعيشها تونس حاليا.
لكن احداث التاريخ بخلافها لا تنتقل من الهزل إلى الجد إلا بفضل تصادق القيادات في الثورات إذا كانوا يسعون للفعل المشترك من أجل غاية يفرضها مصيرهم الذي يقتضي التعاون عليه: تحقيق اهداف الثورة.
لا احد من الحاضرين ليلة امس قام بنقد ذاتي يبين فيه أن كل عمله كان آخر همه تحقيق شروط نجاح الثورة:
فالصراع على الحكم كان مقدما على اهدافه التي تجعله أداة لا غاية.
وتلك هي علة جبنهم إزاء المافيات التي ورثت الدولة بعد ابن علي وخاصة الاتحادين العمالي والاعمالي ومن يقودهما من عملاء فرنسا (الوطد) وإيران (القوميون):
فهؤلاء هم من ذهب بالبلاد إلى انهاء شروط التنمية المادية والروحية ومنع كل إمكانية لانجاح الثورة .
لذلك فكلامي -وهو شهادة تاريخية- ليس لوما بعد القضاء فيكون بدعة بل هو تذكير بشروط العزم الفعلي لمقاومة الانقلاب ومعرفة جذوره التي تشبه الدودة في الثمرة.
كنت انتظر نقدا ذاتيا في هذا اللقاء لتدارك النكبة التي حلت بتونس.
ما سمعته هو مواصلة التكاذب والتنافق وخداع الشعب. ولا شيء يفيد التوجه نحو التصادق الفعلي. ذلك ما فهمته من لقاء البارحة التضامني بالاسم مع أول سجين سياسي تفكروه لما بلغ مرحلة الاحتضار لحاجة خفية قد ندرك حقيقتها في غاية الشهادة.
لذلك فالكلام كان دردشة حول توحيد الصف بين ممثلي “القطيع” وممثلي القيادات في جلسة لن تستطيع اخفاء ما يوحي بمواصلة هذه العلاقة بينهم وبين “شعب النهضة” بين نوعي الجنرالات المكسيكيين :
الجدد قائدا مواطنون ضد الانقلاب الذين بشرونا بأنهم سيحكموننا
والقدامى قادة الاحزاب التي لا “تروب” لها مثل حزبي الشابيين
والحصيلة هي مواصلة سياسة النعامة:
مهرجانات الخطابة في غياب تحرك الشعب في الجهات بمقتضى الدوافع الفعلية لحركته التي ابني عليها توقعاتي لأني لست منجما ولا ادعي العلم باسرار الدول وإنما احتكم إلى سنن التاريخ وقوانين الطبيعة:
الازمة الاقتصادية الاجتماعية التي بلغت القرار
والازمة الروحية الخلقية التي بلغت الذروة
لانهما هما علامتا “العفس على الجمر” اليومي الذي يمكن بقيادة راشدة تعالجه أن يغير احداث التاريخ فيتحرر من كذب أحاديثه التي من جنس ما سمعته ليلة امس.
ما بت اخشاه هو ان التأخر في القيام بذلك قد ينهي كل شيء فيستقر الامر للدمية إذ هو سيمكن الحلف الذي تعده فرنسا بين الاتحاد العائد والدمية الذي ما زالت تحتاج إليه هي وإيران للبننة تونس من القيام بذلك:
ليكون البديل هو انهاء التجربة الديموقراطية نهائيا.
ما اتوقعه هو أن ما دعوت إليه -ولم ادع الابداع في دعوتي لأنها من بديهيات حروب المطاولة بالمقاومة السلمية- هو عين ما سيؤدي التخلي عنه إلى مد الاتحاد بسلاح ركوب الاحداث ليظهر رقما صعبا أمام الدمية سواء حرصت فرنسا وإيران على ابقائه أو على تقديم بديل منه.
لذلك فهو يتكلم على بوربارلي ومفاوضات وانفتاح حتى وإن لم يذكر مع من وقد يسبق المؤتمر الذي رأينا بروفته الأولى ليلة أمس مؤتمرا من جنسه باسم الجبهة التي هي بصدد التكوين والتي لم يحضر احد منها في مهزلة البارحة.
صحيح أني اعترف بأن خطة جنرال عسيرة التحقيق وخاصة بالنسبة إلى المنظرين من ناقصي الخبرة مثلي في الوساطة بين الحاكم بأمره وبين “شعب” النهضة و”قطيعها” الذي تخلط قياداته بين مطالبها العاجلة وتكتيكها ومطالبه الآجلة واستراتيجيتها.
والآن
فلماذا اعتبر ما حصل البارحة مهزلة وهو بروفة لمؤتمر لن يحضره غير من حضر البارحة يعني متكلم باسم “قطيع” النهضة ومتكلمين باسم “انقطاع” العلاقة بالشعب من الاحزاب التي ليس فيها غير جنرالاتها الباحثين عن التموضع؟
سأنطلق من “حلم الشيخ” الذي قاسه على حلم لوثر كنج. فهذا القياس من علامات المهزلة:
لوثر كنج يحلم بتحرير الإنسان من العبودية بالقضاء على التمييز العنصري
وهو إذن ثورة روحية من جنس ما يطلب الشعب التونسي وينتظر قيادات من جنسه بخلاف الحلم بركوب طائرة الدمية وذهاب الطامة والعامة للتسول
الذي هو جوهر العبودية والتمييز العنصري.
فلا يمكن لشعب يتسول أن يدعي تمثيل ثورة تحرر الإقليم من الأنظمة التي تتفضل عليه بفضلات موائدها:
منذ أن اصبحت الزعامة تقاس بالقدرة على التسول غرقت تونس في ما لا تكاد تقدر على الخروج منه من الديون والتبعية للثورة المضادة.
والآن
ما الذي يثبت أن “وحدة” البارحة كذبة لا يصدقها إلا الحمقى؟
فلا أحد بدأ فاعترف بذنب اقترفه في وضعية تونس الحالية.
والوحيد الذي قدم “عذرا” كان عذره اقبح من ذنبه.
فمن يمارس السياسة منذ خمسين سنة لا يمكن أن يدعو للتصويت لمن يجهله ويجهل توجهاته الفكرية وصحته النفسية.
فإذا أضفنا خرافة الحكومة الثورية مع اعداء الثورة ثم المشاركة في حكومة الرئيس مع عملاء فرنسا وإيران
وكل ذلك بوساطة زعيمي المؤتمر المزمع تنظيمه لحكم تونس كل ذلك كان ينبغي أن يكون القيح
الذي ينبغي تنظيف الجرج منه حتى يتعافي البدن السياسي في تونس
فتصحل الوحدة الصادقة لمقاومة الانقلاب ومنع من يتربص للقيام بذلك ليس للإنهائه بل لتأبيده:
الاتحاد الذي يستعد هو بدوره لتنظيم مؤتمر احزمة الدمية الناسفة.
كيف نصدق من دون تعميم الفعل السياسي في كل جهات تونس أن اللعبة لا تواصل نفس النهج؟
وكيف اصدق أن كل هذا الهيلمان يتجاوز نفس السيناريو إذا كان اصدق من ضحى لإيقاف الانقلاب صار نسيا منسيا:
المشيشي؟
أليس ذلك دليل على أن هؤلاء مثل أولئك يعتبرون الهدف ليس الإطاحة بالانقلابي والعودة إلى المسار الديمقراطي بعد أن اقنعته الاحداث أن قياداته قد خدعته لما دعته للتصويت له بل البحث عن حل وسط رمزه حلم الشيخ بركوب طائرة الدمية في رحلة التسول؟
الاتحاد ومن يحيط به والنهضة ومن يحيط بها هما فرسا السباق لتحقيق الحل المصري وهو ما ستلجأ إليه فرنسا وإيران لتجنب الموجة الثانية من الثورة الشعبية في تونس.
