القدس: العملاء لا يستطيعون حتى حفظ ماء وجوههم

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله

سألتني صحفية في الجزيرة عما أتوقعه من رد فعل عربي على ما يجري في القدس من غلق ومنع للصلاة. فأجبتها: من سكت على حرق المسجد لا أتوقع منه شيئا، ولم تسألني السؤال الثاني الذي سألنيه ابني: ماذا تتوقع من إسرائيل بعد أن جاءتها فرصة فرض الأمر الواقع شبه النهائي؟ وهو ما أسأت توقعه حقا.

ظننت وبعض الظن اثم، أنها ستتريث حتى تحفظ ماء وجه من سلموا لها أمر الإقليم فصاروا كلهم سواسي (من السيسي) وبالتونسي شحاذين: لحمايتها ورعايتها.

فحصل عكس ما توقعت لأن موقف إسرائيل منهم من جنس موقفهم من شعوبهم: لا تحسب لهم أدنى حساب. هم لا شيء ولا ماء في وجوههم فضلا عن الأنفة والكرامة.

وقد كتب أحد أغبيائهم، ولعله الوزير اللص الأدبي، أن ما عدا السعودية البقية آخرون. ولو كان له أدنى حس لعلم أن السعودية لا شيء من دون هؤلاء.

فلولا الحرمين لكانت السعودية خارج الاعتبار التاريخي المحلي والإقليمي فضلا عن التاريخ الكوني. ويبدو أن تسليم القيادة “للغشاشير” عاقبته وخيمة.

أما القدس فحماتها هم أبناؤها، وهم صناديد. ولا يغرنك ما يشعرون به من مرارة العزلة لأن الحاضنة العربية صارت حاضنة للصهاينة وعملائهم مثل السيسي.

ما عدا أبناء فلسطين من العرب (كلهم) والمسلمين (وخاصة إيران) يمكن أن يستعملوا قضاياها في عنترياتهم وورقة في ملفاتهم: عبء على فلسطين لا عونا.

بقاء الفلسطينيين على الأرض ومقاومتهم وخاصة المدنية منها هي التي ستحقق أهم ثمرات المطاولة: فالأنظمة مكنوا إسرائيل من المعركة العسكرية.

لكنهم أعجز من أن يحققوا لها ما تطلبه الحرب المعنوية: فما ظل الفلسطينيون متشبثين بالأرض ومقاومين بما أمكن لهم فإسرائيل لن تنتصر مهما طاولت.

لذلك فهي تتصور أن استسلام الأنظمة العربية العسكري والدبلوماسي يعني نهاية المطاف وتتعجل حسم الحرب مع الإرادة وليس مع السلاح. وهو المستحيل.

ذلك أن الذين ربحتهم إسرائيل لا يمثلون إلا أنفسهم، فهم مستبدون بشعوبهم وليس لهم مسموعية منهم فيكون موقفهم معبرا عنهم: لا وزن لهم.

وعندي أن تأييد السيسي وبقية السواسي والحفاتر سيكون عبئا على اسرائيل كونهم عبئا على الأقصى: ذلك أن الثورة عليهم هي في آن ثورة عليها.

والثورة عليهم لن تتأخر مهما تراخت: شعب مصر لن يطيق بعد اليوم صبرا على قلع العميل وشعب الخليج أثبتت أزمته أهم أميل إلى معارضة العملاء.

ما يعني أن الربيع ربح معركة القلوب وينبغي أن تتعلم إسرائيل من درس سوريا: فهي بمساندة النظام الإجرامي الذي يحمي حدودها عادت كل الشعب السوري

فالجميع يعلم أن إيران وميلشياتها لم تكن كافية للحفاظ على بشار النعجة وليس الأسد لولا تأثير لوبيات اسرائيل لإسكات الغرب عليه مثل السيسي.

إسرائيل تتشبث اليوم بخردة الانظمة العربية متصورة أنها يمكن أن تمدد في بقائهم. لكن ذلك تجاوز مدة الصلوحية وستنهار هذه الأنظمة ومعها إسرائيل.

فالشعوب الإقليم لم تعد تكتفي بتحميل الأنظمة ما حل بفلسطين بل هي صارت تحمل إسرائيل مسؤولية ما حل بهم من هذه الأنظمة العميلة: أطالت عمرهم.

وشتان بين من يقاوم إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين ومن ينتم لذاته وأهله الذي قتلهم وسجنهم وسممهم وجوعهم ومرضهم الأنظمة الذين حمتهم إسرائيل.

كانت عداوة بوساطة القرابة فصارت عداوة مباشرة لا وساطة فيها: كل عربي لن يقاوم إسرائيل بسبب حبه للقدس فحسب بل أيضا للانتقام لذاته وحياته.

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي