**** القرآن ومناظيره: الدين والديني وما بينهما الفصل الأول
لن اعتبر نفسي قد فرغت من تعريف القرآن قبل أن أحدد بما أستطيع من دقة المستويات الخمسة لمناظير علاجه لموضوعه: 1. الدين 2. والديني 3. وما بعدهما 4. والعلاقة بين الدين والديني 5. والعلاقة بين الديني وما بعدهما. فهذه المناظير لم أجدها في أي كتاب منزلا كان أو غير منزل في حدود ما أعلم منهما.
لا يوجد تأويل للعالم الحسي باعتباره مجرد ظاهر يكتشف القوانين العلمية التي تحكمه باعتباره باطنه. كلاهما عالم حقيقي موجه إلى نوعين من المدارك الحقيقة التي لا يمكن العيش من دونهما. ولا يمكن تصور الإنسان عائشا وعلى أعينه أدوات الإدراك الفلكية فهو لن ينجح في العيش السوي. ومن السخف اعتبار العالم بالمنظور الفلكي حقيقة والعالم بالمنظور الحسي باطلا بل كلاهما حقيقة أولاهما حقيقة الوجود الفعلي في حياة الإنسان والثاني حقيقة الوجود الضروري لفهم قوانين الاول. عالمان: • عالم الحياة الفعلية للإنسان • وعالم الادوات الضرورية لهذه الحياة الفعلية. تلك هي العلاقة. ومعنى ذلك أني أعتبر ما أكتبه ليس هو حقيقة القرآن، بل اعتبره أدوات فهم ما يجعل القرآن شرطا من شروط حياة الإنسان العادي في علاقته المباشرة به بوصفه أساس حياته الروحية التي من دونه تكون حياته الطبيعية مستحيلة لأنها في الغاية تتحول إلى ظاهرة طبيعية لا يختلف الإنسان فيها عن أي حيوان.