نلغي مسميات البرلمان والحكومة والقضاء والنخب المناضلة من الصفين الحداثي والاصالي ونعوضها باسمائها لأن المسميات تصبح بيد بلحة تونس.
وطبعا فمعذرة
هذا “حد” فهم المنظرين
الذين ليس لهم دراية بالواقع مثل فناني الوساطة.
وليس الجنرالات المكسيكيين الجدد هم وحدهم من زعم ذلك بل حتى القدامى قالوها لما توهم الشابي وزميلته أنهما يفهمان في السياسة ولا ينشغلان باوهام الفلاسفة وترشحا بديلا لعل فرنسا تمكنه ضد الظلامية فكانت النتيجة الافلاس المعلوم.
لكن ما ازعجني اكثر هو مدلول الحلم برحلة للتسول في طائرة الرئيس يشارك فيه كل قيادات المنظمات الوطنية التي خربت شروط السيادة رعاية وحماية بإلجاء الشعب إلى التسول.
والحلم عام حتى وإن كان الشيخ وحده هو من صرح به في الكلام على العواهن كالعادة.
لأن التسول شرطه قلب الصفحة للتسليم بالانقلاب على المسميات مقابل اعطائهم الأسماء :
وهو معنى الجنرالات المسكيكيين.
ولا حاجة للغضب من اطلاق هذا الوصف فالعرب اليوم لهم خمسة أنواع من الجنرالات كلهم مكسيكيين.
جنرالات السياسة:
بمنطق الرماية في عماية أو “تسليك” الراس من كل ورطة حلها هو الطيحة بتكربيسة ورفض النقد الذاتي ومن ثم حفلات التكاذب التي رأينا منها نسخة البارحة.
جنرالات الاقتصاد:
بمنطق صيد في تونس قط في باريس وقد رأيت ذلك بنفسي لما صحبت سي حماي الجبالي في لقائه مع رجال الاعمال الفرنسيين في باريس.
جنرالات الثقافة:
يمنطق النجومية على حساب الحرب المجانية على قيم الشعب الحضارية ومعتقداته بصورة يعتبر زمّور ومارين لوبان شديدي الاعتدال في اسلاموفوبيتهما.
جنرالات الاكاديميات:
المعارض في النهار والمطبل في الليل وناشري الشعارات التقدمية والعاملين في مؤسسات الرجعية من اجل اشباع الإخلاد إلى الأرض واللهيث وراء الدينار الشرنان ولو من عند الشيطان.
جنرالات الاعلاميين:
وخاصة الكرونكورات وهؤلاء هم مليشيات الصوت الذي يعمل عمل السوت على ظهر المواطن بصم اذنه وخداع ذهنه ونشر الأكاذيب التي تجعل صياحهم متناسب مع الاجر.
إذا عرفت من نصبهم “وشيّخهم” فاغدق عليهم المال دون سؤال فهمت اللعبة التي تهدف إلى لبننة تونس وتقاسم السلطان عليها بين:
المقيم العام الفرنسي
والمقيم العام الإيران
ومقيم المقيمين العامين الإسرائيلي.
ليس في تونس وحدها بل في كل بلاد العرب من الماء إلى الماء لأن الجميع يحتمي باحدهم من آخرهم في لعبة بينة يفهمها حتى حمقى الدمية من مستشاريه واغلبهم كانوا من مستشاري المرزوقي بعد أن خسر المعركة.
والآن فلنذكر بالاحداث في فعل التاريخ التي تنفيها الاحاديث الكاذبة في كتابته.
فليس صحيح أن الانقلاب بدأ يوم الخامس والعشرين من جويلية عند الاعلان عن الانقلاب بعد درس بلحة مصر
ولا خاصة في تصريح سيدي بوزيد عند الاعلان عن تعطيل الدستور.
بل هو بدأ من اليوم الأول الذي صرح فيه بأن الدستور الذي سيعمل به ليس دستور الفين واربعطاش بل الدستور المكتوب على الجدران.
ولم يكن ذلك مجازا فيحتاج إلى تأويل خطابي بل تأويله كان تأويلي فعلي بالشروع في:
تكوين الحشد
وتوريط الجيش
وتوريط الداخلية
وتعطيل البرلمان
وانهاء دور الحكومة
والحرب على كل شروط الصحة البدنية
والحرب على كل شروط الصحة النفسية
بحيث إن الصواريخ كانت موجهة لكل مقومات الجماعة وليس الدولة وحدها ومن ثم فكل من شارك في ذلك وخاصة من لم يفهم حتى بعد الاعلان عن الانقلاب فهو بين خليتين:
إما صادق وهو إذن حمار لا يفهم
أو كاذب متواطئ يدعي عدم الفهم
لكني أذهب إلى اكثر من ذلك لأعود:
فتونس مرت بخمسة انقلابات من لم يرجع إليها ليفهم وضع تونس الحالي لا يمكن أن يبني فهمه على قواعد سليمة.
الانقلاب الاول
أدى إلى تعيين المبزع بنص الدستور الأول ثم الغى الدستور بعد أن عين نزيل سكرة السبسي
الانقلاب الثاني
لما تخلت النهضة عن التعهد بالتفرغ لكتابة الدستور في سنة ثم قبلت نصيحة المرزوقي الذي مدد المدة دون عودة إلى الشعب ففقدت الشرعية ومكنت السبسي من تكوين الكوكتال مولوتوف الذي حكم تونس منذ ذلك الحين رغم تفتته السريع
الانقلاب الثالث
تعديل نتائج الانتخابات بتزييفها وكانت القائمة التي ترأستها من ضحاياه لأن الحاجة إلى انجاح رئيس التكتل ورئيس الحزب الشيوعي اقتضت حذف نائبين منها.
الانقلاب الثالث
تمثل في رفض الكتلة الثانية في المجلس بسبب خلاف بين الغنوشي ورئيسها وجعل كتلة المرزوقي الثانية في حين انها الثالثة رغم كذب المرزوقي الذي يدعي أن كتلته كانت الثانية ومن ثم فهو كان رئيسا “عن جدارة” كما يدعي.
وقد كان ذلك خطأ فادحا: فهو علة تمكين المرزوقي وابن جعفر من الثلث المعطل الذي حال دون النهضة والحكم بسلاسة ومكن من تجارة النواب لأن نواب تلك الكتلة فقدوا دورهم فابتاعهم حزب السبسي الذي كان بصدد التكون.
وما اظن أنه يوجد غباء سياسي يتجاوز هذا الغباء: صحيح أني كنت ضد الحلف مع المرزوقي وابن جعفر ليس لذاتهما بل لعلمي بأن نسبة تفوق تسعين في المائة من قاعدتعما التي تكونت عن عجل كانت تجمعية ومعادية للثورة.
وسبق أن اقترحت التحالف مع الذين بدأوا المعركة الديموقراطية في حزب بورقيبة بعدأزمة السبعينات وخاصة حزب المستيري العلني وحزب مزالي غير العلني وحتى من وثقوا في ابن علي فأيدوا انقلابه ثم طردهم مثل الهادي البكوش,
وكنت اقبل بذلك لو لم يقع ذلك الخطأ الذي أمدهما بالثلث المعطل فصاروا معارضة والرمز عبو والعياطة افضل مثال وكل من تخلوا عن المرزوقي لما فقد الامل في استعال ما يسميه بشعب النهضة.
الانقلاب الرابع
هو التوافق المغشوش بين الشيخين دون تفاوض على الشروط معلومة ولا تعاقد مكتوب كالحل في كل توافق بين حزبين يحكمان معا.
الانقلاب الاخير
قبل مجيء الدمية هو الحلف بين الغنوشي والشاهد ضد السبسي الذي ادرك خطأه في تنصيبه لكن النهضة منعته من التدارك فكانت بداية كل الاستراتيجيا التي آلت إلى وضع النهضة الحالي وافشال ترشح مورو:
تكاد تتفكك مثل بقية الاحزاب.
ليست غافلا عما ترتب على الاحداث الاقليمية وخاصة ما حصل في مصر من محددات لسلوك النهضة.
لكني مع ذلك ما زلت واثقا من أن المحدد الأهم لم يكن هذه الاحداث بل تقديم العاجل على الآجل والتكتيك دون استراتيجيا:
وتلك هي علة التكتيك الذي يعود إلى الصراع الداخلي على المشاركة في الحكم بأي ثمن وليس بشروط الفاعلية فيه.
من هنا فإني لا أصدق أن الانسلاخ كان بسبب الديموقراطية وإلا لما حدث عندما صارت المعركة هي الانقلاب عليها لمنع الانتقال الديموقراطي ولذلك سميتهم “مزرتين”.
وما الحل؟
بسيط جدا:
إذا رايت هذه الأحزاب مع النهضة تحرك الشارع في كل الجهات بمحركات الثورات الشعبية عامة مع عرض برنامج لحل هذه المشاكل بالعمل الذاتي وليس بالتسول
فإني سأصدق أن الجماعة صادقون في المصالحة ليسوا متكاذبين.
وشرط ذلك أن أسمع نقدا ذاتيا بحق وليس تمويها لا يصدقه عاقل.
لا يمكن للشابي والشيخ أن يعذرهم المرء كما قد يعذر الإئتلاف بسبب صغر سنهم وقلة خبرتهم.
ولا يمكن للمرء أن يعذر الوسيطين في حكومة الثورة -الاولى التي سقطت في آخر لحظة بعد تشكليها على الورق بفضل وساطتهما وحكومة الرئيس الأولى الفخفاخية أن يكونا جاهلين بما اتخوف منه
قد أكون مثاليا فاطلب الصدق في السياسة.
لكني لست كذلك
ففي السياسة يمكن الاستغناء عن الصدق عندما يكون الوضع مستقرا فيمكن من المناورة التي من جنس ما سمعت ليلة أمس.
أما في لحظات الحسم بين الثورة والثورة المضادة فالتكاذب من أهم علل الفشل الذي نراه بالعين المجردة:
فقد تخسر الثورة المعركة لأن المناورة والتكاذب يتواصل ولا يتجاوز مسرحيات الخطب في العاصمة وتترك الجهات للحشد الشعبي الدميوي والحشد الفاشي النقابي.
وحينها فطوبى للجنرالات المكسيكيين بأصنافهم الخمسة الذين وصفت.
وعذري الوحيد أني ليست سياسيا ولا اريد أن أكون جنرالا لا مكسيكيا ولا حقيقيا وإلا لما استقلت بعد قضاء مدة السنة التي التزمت بها ورفضت أي تعيين في أي وزارة:
ولا فخر فمشاغلي تغنيني عما يتجاوزها.
وأخيرا فمبدئي في التوقع الخاص بسلوك البشر في المستقبل انطلاقا من ماضيهم مضاعف:
الاول
التحول الكيفي في سلوك الإنسان عامة والسياسي خاصة من أندر الأشياء وجودا إذ شرطه أن يحدث في كيان صاحبه هزة روحية من جنس ما حصل في قلوب أعداء الإسلام من جاهلية العرب الذين اعتمدت عليهم دولة الإسلام بعد وفاة الرسول الخاتم.
الثاني
التحول الكيفي عندما يحصل يحرر صاحبه من الكذب والنفاق ويصبح حبه لما كان يعاديه أقوى من كرهه له قبل التحول.
وعلامة ذلك الصدق في الكلام على الذات بدلا من مواصلة التسويف والكذب فيكون عذره اقبح من ذنبه.