لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
تمهيد:
كيف يمكن الجمع بين التفرغ للعلم ومتابعة الأحداث اليومية في مجرى تاريخنا التراجيدي؟
ذلك ما قد يسأله كل من يتابع ما أقدمه من أعمال لمساعدة شباب الثورة الذي هو الأمل الوحيد
لإخراج الأمة مما تردت إليه شؤونها بسبب الانحطاطين الذاتي (التأصيل الزائف) والمستورد (التحديث الزائف)
وبناء مشروعها الذي يمكنها من استئناف دورها.
فكل من يدعي الفراغ للعلم والانقطاع عن مجرى الأحداث كاذب مرتين بمقتضى وظيفة العلم الدنيوية والأخروية فصلا أو وصلا بينهما.
فسواء كان تفرغه لعلوم الدنيا أو لعلوم الآخرة (مثل أدعياء التصوف والدعوة) فهو في الحقيقة يخادع نفسه ويخادع الناس عندما يجعل هذا التفرغ انقطاعا عن معارك الحق والباطل والعدل والظلم بين البشر وبينهم وبين الطبيعة التي أصبحت خاضعة لعدوان دائم.
فالعلم إذا كان عبادة كما يزعم المتفرغ في الحالة الثانية (وظيفة العلم الأخروية) فهو من العبادة الأساسية في الإسلام أي اعتبار الدنيا مجال العمل والآخرة مجال الحساب عليه أو له.
ومن ثم فكل ما يناقض ذلك ليس تفرغا للعلم بل هروب من مسؤولية فرض عين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو معيار الإيمان الحق (آل عمران 104) وشرط الانتساب للأمة الخيرة (آل عمران 110).
الحياد في المعارك الدائرة بين الحق والباطل خيانة للدين والدنيا في آن.
والعلم إذا كان سيادة كما يزعم المتفرغ في الحالة الأولى (وظيفة العلم الدنيوية) -بالمعنى الديكارتي سيد العالم ومالكه- فإن السيادة الأساسية في الدنيا هي معرفة أحوالها ليس من خلال البحث في المكتبات فحسب بل من خلال البحث في الصراعات الفعلية التي تجري في ساحاته الخمس:
ساحة صراع الإرادات
وساحة صراع العقول
وساحة صراع القدرات
وساحة صراع الحيوات
وساحة صراع الوجودات.
وهذه الساحات نحاول الجمع بين متابعتها الحدثية وعلاجها النظري.
فتكون المقالات التي من جنس التغريد متابعة مباشرة للأحداث.
وتكون المقالات الفلسفية محاولة لتجاوز مجريات الاحداث إلى أعماق المسائل النظرية التي تتعلق بها والتي يجمعها الانطلاق من أهم العلوم الذي لم تسبق إليه الحضارة العربية الإسلامية بغيرها من الحضارات:
“علم العمران البشري والاجتماع الانساني” الذي وضعه ابن خلدون.
وهذه الصراعات تجري في أحياز الجماعات التي تتقاسم المعمورة وتتنافس على السلطان عليها والتي نحن فيها فريسة لا تشارك إلا بالانفعال
وهذه الصراعات هي ما ينبغي علاجه قبل اي شيء آخر لأنها شرط العلم والعمل المبدعين إذا لم يكونا تابعين في أحياز الجماعات:
مكانها وثمرته (الجغرافيا والثروة)
وزمانها وثمرته (التاريخ و التراث)
والمرجعيات التي تحدد دورها فيها ومنزلتها بين الجماعات الأخرى
أعني ما يمكنها من تحقيق شروط السيادة التكنولوجية والبايولوجية وكلاهما مادة كل معرفة إنسانية في الغاية.
ومن هنا سؤالنا:
هل للحلف الإسلامي استراتيجية تحقق السيادة؟
إستراتيجية الحلف الإسلامي
تابعت شروح الناطق باسم الحلف الإسلامي من 39 دولة لمحاربة الإرهاب.
وحاولت أن أفهم فلم أفهم طبيعة القاعدتين اللتين اشار إليهما الناطق باسم الحلف حدين لعمله:
فالقاعدة الاولى -عمل الحلف ضمن المنظمات الدولية- تعني أن الحلف سيكون تابعا تبعية هذه المنظمات الدولية لأصحاب الفيتو وبالذات لإرادة الأربعة الغربيين: وعندهم أن كل مقاومة إرهاب.
والقاعدة الثانية -كل دولة تبقى سيدة في تحديد ما تعنيه بالإرهاب وهي التي تعين من ينبغي أن يقاتله الحلف معها- فيحق للسيسي في هذه الحالة أن يستعين بهم.
وإذا كان يحق لدولة لبنان أن تستثني حزب الله من صفة الإرهاب رغم ما يفعل في سوريا وحتى في الخليج فيمكن حتى لبشار أن ينضم إلى الحلف وحفتر كذلك.
وفي الجملة يمكن القول إنه حلف ليس ضد الإرهاب بمعنى العدوان على الأمة -أرضها وعرضها- بل هو ضد الثورة لحماية الأنظمة التي تعاديها
فهذا المبدآن يعنيان أن كل نظام يمكن أن يعتبر الثوار في بلاده إرهابا فيدعو الحلف لمساعدته عليهم.
وإذن فهو “سانت أليانس” ضد الثورة وليس حلفا لحماية الأمة.
هو حلف لحماية الانظمة وليس لحماية سيادة الأمة فضلا عن حقوق الشعوب.
فيا خيبة المسعى.
وليت الأمر مقصور على حيلة للتخفي الدبلوماسي فيكون ما يعلن اصحابه غير ما يضمرون.
إنهم صادقون في ما يعلنون ولا يضمرون إلا ما يضمره المبدآن.
ومعنى ذلك أن الحلف مثلا لن ينجد سنة العراق حتى لو قتلوا وشردوا مثل سنة سوريا وإيران تتكفل بمساعدته عليهم مثل سوريا.
هي إذن عملية دفاعية على الانظمة ودرء لتهمة الإرهاب فكرا وتمويلا إذ إن الأنظمة تثبت به أنها مستعدة لمحاربة كل مقاومة وثورة يتهمها الغرب وعملاؤه بالإرهاب.
لكن هذا التصور خطر على الأنظمة المتحالفة لو كان اصحابها يعلمون.
ففيه تأجيل لما لا يقبل التأجيل:
فالغرب وذراعاه يستهدفون تركيا بتحييد السعودية والمسلمين مؤقتا.
وبعد تركيا سيأتي الدور على الباقي واحدا بعد واحد.
وكان من المفروض أن يكون الحلف هو الذي يحدد الإرهابي من يكون وأن يتدخل لنجدة الشعوب لا الأنظمة وأن يبدأ فيجادل في المبدئين.
ذلك أنه لا يمكن لحلف بهذا الوزن إذا كان أصحابه بحق متحالفين للدفاع عن قضية العدل والحق أن يعجز عن رفض المبدأ الأول:
أن يكون القانون الدولي والقرار الدولي أربعة أخماسه بيد واحد من أربعة عشرة من سكان المعمورة.
أوروبا وأمريكا وروسيا نصف مليار من سكان العالم وهم أذن نصف سبع سكان العالم بيدهم 4 أخماس الفيتو الذي يحل ويعقد في شؤون العالم كله.
ولا يمكن لهذا الحلف إذا كان أصحابه صادقين الا يجادل في تعريف الإرهاب على الأقل باعتماد أصلين:
كل تدخل أجنبي في بلادنا إرهاب
وكل عدوان بين على الشعب حتى من نظام حكمه إرهاب.
بعض الأعذار لأصحاب الحلف
لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
فمن الظلم أن نعتبر غياب ما وصفنا دليلا على جبن من قيادات الحلف العربي التركي -حصرا في نواة الحلف الإسلامي- وشجاعة من قيادات الحلف الإجرامي حول بشار ومليشيات الملالي من كل حدب وصوب.
فالثابت أن صمود المقاومة بل وانتصارها بدليل حاجة الملالي ومليشياتهم لبوتين لا يمكن أن يفسر من دون مساعدة كبيرة من قبل الحلف العربي التركي.
والامر في كلامي إذن لا يتعلق بوجود المساعدة الذي لا ينكره إلا جاحد بل بفهم السقف المفروض عليها.
إنه هو التالي:
فالفيتو الغربي على الحلف العربي التركي هو في آن ضوء أخضر للحلف المقابل.
وليس معنى ذلك أن الغرب بهذا الفيتو محتاج للحلف المقابل في حربه على داعش أولا لأنه يعلم أن الحلف المعادي مثله يستعمل داعش ولايحاربها لأن داعش تحقق لهم هدفين بينين.
فهي لا تضرب إلا الحلف العربي التركي والمقاومة.
وهي تمد النظام المجرم بالمبرر الذي يبقي عليه خاصة وبقاؤه من مطالب الابن المدلل للغرب:
إسرائيل وعملاء الغرب من الأقليات الحاقدة على الإسلام والمسلمين.
لذلك فينبغي أن نطلب العلة التي لأجلها يعطي الغرب الضوء الأخضر للحلف المعادي للحلف العربي التركي؟
من لم يفهم ذلك يغفل عما يريد الغرب منعه.
ما علة ضوء الغرب الأخضر لأذرعه في الإقليم؟
علل تشجيع الغرب للحلف المعادي للسنة
فالغرب لايجهل أن بشار وإيران وحتى إسرائيل بإشرافه هم صناع الاختراق الذي يحرف الكثير من الحركات التي تدعي الجهاد في العالم.
لكنه يحتاج إليها.
ولان بشار والملالي وحتى التدخل الإسرائيلي لم ينجح اضطر الغرب لزيادة حليفين آخرين هما الأكراد والروس.
فيتبين أن المستهدف الوحيد هو سنة العرب والأتراك.
لماذا سنة العرب والأتراك؟
هنا يأتي دور التاريخ من بداية الوسيط إلى نهايته وحتى إلى بداية الحديث:
فسنة العرب فتحت بلاد الغرب بداية والأتراك واصلوا الفتح غاية.
لعل الكثير من العرب ينسون التاريخ.
لكن استراتيجيـي الغرب وخاصة إسرائيل وإيران والروس لا ينسون.
فلهم جميعا غاية من ضرب سنة الإقليم عربا وتركا.
فإيران وإسرائيل تريدان استعادة إمبراطورية متقدمة على الإسلام.
وروسيا تريد استرداد الجزء الأوروبي من تركيا على الأقل.
والغرب يريد أداة البقاء سيد العالم لقرن آخر بما لدينا (الثروات والممرات والبحار الدافئة).
وغالب المليشيات العربية التي تستعمل إيران وإسرائيل وروسيا والغرب سيفهم وقلمهم عرب بالاسم
فهم أعدى لسنة العرب والترك من مستعمليهم في الإقليم وفي العالم.
استهداف ثغرة الحلف المعادي: استرجاع مصر
لذلك فالحذر العربي والتركي وحذر الحلف الإسلامي بهذا المعنى مفهوم.
فلا يكلف الله نفسا إلى وسعها:
لا يمكنهم الدخول في حرب ضد العالم كله.
لكن ما قدمته من تساؤل لم يكن لغفلة عن كل هذه المحاذير.
إنما كان هدفه السؤال الاستراتيجي الأهم هنا.
فلست داعية حرب متهورة نتيجتها معلومة سلفا.
السؤال الاستراتيجي الأهم:
هل الانكماش والتردد يمكن أن يحول دون ما يخطط له الأعداء؟
أم الحكمة تقتضي العزم لأن كل تأخير في الفعل والاقتصار على رد الفعل مزيد ضعف لاغير.
فنحن لا نعدم وسيلة لحرب ذكية قد تغني عن القتال لأنها تعتمد على مكامن الضعف عند الأعداء فتوجه لها الضربة القاضية.
وأولا ألا يمكن أن يكون الخوف من الإقدام والمغامرة مغامرة هو بدوره؟
أليس من الواجب تحديد الأهداف التي لو تحققت بسرعة يمكن أن تكون رادعة للأعداء؟
أليس التردد علته غياب شرطي كل استراتيجيا فعالة :
أولا تصنيف الأعداء الأعدى فالأعدى لتحديد بداية التصدي.
وثانيا اختيار الحلفاء من بينهم أي من هو أقلهم خطرا.
وبصورة أكثر صراحة :
هل الحلف يعتبر الثورة ومقاوميها هم الخطر الأكبر أم هو يعتبرهم حلفاء ممكنين ضد خطر أكبر يتهدد الجميع؟
ذلك ما سأحاول بيان فائدته إذا عزمنا فحسمنا بتحديد الشرطين:
فهبنا حددنا نقطة ضعف الحلف المعادي
وضربنا ضربة حاسمة
ألا يكون ذلك رادعا فنصبح مهابين ويضطر العدو للحلول الوسطى فنربح؟
رأيي أن أهم نقطة ضعف للحلف المعادي بخلاف ما يتوهم الكثير ليست في الشام ولا حتى في العراق ولا حتى في اليمن بل هي في مصر.
فلو تخلى الخليج عن السيسي لسقط.
سقوط السيسي يمكن أن يكون الضربة القاضية بمعنيين:
فهو سيفت في عضد الأعداء
وهو سيمد المقاومة بجرعة من الأمل الذي يضاعف ثمرة أفعالهم عديد المرات.
وليس صحيحا أن الخوف على مصر هو الداعي لمواصلة مساندة السيسي.
فلا شيء أكثر ضررا على مصر والإقليم من بقائه ولو يوما واحدا.
ورأيي أن عودة مصر إلى المعركة بسقوط السيسي -وهي عودة مضمونه لأن الشعب ذاق الأمرين في عهده- سيغير اللعبة بالكامل وسيتكون المثلث الذي هو أقوى شكل هندسي بعد الكرة من حيث الصمود أمام الضغط.
ضرورة الحزم العربي والتركي
الخوف من حزم العرب وليس من حزم الأتراك
لست أعلم إن كان للحلف العربي التركي تحليلات استراتيجية كفيلة بالإقدام على هذه الخطوة أم لا؟
الشيء الثابت أن تركيا ما تزال مقاطعة للسيسي ولا تعترف له بأي شرعية.
فهل يتشجع العرب فينزعوا عنه شرعية زائفة ليحاصروه ويقطعوا عنه الرز ويذهبوا حتى إلى سحب تمويلاتهم ومشاريعهم خاصة وأزمة البترول تحول دون إيران وروسيا والغرب ومساعدته.
ما المشكل في الوضعية الاستراتيجية
وبذلك يصبح المشكل كالتالي:
العرب لم يحددوا العدو الأخطر أو على الأقل لم يجمعوا في تحديده.
فقد يرى البعض أن الثورة معادية للانظمة المستبدة خطرها في المنظور دون خطر إيران وإسرائيل.
ومن أفسد الطرق في العمل انتظار الاجماع.
القيادة لا تحتاج إلى الإجماع وانتظاره تعلل وتردد دال على عدم الحزم وليس على طلب الوحدة.
فالوحدة بمعنى الإجماع في أي جماعة من المستحيلات قبليا وهي تكون دائما بعديا:
نجاح المقدمين يلحق بهم القاعدين.
ولما كان الإصلاح أمراحتميا ولا يمكن تأجيله لأن مفعول الثورة حصل في قلوب الشعوب.
ولم يعد الثوار هم الذين يدفعون إليه.
تأثير الثورة تم وتم بصورة لا يمكن أن يحصل فيها تراجع.
لذلك فخطر الثورة يمكن أن يزول تماما بالإصلاح بخلاف خطر ايران وإسرائيل.
فهما تريدان الأرض وثرواتها المادية والروحية فضلا عن الأنظمة.
ثم إن أي عاقل يفهم في الاستراتيجيا يعلم أن الثورات لا تغلب بالحروب حتى لو اجتمعت ضدها كل الدول فضلا عن 39. بل بتحقيق أهدافها بالإصلاح الذي يتجنب الثورة.
ولا يكون ذلك إلا بما يسمى سياسة سحب البساط بطريقتين:
مهادنتها ومساعدتها ومبادرة الإصلاح في الداخل.
بذلك هزمت الرأسمالية مطالب الثورة البلشفية (النيوديل) ومطالب الفاشية والنازية (خطة مارشال).
ولما كانت الثورة تعلم أن ايران وإسرائيل أخطر عليها من الأنظمة مهما كانت بحاجة إلى الإصلاح بحسب رؤيتها فإنها لن تتردد في التصدي للخطر المشترك.
علل توجسي من عدم الوضوح
ولما كان ذلك لم يحصل فمن حقي أن أفترض أن الحلف إذن ليس موجها للأعداء بل هو”سانت أليانس” ضد الثورة:
إذن فعندهم العدو هو الثورة لا إيران وإسرائيل.
ولأني لا أيأيس من عودة الوعي فإني أكتب لأنبه.
فلعل وعسى.
من يدري.
المهم أن تركيا فاهمة طبيعة الخطر وآمل أن تستطيع إقناع العرب المخلصين.
ولعل عاصفة الحزم ومساعدة المقاومة السورية جعلتني لا اصدق من يتهم العرب دائما بأنهم يتصرفون كالنعام بل هم بدأوا يفعلون إيجابا وليس برد الفعل.
فـ”أخطا راسي واضرب”(عبارة تونسية تنسب إلى جحا تفيد الأنانية الدالة على قصر النظر) لا تفيد.
ذلك أن العدو لن يرحم أحدا حتى وإن حاول شق الصف حاليا.
فـما يبديه من دعوة للمصالحة هو من حيل الخبث واستغباء العرب.
يعلم أن ذلك قد يعيدهم إلى الإغفاء.
وعندي أن التهدئة على الحدود السعودية غادرة.
إنما هم يريدون تحييد السعودية لعلمهم أنها يمكن أن تحرك العالم الإسلامي كله بفضل الحرمين حتى يستفردوا بتركيا التي تمثل الصيد السمين للأعداء الأربعة.
إيران وإسرائيل والأكراد وروسيا يريدون رأس النظام التركي.
والغرب أعطاهم الضوء الأخضر.
والدولة الموازية تعمل معهم ويحرضون العكسر للانقلاب.
وهو تقريبا نفس السيناريو الذي طبقوه سابقا في تركيا ولاحقا في مصر وطيلة القرن الماضي في العالم كله وخاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق.
فانتبهوا يا عرب.
إذا سقطت تركيا فأنتم دونها قدرة على الصمود وسيكون مصيركم كأوراق الخريف.
إن لم تقدموا الآن فسيكون الوقت متأخرا جدا جدا جدا.
ما المطلوب من المقاومة
والمعلوم أني لم أكتف بمطالبة الأنظمة بهذا العمل بل طلبت من المقاومة في الشام بألا توقف القتال.
فالمفاوضات لا تكون مؤثرة إلا إذا صحبها قتال.
وكان من اليسير أن تجد المقاومة ألف مبرر لعدم إيقاف القتال خاصة والعدو لم يوقفه.
صحيح أن المقاومة أرهقت.
لكن القتال المطلوب ليس النظامي.
فهذا خطأ حتى قبل الشروع في المفاوضات.
لا تنجح أي مقاومة بالقتال النظامي.
فليس لها إمكانيات الجيوش النظامية بل عليها استعمال الطرق المؤثرة التي تفقدها نظاميتها.
والطرق المؤثرة هي التي تجعل العدو على اعصابه في كل مكان وفي كل زمان وأن تضرب ضربات مؤلمة حيث لا ينتظرها العدو دون إرهاق حاضنتها بالحصارات.
وإذا بقيت كما تفعل الآن إما تقاتل أو تفاوض ولا تجمع بينهما فإن العدو سيستفرد بها الواحدة بعد الأخرى ولن يبقى لها شيء تفاوض عليه أوتساوم به.
فتداركوا أمركم واستسنحوا فرصة جمع العدو قواته في أماكن يريد استردادها لضربه حيث أحدث الفراغ فيضطر إلى توزيع قواته فيسهل ضربه وإئيلامه بحق.
ثمرة الجبهتين : الأنظمة والمقاومة
فإذا اجتمع الفعلان من الانظمة ومن المقاومة فإن الأعداء سيركعون لأن من يحقق الضربة الحاسمة الأول من الحلفين سيكون الرابح:
ترك السيسي يسقط مثلا.
فهذا فعل مؤثر وهو لا يكلف شيئا لأنه يحصل بمجرد الترك فلكأنه فعل سلبي.
ذلك أن المحافظة على نظام السيسي خنجر في خاصرة الحلف.
إنه أعدى من العدو المعلن.
أما إذا سقط السيسي وأزيح بشار فيمكن القول إن الخطر قد انتهى وإن السجال انقلب فاصبح أعداء الأمة في محل الدفاع ونحن في محل الهجوم حتى النصر.
فإذا أضفنا إلى ذلك أن العراقيين لم يعودوا كما كانوا مجرد توابع لإيران بل شباب العراق بدأ يسترجع لحمة الوطنية العراقية فإن قوتنا ستتضاعف.
وأخيرا فإن شباب إيران يريد أن يعيش مثل شباب البلاد المجاورة وهو لم يعد يطيق سياسة الملالي الذين يحرمونه من الحرية والكرامة وهو مقدم على ثورة جنيسة لثورة شباب العرب.
يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/