القرآن – فريد نوعه بالرسالة الكونية منهجا ومضمونا – الفصل 01

القرآن فريد نوعه

– بالرسالة الكونية منهجا ومضمونا –



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



من علامات الجبن لدى جل الحداثيين خوفهم من أدنى أمير أو غفير وجرأتهم على رب العالمين.

وضمير موقفهم ما كان عتاة الجاهلية يعاجزون به الرسول.
كانوا يقولون: أرنا ماذا يستطيع ربك ردا على عصياننا.
كانوا يطالبون بمعجزات سلبية: المعاجزة هي المطالبة بتحويل الحساب الأخروي إلى دنيوي آني.
مطمئنون إلى أن الحساب حتى لو كان حقا فإنه لن يقع الآن
ومن ثم فهم يخافون حساب الآن من الأمير والغفير
ويشككون في الحساب الآخر أو يرجون الرحمة.

لذلك تجدهم إما نفاة للبعث أو متفلسفين حول الرحمة والغفران.
لكن الحساب الآني من الحاكم مهما كان نذلا هو الذي يتجنبونه فيقبلون منه كل ما يريد.
بل عملهم كله يرد إلى تزيين سوء أعماله عصيانا لله وطاعة للحكام المستبدين والفاسدين وخاصة العملاء المحتمين بالمستضعفين والمستتبعين لهم ولشعوبهم.
وأغلب المنتسبين إلى هذا الصنف من الحداثيين يعبدون أرباب الأرض بالكفران برب السماء وترضية للنزوات والهوى.
ثم إن جلهم يصبح نجما بالحرب على الإسلام وقيمه بدعوى الحداثة.

لكن الكثير ممن يسمون رجال دين ليسوا دونهم نذالة:
الطبالون للمستبدين والفاسدين ومحاولي أمركة الإسلام الأخطر على الأمة هم هؤلاء لتنكرهم الديني
وقد قارنت القرآن الكريم بكل الكتب الدينية المنزلة وغير المنزلة المعروفة في عصرنا
فلم أجد له مثيلا
فهو أحدث من كل حديث
وأقدم من كل قديم.
إنه أزلي وأبدي.
سأحاول بيان فيم هو كذلك.

سأبدأ بالمنهج
وأثني بالمضمون في كلامي عليه
لأختم بعلل الجهل بهذه المعاني وبلادة الباحثين عن نجومية بإرضاء أعدائه.

دروس فلسفة الدين لهيجل
– الجزء الأول –
جدلية الدين و التنوير.

ترجمة أبو يعرب المرزوقي

ترجمت دروس هيجل في فلسفة الدين في جزئين
وأدرجت ضميمته في أدلة وجود الله في الجزء التأسيسـي من مصنفه.
وكان هدفي من ذلك كله بيان الثغرة في عمله:
حضور الإسلام فيه الطاغي عليه بتغييبه.

فالإسلام كان الحاضر بغيابه في محاولة هيجل
وخاصة في الجزء الثاني المتعلق بالأشكال الـ11
بدءا من الشرق الأقصى
وختما بالمسيحية الدين المطلق والخاتم حسب رأيه.

غيب الإسلام
فلم يخصص له فصلا بوصفه أحد أشكال الدين
لكنه حضر بالمقارنات تقريبا في كلامه على كل الاشكال
فيكون تغيببه شرط جعل المسيحية الدين الخاتم :
ذلك أنه لو قبل بالإسلام لما كانت المسيحية خاتمة.

وقد تحيل على هذه الحقيقة التاريخية فجعل المسيحية صنفين
ما تقدم على الإسلام
وما تأخر عنه أي الإصلاح الذي يعتبره المسيحية الحقة.
لكن ما لأجله جعل هيجل المسيحية الدين الخاتم هو ما يعتبره الإسلام جوهر التحريف الديني
أعني ما ينفي الديني في كل الأديان ومن ثم جوهر ثورتي القرآن.

وثورتا القرآن
هما سلبا نفي ما يعتبره هيجل علة كون المسيحية غاية الفكر الديني والدين الخاتم والدين المطلق: الكنسية والحق الإلهي في حكم العالم
وهما إيجابا حرية الإنسان الروحية وحرية الإنسان السياسية
لأن التحررمن الوساطتين الروحية والسياسية تعني التحرر من تقسيم البشر إلى”شعب الله المختار”والجوهيم عبيدا لهم.

دروس فلسفة الدين لهيجل
– الجزء الثاني –
تكوينية الوعي الإنساني والديني

ترجمة أبو يعرب المرزوقي

وهذان المبدآن هما ما جعلا هيجل يقارن الإسلام بالثورة الفرنسية من حيث ما يسميه التعصب للمجرد و”الارهاب” لتحقيق المطلقات المستحيلة تاريخيا حسب رأيه.
فما هي المستحيلات تاريخيا؟
إنها
مضمون النساء 1
ومضمون الحجرات 13
ومضمون النساء 58
و مضمون الشورى 38
ثم خاصة التحرر من سلطان الكهنوت الديني والعقلي ومن تأليه أصحابهما.

خصصت هذين القوسين لمنزلة الإسلام في أول كتاب من غاية صوغ فكر الحداثة في فلسفة الدين والتنافس بين الإسلام والمسيحية على الرسالة الخاتمة وحقيقة الدين.
ولأفرغ الآن لبيان أن هذه المنزلة -الدين الخاتم والمطلق- لا يمكن أن تكون لغير الإسلام للعلل التي أشرت إليها أعني المنهج والمضمون القرآنيين اللذين لا مثيل لهما.

ولنبدأ بالمنهج:

هذا كتاب يظنه سطحيو الحداثيين”من أساطير الأولين”
وهو الوحيد الذي لا يعتبر معجزا إلا النظام
ويرفض الدليل بخرق العادات.

هذا كتاب نقدي وتفكيكي للتجارب الدينية السابقة
لا يحمل المسؤولية في فشلها للمخاطبين بالرسالة
بل يعتبر المسؤول الأول رجال الدين والحكم.

هذا كتاب لايناقش المعجزات التي أتى بها الأنبياء قبله
بل يرفض أن يقدم معجزات
ويعتبر الاستناد إليها للتخويف
وليس للإقناع منهجه الوحيد.

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ****فصلت 53.

هذا كتاب معجزته الوحيدة هي ذاته فيعرض مضمونه للامتحان العلمي دون سواه بالقول
“سنريهم آياتنا في الآفاق
وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق”.
والآيات في الآفاق هي حقائق علوم العالم الطبيعي
والآيات في الأنفس هي حقائق علوم التاريخ أو الإنسان.

والمدعو للحكم هو الإنسان أي إنسان نزيه دون فرض أو وصاية عليه.

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌلَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ****الغاشية 21 – 22

وهو كتاب يقول لرسوله
“فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر”
بمعنى أن الحقيقة التي ستذكر بها حاصلة بعد في الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

والآن هذا الكتاب الذي هذا موقفه
ما منهجه في التذكير بما لا يُعلم به الإنسان لأنه مكتوب في فطرته بل يكتفي بتذكيره؟

الجواب مشروط بنظريته في الوجود والمعرفة.
فمن دون العلاقة بين الوجود والمعرفة لا يمكن فهم المنهج القرآني.
فليس كل ما ندركه نعلمه.
وجل ما ندركه مما لا ينقال.
فالوجدان أوسع من الفرقان.

وهذا ما يجعلنا حتما نؤمن
بأن وراء كل عالم عليم
وبأن الوجود من ثم ليس كله شفافا للعقل الإنساني
وبأنه لا بد إذن من منهجين تحليلي وتأويلي يعتمدهما القرآن في خطابه.

وقد بين تطور نظرية المعرفة والعلم أن التحليل يحتاج للتأويل بداية وغاية في كل تحليل
حتى في العلوم الرياضية والمنطقية فضلا عما هو أعقد وجودا.
فكل وضع للحدود والمسلمات في أي علم تمثل وضعية تأويلية معينة ينطلق منها ذلك العلم بدلالات محددة قد يجرد منها لئلا يبقى إلا الشكل التأويل المضموني والحدسي.

لذلك فحقائق القرآن تنقسم
إلى ما جاء في شكل تحليلي استدلالي بالمفهومات المثالية
وإلى ما جاء في شكل تأويلي تمثيلي بالأباديع الرمزية والقصص.

فجمع القرآن بذلك بين
خطاب الفرقان التحليلي
وخطاب الوجدان التأويلي
وجعل الأفق الذي يحيط بالخطابين
إدراك الإنسان لما يذاق ولا ينقال
وراء ما يعبر عنه باللسان (العبارة واللغة)
والبنان (الإشارة والرمز).

وكل مجال من مجالات الكلام الإلهي في القرآن الكريم- وهي مجالات خمسة لا تتعداها- لا بد فيه من المنهجين
التحليلي لعالم الشهادة
والتأويلي لعالم الغيب.

والمجالات الخمسة هي
تفسيرالقرآن
وثمرتاه في النظر أي الكلام والفلسفة
وثمرتاه في العمل أي الفقه والتصوف.

أما التفسير فـمعلوم.

وأما ثمرتا النظر فهما
الكلام بحثا في الإيمان
والفلسفة بحثا في العلم

وثمرتا العمل هما
الفقه بحثا في التشريعات
والتصوف بحثا في الأخلاقيات.

لذلك فالموضوعات هي:
الإيمان
والعلم
والقانون
والاخلاق.
وأصل هذه العلوم وموضوعاتها هو التفسير الباحث في مقاصد القرآن الكريم
أعني تكوين الإنسان المستعمر في الأرض ليكون أهلا للاستخلاف فيها تربية وسياسة.

وهذه العلوم الخمسة هي علوم الأصول.
ولها تطبيقات تمكن الإنسان فردا وجماعة من تحقيق بعدي وجوده من حيث
هو مستعمر في الأرض (العلوم الدنيوية)
ومستخلف فيها (العلوم الدينية).

وفي ذلك كله لا بد من المنهجين:
فما هو شفاف للعقل من عالم الشهادة يعبر عنه القرآن بمنهج التحليل أي الاستدلال العقلي
وما هو من الغيب في الشاهد أو في الغائب يعبر عنه بمنهج التأويل.

فما المقصود بمنهج التأويل؟
إنه منهج مخاطبة الوجدان لا الفرقان
مخاطبته بالإشارة دون العبارة
لأن دلالة الإشارة وراء العبارة هي من جنس معنى المعنى المعلوم بالتناسب المنفي.
ذلك أننا مهما تخيلنا – ولنا حرية التخيل لأن ذلك من حديث النفس الذي لا حساب فيه-
فإن المعيار فيه هو “ليس كمثله شيء”
والهدف من الإشارة إلى اللامتناهي هو الدوار الوجودي.
والدوار الوجودي هو عجز الخيال على الإحاطة بالمطلق واللامتناهي ذاتا وصفات
والدوار العاجز يولد الاشرئباب إلى الجلال والجمال والكمال صفات للرب المتعال.

من يقرأ القرآن بابعاده الخمسة
(التفسير والكلام والفلسفة في النظر والفقه والتصوف في العمل)
ثم ينظر في ما يؤيدها في علوم الدنيا يدرك فرادته.

فلا يمكن ألا يكون القرآن من اللوح المحفوظ
بمعنى من مصفوفة قوانين الوجود
وسبل بلوغ ما يمكن إدراكه منه
عينة من لامتناهي أفعال الخالق والآمر.

وذلك ما حاولت في فصول تحريف ثورتي الإسلام بيان دلالات
وجهه السلبي من النقد والتفكيك للتحريف
الروحي (استبداد الوساطة الروحية)
والسياسي (استبداد الوساطة السياسية).

كما حاولت بيان دلالات وجهه الإيجابي:
كيف يكون الإنسان حرا روحيا في صلته بأخراه خلال امتطائه دنياه
أو في علاقته الاستخلافية في صلتها بعلاقة الاستعمارية.

وقد راينا أن المسلمين نكصوا
فأعادوا الكنسية صراحة لدى الشيعة
وضمنا لدى السنة
بعودة الوساطة الروحية كنسية علنية أو خفية وكلتاهما خرافية.
كما أن الحكم بالحق الإلهي عاد لديهم
إما صراحة عند الشيعة بنظرية الأيمة
أوضمنا بنظرية الحق الطبيعي للأقوى أو شرعية المتغلب يخلاف شرعية الشرع.

