كتبت في حياته ضد اجتهاداته
▪︎ ليس من حيث حقه فيها
▪︎ ولا من حيث الخيارات التأويلية التي أنتهى إليها.
اقتصر نقدي على
ما يدعيه من استعمال لعلوم اللسان.
لكني لم أشكك في ما أريد الكلام فيه
ويمكن رده إلى أمرين.
1- الأول
هو أن انتشار عمله لا يمكن أن يرد
▪︎ إلى مسانديه فحسب
▪︎ ولا حتى إلى أهمية اجتهاداته
بل على أمر أعمق
هو فشل المدارس التقليدية في الاستجابة لـ”حاجة” ما
لم يجدها قراؤه في أعمالهم.
وهي حاجة لم يتمكن حتى هو من تحديدها.
فما ينسب إليه من تحديث
لا يكفي لفهم تاثير فكره
وفكر الكثير ممن هم مثله.
فليس في فكرهم إلا نزعة
تكييف المتعالي بمقتضى المتداني
للظن أن ذلك هو عين الموقف السليم منه
لوهم درايتهم بما يسمونه “الواقع”
ظنا أن علمهم به محيط.
ولا يدرون أن ذلك مبني على حكم مسبق مفاده
▪︎ أن ما يسمونه عقلا ذو علم محيط
▪︎ وأن الدين جعل ليكون خاضعا له وليس متعاليا عليه.
وإذن فدوننة المتعاليات آل إلى تتفيهها وتسخيفها
بسبب اساليب الدعاة قديمهم وخاصة حديثهم
أذ صار أغلبهم تجار دين مبتذل
يظهر حتى
▪︎ في تباكيهم الكاذب
▪︎وفي ثرائهم الفاحش
المناقض لما يوجهونه من نصائح
في القناعة التقشف إلى الشعوب
▪︎ وميلهم في الأغلب لدور
▪︎ ▪︎ الملهي
▪︎ ▪︎ والمبارك للاستبداد والفساد.
ورغم أنه هو نفسه
حتى بمجرد مقامه ومموليه
لا يختلف عنهم
إلا بما يناظر خطابهم في الاتجاه السلبي.
ولا فرق بين الموجب والسالب عند التحريف
الذي يعتمد على وهم الإحاطة
▪︎ بمقاصد الله
▪︎ وباسرار الوجود الطبيعي والتاريخي
▪︎ و خاصة باسرار الأنفس
▪︎ والجرأة التي تتجاوز تحريف المقدسات نفسها
لا قراءاتها التراثية في الكثير من الأحيان.
2-والثاني
هو تفاهة الردود عليه
وتناقضها مع آداب الحوار
التي هي من أساسيات الخطاب القرآني.
فمن يجادلهم القرآن بالتي هي أحسن
لا يقلون جرأة على المقدسات من شحرور
خاصة
وهو لم يزعم أبدا أنه ملحد أو كافر
بالعقائد الاساسية في القرآن
لأن جل اجتهاداته
تتعلق بما هو موضوع الاجتهاد
ولا تتعلق بالمعتقدات الأساسية
والتي يردها حجة الإسلام أبو حامد الغزالي
إلى مبدأين هما
▪︎ الإيمان بوجود الله
▪︎ وبالبعث (كتاب التهافت)
معتبرا ما عداهما من العقائد مترتبا عليهما.
ومن ثم
فظاهرة شحرور يمكن اعتبارها إلى حد كبير مدينة
▪︎ بنصفها إلى حاجة فعلية لتجاوز الخطاب التقليدي استجابة لحاجة
هو نفسه لا يدري ماهي
▪︎ وبنصفها إلى الردود التكفيرية التي تتنافى مع آداب الحوار القرآني.
لأن أي إنسان
يمكن أن يكون صادقا في طلب الحقيقة
حتى وإن جانب الصواب في الاجتهاد.
والقرآن الكريم يذهب إلى أكثر من ذلك
إذ حتى تعدد الأديان
ومن بينها الشرك
يعتبره من شروط التسابق في الخيرات للوصول إلى الحقيقة (المائدة 48).
ولما كنت لا أعلم السرائر
فإني لا استطيع أن اشكك في نواياه
لأنه لم يعلن أبدا أنه ملحد أو كافر بالعقائد الإسلامية.
والمعلوم أني
▪︎ لم أكن اعرفه شخصيا
▪︎ ولم القه إلا مرة واحدة في حياتي
وكانت بعد زيارته الأخيرة لتونس.
وقيل لي إنه أراد ملاقاتي
لأنه قرأ مقالتي في مسألة اعتماده على اللسانيات.
وقد يفيد الكلام على لقائنا في عمان الاردن في الربيع الماضي.
رآني من بعيد فقال لمن حوله
وهو ينظر إلى ويعلم أني أسمعه
بأني لا أحبه لأني رفضت لقاءه في تونس.
فبادرته بالسلام أولا
وأعلمته بأنه لم يكن بوسعي حينها ملاقاته
ولكن يسعدني
أن ألقاه
وأن ألقى كل من يخالفني
لأن اللقاء مع من لا يخالفني لا يكفي للاطلاع على اجتهادات غيري
خاصة وأني لا ادعي علما محيطا
فأتجرأ على ما لا يمكن للإنسان عمله إذا ادعى علم الغيب.
وأعتقد أنه قد اقتنع بأني
لا أكرهه
وليس لي موقف عدائي منه
ولا من أي إنسان يخالفني في الاجتهاد
لأن الحكم حتى بين الأديان الخمسة التي ذكرها القرآن بالاضافة إلى الإسلام
أجله الله إلى يوم الدين.
وإذا كان الله قد فعل على الأقل في ثلاث آيات معلومة
فإنه من الحمق ادعاء الفصل بينها في الدنيا بالاجتهاد الإنساني.
وقضينا ثلاث أيام
شعرت فيها أنه لم يعد يعتبرني
▪︎ عدوا
▪︎ ولا حتى خصما.
وبصرف النظر عن موقفه فإني أدعو له بالرحمة
لان الترحم على كل إنسان واجب.
ولا أدعي علما بسريرته
وما فهمته منه أنه لا يدعي الإطلاق لاجتهادته
وإن كان فخورا بما يظنه حججا كافية لترجيحها في تأويلاتها.