الحلف الإسلامي – علامتا التوجس وعلل الترجيح



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



أشرت في كلامي على الحلف الإسلامي إلى علامتين تجعلاني أتوجس منه خيفة:
وبعد الاطلاع وجدتهما موجودتين.

لذلك وبصراحة لست انتظر منه خيرا.

فلكأن الحلف أصبح ضد الثورة وليس ضد الإرهاب.

  • العلامة الأولى هي الموقف من السيسي ومحاولة إفشال التطور الحاصل في مصر لإزاحته بمساعدات تعيدنا إلى عهد الحكم السابق في السعودية وهذا عجيب. فبعد أن بدأ يترنح وكان يمكن أن يقع يوم 25 جانفي يأتيه المدد المالي والطاقي؟
  • والعلامة الثانية هي تعريف الإرهاب والشرعية تقريبا بالمعنى الأمريكي الروسي والإسرائيلي والإيراني ومن ثم فهو يهدد المقاومة ويضفي الشرعية على مجرمي الإقليم بدلا من مقاومتهم.

وكان يمكن أن يفترض أن الأمر حل وسط بين إرادة القوى الدولية ومحاولة تعديل هذه الإرادة بخلق إرادة إسلامية.

الحلف بهذه الشروط فاقد للمشروع ولا يمكن أن يعيد للسنة منزلتها فضلا عن دورها في عالم الأقطاب المسيطرة.
ورأيي أن طابعها الدفاعي لا يمكن أن يعوض المشروع الموجب المتمثل في تكوين قطب إسلامي يتجاوز علاج أعراض الأمراض والضعف إلى أهم علله غياب المشروع الطموح الذي يعطي الأمل للشباب فيحقق اندراجه في جماعة متلاحمة.

لذلك فسأترك الكلام في هذا الموضوع احترازا لئلا أسبق الاحداث.

ولهذا عدت من اليوم إلى المشروع والكلام عليه في صلة بكشف حساب الثورة الذي نشرته فصوله الأربعة (أ – ب – ج – د) اليوم تباعا لصلته بالوضع العام في الإقليم.

لكن لا بد من إشارة تغني عن العبارة:
أظن والله أعلم أن العائق دون المشروع هو رفض الإصلاح الداخلي ضد الاستبداد والفساد.
ذلك هو قدم أخيل.

لذلك سبق أن قدمت الكلام على ضرورة تمتين الجبهات الداخلية.
فلا يمكن أن تصمد أمام الأعداء إذا لم تكن واقفا على أرض صلبة:
الاستبداد والفساد عاجز عن مقاومة الاستضعاف والاستتباع فهو يحتمي بصاحبهما.

وتلك هي العلل التي تجعلني صريحا إلى حد قد يغضب الكثير.
فـما بت أخشاه هو ما تقوله الحكمة الشعبية “لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر”.
فغياب المشروع هو الذي سيحول الإقليم إلى خراب: أفغنة وصوملة نتيجة للفوضى وتحلل الدول.

عدم إصلاح ما ينتج عن الاستبداد والفساد داخليا والاحتماء بالاستضعاف والاستتباع خارجيا سيؤول بالأمة إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر:
كل الشباب سيصبح يائسا
وهو ما يناسب خطة العدو:
دعشنة الشباب.

فما أخشاه حقا هو دفع كل الشباب إلى اليأس من كل شيء دفعه إلى ما يراد للامة أن تقع فيه:
الانتحار الجماعي في حرب أهلية دائمة:
أخطر جنجرينيا تهدد الاستئناف.

وحتى نتجنب الرجم بالغيب فلنقل إن الاستراتيجية الدفاعية هي دائما استراتيجية خاسرة لأنها في الغاية تتحول إلى استراتيجية تبرير التنازلات المتوالية إلى حد الاستسلام لمنطق العدو.
ومعنى ذلك أن استراتيجية الأعداء المعتمدة على تخويف المدافعين عن الحق والمقاومة بأن تسحب عليهم تهمة الإرهاب لعلها هي علة الخوف ومن ثم اللجوء إلى الحلف دفاعا عن الموجود لا سعيا للمنشود.

أفهم جيدا أن استراتيجية الأعداء وحدت خمسة أطراف قوية:
أمريكا وذراعاها إيران وإسرائيل ومليشياتهما وروسيا وخاصة خيانات بعض أنظمة العرب
وأفهم كذلك أن السعودية وتركيا وقطر قد يكونوا معذورين أمام هذا العدوان البين والذي اختير له “متعنتر”روسيا التي هي الرجل المريض للقرن الحادي والعشرين.
لذلك فبوتين لا يتورع عن فضاعات اثبات الذات.

ثلاثة مرضى يستعملهم الغرب للتمهيد لاستعمار جديد للإقليم شرطا في بقائه سيد العالم في نظامه الجديد:

  • إيران
  • وإسرائيل
  • وروسيا

بأدوات عربية

إخفاء هذه الاستراتيجية على الشعوب لن ينجي الحلف بل هو سيغرقه في معركة ضد شباب الإقليم وتلك هي غاية الاستراتيجية العدوانية الجارية.
فالكتمان ضروري لكن الخيارات الكبرى الصريحة تؤسس للثقة بين الشعوب والحكام فيرتدع الأعداء.

إذا كانت الأنظمة التي فهمت اللعبة مخلصة حقا لمشروع الاستئناف واسترداد السيادة فلتختر المبادرة لتنتقل إلى الفعل بدل البقاء في موقع رد الفعل:
هدف العدو تركيا والسعودية وقطر.

ذلك أنهما هما الركيزتان الوحيدتان المتبقيتان في الإقليم ممثلتين لغالبية شعبه: سنة الإقليم.
ولن يكونا قويين إلا إذا انتقلا إلى الفعل.

ذلك أن كل ما يخاف منه لا يمكن إلغاؤه بتأجيله:
فكلما أجلنا التصدي للخطر قوي الخطر وضعفنا.

يراد تهديم تركيا والسعودية وقطر بحرب أهلية طويلة:
تكون فيها الأنظمة في حرب مع شباب الأمة المقاوم (لأن الأعداء هم من يحدد مفهوم الإرهاب).
وأداتهم الطائفية الدينية والعرقية:
يستعملون إيران وإسرائيل والأكراد وإرهاب المخابرات العسكري والإعلامي للقضاء على ما تبقى من قوة السنة : دول تركيا والسعودية وقطر.

صحيح أن تركيا والسعودية وقطر مجال المناورة لديهم ضيق: وكل المناورات مقبولة للخروج من المأزق على ألا يعمق بتعويم السيسي وبشار وحفتر والعبادي وهم جميعا لا شرعية لهم لاعتمادهم على سند أعداء الامة.

فالحلف كان يمكن أن يكون سليما لو استثني منه نظام السيسي ونظام بشار ونظام حفتر ونظام العبادي لا أشخاص هؤلاء الخونة فحسب. فما أوصلهم هو أجهزة أنظمتهم وتحالفهم مع ذراعي الغرب أي إيران وإسرائيل.



يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي