السخف الذي يضحك ولم يعد قاتلا

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله

الذي يُضحك ولم يعد قاتلا

أعلم أن قطر غنية عن النصائح مني ومن غيري. لكن يمكن التعامل بشيء من المزاح وبرودة الدم مع سخفاء يشترطون أمورا بقصد ألا تقبل ولا تقنع أحدا. وهم يتوهمون أن المهم هو الرد القطري بالرفض المنتظر، حتى يركزوا عليه، مدعين أنهم جاءوا إلى طريق سواء وقطر رفضت الحل المقترح لو بحجج واهية.

ولما كان السخف لا يقتل كما يقول المثل الفرنسي، فيمكن الرد على سخفهم الذي قد يكون مستواهم بسخف يناسبه، دون أن يكون معبرا عن مستوى الراد عليهم.

كيف يكون ذلك؟

نطلب ما وراء مطالبهم من شروط، تجعل المطالبة بها ممكنة. ثم نطبقها عليهم لنطالبهم بمثلها أو حتى أكثر منها سخفا ردا على العبث بمثله.

وقد حاولت احصاء شروط إمكان مطالبهم فوجدتها كالآتي:

–   شرطان يخصان سياسة قطر الداخلية

–   وشرطان يخصان سياستها الخارجية

–   وشرط أصل يخص فلسفة سيادتها الوطنية

وأبدا بشرط الشروط أو فلسفة رؤية قطر السياسية: الدولة في خدمة شعبها أولا وفي خدمة أمتها قدر مستطاع دويلة صغيرة بما لديها من قدرة رمزية ومادية.

وأقصد بالقدرة الرمزية “الجزيرة” التي فتحت للشعوب العربية نوافذ لم تكن متوفرة قبلها، فحررتهم من الرؤية الواحدة للإعلام الرسمي والاستعماري.

وأقصد بالقدرة المادية، محاولة مساعدة المحتاجين من شعوب الأمة والتدخل بالحسنى في الخلافات بين فئاتها وأحزابها على الأقل في افريقيا والمشرق.

وأقصد بخدمة شعبها، أنها حققت لمواطنيها أفضل دخل فردي في العالم، وأعطت للشباب العربي أملا في الحضور في أهم فنون العصر: الرياضة ووثائق تراثه.

وأحيت اللسان العربي في مجال الإعلام، ووحدت اعلاميي الأمة أفاضلهم. إذ هي انتدبت تقريبا من كل أقطار الوطن العربي لبيان وحدة اللسان والوجدان.

أمر الآن إلى شرطي السياسة الداخلية: يريدون منها العودة إلى البداوة في معاملة شعبها وضيوفها الذين استقدمتهم لخدمة نهضتها في مجال الحقوق.

أما شرطا السياسة الخارجية فهما: اختيار علاقاتها الدبلوماسية بدلا من حكامها، وفرض الاحلاف عليها عوضا عنها. فتكون بذلك عديمة السيادة بالكامل.

صحيح أنهم هم بلا سيادة لأنهم يحكمون محميات وهم فيها مجرد ولاة وليسوا كما يزعمون أولياء أمر. فهم لا بأمر شعبهم وربهم بل بأمر ناتنياهو وترامب.

صحيح أن قطر مثلهم احتاجت للحماية، لكنها فعلت بسبب تهديدهم لها. يحتمون بالأعداء ويرفضون الوحدة الخليجية التي لو حصلت، لأغنت الجميع عن القواعد.

والآن ما النصيحة التي أعلم أن قطر مستغنية عنها إلا بمعنى الهزل الذي يفوق جدية الجد؟: تقبل التفاوض بشرط أولا للقبول بالمطالب المتبادلة.

أما التهم التي يمكن أن تكون فيها حجج قطر أقوى، أعني تهمة الإرهاب والتعاون مع إيران، فإني لم أولها أهمية لأنها في الحقيقة مجرد ملح لما أسلفت.

والمتهم الحقيقي ليس قطر. بل من احتمى بها هربا من طغيانهم، أعني ضحايا السفاحين وهم هم أو من يأمرهم (ضد حماس) أو من يحتمي بهم (ضد الاخوان).

وهذه ليست مطالبهم، بل هي مطالب ناتن ياهو والسيسي. أي السفاحين اللذين مثلهم مثل السفاحين بشار وإيران يستعملونهم مؤقتا في انتظار دورهم لاحقا.

تلك نصيحة في منطق الهزل الأكثر جدية من الجد. وهي يمكن أن تصل بهم إلى فورة جنونية ستكمل فضيحتهم التي كانت غايتها أن أصبحت النملة تقود الفيل.

أهؤلاء أبناء الشيخ زائد وأحفاد موحد الجزيرة؟!

السخف لا يقتل (مثل فرنسي) أو السفاسف المضحكة لا تقتل صاحبها لفرط سخفه وغبائه.

ولله في خلقه شؤون.

قضية لا يحسمها تحليل الـ ADN بل الاخلاق، فالكلام لا يتعلق بالوراثة بل بالتراث: هل يحيون ويتجاوزون تراث آبائهم وأجدادهم؟ أم يشوهونها طمعا وخوفا؟

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي