****،
لو سئلت لما قلت إني لم أعد بحاجة للكلام في ما توقعته من دمية قرطاج لأنه بأقواله ثم بأفعاله صار الدليل الحاسم.
لو سئلت حينها:
هل عندك ما تتمناه لمزيد التأكد بأنك قمت ما تراه واجبك إزاء وطنك؟
لأجبت:
أتمنى أن يزور سعيد باريس لنرى بالعين المجردة الدليل القاطع على صحة فرضيتي بأنه أداة الحلف بين فرنسا وإيران لتحقيق لبنان الثانية قاعدة لغزو المغرب الكبير كما حصل في غزو المشرق الكبير.
لن أزيد شيئا فقد تحققت امنيتي وثبت حتى لمن واصل حسن الظن بهذا الأحمق الذي خدع ثلاثة ملايين من الشعب بتقيته فرأيناه يبوس كتف ماكرون لأنه يعلم أنه عميل رأس الصهيونية (عائلة الروتشيلد).
إنه ينتظر منه أن يكون شفيعا له لدى إسرائيل ليكفر عن ذنبه في كذبه الانتخابي عن التطبيع خيانة عظمى.
وكعادة العرب يكفيهم الكلام فصدقوه.
لم ينتظروا الأفعال.
وهي ما تنبأ به إيدي كوهين – علما وأنه صحافي الحرب النفسية على العرب – لكنه يقول أحيانا بعض الحقائق حتى لا يفقد المصداقية: فقد علق على تصريحه ذاك فقال لا تصدقوه بعد الانتخابات سيأتي ليقبل حذاءنا.
لم يكتف بخيانة الشعب وخداعه ها هو ينضم لحلف “فرنسا-إيران” وخاصة فرنسا التي تريد العودة إلى الاستعمار المباشر باحتلال ليبيا وتونس والجزائر من جديد حتى تعوض ما خسرته في مقاومة كورونا.
فهي وصلت إلى تداين يساوي 120 في المائة من دخلها القومي الخام ولا يمكنها سداده من دون عملاء يمكنونها من ذلك. فدعت شاهد الزور الذي يفتي بتقديم حلول يتصورها قانونية.
وهو جهل لأن شرعية الحكومات لا تتوقف إلا إذا جاءت شرعية بديلة مثلها أو أفضل منها ولا تزول قبلها لأن ذلك يعني العودة إلى الفوضى التي حدت منها.
وهذه يفهمها حتى طالب في السنة الاولى قانون.
وإليك الفتويان:
- أولاهما التشكيك في شرعية الحكومة الليبية ليساعد حفتر على العودة للحلبة. وفيها تأييد للانقلابي وللتدخل الفرنسي والروسي والإيراني وكل أعراب الثورة المضادة بالمال والعتاد والمليشيات.
- وثانيتها البحث عن حل من القرون الوسطي على طريقة اللوياجورجا الافغانية.
وفيها تشريع لنكوص ليبيا إلى الجاهلية والقبلية يعني إلى ما ينوي تحقيقه هو بمشروعه في تونس.
وختم مسرحيته بالكلام على نفسه ليقدمها على أنها مثقفة تقرأ وكلنا يعلم أنه أمي حتى في اختصاصه الذي عاش منه أربعة عقود ولا يزال دون أن يكتب فيه حرفا.
ما يعني أنه يكذب لا يقرأ ولا يكتب. ولا يوجد إنسان يقرأ ولا يكتب حتى لو كان ما يقرأه روايات أدبية من العلم الخيالي. كما لا يوجد إنسان يكتب ولا يقرأ إلا إذا كان خرافا.
لكن الأخطر هو أن ذلك يعني أنه لص فقد سرق ثلثي اجره اللذين يحصل عليهما المدرس الجامعي مقابل البحث العلمي إذا كان يؤمن بالنظافة الخلقية وبـ”شرعية” الرزق الحلال التي هي التكافؤ بين الجهد والأجر:
وتلك هي علة قولي إنه أوسخ من مقرونة التي عجب منها الكثير. فتهمة القروي هي عدم دفع الضرائب. والعفو فيها ممكن بالصلح مع إدارة الضرائب.
لكن الحصول على أجر دون عمل سرقة موصوفة ليس فيها عفو أو صلح لأنها خيانة أمانة.
لم يبق ما يقال في نكبة تونس التي قد تنهي الثورة والسلم الأهلية.