لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
هل يتمتع اصحابه بعقل سليم؟
فسرت غباوات محاصري قطر بثقتهم العمياء في المعتوه ترومب وعنجهية ناتن ياهو.
لكن ذلك لا يكفي: هل من له ذرة من عقل يقدم لائحة اتهام لذاته؟
فقد قرأت الثلاث عشرة أوامر الالتوماتوم فإذا هي في الحقيقة اعتراف بجرائم أنظمتهم وقلت إنه لو كان يوجد مدع عام للقانون الدولي لكفته لرفع دعوى ضدهم.
لكن ذلك لا يكفي لوصف ما حصل. فالضغينة أعمتهم عن التفكير في أدنى شروط النجاح لكن ما أعماهم أكثر أنهم تصوروا أن الجميع مثل السيسي يشترى بالرز.
لم يدر بخلدهم أنه حتى السيسي سخر منهم بأخذ رزهم رغم أنه مثلهم أغبى من حمار مصري: فالمحميات ضفادع تحاكي الفيلة فتتوهم نفسها امبراطورية.
ثرواتهم التي يتصورونها شيئا لا تساوي ميزانية وزارة دفاع من لهم القدرة على تكوين الامبراطوريات بأبنائهم وليس بالمرتزقة لحمايتهم وكتابة خطبهم.
وطبعا فهذا الوضع لا يعني أن الدول الأربعة ليس في أبنائها أكفاء وعقلاء، بل ككل المحميات العربية من يظهر ينبغي أن يكون دون الحاكم في كل شيء.
وقد وصف ابن خلدون علة احاطة المستبدين والفاسدين أنفسهم بالحثالة التي تقبل التطبيل والذل حتى تنال الحظوة وهي خلقيا وفكريا دون مستخدميهم.
ولهذه العلة حزنت لوضعية وزير خارجية السعودية وكتبت ما تبين لي من مواقفه أنه كان يردد ما لا يمكن أن يخرج من عقله ووجدانه لو كان حرا بحق.
أما قرقاش فتبين أنه من جنس شرطي دبي: حكمة الأميين في لسان كاذب لا يصدق نفسه فضلا عن أن يصدقه سامعه مهما تصورناه مستعدا للمجاراة من أجل المال.
وأخيرا فيكفي أن ترى سحنات حكام يكفي ما قال فيهم حكيم الكويت النفيسي. ولا يبقى إلا أن يقول المرء أن يحوقل قائلا: أهؤلاء ورثة حكيم العرب؟
والحصيلة كما بينت أول يوم: ما طلبوه صار لائحة اتهام سيستعملها الغرب ليحاسبهم ما طلبوا منه أن يحاسب به قطر وحرضوه على محاسبة تركيا.
وسيصلون إلى مصدر معلومات في تجريم الشريك لتبرئة الذات وأول الفاعلين السيسي الذي بدأ يضيق خناقه إذ قد حدت أمريكا من سياحة أبنائها في مصر.
والمؤسف أن من صار عاريا تماما من شروط القوة المادية والرمزية هي السعودية: فمن غرق في اليمن وخسر أول معركة مع بلد صغير لن يقاوم أعداءه.
فتفهم أنهم فاهمون أنهم اعجز من القدرة على الحماية والرعاية الذاتيتين: فارتماء سيسي السعودية الجديد في أحضان ناتن ياهو اعتراف بهذه الحال.
سكوتهم على ما يجري في القدس بل وتشجيع ناتن ياهو بأن يحسم بأقصى سرعة حتى يعقدوا صفقة القرن ليس دليل خيانة للقدس فحسب بل هو دليل انهيار تام.
لا يفعل ما يفعلون إلا من فقد كل أمل في القدرة على حماية نفسه ورعايتها: الاستسلام الذي طلبوه من قطر صار استسلامهم لإسرائيل ظنا أنها تحميهم.
لو كانوا يعلمون أن إسرائيل تخوفهم بإيران وإيران تعد الشعوب بالحرب على إسرائيل وكلاهما محالف الثاني من أجل تقاسم الإقليم الذي يحكمه هؤلاء.
لكن الشعوب لن تستسلم بمن فيهم شعوب الخليج.
والدليل أنهم بشجاعة منقطعة النظير لم يتبعوهم في الحصار بعضهم بالكلام وبعضهم بالسكوت وكلهم بالقلب.
الكتيب