لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
1-سألنا الأستاذ خلال إجازة العيد في حديثنا الاتفاقي عن المحدد الحقيقي للمقروئية والقارئية من خلال تجربته السابقة عن التغريد وبعدها. وكانا نعلم أنه في الثانية ما زال قريبا من عسر الأولى.
2-فقال: المشكلة عويصة جدا لأن لكلتا المسألتين وجها كميا ووجها كيفيا والوجوه الأربعة مختلفة.
فلا وجود لتناظر تام بين المقروئية والقارئية. لأن الأولى ترتبط بالقارئي والثانية بالنص المقروء.
3-لو كان المحدد موضوعيا لتطابقت القارئية والمقروئية لأن المقروء كان ذا دور وظيفي إما 1-للنظر أو 2-للعمل أو 3-للمتعة أو 4- للهو أو أخيرا 5-للعبادة.
4-في كل هذه الحالات القارئ والمقروء من نفس الطبيعة: فلننظر هموم المنظرين وقس عليه البقية ومثال العبادة هو الأوضح: قراءة الكتب الدينية.
5-من حول المحدد الموضوعي يوجد محددان كلاهما مضاعف: الساعي إلى الموضعية صنفان بحسب كل تلك المجالات:الجاد في قراءة ما يفيده والكسول..
6-والمحدد المضاعف الثاني هو الساعي عن الموضوعية أي القارئ لعلل ذاتية خالصة: تتعلق إما بالثقافة عامة أو بقتل الوقت أو بالمشاركة في الثرثرة العامة.
7-وهذا النوع هو الذي يكون فيه عدد القراء كبيرا وكبيرا جدا.
ذلك أنه لا يتطلب تكوينا معينا بل يكفي أن محبة المشاركة في الثرثرة العامة.
8-وهذا هوالذي يحدد معايير المقروئية ليس بصفات ذاتية للمقروء بل بمعايير نسبتها إليه يسرا وعسرا واستجابة لما يؤيده في آرائه وأحكامه المسبقة وكليشهاته.
9-وبذلك يتبين أن القارئية تحددها ضرورات موضوعية هي إما المجالات الخمسة التي ذكرناها مع مضاعفتها لأن طالبيها يمكن أن يكونوا جدييين أو غير جديين.
10-لكن المقروئية يحددها ليس ما يطلبه القارئي لضرورة موضوعية بل ما يشغل بال القارئ من اهتمامات خارج هذه الحاجات الضرورية:
نوع من التنوع الذوقـي.
11-ولما كان الذوق ذا حدين أسمى وأدنى وبينهما حد وسط وصلة بينه وبين الأسمى وبينه وبين الأدنى كان كان القراء من هذا الجنس خمسة أصناف.
12-فاصحاب الذوق الأسمى يبحثون عن أقصى درجات المتعة في القراءة غير الوظيفية: وهؤلاء هم أرستوقراطية الذوق. ويقابلهم اصحاب ذوق الرعاع.
13-والوسط يمثله الآخذون من كل شيء بطرف وهم يمثلون مفهوم الأدب التقليدي. يبحثون عما يجعلهم يبدون مثقفين لأنهم يعلمون من كل شيء عمومياته.
14-والصلة بين الأسمى وهؤلاء هي من من هؤلاء يسعون للارتقاء إلى الأسمى. ومنهم كثير. والصلة المقابلة هي من من هؤلاء ينحطون إلى الأدنى وهم أكثر.
15-إذا أردت أن ترى الأدنى والمتداني فاذهب إلى أي مقهى عربي وسترى الثقافة العامة التي تجعل الإعلام المنحط يمكن أن تقتاد به الدول.
16-وإذا اردت أن ترى الأسمى والمتسامي فاذهب إلى مكتبة أوروبية وسترى أن الثقافة العامة هي التي تحول دون الاستبداد والفساد من حكم البلاد.
17-أما إذا اردت أن ترى الوسط فانظر في مؤسسات التعليم العربية فهي التي أغلبها يميل إلى الأدنى والمتداني بسبب ما بينا في التغريد 15.
18-وللوسط صلة بالأسمى والمتسامى وهذا تجده في مؤسسات التربية والتعليم الغربية والعلة بينة وهي ما بيناه في تغريدة 16. المكتبة هي المنبت.
19-أخيرا فالجامع بين المتناقضين -المكتبة والمقهى- تجده في وهم المكتبة في بلاد العرب فهي مقهى ووهم المدرسة فهي ملعب ووهم الثقافة فهي خرافة.
20-كان السؤال “نكديا” في يوم عيد. لكن الجواب أكثر نكدا.
وواقعنا انكد وأنكد.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل عام وأنتم بخير. والسلام.
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/