وكل الحرب على ابن تيمية علتها أنه فضح هذا النكوص.
لكن ثمرة عمله انعكست فاصبح من يدعون الانتساب إليه أكثر الناس نكوصا عن الحريتين الروحية والسياسية.

أما العصر الغربي الحديث فقد حاول ما يشبه ثورتي القرآن
أي التحرر من الكنسية ومن الحق الإلهي في الحكم
وتلكما هما ثورتا الغرب بداية من
القرن السادس عشر (الإصلاح الديني)
وقرني الثورات السابع عشر والثامن عشر (الإصلاح السياسي).

لكنهم خلطوا بين الدين وتحريفه في المجالين المتعلقين بالحرية الروحية والحرية السياسية
فظنوا أن نفي التحريفين يقتضي نفي الدين السوي فأنكروه.
ولم يكن الغلو في إصلاح التحريف بتحريف أخطر منه إلا ما آل إليه من إلحاد وتفسير الدين بسذاجة ردا إيها إلى ظاهرة نفسية تعلل بالخوف من الظاهرات الطبيعية ومن الموت وبالتخويف من قوى غيبية استعمله المتحيلون للتسلط الدنيوي

وقد بينا ضحالة هذا التفسير وسذاجته
كما بينا أن أدلة الإلحاد هي عينها أدلة وجود الله بعد قلبها:
فالدليل الفيزيائي والخلقي والوجودي ثلاثتها قلبت لتفيد تأليه الطبيعة والإنسان
بديلا من الرحمان.
وبيان قلبها هو أساس النقد القرآني لكل الاعتراضات على أدلته على وجود الله كما بين
الغزالي ذلك شكلا (القسطاس)
وابن رشد مضمونا (المناهج).

فيكون اعجاز القرآن نظام رسالة تعلم الإنسان
أخلاق النظر ومناهجه (الاجتهاد)
وأخلاق العمل ومناهجه (الجهاد)
وذلك بالمناهج العقلية التحليلية والتأويلية
لتحقيق استعماره في الأرض واستخلافه فيها

الجلي في التفسير
استراتيجية القرآن التوحيدية
ومنطق السياسة المحمدية.

أبو يعرب المرزوقي

سميت هذا النظام باستراتيجية القرآن التوحيدية
وتطبيقه في عينة أولى من الإنسانية هي الأمة الإسلامية سميته بمنطق السياسة المحمدية:
في كتاب الجلي في التفسير.

تلك هي المحاولة التي اقنعتني بأن القرآن حقا
وسع كل شيء
وأن كل ما استثناه من خطابه هو
إما من مفروضات شروط ماجاء فيه
أو من نتائجه والله أعلم.

وهي المحاولة التي أقنعتني كذلك
بأن المتكلمين على القرآن من حداثيينا المزعومين لا يتكلمون عليه
بل هم يرددون تخريفا لا يتجاوز أدنى حجج نقد التحريف القرآني.

اكتفوا بإضافة خرافات الماركسية والماديين الفرنسيين
الذين تصوروا رد الدين إلى توظيفاته المحرفة لحقيقته يعني فهم الظاهرة الدينية:
الدين لا يرد إلى توظيفاته.

ولو صح أن استغلال الدين لغايات تناقضه ينتج عنه أن الدين فاسد بطبعه
لصح ذلك على كل شيء
وخاصة على العلم:
فهو يستغل لتهديم الحضارات والإنسان.
فمنه الطب ومنه السلاح.
والسلاح منه للدفاع الشرعي ومنه للعدوان.

ولعل أكبر دليل ما استغلت فيه الماركسية من إفناء شعوب باسم النقاوة العقدية بعد أن جعلوه دينا لغير ما يزعمه من سعي لمدينة الله في الأرض.

والقرآن يتضمن ذلك كله:
أي إنه في وجهه النقدي التفكيكي
يقاضي الكهنوت والطاغوت أو السيطرة الروحية والسيطرة السياسية
ويعتبر ذلك تحريفا للدين.

وبعبارة وجيزة فتخريف نقدة الإسلام جعلهم يخلطون بين الدين وتحريفه
وهم دون كعب نقده للتحريف
لسطحيتهم وطلبهم تبسيط أعقد ما في وجدان الإنسان.

فلا يمكن تصور تقييم الجمال والجلال والكمال والسؤال
من دون الإيمان بالمتعال.
من دون الإيمان بالله خالقا وآمرا -جوهر الدين- لا يمكن الطفو من سيلان الوجود الأبدي.
والحكم المحدد للجميل والجليل والكامل والحق لا يكون ممكنا
من دون قياس إلى معيار هو ما في فطرة الإنسان من إيمان بوجود المتعالي المطلق.

وكما بينت في كلامي على تحريف ثورتي الإسلام
فإن الأمر يعود إلى
فشل الحداثة الغربية في فهم تحرير الإسلام للإنسانية من الكنيسة ومن الحق الإلهي في الحكم عندما حاولت التحرر منهما
فألحد البعض وألغى الدين.

وهكذا فقد مهدت لعلاج مضمون القرآن بعد أن تكلمت على شكله المزدوج ومنهجه:
فهو سالب ينقد التحريف
وموجب يضع استراتيجية بناء الإنسانية بقدرات الإنسان.

لذلك فسأحاول إن استطعت في مرحلة أولى الكلام على علوم الأصول الأربعة وأصل الأصول:
الكلام والفلسفة في النظر والفقه والتصوف في العمل ثم التفسير الذي هو أصلها جميعا.

يلي ذلك الكلام على استراتيجية بناء الإنسان والإنسانية بآليتين هما التربية والسياسة
وما وضعه من نظريات في ذلك.

ثم الكلام على البناء بما للإنسان من قدرات دون سواها دون حاجة للمعجزات.
فالرسول نفسه اجتهد وجاهد تاجر وحارب عاش حياة أي إنسان
مع الاشرئبات الدائم إلى افضل ما هو ممكن للإنسان
وذلك هو جوهر الاصطفاء.
وهذه القدرات ليس فيها اعتماد على المعجزات أو خرق للنظام
إلا في أذهان من أراد أن يلوث التفسير بالإسرائيليات والوثنيات

كل ما في القرآن من تريبة وسياسة وفي سيرة الرسول أقوالا وأفعالا
مبنية على فاعلية النظر وفاعلية العمل الإنسانيتين.
والأولى لعلم الآفاق والأنفس
والثانية للعمل على علم.

وبذلك فالمحاولة قد تطول وتكثر فصولها
وآمل أن أتمكن من إنجاز ذلك وإن بتقطع لأن المشاغل كثيرة
راجيا من الله التوفيق في مساعدة الشباب:
فلا ثورة من دون فكر وتدبر القرآن يحيي هاتين الحريتين الروحية والسياسية.

وبين أن المهمة صعبة:
فعلينا أن ندرك أن القرآن هو في آن فلسفة دين وفلسفة تاريخ
وهو في آن نظام تربوي ونظام سياسي
وأربعتها أغفلها نكوص المسلمين إلى التخريف والتحريف.

وللنكوص علتان:
عادات الشعوب التي دخلت الإسلام أولا
وعسر المهمة ثانيا.

وقد وقع للقرآن ما وقع لدار الإسلام.
فثرواتها لم تكتشف إلا بالثورة العلمية.
وكذلك بالنسبة إلى ثروات القرآن:
فلن تكتشف إلا بعد تقدم الإنسانية وفهم الحريتين الروحية والسياسية.
الغرب جرب منهما شكلا محرفا
وعلينا الإصلاح وتجاوز ما جربه إلى ما يعدله ويحقق ثورتي القرآن كما حددهما.

فثورتا الإسلام الروحية والسياسية هما مستقبل الإنسانية
مثلما أن القطب الذي ينبغي أن تكونه وحدة الأمة الإسلامية
سيكون معدلا للخلل في نظام العالم الذي فقد كل نظام عدا نظام التاريخ الطبيعي وقانون الغاب.

لهذا أحاول فهم أسرار القرآن الكريم
ولم هو الكتاب الفاتح والخاتم
لأن الإسلام هو البداية وهو الغاية
ومابينهما كان محاولات لفهمه وأنجاز خطته :
والاستئناف الإسلامي في التاريخ الكوني وظيفته أن يشهد على العالمين.


القرآن فريد نوعه

– بالرسالة الكونية منهجا ومضمونا –


يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
يقوم على الموقع عاصم أشرف خضر مع مجموعة من طلاب الأستاذ ومتابعيه.
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي