صحيح أن التقليل من شأن الأعداء وخيم النتائج. وغالبا ما تكون الاستهانة بقوة العدو وعدم الاستعداد الكافي لتجنب المفاجئات من أسباب خسران المعارك بل والحروب. لذلك جاءت الآية 60 من الأنفال. لكن المبالغة في شأنهم نتائجه إلى حد فقدان القدرة على قبول التحديات أوخم خاصة إذا بلغ حد الاستسلام للمسالمة الدالة على الضعف والتكاسل عن حماية الذات ورعايتها والاعتداد بها في القيادات أولا ثم في الشعوب أخيرا. ومع ذلك فإني واثق أن دعاوى الثقة الزائدة عن اللزوم عند العدو وخاصة كثرة المبالغة في إظهارها والترويج لها ليست دليل قوة بل هي عنتريات دالة على العكس تماما. فكل محاولات إظهار القوة دالة على العكس لأن القوة الحقيقية غنية عن التظاهر ولها علامات موضوعية لا تخفى عن عاقل: فالقوي بحق لا يحتاج للمباهاة بقوته.
لكن الكثير من المغفلين يخلطون بين القوة الفعلية والتظاهر بامتلاكها فلا يدركون أن التظاهر بالقوة ليس دليل ضعف فحسب بل هو من طرق مغالطة القيادات الديماغوجية لشعوبها دغدغة لكبريائها ووطنيتها وخاصة عند محاولة تمرير أمور نتجت عن هزيمة دبلوماسية هي في الغالب محاولة لتجنب هزيمة أكبر عسكرية أو اقتصادية وشيكة. وغالبا ما تنخدع الشعوب بعنتريات قياداتها فتنطلي عليها الخدع وتقبل الهزيمة الدبلوماسية لأن القياديات حولتها بالكذب عليها إلى انتصار وهمي (تذكروا عبد الناصر والأسد الأب مثلا وحتى صف المقاومة التابع لإيران وخطابه الحالي المبرر للعمل في الخطة الأمريكية لتفتيت الوطن العربي).
وما يعنيني خاصة هنا هو انخداع القيادات العربية العاجزة قيادات الشعوب العربية التي تستهدفها التهديدات وعنتريات التظاهر العسكري فتصبح بعجزها عن رفع التحديات بداية للقبول بالهزيمة الفعلية قبل خوض المعارك لأن الشعوب تصبح يائسة وعديمة الثقة في ذاتها. وبذلك يحقق العدو النصر في الحرب النفسية ما قد يغنيه عن الحرب العسكرية.
فالقيادات العاجزة فهما وعلاجا يوصلها الخوف من رفع التحدي إلى تحويل التخويف بوهم القوة إلى قوة في خيالهم وفي روح شعوبهم فتصيب إرادتهم بكساح استراتيجي ينتهي بالاستسلام دون مقاومة تماما كما يفعل السحرة ببعض الألاعيب التي تؤثر في من يصدق بفاعلية السحر فيستسلم لإرادة الساحر وذلك هو المفعول الوحيد للسحر في وهم المسحور. والظاهرة ليست جديدة : فهي أساس البعد النفسي من كل حرب في مرحلة الترادع بين الأعداء. وهي في الحقيقة جزء مما اعتبره ابن خلدون دورا للشائعات في الحروب : مثل التخويف بشهرة الأبطال وشهرة الأسلحة ودور الخرافة في التأثير على نفسيات الجنود والشعوب ومعنوياتهم. ولا رد لهذه الحرب غير التحليل الموضوعي لإمكانات العدو الفعلية لا ما يتظاهر به من قوة قد تتحول إلى نكبة بالنسبة إليه عندما نعلم كيف نقلب مفعولها عليه ونتظاهر مخادعين لا مخدوعين بأننا نصدق دعايته حتى نحعله مصدقا لأوهامه إلى أن توقظه الوقائع الحقيقية للقوة: مثال ذلك حرب 67. فعنتريات العكسر العربي جعلتهم يصدقون أكاذيبهم حتى تبين أن مفعولها كان معكوسا لأنه أعطاهم طمأنينه كاذبة فانهزموا في خمس دقائق.
ولعل أفضل مثال هذا التطبيل لأحد قيادات المليشيات الإيرانية الذي زعموه بطلا لا يشق له غبار-سليماني- فإذا بفئة قليلة من رجال تكريت تنهي أسطورته ليس الاستراتيجية والقيادية فحسب بل وحتى التكتيكية في المعارك المعينة رغم جمعه كل مليشيات إيران العربية والإيرانية في معركة محدودة لمدينة صغيرة ضد جماعة قليلة ورغم مساعدة الحلف كله إن لم يكن بالطيران فعلى الأقل بالاستشارة والتسليح فضلا عن المساعدة الإعلامية. وحتى لو تدخل الطيران الأمريكي والغربي في الجولة المقبلة فمكنهم من غزو المدينة فإن ذلك لن يرمم ما انعدم من الصورة الكاذبة لهذا القائد المغرور لأن القليل من الشباب الشجاع أنهى أسطورته : بعد تكريت أصبحت أبطال المليشيات الإيرانية من الماضي تماما كما حصل لحزب الله في سوريا وعلى أطراف لبنان. ونفس الأمر سيحصل قريبا في اليمن خاصة إذا حصلت المعجزة في موقف صفي العرب:
1-فتخلت المقاومة السنية عن توجيه السلاح للذات والداخل
2- وتخلت الأنظمة على تصديق كذبتي الحرب على الإرهاب والتكفير.
ذلك أن قصد الأعداء في الغاية هو نزع سلاح العرب لكلا طرفي الصف العربي: الأنظمة والمقاومة. لذلك فلا بد من تحقيق الصلح بين أداتي المقاومة: الدولة القطرية والمقاومة المتجاوزة للأقطار: فكلتاهما ضرورية لخطة البناء السوية.
لكن قبل ذلك لا بد من الإشارة إلى الهزيمة الدبلوماسية التي تريد قيادات إيران تمريرها بهذه العنتريات مخادعة لشعبها وتخويفا للعرب تقديمها على أنها انتصار في حين أنها يمكن أن تصبح بداية النهاية لأحلام إيران وكل ما يظن مناورات إيرانية لربح الوقت هو “طبخ” أمريكا لإيصال إيران إلى لحظة التنازل النوعي عند بلوغها حافة الانهيار الاقتصادي وتحريك طبقات شعبها للثورة على الوضع الاجتماعي الأليم للكثير من شعبهم: فإيقاف المشروع النووي ولو مؤقتا يزيل كل ما كان النظام يوهم به شعبه من عظمة حتى لو قدمت له أمريكا مقابل بعطايا وهمية -لأنها تصدر ممن لا يملك ما يعطي. إنها هزيمة ساحقة ماحقة بأتم معنى الكلمة إذا عرف العرب كيف يوظفونها فلا يتركون لإيران فرصة استرداد الأنفاس الفرصة التي من دونها تصبح الهزيمة نهائية لأن إيران ستدخل في ما دخل فيه الاتحاد السوفياتي سواء عاندت فسعت إلى سباق التسلح أو استسملت فثارت شعوبها ذات القوميات المتنافرة. فهذه العطايا -دور في المنطقة بصفة مساعد الشرطي الإسرائيلي كما كان الشاه وهو ما توهم نفسها بانه عودة الإمبراطورية-عطايا مشروطة باستسلام العرب: وهو أمر ممتنع لعلتين: الثورة في الداخل والمقاومة العابرة للحدود والتي ستجبر الأنظمة على تغيير نظام الجامعة لتحتمي بما يشبه سحب البساط من المقاومة العابرة للحدود.
فوهم استئناف المشروع بعد مهلة تسترد فيها إيران أنفاسها مشروط بتمكين أعدائها من ذلك لظنها أن العرب سيبقون دائما على غباء المرحلة السابقة . نسوا أن الشعوب العربية في ثورة تخيف الأنظمة أكثر من إيران وأن الأنظمة مضطرة للقيام بدور الحماية والرعاية إذا هي بحق تريد أن تبقى. ونسوا كذلك أن الشعوب التي تسيطر عليهم إيران حاليا -بما فيهم الفرس وهم قلة في إيران-بعد أن تنفجر الفقاعة بهذه الهزيمة ويفتضح الكذب والعنتريات سيتغير سلوكهم وسيحصل في إيران ثورة لا تقل مطالبة بالحقوق من ثورة العرب الحالية: ذلك أن تحرر إيران من العقوبات إذا لم توجه ثمراته إلى مسائل التنمية وظلت في خدمة مشروع الحرب والهيمنة سيولد ربيعا إيرانيا لعله أكثر عنفا من الربيع العربي.
لذلك فالمطلوب من قيادات العرب ألا يسيؤوا قراءة الأحداث : إيران قبلت الحل الدبلوماسي لعلم قياداتها بأنها من دونه مقبلة على هزيمة تعيدها إلى القرون الوسطى وتريد ربح الوقت وهي تغطي على ذلك بالعنتريات التي إذا صدقها العرب وأعطوها فرصة ربح الوقت لاستئناف مشروعها فإنهم هم الذين يكونون قد حكموا على أنفسهم المذلة إلى غير غاية. لذلك فلا بد من فهم ما ينبغي القيام به لمنع الاستئناف الإيراني من خلال استعمال القوة الفعلية التي للعرب وعدم الخوف من القوة الوهمية التي تدعيها إيران لمغاطلة شعبها أولا ولتخويف القيادات التي تخاف شعوبها أكثر من أعدائها دون أن تدري أنها إذا لم تتصالح مع شعوبها فإن إيران لن تبقى عليها في حين أن صلحها مع شعوبها سيجعلها ذات شرعية وجلال لأن الشعوب تحب القيادات المخلصة خاصة إذا كانت مواقف تتصف بشيء من البطولة. ونريد الآن أن نبين هشاشة إيران في شكل عبارات قصيرة بما يقرب من معيار التغريد الكمي :
1-وضع إيران الاستراتيجي سواء عندما تكون فاعلة أو منفعلة من أكثر الأوضاع هشاشة لو كان للعرب قيادات قادرة على المعاملة بالمثل فلا تقتصر على رد الفعل بل تنتقل من الدفاع الرخو إلى الهجوم اللطيف (المعركة النفسية) والعنيف (المعركة العسكرية) في آن.
2-ولنبدأ بما هو فعل: ففعل إيران الاستراتيجي ينقسم إلى نوعين : 1-عنترياتها العكسرية 2-ومليشياتها العربية. وكلتاهما من أكثر الأمور هشاشة في حرب فعلية عندما يجد الجد.
3-فالعنتريات العسكرية حتى لو سلمنا بفاعلية التسليح الذاتي-وهو ما لا يحمله أحد محمل الجد لأن التقدم التقني له شروط منعدمة عند إيران- فإن أدواتها المتوفرة لإيران كمية ومحدودة وإذن فهي سرعان ما تنفذ. وليس لإيران القدرة الاقصادية على تنافس التسلح : الاتحاد السوفياتي من أهم اسباب انهياره سباق التسلح.
4-فإذا كانت إسرائيل في حرب الشهرين مع حماس -وهي حركة صغيرة رغم البطولات-قد احتاجت للتغذية المتواصلة بالـذخائر والقنابل فإيران دونها قدرة خاصة إذا حاربها عرب أشداء كحال أبطال تكريت أو أبطال القلمون وحلب (قد يكون كلا نوعي الابطال مخطئين في حق أمتهم بسبب اندساس مخابرات الأعداء بينهم أو بسبب غضب بعضهم غير المحسوب لكنهم بينوا بقدرتهم العجيبة على الصمود ما نشير إليه خاصة إذا حررنا المقاومة من عللها التي تشوهها ولا توجهها الوجهة الصحيحة حماية للأمة ورعاية لحقوقها).
5-فـمليشيات إيران العربية تبين -بفضل بطولات الشباب السني- أن اقواها أي ما يسمى بحزب الله اللبناني بدأ يفهم معنى الحرب الجدية والبطولة الفعلية فعاد منكسرا ومهزوما مطالبا جيش بلاده الضعيف بحمايته بعد أن فقد تأييد قاعدته الشعبية وتبين للناس الفرق بين العنتريات والحرب الحقيقية.
6- و الغرب يعلم الفرق لذلكيحاول مساعدة تلك المليشيات إعلاميا و حتى عسكريا – و نرى ذلك في اليمن خاصة – فيؤلب الرأي العام الغربي على المقاومة السنية و يلصق بها تهمة الإرهاب لأنها هي الوحيدة التي تهدد هيمنته في حين أن الميليشيات الإيرانية ليست إلا أحد أذرعه للتخريب الداخلي و نشر القتنة تماما كما يفعل بالأقليات المسيحية التي عاشت في الوطن العربي قرونا دون أن يمسسها سوء إلى أن جاء الإحتلال الأمريكي و قبله الفرنسي و الإنجليزي و ما أدى إليه من استعمال لهم في عملياته التخريبية.
