العلمانية، او معجزة السفير الدجال

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله

أو معجزة السفير الدجال

**بخلاف ما أسمعه من لوم القيادة السعودية وأي قيادة عربية أخرى على محاولة تقريب النخب العراقية من المذهب الشيعي أعتقد أن ذلك سياسة حكيمة بشرط.
فإذا كان ناتجا عن استراتيجية طويلة النفس لعلاج مرضين يعاني منه شيعة العرب فهو مطلوب بل وواجب.
أما إذا كان بسبب الخوف والاستعطاف فمنهي عنه.
والمرضان هما:

  1. فإزالة مبررات المظلومية لدى الشيعة عامة والعربية خاصة أولا رغم علمي بعسر ذلك لأنه مرض استحكم منذ قرون رغم شيء من الوجاهة.
  2. الثاني، وهو ليس بقدم الأول، فأساسه استحواذ إيران على القيادة الروحية للشيعة في حين أنها من حق العرب لأن آل البيت عرب أولا ولأن تراثهم عربي.
    لكن ذلك إذا لم يكن بسبب الخوف من الحشد الشعبي ومن الحرس الثوري فينبغي أن يبدأ بشيعة العرب في بلاد العرب التي تنوي سلوك سياسة بعيدة النظر.
    وحتى تكون هذه السياسة فعالة فينبغي أن يكون لها مساران:
    – التعامل مع القيادات الحالية لمنافسة إيران على استقطابهم.
    – والسعي لتكوين قيادات بديلة.
    ذلك أن التأثير الفعلي لا يكون فوقيا بل لا بد من الانغراس في كل الفئات والتنظيمات والأحزاب وخاصة المجتمع المدني بالتأثيرين الثقافي والاقتصادي.
    ومن يريد انتهاج مثل هذه السياسة يبدأ بشعبه فيطبقها ليحد من الطبقية بالعدالة الاجتماعية والتقليل من هيمنة الطبقة المستبدة بالسلطة والثروة.
    وهذا متناف مع الحرب على الربيع فهذه هي مطالبه وليس متنافيا مع الكذب على الإسلام بزعم ما يجري من ظلم واستبداد وفساد حكم بالشريعة الإسلامية.
    وما أخشاه تثبته حرب اليمن: الاستقواء بأعداء الربيع أو ثورة الشعوب التي تريد تحقيق الحرية والكرامة تماما كما فعلوا مع الحوثي ضد اخوان اليمن.
    والدليل الأكثر وضوحا هو اختيارهم استراتيجية إيران وبشار في محاربة الشعوب المطالبة بالحرية والكرامة ببديل يكررونه: يسمونه الحرب على الإرهاب.
    وهذا الدليل أكدته لائحة تهم الرابوع المحاصر لقطر وزاده تأكيدا ندوة وزرائه للخارجية: ناطقين باسم “القانون الدولي” وحماية العالم من الإرهاب.
    ولا عجب. فما دام معهم السيسي فإنهم لن يجدوا حجة للإبقاء على استبدادهم وفسادهم إلا هذه الحجة التي مكنت إيران من القضاء على دولتي الهلال.
    وإسرائيل نفسها لم تجد غيرها لكي تضع المقاومة الفلسطينية على لائحة الإرهاب: ولا تعجب إذا رأيتهم يفعلون مثلها إذ هم وضعوا كل الإخوان فيها.
    وهذه مناسبة لكي اتخيل ما سيكون عليه بلاد الرابوع بعد عشر سنوات لحسم الخلاف الفلسفي: فمعجزة تحقيق العلمانية في معجزة عبقرية سفيرهم في أمريكا.
    فما عجزت دونه تركيا بعد ما يقرب من القرن وتونس بعد ما يقرب من نصف قرن سيحققه هذا العملاق في عشر سنوات حتى لو غفلنا عن فرق نقطة الانطلاق.
    كلما حاولت فهم ما يجري في أذهان هؤلاء الحمقى لم أجد تفسيرا. كم عجبت مما سمعت في مؤتمرهم اليوم. وليس من عادتي أن “أتفرج” على المؤتمرات.
    من أراد أن يفهم مدى التخلف العربي فليحضر مثله: لكأنهم وزراء خارجية قوى عظمى تأمر وتنهي باسم العالم وهم أعجز من رئيس بلدية في بلد متحضر.
    نعم هذا عام في كل المحميات العربية. لكن الفرق بين من يدرك ذلك ويسعى لتوفير شروط التحرر منه ومن يغفل عنه فيكون هرا يحاكي انتفاخا صولة الأسد.
    طبيعي الآن أن يسمي القذافي ليبيا الجماهيرية…. العظمى. لكن بلادنا في وضع الفرقة هي في الحقيقة “عظمة” بالتونسي أي مجرد بيضة يسيرة الكسر.**

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي