الحرب الدائمة وشبكات الإجرام – القسم الأول



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



تمهيد:

لم تعد الحروب بين الشعوب حالات طارئة تتخلل العلاقات السلمية بينهم بل هي أصبحت عمليات متواصلة لا تتوقف لأنها الخاصية الجوهرية للتزاحم على ثروات المعمورة ومواقعها الجغرافية السياسة.
وهذا المنطق كان متحكما في علاقات القبائل المتجاورة في صراعها حول الماء والكلأ وأصبح اليوم أكثر احتداما بسبب التكاثر البشري وما يتبعه من ندرة في الثروات وتسابق على الاستحواذ عليها.
فالإنسانية خاضعة في غالب ممارساتها لقانون الانتخاب الطبيعي والصراع من أجل البقاء سواء في نفس الجماعة أو بين الجماعات المختلفة.
وليس في ذلك أدنى قول بنظرية المؤامرة بل هو عين النكوص إلى الاقتصار على الاحتكام لقانون التاريخ الطبيعي.
ومعنى ذلك أن منطق القوة والحيلة والتغالب في الأفعال خاصة هو الذي يسيطر على كل حقب التاريخ بين الأجوار سواء في داخل نفس الجماعة او بين الجماعات المتجاورة.
ومن شروط الخداع أن يكون ما في الأقوال مخالفا لما في الأفعال.
لذلك فلا بد من فهم طبيعة هذه الحرب الدائمة بين البشر.
ونحن ندرسها في هذا القسم الأول اعتمادا على الحالة العربية الإسلامية الراهنة.
والهدف هو البحث في شروط علاجها للتوقي منها والتخفيف من آثارها وليس لإزالتها.
فهي من مقومات الوجود البشري لكن الإنسان مجهز بما يحد من طغيانها.
وسر فاعليتها هو استفادة العدو الخارجي من عمل هذا القانون داخل الجماعة التي يستهدفها كما في حالتنا لتوظيفها في هذه الحرب.
فهل نحن مستعدون وما شروط التوقي منها والتغلب عليها؟
ذلك مطلوبنا في القسم الموالي.

مليشيات الحرب الدائمة

كيف يمكن أن نحصي حلقات السلاسل التي تمثلها شبكات الإجرام ضد الأمة في حرب الأعداء الدائمة عليها وعلى مقومات وجودها المستقل ماديا وروحيا احصاء نسقيا يكون جامعا ومانعا فيعد من جنس الكشف على عوامل التخريب النسقي الملحوظ بالعين المجردة؟
سبق أن صنفت مليشيات الحرابة الخمس التي تصول وتجول في الوطن العربي:

  • اثنتان لإيران: الباطنية والصليبية (حلفهما في الشام وفي مصر).
  • واثنتان لإسرائيل: العلمانية والليبرالية (حلفهما في كل الأقطار)
  • والأخيرة هي الأنظمة القومية الفاشية ونخبها وأجهزتها التي تستخدمها وتغطي عليها.

كما بينت أن

  • مليشيتي إيران تستعملان الإرهاب المادي خاصة.
  • ومليشيات إسرائيل الإرهاب الرمزي خاصة.

لذلك ننسب للأولى السيف والثانية القلم.
لكنهما تشتركان في استعمال الأداتين وفي اختراق كل الأقطار العربية.
وبينت أن

  • الأنظمة القومية ونخبها وأجهزتها تمثل مظلة تحارب الغرب بالأقوال مثل إيران وتحارب الأمة بالأفعال

وهذه الازدواجية تمكنها من ضرب عصفوين بحجر واحد وهم طبعا يقنعون الغرب بالتغاضي عن الأقوال والحكم على الأفعال.

  • فبالأقوال تغالط الشعوب لتربح قلوبها بما توهمها به من أنها محور مقاومة لأعداء الأمة بشعارات من جنس الموت لأمريكا.
  • وبالأفعال تؤسس لاسترداد إيران لما تظنه امبراطوريتـها بأفعال الموت للعرب السنة بمن فيهم من مات منذ 14 قرنا.

هم مجمعون ومعهم إسرائيل على أن العائق أمام أحلامهم هو الغالبية السنية التي ينبغي تفتيت مكانها لتقاسمه بين إيران وإسرائيل بعملاء عرب.
وقد نجحوا إلى حد كبير لولا فضل الله الذي جعلهم يسرعون في الظن أنهم انتصروا فكانت القاتلة.
وهذا لا يكفي لفهم حلقات السلاسل التي تكلمت عليها:

مستويات الحرب الدائمة

فكل واحدة من هذه المليشيات مخترقة للمستويات الخمسة لتركيبة المجتمعات العربية لتخريبها باختراقها والاندساس في مفاصلها اندساس الفيروسات.
همي إذن هو الكشف عن هذه المستويات الخمسة:
مستوى التعبير

  • عن الإرادة
  • وعن العلم
  • وعن القدرة
  • وعن الحياة
  • وعن الوجود

وتلك هي مستويات نسيج الكيان الجمعي والحصانة :
وتمثلها مستويات النخب القيادية في السياسة والمعرفة والاقتصاد والثقافة ورؤى الوجود (الدين والفلسفة) .
ولما كان كل مستوى من هذه متعينا في أفراد النخب الممثلة لها وفي المؤسسات الجامعة لهؤلاء الأفراد فإن العدد يتضاعف.
ثم تضرب المستويات والمؤسسات برتبها فنصل إلى 30 مستوى : الخمسة التي ذكرت ثم أبعاد كل واحدة منها وهي (ستة).
ولا تعجبوا من كثرة العدد ذلك أننا لو واصلنا التدقيق لوصلنا إلى الضعف لأن ذلك كله ينقسم أيضا إلى من بيدهم السلطان ومن ينافسونهم عليه.
والامر هو بهذه الدرجة من التعقيد لأنه يتعلق بحرب بايولوجية أداتها سرطان الاختراق الذي يعم مثل “الميتاستاز” في الجسد الذي ينهك بالتدرج لينهار بمفعول التآكل الداخلي.
ولابدأ بالمستويات الرئيسية الخمسة (دون مضاعفتها للتبسيط):

  • الإرادة هي أفراد السياسية الحاكمة (والمعارضة لو ضاعفت).
  • والعلم هو أفراد القوى المعرفية التربوية والبحثية (وكلها تقبل المضاعفة للتنافس بين من بيده السلطان عليها ومن ينافسه عليه).
  • والقدرة هي أفراد القوى الإنتاجية المادية أو الاقتصاد (قابلة للمضاعفة كذلك).
  • والحياة هي أفراد الانتاجية الرمزية أو الثقافة (قابلة للمضاعفة كذلك) .
  • والوجود هو أفراد فكر الرؤى العامة (قابلة للمضاعفة كذلك).

كل هؤلاء الافراد يخترقهم العدو لينتخب منهم من يكون عميلا في خلايا نائمة مقابل مكافأة زهيدة تقدر في الغالب بأهمية الخدمة المنتظرة في هذه المستويات.
ولعل ذلك هو جوهر العمل الدبلوماسي من حيث هو راس جسر حربي.
وبهذه الخلايا النائمة تقع السيطرة على المؤسسات التي ينتسبون إليها أو على الأقل تجمع المعلومات حولها لصالح الأعداء.
ويقبل عدد المؤسسات الرد إلى ما يجانس مؤسسات القوى السياسية بصنفيها (لكنها تعد لاستعمال المعارض للتشويش على الحاكم أو الحاكم للتنغيص على المعارض بحسب أهداف موظفها).
إن الحصر ممكن لبقية المستويات المؤسسية:
فالقوى السياسية قابلة للحصر بحسب بنية الدولة وبنية المجتمع (مضروبة في 2 اي الحاكمة والمعارضة: لكننا نكتفي بالحكم للتبسيط ثم إن الاستعمال يصبح أكثر وضوحا عند الوصول إلى الحكم بالنسبة إلى المعارضين).
لماذا الحاكمة والمعارضة؟
خذ لك مثال قوة إسرائيل في الغرب: فقيادات جل الأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة إما يهود أو تحت سلطة اليهود.
لذلك فلا يمكن أن تخلو حملة انتخابية غربية من جعل مصير إسرائيل أحد موضوعاتها الرئيسية.
وهنا أتكلم عن خبرة لأني عشت في الغرب وكنت شديد المتابعة للحياة السياسية في فرنسا خلال دراستي للقانون الفرنسي تنويعا لتكويني العلمي.
ولم تكن المتابعة مجرد حب اطلاع بل كان الهدف فهم السر في قوة إسرائيل لدى الغرب.
نفس هذه الخطة تتبعها إيران الحافر على الحافر بحيث يمكن القول إن لإيران وإسرائيل عملاء في النخب الخمس التي ذكرتها في كل بلاد العرب.
وهما لا يتنافسان إلا لأن كلا منهما يريد الاستحواذ على المنطقة لاستعادة إمبراطوريته المزعومة.
وكل هؤلاء العملاء يتحركون بالريموت كونترول لما تأتيهم التعليمات وخاصة في الحملات الدعائية ضد أي مشروع عربي يسعى للتصدي لإيران مثلا.
ولعل الحملة الشعواء على المحور المقاوم المؤلف من السعودية وتركيا وقطر اكبر الأدلة.
والأدهى أن جل هؤلاء موظفون عند الدول السنية بمكرمات لا تقدر إما لأن جل الحكام ما يعنيهم هو تلميعهم هم ولو بتخريب كل شيء آخر في الأوطان أو لأن جل الحكام لا يفهمون في طبيعة الحرب الحديثة التي تجعل المستهدفين يهدمون أنفسهم بانفهسم :
العراق افضل مثال للانتقام الإيراني من أهله الأغبياء فضلا عن استعمال ثرواتهم لتمويل سياستها التوسعية في جل بلاد العرب.
فما هي المؤسسات التي يخترقونها سياسيا واجتماعيا؟
سأختار نموذج بنية الدولة الذي وضعته انطلاقا من التجربة العربية الإسلامية ومن فلسفة السياسة التي أسسها الغزالي وابن تيمية وابن خلدون.

  • فالدولة بمعناها الضيق تتألف خاصة من خمس مؤسسات رئيسية مع ما يتفرع عنها من توابع لا تكاد تتناهى : هي مؤسسات الحماية.
  • والمجتمع مثلها له خمسة مؤسسات رئيسية وتفرعات لا تتناهى : وهي مؤسسات الرعاية.

مجالات فعل الحرب الدائمة

والاختراق يهتم خاصة بالمؤسسات الرئيسية كما سأبين.
ولأبدأ بمؤسسات الدولة بمعناها الضيق لأمر إلى مؤسسات المجتمع.

مؤسسات الدولة

وفي الحقيقة الدولة الحديثة تجمع بين النوعين.
وظائف الدولة الرئيسية بمعناها الضيق هي ما يسمى عادة بمؤسسات السيادة.
إنها وظائف حماية كيان الجماعة لأي شعب داخليا (المواطنين بعضهم من البعض ومن الدولة) وخارجيا (من الأجوار والأعداء).

  • فداخليا الحماية هي القضاء والأمن.

وهما أساس كل حكم داخلي مستقر إذ من دونهما يصبح كل إنسان قاضيا ومتقاضيا فتعم الفوضى والظلم.

  • وخارجيا الحماية هي الدبلوماسية والدفاع.

وهما أساس كل استقرار خارجي إذ من دونهما تكون الجماعة مستباحة.
لكن هذه الوظائف الخمس ومؤسساتها لا تعمل عملا جديا وفاعلا إلا بفضل جهاز مركزي هو الاستعلام والإعلام السياسي الذي يطلع صاحب القرار على الأحوال العامة فيمكنه من القرار الصائب في الوقت المناسب.
فإذا كان لعدوك اختراق لقضائك وأمنك أدخلك في فوضى لا تعلم عللها وإذا اخترق دبلوماسيتك ودفاعك صرت في مهب الريح وكل ذلك يصبح مطلق الفاعلية إذا اخترق استعلاماتك وإعلامك.
عندها عليك أن تقرأ على سيادتك السلام لأنها تصبح في خدمته بدلا من خدمتك.
لاأحتاج لتسمية أي بلد عربي.
ولو دفعت دفعا للتسمية لاستحال استثناء احد من هذا الداء لأنه إن لم يكن ذلك بيد إيران وإسرائيل فبيد قوة غربية ما خاصة وكل الاستعلامات العربية تعد مجرد أدوات لدى حماة الأنظمة ضد شعوبها.

مؤسسات المجتمع

ولأمر الآن إلى المجتمع:
فوظائفه خمس ولها خمس مؤسسات رئيسية مع تفرعات لا تتناهي. إنها

  • أولا مؤسستا التكوين أي التربية والمجتمع المدني. والمعلوم أن المجتمع المدني صار بسبب التمويل حصان طروادة.
  • ثم هي مؤسستا التموين اي الثقافة والاقتصاد الأولى للتموين الروحي والثانية للتموين المادي.

لكن المؤسسات الاربع التربية والمجتمع المدني والثقافة والاقتصاد لا بد لها من جهاز عصبي.
وهذا الجهاز العصبي هو الاستعلام والإعلام المعرفي لا السياسي أي البحث العلمي الذي يمكن من تحقيق شروط الانتاج المادي والرمزي لسد الحاجات.
والجهازان السياسي والمعرفي لا بد أن يكون متواصلين لأن الأمن لا يقتصر على السياسي بل هو يشمل المعرفي كذلك.
والمعرفة لا تقتصر على العلم بل تشمل السياسة كذلك.
فإذا اخترفت تربيتك ومجتمعك المدني وثقافتك واقتصادك وجهاز استعلامك واعلامك المعرفي فأنت قد صرت غربالا مثقوبا أو قطعة جبن مخترقة من كل النواحي فلا تتحكم في شيء من حياة مجتمعك ودولتك.

الحصانة

لكنك ستفقد كل تحكم في هذه الوظائف العشر اي في الدولة والمجتمع إذا تم اختراق حصانتك التي هي الآن موضوع الصراع: أي عقائدك الدينية وقيمك.
وللحصانة العقدية الدور الأشمل لأنها تحمي الجماعة كلها حتى لو فسدت النخب.
لذلك يركز الأعداء الآن الحرب على هذه الحصانة لأنها هي خط الدفاع الأساسي في بقاء الأمة مستقلة على الأقل عقديا وهي هدف مليشيات القلم وغالب النخب التي تغربت أو النخب التي لا تفهم العصر فتهدم ظنا أنها تبني.
وهنا نصل إلى بيت القصد:
مليشيات القلم هي التي تمثل الأعراض في تشخيص الأمراض.
عندما تنظر في الإعلام المصري مثلا تفهم القصد.
ولا معنى لمحاولة علاجها: فهي مجرد أبواق لا حول لها ولا قوة.
علاجها الوحيد هو إنشاء البديل منها.
وطبعا عندما أشير إلى الإعلام المصري فليس معنى ذلك أني انزه ما عداه بل حتى إعلامك صار عدوك لأنه كما أسلفنا مخترق.
لكنه غير مفضوح مثله ولذلك فهو الأخطر لأن الإعلام الذي من جنس غباواة إعلام مصر الرسمي لم تعد حتى العامة تصدقه.
ومعنى ذلك أنك أمام خطتين اعلاميتين:

  • واحدة شعبوية
  • والثانية نخبوية

وهذه لولا قوة الحصانة لكانت بحق شديدة الخطورة أكثر من تلك.
لكنهم وقعوا في خطأ استراتيجي من مكر الله الخير.
فغباء النخب العميلة جعلهم يحاربون الدين.
والمعلوم أن تشكيك طبقات الشعب في معتقداته شبه مستحيل.
وإعلام الصفوية التي هي أذكى من إعلام مصر اختارت التحريف الديني والتاريخي وليس التشكيك في الأصول وذلك من خلال اغراق الشعب في الخرافة الشيعية والصوفية.
ولو اكتفوا بذلك لكانت ربما الخطة ناجحة.
لكنهم بالغوا فزجوا بالكلاب التي تدعي النخبوية من أراذل القوم وسفهائهم:
وهؤلاء الشعب يعرف سلوكهم ويعلم أنهم كفرة فجرة لا يغادرون السكر والملذات ويأكلون كما تأكل الأنعام.
فكان مكر الله الخير سببا في جعل الخطة الثانية (النخب) تفسد الخطة الأولى (الشعب) فيدرك الشعب بتقاطع الخطتين أن المستهدف هو دينه.
وذلك ما لا يمكن أن ينجح.
ولهذا فإني أتوقع أن الموجة الثانية من الثورة في مصر وتونس ستكون بروح دينية صراحة رغم أن الأهداف ستبقى التحديث السوي أي الديموقراطية والحرية والكرامة.

عودة إلى الإحصاء

ولنعد إلى إحصائنا.
وسنعكس الآن فنبدأ بوظائف المجتمع.
فالتموين أي الثقافة والاقتصاد: فيهما المبدع والمستثمر والمول والمنجز والمستهلك.
الاختراق يمس هذه المستويات فيكون الاقتصاد مخترقا فيها جميعا ومثله الثقافة ومثله التربية ومثله المجتمع وكل ذلك عن طريق مستويات الجهاز.
ولو علم القارئ كم راودوني ولست الوحيد لأن غيري دون شك راودوه للتعارف أو للمشاركة في أنشطة علمية إلخ… من المراودات التي لا يجهلها أي جامعي مرصود ويتصورون أنه قابل للاستعمال في الاختراق.
ففي البحث العلمي عندك المبدع وعندك المستثمر وعندك الممول وعندك المنجز وعندك المستهلك وكلهم في الجهاز العصبي للاستعلام والإعلام المعرفي.
ولعل أفضل مثال يفهم القارئ القصد من ذلك كله هو مثال الاستشراق ودوره في حركة الاستعمار اعدادا واستعدادا واختراقا وتخريبا وتحريفا للتراث.
لكن الأهم هو جعل الاعتراف الدولي بالمثقفين العرب مشروطا بعلامات التوظيف في الحرب على الإسلام.

الخاتمة

وختاما فكل واحدة من المؤسسات العشر ينبغي أن تضرب في 5 معها هي فنحصل على الثلاثين التي ذكرت وآمل أن أكون قد أحصيت جمعا ومنعا ما وعدت به مع التذكير بأنها قابلة للمضاعفة بسبب التنافس في كل وظيفة بين من بيده السلطان ومن يستعد لاخذه منه (المعارضات).
ويبقى علينا أن نسأل :
هل نحن مستعدون لهذه الحرب الدائمة دفاعيا أولا لحماية مؤسساتنا وهجوميا بالرد بالمثل على من يهاجمنا حتى لا تكون الحرب في اتجاه واحد فنكون مغزوين لا غازين :
أي هل نقوم بالاختراق المقابل في كل وظائف دول الأعداء ومجتمعاتهم؟
طبعا لا :
فلو حدثتكم عما رأيت من الدبلوماسيات العربية عندما أدرت معهد الترجمة في بيت الحكمة لمتم ضحكا عند المقارنة بما كانت سفارة فرنسا وإيران تفعلان.
هل فهمنا حقا مدلول الآية 60 من الأنفال أم على قلوب أقفالها فلم نعد قادرين على القيام المستقل وغير التابع في حمايتنا ورعايتنا بحث صارت دولنا مجرد أدوات لغزاتنا؟
أليس ما تقوم به الأنظمة والنخب سواء بفعل التغرب أو بفعل السذاجة من تخريب نسقي لنظام الحماية والمناعة العقدية بحرب على مفهوم الجهاد والدفاع جزء من خدمة العدو بعضها بقصد ووعي وبعضها بغفلة ولا وعي؟
فإذا كان ما يجري هو في الحقيقة تجلي الآليات الحقيقية المتحكمة في التاريخ البشري المحلي والدولي فمن المفروض أن ندرك أهمية ما ينبه إليه القرآن في الآية 60 من الأنفال ونعمل به.
ذلك ما سأحاول بيانه في القسم الثاني من هذه المحاولة اعتمادا على منطقين:

  • الأول هو التحليل العقلي للعلل التي تجعل الإنسان لا يمكن أن يتخلص من قانون تاريخه الطبيعي لأنه حيوان. ولهذا يحتاج إلى الوزع المادي ووزع الوزع الروحي.
  • والثاني هو التأويل الديني للقيم التي تجعل تعديل هذا التاريخ بما يحقق مفهوم الأخوة الإنسانية (النساء 1) بمعيار المساواة بين البشر (الحجرات 13) هو جوهر الرسالة الخاتمة ومدلول الشهادة على العالمين والبحث في شروط تحقيقها لتؤدي الأمة دورها التاريخي الكوني.

وتلك هي ثورة الرسالة الخاتمة.



يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي