الطموح عائد، فالله لا يخلف وعده

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله

سؤال محير: هل كان الإسلام بحاجة إلى التشويه المخابراتي بداعش التي شوهت رمزين من قيم الإسلام رمز وحدة الأمة (الخلافة) ورمز حمايتها (الجهاد)؟

بعبارة أوضح، هل أبقى الحكام العرب والنخب التابعة لها حاجة لهذا التشويه، وهم بمجردهم أقوى تشويه وأمضاه، لأنهم شوهوا الحقائق وليس مجرد رموزها؟

أليس تشويه داعش بالقياس إلى تشويههم الذي شمل كل المؤسسات والرموز الإسلامية وتعداها أيضا لتشويه كل المؤسسات والرموز الحداثية، مغنيا عنه بحق؟

سأقسم تشويه الأنظمة بصنفيها القبلي والعسكري توابعهم من النخب بأصنافهم الخمسة السياسية والعلمية والاقتصادية والفنية والرؤيوية إلى عام وخاص.

وأقصد بالعام، بما فعلوه بالمؤسسات التي وظيفتها حماية الأمة ورعايتها. وأقصد بالخاص، سلوكهم الخاص في الداخل وخاصة في الخارج في سياحتهم الفاجرة.

وبين هذين، الخلط بين المستويين ممثلا في التصرف في ثروة البلاد وكأنها ملكهم الخاص، جزية لحماتهم وذخيرة لسياحة أو للفرار من الثورة عند الاضطرار.

لا أعتقد أني بحاجة لمزيد التفصيل بخصوص التشويه الصادر عن حكام العرب في نوعي الأنظمة القبلية والعسكرية وضروب ما يتجاوزون به داعش من تشويه.

فالتشويه العام هو كل فظاعات الأنظمة والنخب التابعة لها: يكفي أن ترى ما يجري في الشام وما جرى في مصر منذ أن تحالفت الأنظمة القبلية والعسكرية. فتحالفها بعد الثورة، كشف المستور الذي كان يخفيه تبادل للتهم بينهما، بدعوى حرب أهلية بين من يتدرع بالاسلام ومن يتدرع بالقومية للخداع المزدوج.

ولما فهمت الشعوب أنهم بصنفيهم وبنخبهم المطبلة في المعركة المزيفة بين الدرعين، كان خدعة، فثارت بعد صبر يعقوب على كذبة رمي إسرائيل في البحر.

تبين حينها أن أعداء تحرير فلسطين من العرب، أكثر من أعدائهم حتى بين يهود العالم، وخاصة ممن يحالفون الباطنية بدعوى المقاومة وتحرير فلسطين.

تبين أن نوعي الأنظمة القبلية والعسكرية ونخبهم الدينية والليبرالية من نفس الطبيعة: كلهم عبيد في محميات إيرانية روسية وإسرائيلية أمريكية.

وتبين أن المحميات تستمد شروط بقائها بأداء نفس وظيفة داعش بالسلوكين العام والخاص، وظيفة تشويه الإسلام وإذلال أمته لتفقد كل أمل في الاستئناف.

لكني واثق من أن فهم الشعوب لهذه الخطة يمثل بداية النهاية لملوك الطوائف ونخبهم، وأن الثورة على أبواب موجتها الثانية وستبدأ هذه المرة من مصر.

أمقت ثرثرات الليبراليين والعلمانيين والقوميين حول صنافير: فمن يزعم التحرك من أجل قطعة أرض لا يصدقه أحد ما دام قد رقص لتقتيل شعبه وتجويعه.

لذلك، فليست علة تفاؤلي عنتريات هؤلاء الخونة حول صنافير. بل أمران:

–   غيرة الشعب على دينه الذي يحاربه السيسي وشيعته بعد

–   وتفقره وتجويعه المتواصلين

ستكون ثورة لا تبقي ولا تذر من الانحطاطين الذاتي والمستورد حتى تستأنف الامة دورها بشباب له أخلاق الفاتحين الذين بهم بدأت النشأة الأولى.

لذلك فما أرادوه تشويها، صار بالإفراط الذي حصل. وبالتعيين الدقيق لهذا التشويه وعمومه بأن صار سياسة رسيمة سيحيي جذوة ثورة الشباب فيقتلعهم.

فما لم ينجح في الانحطاطين الذاتي والاستعماري، لن يحققه أذيالهما من الأغبياء الذين يقبلون أن يكون طراطير وحمقى أمام شباب واع في أمة عظيمة.

وما أكتبه في التراث وفاعليته، هدفه تحرير الشباب من العقد وتمكينه من استعادة الثقة بنفسه وبالأمة ومجدها لأحياء الطموح الإمبراطوري فيهم.

فلا يمكن لأمة بدأ تاريخها بطموح كوني، أن يرضى شبابها بالذل والمهانة والتبعية التي فرضها عليها طراطير العرب ونخبهم من الطبالين واللحاسين.

ذلك هو سر تفاؤلي فضلا عن إيماني بأن الله لا يخلف وعده: فلا يمكن أن نكون شاهدين على العالمين من دون شرط الشروط: عودة دولة الإسلام العظمى.

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي