اللطامون الجدد او ميليشيات الغزو الايراني

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله اللطامون الجدد

أو ميليشيات الغزو الايراني

تجنبت مناقشة “الحسينيين” الجدد في بلاد العرب عامة والتي هي محل غزو ناعم لئلا يظن بي مشككا في أمانة أحد أو في فهمه: فالدوافع من السرائر. وتجنبت الحجاج الذي لا حاجة له إذا كان الغازي يفاخر بأنه قد حقق نصرا يمكنه من القول إن بلاده عادت إمبراطورية مثلما كانت قبل الإسلام. وتجنبت الحجاج الذي صار أي عامي غنيا عنه بعد أن رأي بأم عينيه أن أدعياء المقاومة قتلوا من أهل الشام ألف مرة أكثر مما قتلوا من الصهاينة. وتجنبت الكلام على تزييف التاريخ الإسلامي لأن من يتعامى على الانقلاب الدامي ضد شرعية عثمان كلامه على شرعية من يطلب إرثا لا عدلا لغو. لكني أريد أن أسأل بخصوص دلالة ما تجنبته في الواقع الفعلي: كيف صار حليف بشار والسيسي (القومي واليساري) يعنيه التعلل بالدفاع عن العدل؟ وكيف صار الحسين رمز العدل؟ هل لأن من حماة بشار ومستعمليه لتمرير سياسة إيران وحزب الله هم رافعو شاراته حتى في حربهم على شعب العراق وسوريا؟ وكيف يزعمون الانتساب إلى الثورة في تونس ويحاربون جنيستها في سوريا؟ هل لأن بشار مقاوم؟ هل من سلم في الجولان وهدم بلاده وشرد شعبه مقاوم؟ لكن ما يشكك في الأمر ليس تجاوز الأفعال إلى النوايا بل الأفعال نفسها: لا إيران ولا حزب الله أخفيا أن لهما مشروعا واضحا هو استرجاع إمبراطورية. ولا أحد له ذرة من عقل يشكك في أن لإسرائيل نفس المشروع وأن التنافس بينهم ليس له موضوع آخر لأن الأرض التي يراد استردادها والاستراتيجية واحدة. فكلتاهما تطالب بحق متقدم على الإسلام وكلتاهما تعتبران ما بيد العرب اليوم-ومعهم حزب الاسترداد المسيحي- ملكا لهم ويسعى لاسترداده بحجة دينية. وكلتاهما تحتقران العرب وتحقدان على الإسلام ومن ثم فكل الذين ينحازون إليهما مباشرة أو بتوسط من ينحاز إليهما يكرهون العرب ويحقدون على الإسلام. وبنحو ما، فهم محقون: فليس في عرب اليوم ما يُحَب وليس في إسلامهم ما يُعْتز به. أهانوا العروبة وحرفوا الإسلام وقد يكون البعض دافعه هذه الحال. ولذلك فأعدى أعداء العرب عرب. وأعدى أعداء الإسلام عرب. العرب اليوم فقدوا ما به كان لهم دور في التاريخ الكوني: فقدوا نبل العروبة وعزة الإسلام. واعترف أنني أجد في ذلك ما يشفع للكثير من الأصدقاء الذين أعرفهم منذ عقود وأعرف أنهم في قرارة أنفسهم لا يحتقرون العروبة ولا يعادون الإسلام. لذلك فإني اقرأ مواقفهم على أنها احتجاج عما آل إليه وضع العرب والإسلام بسبب وضعهم المزري وخاصة العرب الذين لم يبق لهم منها إلا الاسم والعقال. وما يعزيني حقا هو أن هؤلاء المعجبين بإيران ودهاء قادتها وعمق استراتيجيتها وبعد نظرها جهلهم بحالها نظير جهلهم بمآلات الأمور في الإقليم. ذلك أن صبر إسرائيل والغرب على إيران معلوم العلة: فدور دولة الملالي اليوم مع مغول الغرب لا يختلف عن دور جدودهم مع مغول الشرق والصليبيين. وإسرائيل والغرب يعلمون أن الحرب على الأمة ليست سهلة وأنهم بحاجة لمخرب من الداخل ومن ثم فهم قد مكنوا لإيران من دور الجرافة التي تعد الأرضية. وهي تعدها ضربين من الإعداد: – روحيا بجعل الأمة التي كانت تتعايش فيها كل الأعراق والطوائف والمذاهب والاديان والأفكار تتفكك طائفيا ودينيا وعرقيا. – وماديا بالحرب الطائفية وتفتيت دار الإسلام. قد افهم تأويل خروج الحسين على الدولة الأموية ثورة على الظلم. لكن كيف يمكن لأصحاب هذا التأويل ان يفهموا حلفهم مع بشار والسيسي وحفتر؟ إذا الحسين ثار ضد الظلم كما يزعمون فهل كان يكون مع بشار والسيسي وحفتر لو كان حيا؟ أم إن بشار والسيسي وحفتر ليسوا ظلمة أو دون يزيد بطشا؟ لذلك فالأمر يتعلق بتعبير عن أحوال نفس ليس دافعها قضية العدل والظلم بل الموقف من المعارك الحالية التي يعلم الحسينيون أنهم خاسروها لامحالة. لذلك يلجؤون للملجأ الأخير: التعلق بأذيال الثورة المضادة التي اتحد فيها الشيعة والانظمة العربية القمعية. لكن الإبقاء على الحال من المحال. الشعوب ثارت ونصيحتي لأصحاب الرأي وخاصة من يتصورون أنهم من قادتها الملهمين أن ينفضوا أيديهم من الهروب إلى معارك الماضي ليجابهوا ما يخفونه. فليتموقعوا في معارك اليوم ولا يبحثوا عن مبررات في الماضي ليخفوا عوراتهم: المعركة بين الثورة والثورة المضادة. وهذه معها إسرائيل والغرب. إيران وحزب الله لا يقاومون إسرائيل والغرب بل يساعدونهما ضد قوتي الإقليم اللتين بأولاهما بدأت حضارة الإسلام وبأخراهما صمدت إلى بداية القرن. المستهدف هو عودة العرب والأتراك لدورهم في الإقليم: وضد هذه العودة تحددت الثورة المضادة للأنظمة والنخب العربية العميلة ومعهم إيران وإسرائيل. وللأتراك قيادات دارية بالأمر وتحاول الصمود. لكن العرب دخلوا في حرب أهلية كل ما تكلمنا عليه هنا هو من أعراضها الصبيانية. الجد محله غير هذا. 1. ما محله؟ سؤال اول: لا يمكن أن تدعي قيادة الثورة في تونس وأن تحالف أعداءها في سوريا ومصر وليبيا والعراق واليمن. إن فعلت ففي الأمر إن. 2. سؤال ثان: الحسينيون جدد. لا وجود لهم قبل الغزو الإيراني الذي يطلب استعادة امبراطورية ولا يخفي انه احتل أربع عواصم عربية. فما الدافع يا ترى؟ 3. سؤال ثالث: أليس من السذاجة اعتبار إيران قوة عظمى؟ فمثلها مثل كوريا الشمالية حاليا وكوبا سابقا. هي من بقايا عهد أول رفضيه شعب إيران. 4. السؤال الرابع: من يجهل أن من يبقي الاسد وجاء بالسيسي وحفتر ومن ماثلهم ومن يسند أنظمة الثورة المضادة العربية هي إسرائيل وأمريكا علنا؟ 5. السؤال الأخير: ومع ذلك فقد يكون الكثير من اللاطمين على حسن نية وصادقين. لكن ألم يئن أوان الإدراك بأن آل البيت ضحايا من يوظفونهم لا السنة؟ لما أردت أن أناقش هذا الكلام ناقشته برسالتين وجهتهما لمن يسمونه سيد المقامة على حق وإن أخطأوا في تحديد من يقاوم: هو يقاوم السنة لا إسرائيل.

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي