الروهينجا غنية عن البواكي والمساعدات الانسانية

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله الروهينجا غنية

لم أكتب عن مأساة الروهينجا ولا على الشيشان سابقا وعلى مسلمي الصين لأن كل الأمة صارت في نفس الوضع وخاصة العرب والسنة منهم على وجه الخصوص.

لكني في الحقيقة منذ أكثر من أربعة عقود لا أكتب على أصل المأساة وخاصة على ما اتوقعه لها من تزايد كما وكيفا ما لم يدرك المسلمون شروط السيادة.

فمن دونها لا يمكن لأي “محمية” إسلامية عامة وعربية خاصة أن تفعل شيء لأي من هذه الشعوب الإسلامية التي عاشت أو تعيش مأساة الروهينجا ومسلمي الصين.

عجبي ليس من موقف اللامبالين بمأساة الروهينجا بل من توهمهم انهم بمأمن من نفس المآل: فكلنا لسنا بمأمن إلا مؤقتا ولعدم وعينا بوضعنا المماثل.

فجميع بلاد المسلمين وخاصة بلاد العرب خاضعة لعملاق وأذرعه يجعلها بالقوة ينتظرها نفس المصير عندما يأتي دورها: العلة العجز عن الرعاية والحماية.

قانون التاريخ الطبيعي يحكم العلاقات بين الجماعات (وحتى في نفس الجماعة) بسبب التمانع على الرزق ومحله (الارض) ونتيجته سلطان الأقوى على الأضعف.

وكلما سيطر هذا القانون بين فئات جماعة من الجماعات أو أفرادها ألهاها ذلك عن سيطرته على العلاقة بين الجماعات: فأصبحت فريسة لكل قوي يحيط بها.

وهو قانون إذا لم تفهمه جماعة آلت إلى الزوال إما المادي أو الرمزي: والمادي بإفنائها كما حدث للهنود الحمر والرمزي باستيعابها في ثقافة الأقوى.

وقد حدث النوع الثاني في بعض الأقطار التي كانت إسلامية ثم تمسحت كما في الأندلس وبعض جزر الابيض المتوسط وحتى في الفليبين وفي بعض بلاد افريقيا.

وإذا كان للحضارة الإسلامية من معجزة حقيقية فهي صمودها لقرون وبقائها مسلمة رغم الاستعمار الذي لم يستطع افناء اهلها لا عضويا ولا ثقافيا.

لكن يبدو أن ما سيسرع الحرب على أطراف الأمة وقلبها هو بالذات تعدد القوة العظمى التي تحيط بها وتتسابق في القيام بما يشبه التصفية العرقية.

فالهند والصين وروسيا وأمريكا وأذرع هذه القوى كلها تسعى إلى تفكيك العروة الإسلامية والحرب على شعوبها بالتطهير العرقي والتصفية البدنية.

ولو كانت هذه الشعوب الثلاثة ومعهم شعبا ماليزيا واندونيسيا لكانت عدتهم تساوي او تفوق سكان الهند وحتى سكان الصين. لم أفهم لا مبالاتهم.

ولو كان للقيادات الإسلامية الحالية إرادة تحقيق ما فكر فيه القائد اربكان-تعاون الثمانية- لكان المسلمون اليوم مهابين فلا يجرؤ أحد على أحد منهم.

وكان يكفي أن يكتفوا حتى بأربعة: تركيا وقطر وماليزيا وإندونيسيا ومعهم ملسمو الهند بأصنافهم الثلاثة: فلهم كل شروط الفعل السياسي الحديث.

فمنهم من يملك السلاح النووي ومنهم من يملك القوة الاقتصادية ومنهم من يملك العدد والقرب من محل العدوان والحسم فيه حتى دبلوماسيا مثل رادع.

وقد ظننت قبل حصول ما سمي بالحلف الإسلامي أن هذا من أهدافه. لكني بمجرد حصوله وسماعي ما حصل فيه فهمت أنه أبعد ما يكون عن هذا الهدف النبيل.

فبينت أنه حلف الثورة المضادة ضد الثورة وقد أولت عدم حضور اردوغان بأنه فهم القصد فتجنب الحضور دون أن يعلله واكتفي بإرسال من يمثله.

لكني اعتقد أنه بات الآن من واجب تركيا وقطر أن تسعيا لتحقيق ما يمكن تحقيقه من حلف رادع بمن ذكرت ومعهما القانون الدولي-حلف دفاعي-والشعوب.

لست ممن يرضون بالتباكي على الأوضاع. هدفي تحليل عللها ومحاولة ابداء الرأي في علاجها بالطرق الناجعة والتي تحقق الهدف بكلفة مقبولة سياسيا.

لا يمكن لأي مسلم يدرك ما يحاك للمسلمين والإسلام من مصير لتأسيس نظام العالم الجديد: تقاسم السيطرة بين العماليق على أرضهم وبحارهم وثرواتهم.

والخطة بينة: فاللإقليم العربي والتركي هو الهدف الاول: لأن العرب هم أصل دولة الإسلام والأتراك هم حماتها إلى بداية القرن الماضي.

وهذه المهمة بعد ضعف القوى الاستعمارية الأوروبية (الحرب الثانية) تولتها أمريكا وروسيا وذراعيهما والعرب نيام والأتراك يحاولون بما يستطيعون.

والمجموعة الهندية التي منها الروهينجا هي بدورها يفككونها بدأ بفصل بنجلاديش وختما بإضعاف باكستان بحروب الهند عليها لإنهاكها وتمزيقها.

وماليزيا واندونيسيا عين الصين والتبشير المسيحي عليها علهم يلحقونها بالفليبين التي مسحوها لتفتيتهما. ودول الأتراك ما تزال خاضعة لروسيا.

ومجموعة المغرب الإسلامي استردوا منه الأندلس والجزر وكادوا يستردوها كلها لولا دور العثمانيين ومجموعة الهلال ومجموعة النيل وفتتوهما.

وكذلك فعلوا بإفريقيا المسلمة وقرني الجزيرة العربية وافريقيا وما حول الخليج الذي صيروه إمارات نراها الآن متناحرة والحبل على الجرار.

ما يجري في الروهينجا إن لم نتدارك امرنا سيجري في الخليج بعد الهلال: وقد بدأ وهو سيكون شيعيا هنديا. فعدد السنة في بعض محمياته دون عشر السكان.

ومن استطاع أن يسيطر على العراق وسوريا حيث إن عدد العرب السنة يفوق ثلاثة ارباع السكان لن يعجزه السيطرة في كل بلاد الخليج: قدم أخيل الامة.

حاولت تركيا ومعها قطر أفهامهم هذا الخطر الذي هو ماثل أما أعينهم في العراق وفي الشام والذي بدأ يحصل في اليمن. لكنهم صم بكم عمي لا يعقلون.

إنهم النكبة الحقيقية لأنهم بغبائهم وخيانتهم يمهدون الطريق لأن يجعلونا كلنا “روهينجا” العالم الذين سيبنى نظام العالم بمعاملتنا كهنود حمر.

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي