لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
كان انقلاب السيسي وبقاء الأسد وعودة صالح وحفتر كل ذلك كان الدليل القاطع على أن الربيع العربي كان ثورة شعبية بات من حقق هذه الجرائم يخشاه.
ولما يكفهم، فالثورة لم تنطفئ بل ازداد صمودها فلم يحسم السيسي ولا بشار ولا حفتر ولا صالح المعركة لصالحهم وبدأوا يتآكلون افتضح المكشوف.
وتلك هي دلالة اهزوءة المؤتمر الدولي الذي عقده سيسي أمريكا-ترومب لأنه صنيعة مخابرات بوتين-مع طراطير ما يسمى بالدول أو المحميات الإسلامية.
ولم يصدر عن لقاء ما يفوق عدده خمسين دولة إلا على قرارين:
– الأول دفع الجزية لترومب
– والثاني محاصرة الثورة بالحرب على من يتعاطف معها: قطر وتركيا.
انظمة العمالة التي تمول الثورة المضادة تدعي أن الربيع مؤامرة غربية وبعض مثقفي العرب وحتى من عرف بالكلام باسم الإسلام في أوروبا على رأيهم.
وظل هذا الكلام قابلا للتصديق عند كل من يرفض التغيير فيطلب له حججا كخرافة مقاومة الغرب الإيرانية وتوابعها العربية أنظمة ومليشيات قلم وسيف.
تغافل الناس عن كون الانظمة التي وقعت عليها الثورة لم تكن “تلوي العصا” في يد امريكا وإسرائيل حتى يحتاج الغرب إلى التآمر عليهم فيسقطهم.
وتغافلوا عن كون الشعوب بدأت تدرك حقوقها ولم تعد مستعدة للقبول بالاستبداد والفساد كما يتبين من الشعارات التي جمعت بين الروحي والسياسي.
وأهم هذه الشعارات الجامعة بينهما بيتا الشابي: فهما ثورة روحية وسياسية لأنهما إعادة نظر في مفهوم القضاء والقدر وعودة إلى سنة التغيير القرآنية.
فهذه السنة تحمل الإنسان مسؤولية تغيير ما به وتطالبه بتغيير ما بنفسه: والبيتان يصوغان شعريا هذا المعنى الثوري لفاعلية الإنسان في التاريخ.
والحمد لله فالغرب هو نفسه الذي بيّن أن الثورة كانت ثورة حقا فمباشرة بعد تعبير الشعوب الثائرة عن إرادتها بحرية ديموقراطية انحاز إلى أعدائها.
ولما فشل انحيازه في حسم الأمر اخترعت الأنظمة العملية التي تدعي مقاومة الغرب شرطي التغطية على سنده لهم لينهوا الثورة: الإرهاب والحرب عليه.
فجاء جيش رئيس المافية الروسية ومليشيات إيران كلها ومليشيات أمريكا أو يسار الكرد ولم يستطيعوا هزيمة الثورة رغم اختراقها بعملائهم أمراء الحرب.
والخرطوشة الأخيرة ارتماء ممولي الثورة المضادة في أحضان ناتن ياهو مثل السيسي فتبين أنهم كلهم سواسي وحفاتر وطوالح وأدوات الإرهاب العالمي.
الكتيب