لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله الرجال من العلماء
لا أعجب من اعتقال أنبل الشيوخ في السعودية. فهذا أكثر من طبيعي في كل نظام عميل وغبي. ما استغربه هو جبن الآخرين: نسوا حتى قصة الثور الأبيض. ورغم ألمي مما أعلم من ظلم وقهر سينال الرجال من الشيوخ فما يؤلمني أكثر هو انعدام الرجولة لدى بقية الشيوخ. فهم عار على الإسلام والأمة. ليس فيهم رشيد وليس فيهم إلا البليد وعديم الرأي السديد: لا يخافون الله ويركعون لعملاء الحكام وسفهاء النظام المطبلين لتخريب قبلة المسلمين. ألا يعلمون لو قاموا معا قومة رجل واحد لكان لهم بذلك كلا الحسنيين: فلن يتجرأ عليهم “قذافي” الحرمين وسيحمون مكانة العلماء ويوقفون فساد الأمراء. لكن أملي كبير في تنادي المخلصين من أبناء أرض الحرمين لموعد الجمعة المقبل الذي سيكون فجر الحرمين الجديد: فتية مؤمنة ستحرر شعبهما والأمة. فهي لن تكون وقفة مقصورة على السعودية بل هي وقفة ضد الثورة المضادة في دار الإسلام كلها. استعادة الاستبداد في كل البلاد مولها أمراء الفساد. شباب السعودية الذي تنادى ليوم الصلاة في جمعة الاسبوع المقبل أشبه بالفتية الذين قوضوا النظام الجاهلي الأول وهم سيقوظون أنظمة الناكصين إليها. سيكون الشيوخ الصامدين حتى بالسكوت ومن تكلم منهم سيقود حركة الشباب السعودي في ثورته على الاستبداد والفساد لحظة فاصلة في تاريخنا. نحن بدأنا وصمدنا وحتى من تصوروهم تعثروا (سوريا وليبيا) ومن تصوروهم قد سقطوا (مصر واليمن) فإنهم جميعا قد طاولوا. مددكم سيحقق الانتصار. سيعم العار كل العملاء والسفهاء والجبناء من بدل دينه بدنياه من شيوخ البلاط وكثيري العياط والزياط للكذب على الشعوب بالنفاق وكثرة البصاق. لعل هذه فرصة بعض الأمراء الذين لا يعجبهم ما يجري في رأس النظام. فقد يشجع ذلك الشرفاء منهم -وفيهم بعض الشرفاء- فينقذوا وطنهم وقبلة الامة.
الكتيب