7-ورغم ما يقال عن داعش بسبب الاندساس المخابراتي فيها أو بسبب الغضب الشبابي وما يعاب عليها من عدم التمييز بين الأعداء وحاضنتها الشعبية فضلا عن الخلط بين المهمتين -مهمة الحرب على الأعداء ومهمة التحول إلى شرطة دينية-فهي قد أنهت أسطورة الكذبة التي ضخمها الإعلام العربي أكثر من الإعلام الإيراني : كذبة قائد الحرس الثوري المزعوم. فرغم اجتماع العراق وحشده وإيران وحشودها الشيعية من كل اصقاع العالم ودور التحالف الدولي الغبي رغم ذلك كله قلة من الشباب أوقفوا هجومه وأنهوا أسطورته في تكريت العملاقة.
8-وانتشار الحوثيين والمندسين في كل أقطار الأمة من عملاء إيران لا يرفعون رأس التنمر إلا لأنهم لم يروا عزما حقيقيا للفعل من قبل قيادات العرب التي بسبب تنافسهم ينقسمون فيكون من بينهم من يشجعهم. لكن تحرك الشباب العربي السني سينهي خرافتهم لأنهم أجبن من الإسرائيلين ولأن الأمر كله رهن فقاعة إيران التي لا بد من فقعها.
9-ولنمر إلى رد فعل ايران بعد أن بين وهاء فعلها: فماذا يمكن لإيران أن تفعل وهي محاطة بالسنة من كل جانب : فـجمهوريات السوفيات السابقة تركية سنية وافغانستان وباكستان كلتاهما سنية. لذلك فهي في الحقيقة أعجز من أن تحقق حلمها في استعادة الإمبراطورية.
10-ذلك أن الحلف بين السعودية وتركيا وباكستان وأفغانسنان يشدد الطوق السني من حولها فيجعها قطرة في بحر وعندما يتحرك قادة العرب فيعملوا بالآية 60 من الأنفال ستكتشف إيران التي تتصور نفسها قد طوقت الخليج والسعويدية ستكتشف أنها هي المطوقة حقا.
11-لكن الأهم من ذلك كله في رد الفعل الإيراني على جرأة القيادات العربية على التحدي هو ما تتصف به إيران من هشاشة قومية داخلية هي قدم أخيل الإيرانية لو كان للقيادات العربية إرادة المعاملة بالمثل -ولهم القدرة- فتشجع القوميات غير الفارسية في إيران على التميز والتحرر من الاستبداد الفارسي: إيران بخلاف العرب متعددة القوميات.
12-صحيح أن العرب وإن لم يكونوا متعددي القوميات فهم متعددو القبائل : وهذا من عوامل ضعف دولهم التي لم تفهم منطق التعامل مع هذه الخصوصية التي يمكن أن تصبح عامل قوة. ذلك أن وحدة القبائل العربية قابلة للتحقيق وقد بينا كيف يمكن تحقيقها: فالرسول الأكرم أعطانا “الروشتة »: توحيد النسب بالتزاوج وتوحيد المصالح بالاشتراك في المال.
13-فلا بد من ربط القبائل العربية بالمصاهرة والدولة قادرة على تشجيع ذلك بالمال خاصة واستعمال تأليف القلوب بالمال من العناصر المقومة للسياسة المحمدية إذ هي باب من أبواب ميزانية الدولة الإسلامية. ويكفي معاملة شيوخ القبائل بما يمكنهم من منزلة اقتصادية تجعلهم قاطارت قبائلهم التي تتحول إلى عنصر فاعلي في الحياة المدنية والاقتصادية. وشرط ذلك كله ربط المناطق القبلية كلها بشروط التواصل والاتصال السريع من خلال بنى القاعدة الأساسية كالطرقات والسكك الحديدية إلخ….
14-وعلى القيادات أن تدرس سورة النساء. فهي لم تصل مسائل الاسرة بالإرث والثروة والحكم أمانة وبلواحم العلاقات الداخلية والخارجية عبثا: فليقرأها القادة من منظور هذه الوظيفة. وسيرون أن القبائل والشعوب تصبح قوة بشروط تمكينها من التعارف : أي ما وصفنا في التغريدة السابقة.
15-فما تم من توحيد لقبائل العرب في مرحلة التأسيس لدولة الإسلام الأولى قابل للتطبيق الآن في مرحلة الاستئناف لدولته. وحتى الأعداء فهموا هذه السياسية فعاملوا بها عشائر العراق فكان ذلك شرط غلبة أمريكا للقاعدة فيه.
16-ولما كانت فاعلية الاستراتيجية تقاس بحسن استعمال اللحمة الموجودة (القبلية) بدلا من التحصر على انعدام اللحمة الحزبية علينا أن نستغل الموجود وأن نضيف إليه المنشود من خلال مبدأ تأليف القلوب الذي هو جزء لا يتجزأ من الحرب الوقائية في كل سياسة ذكية : ذلك أن أي شعب لا يكون مهتما بالدفاع والحماية إذا لم يكن ذا مصلحة في الحفاظ على الموجود ويخاف على فقدانه من الأعداء.
17-فإذا ألفت قلوب شيوخ القبائل مع لحـمة المضاهرة بين القبائل وبين الشعب والحكام الذين لا ينبغي أن يبقوا طبقة منفصلة عن الشعب بل عليهم هم بدورهم أن يصاهروا القبائل في الاتجاهين أن يتزوجوا بناتهم وأن يزوجوهم بناتهم إذا تم ذلك فإن الدولة تكون قد حققت الوحدة الصماء خاصة إذا صاحب ذلك مشروع حماية (ضد الأعداء) ورعاية ( نيل الشعب ما يسد حاجاته المادية والروحية)مشروع طموح حماية ورعاية: الشعوب تحب الطموح وتعتز بقوة بلادها المادية والروحية وتعشق القيادات التي تعبر عن البطولة والرجولة.
18-فبهذه الدراية بأدوات اللحم الجمعي المصاحب للمشروع الموجب (في الداخل: البناء والتعمير) والدفاعي (في الخارج حماية الأمة) يتحقق مطلوبنا من شروط من دونها ليس الاستئناف وحده يمتنع بل وكذلك البقاء للأنظمة وللذاتية السنية إذ لا قدر الله سيطر التبشير الشيعي فيتكرر ما حصل في إيران نفسها التي كانت سنية قبل هيمنة الدولة الصفوية في القرن السادس عشر. لكن إذا تم ما وصفنا فلن تكون إيران إلا جار من حجم عادي لا يخاف منه لأن عنترياته تكون قد افتضحت فيعود إلى حجمه الطبيعي جار متوسط الحجم بالقياس إلى ثلاث شعوب إسلامية قوية هي العرب (400 مليون) والأتراك (مثلهم) والباكستانيين والافغان (مثلهم) أي 4 أخماس المسلمين..
19-فلنطبق هذه الخطة التي هي استراتيجية ضامنة للنجاح مائة في المائة بعون الله وتوفيقه النجاح الذي لا عدوان فيه لا على إيران ولا على غيرها من شعوب العالم لأن الإسلام في مفهومه السني يسالم من يسالمه ولا يحارب إلا من يعتدي عليه.
فالاستئناف ييسعى إلى استعادة دولة الإسلام الفدرالية التي تكون أقطارها ذات سيادة لتوفر شروطها المادية والروحية حينئذ بفضل تعاونها على البر والتقوى وشروطهما المادية والروحية فتتحرر من العدو الداخلي (الباطنية) والعدو الخارجي (الاستعمار) وتمكن شعوبها مما تطلبه فتزيل الفوضى الحالية الناتجة عن الغضب على الركامة الموطنية والدينية دون أن ننفي الاندساس المخابراتي وحتى الطموح المرضي لبعض المجرمين. لكن ذلك كله يزول أمام خاصية معروفة لدى كل الشعوب : فهي تحب الأنفة والشجاعة وتحتقرالخنوع والخوف عند القيادات السياسية والروحية. إنها تطلب ألا ننتظر العدو بل أن نبادره بما يوقفه عند حده وتلك هي دلالة الآية 60 من الأنفال. .
الفقاعة الإيرانية وكيف تفقع؟ – أبو يعرب المرزوقي