لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله المنطق الجدلي
تجاوزه شرط الأحوة الانسانية والسلم العالمية
لن أطيل الكلام في أمثلة هيجل مثل مثال المانيتيسم وخاصية القطبين المتلازمين فيه لأن المشكل هو أن اعتبار ذلك خاصية مطلقة دالة على الجدل من التبسيط الذي لا يقبل عقلا. فهل أمكن لهيجل أن يخرج المغناطين من العالم أو حتى من المجال المغناطيسي في الارض ليستدل بما يسميه وحدة الإيجاب والسلب.
حضور المواد وخصائصها غير قابل للفصل عن نظام العالم المحيط ولا أريد أن أبني ردي على فرضيات لأني لست مختصا في خصائص المواد وبقائها فيها عندما تنتقل من عالم إلى عالم. لذلك فسأمر فيما ليس من خصائص المواد بل من خصائص علاقات المواد والأجرام. ففي الكيمياء التأليف بين العناصر ليس جدليا.
وقانون الجاذبية بين الأجرام الفلكية ليس جدليا فعندما أضرب الثابت في مضروب الكتلتين وأقسم الحاصل على مربع المسافة بين الجرمين المتجاذبين لا أرى حضورا لصراع بين قوتين سالبة وموجبة بل تناسقا في نظام العالم وهو مبني على علاقات بنية رياضية بين قيم متعينة متغيرة تملأ خانات البنية.
وإذا كان للوجود الخارجي منطق فهو قوانينه الرياضية التي هي بنى تعبر عنها علاقات رياضية متعددة لا تقبل الرد إلى منطق الجدل إلا بصورة سطحية لا تأثير لها لا على عملها ولا على علمنا بها. فعندما اقابل بين الحياة والموت في الكيان الحي وتلازمهما لا أصف “فعل” الحياة ولا خاصة علما مؤثر.
وفي الجملة فيمكن القول إن المنطق الجدلي أسقاط سطحي لمعرفة سطحية بما نراه في ظاهر العلاقات البشرية من التمانع على مطالبهم وخاصة في المعاملات الاقتصادية أو في التنافس السياسي أو حتى في ألعاب مراهقي الشباب في الاحياء أو حتى في الرياضة. وهو يبدو كذلك لفصله بمحيطه المحدد لعميق بنيته.
وسأخط المثال الاقتصادي: فالمقابلة بين العمل ورأس المال يبدو المثال المفضل لدى القائلين بالجدل وخاصيتي صراعا وتمانعا. لكن تحليل العملية الاقتصادية ذاتها يبين أنها ليست مؤلفة من رأس المال والعمل بل من خمسة عناصر منها هذان العاملان. وهي على النحو التالي في كل مراحل الاقتصادي عامة.
فلا بد:
من فكرة منتج معين يسد حاجة معينة-مهما كان المنتج بسيطا
من مستثمر فيه يموله (رأس المال)
وهو لا يفعل إذا لم يكن المنتج مدرا لربح لوجود مستهلك
وعمل ينجزه
وإدارة تشرف عليه.