الجزء الأول
خمس قرائن تساعد على تحديد العملاء في المعارك الجارية على أرضنا أعني دار الإسلام من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي مرورا بالمتوسط.
2 منها موجبتان و2 سالبتان والأخيرة جامعة:2-بما يفعله الغرب (أمريكا خاصة) وشرطيه (إسرائيل)ومعاون شرطيه (إيران) 2-بما لا يفعله 1-الغطاء
الموجبتان:الوظيفة في الحلف والتسهيلات لأدائها تحددان العميل المبجل لأن للعملاء درجات بحسب الوظائف المسندة إليهم. ولا حاجة لمزيد إيضاح
السالبتان: منزلة أفعال العميل في إعلام العدو إخفاء للسلبيات وإبرازا للإيجابيات في ضوء الخدمة المؤداة للمشروع الذي تستهدفه الموجبتان.
والجامعة هي الغطاء بحيل القانون الدولي الذي يوفر للعميل شروط تنفيذه لما كلف به.وتبدأ الحيل بدعوى دور الحكم المحايد وفي الغاية بالفيتو
يمكن الآن لأي قارئي أن يطبق هذه القرائن فيحدد عملاء أمريكا وشرطيها ومساعده لفهم ما يجري في الحلف أو في اليمن أو في مصر أو في ليبيا.
كما يمكن للقارئ أن يعكس هذه القرائن ليحدد المخلصين من أبناء الامة حتى من بين من أجبر على دخول الحلف: لأن تلكؤه وشروطه فيه دليل مفيد.
كما تصح نفس القرائن على صف المقاومة: فبها يمكن أن نميز بين المندسين فيها لتشويه الإسلام ومد العملاء بما تحقق لبشار ويريده السيسي.
لكن القرائن ليست مصدر المعايير للتمييز بين المخلص والعميل في الصفين فحسب بل هي منطلق لتحديد الدواء لكل الأدواء التي تعاني منها السنة.
فالفرز الذي يتحقق بهذه القرائن ينبغي أن يصبح أساس الحلف الموجب:تتحالف دول السنة المخلص قياداتها والمقاومة المخلصة للأمة: النصر الحتم
الجزء الثاني
وما طبقناه على صراع الأعيان يقبل التطبيق على صراع الأذهان: فما يبني الأمم حماية ورعاية العمران العيني فيه دون العمران الذهني أهمية
فعمران الأعيان يسير البناء ويسير التهديم بالاستبداد والفساد داخليا وبالاستعمار والعدوان خارجيا. لكن عمران الأذهان عيسر بناء وتهديما.
ولولا هذا القانون لكانت حضارة الإسلام قد انقرضت لفرط ما تعرضت له داخليا من استبداد وفسادوخارجيا من استعمار وعدوان:صمود عمران الأذهان
فكيف نطبق معاييرنا في معركة عمران الأذهان ومحاولات تخريبه وهو الوجه الثاني من الحرب على الإسلام وأمته: ذلك هو وجه القرائن الثاني.
الجزء الثالث
وسآخذ مصر مثالا من كل بلاد العرب أولا لمنزلتها بينهم وثانيا لأن ما يجري فيها بلغ غاية الاستبداد والفساد والتبعية بمستوياتها الخمسة.
ومستويات التبعية الخمسة هي: السياسي والتربوي والثقافي والاقتصادي والروحي.وتتعين التبعية في الأعيان بالقيادات وفي الأذهان بالمعتقدات
القوة السياسية الأولى في مصر هي العسكر وقياداته تابعة. والبقية توابع لهم كما تبين في الانقلاب. وإذن فبقية القيادات توابع لتوابع بس.
وحتى لا يظن أني أظلم الشعب المصري فينبغي أن يفهم القارئ أن تبعية الشعب مكعبة ليس في مصر وحدها بل في كل أقطار دار الإسلام: بسبب الانحطاطين.
واختيار مصر ليس للتشهير بل بسبب دورها ومنزلتها والأزمة الحالية التي هي بلوغ الداء إلى سنامه المطلق ومن ثم فمن هناك يأتي الدواء حتما.
حسم الثورة المصرية لاصل كل التبعيات بعد أن تتضح الرؤية التي بها بدأنا أعني التمييز بين الصفين: فبداية الاستئناف تكون من غاية الصمود
فبعد سقوط وحدة الأمة في بغداد (منتصف القرن السابع) وقبلها دمشق (منتصف القرن الثاني) بقيت مصر صادمة وبفضلها طرد المغول والصليب:القدس
الجزء الرابع
ولنأت الآن إلى الحرب على عمران الأذهان:السؤال هو كيف نميز البناء من التخريب في ما يزعمونه فكرا وإبداعا لدى النخب التي انحازت للسيسي
يخطيء من يتصور ذلك مقصورا على النخب الحالية التي صفقت لـ30 يونيو.القصد النخب التي جعلت مثل هذه النخب تصبح ممكنة ومؤثرة وممسكة بالأمر
فالإصلاح السياسي والتربوي والثقافي والاقتصادي والروحي لا يتصدى للحاضر من دون البحث في عروق ما طغى عليه إذ لا فائدة في علاج الأفنان
كيف صار الجيش أول قوة سياسية؟ ونخب التربية القائدة متغربة؟ والثقافة لسطحيي الواقعية الادبية؟ والاقتصاد مافياوي؟ والروح مقلدة للميت؟
تلك هي الأمراض التي علينا فهمها لكي نكتشف العلاج الشاقي. وهي أهم القضايا التي شرعت في علاجها منذ عقود ولامعنى للثورة من دون علاجها.
فإذا فرضنا الحرب على العمران العيني ممثلا باستعمار الحقول والديار فإن الحرب على العمران الذهني هي استعمار العقول والآثار: حرب نفسية
استعمار الآثار:تراثنا لا يفهم من منظوره بل من منظور يرضى عنه مستعمرنا. فاستعمار العقول جعلها تبحث عن الاعتراف ممن صار مثالها الأعلى.
بهذا المعيار تستطيع أن تحدد المستعمرين ذهنيا الذين يزعمون التحديث وهم أميون ليس في علوم الحداثة وحدها بل وكذلك في ما يريدون تحديثه
فمهما قل اطلاع القاريء على ما يجري في الساحة الثقافية فهو يرى أن أكثر الناس كلاما في الإسلام هم سطحيو المعرفة به وبالفكر الحديث.
وأن أكثر الناس سيطرة على ما يسمى بالإبداع والإعلام هم من الأقليات التي لا تكن لحضارة الإسلام إلا الكراهية الدفينة: بتمويل دول سنية.
الجزء الخامس
لأضرب مثالا به أنهي هذه المجموعة: فمن كلف بإصلاح التعليم الزيتوني هم العلمانيون بمساعدة من آباء الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان.
وإذا أردتم مثالا صارخا عن التخريب النسقي فانظروا في السينما المصرية:افسدت كل الأخلاق إذ هي حولت واقع الفساد والاسبتداد إلى مثال أعلى
واستكمالا للمثال: المسلسلات هي إما لإفساد صورة الماضي أو لرفع واقع البرجوازية السافلة إلى أحلام للشعوب الغافلة. قارن مع الغرب.
مسلسلات تجعل ماضينا مجرد صدف ليس وراءها تخطيط.الغرب يقدم لشبابه أفلام الخيال العلمي وغزو الفضاء: قتل الماضي قبالة إبداع المستقبل.