الجبناء لا يتفاحلون إلا على شعوبهم

ه

هذا حلم أقصه على المتفاحلين على شعوبهم: فلنفرض أن بلاد الحرمين يحكمها قوم مخلصون للوطن والشعب والإسلام -وهي صفات مفروغ منها لدى غالبية شعبها ونخبها-هل كان يمكن ألا تكون قادرة على حماية نفسها ومستغنية عن الحماية الأمريكية؟
ولنفرض أن حكام الخليج يشعرون بمصيرهم المشترك ولا يهددون بعضهم بعضا هل تبقى لهم حاجة إلى قواعد أجنبية وهم من أغني شعوب الأرض بما حباهم به الله من ثروات طبيعية وموقع جيوسراتيجي فضلا عن المنزلة الروحية لبلد الحرمين؟
هل لو حصل هذا الحلم أما كان ما يدفعه العرب-كل العرب وليس الخليجيين وحدهم- لحمايتهم من بعضهم البعض أما كانت ميزانيات الدفاع التي تلتهم ما يقرب من عشر الميزانيات في المعدل كافية لجعل بلداننا متقدمة في كل قطاعات الإنتاج الحديث الذي يغنينا عن التبعية في أدنى الأشياء في ثاني جغرافيا؟
كيف تستطيع إيران أن تحتل أربع عواصم عربية جهرا ولعلها تحتل مثلها أو أكثر سرا أن تفعل ذلك وهي أفقر حتى من أصغر بلاد العرب وعلى الاقل من الكثير من بلاد العرب اقتصاديا وحتى بشريا ومستوى علميا ثقافيا ومع ذلك فهي “تتعنتر ” عليهم في عقر دارهم وهم في تراجع حتى إني سمعت أحد العسكريين المتقاعدين اليوم يدعو إلى عدم الرد على ضرب إيران نصف ثروة السعودية خوفا من ضرب البقية؟
هل يمكن أن يكون هذا الرجل عسكريا وله كل هذه الشهامة والرجولة؟
يقال إنه كان ضابطا عسكريا زمن هجوم صدام على الكويت. متى كان العدو يوقف عدوانه إذا رآك لا ترد عليه فيتركك قبل أن ينهيك ما دمت قد فتحت له باب الاستسلام من الضربة الأولى؟
لذلك فإني أكاد أصدق أن الرجل كان أول الهاربين أما جيش صدام. إذ كلامه هذا دال على شجاعته.
وكيف يعاب على ترومب أن يحلبهم أتريدون أن يجعل جيشه مرتزقة لحماية المتخلين عن شروط السيادة بدون مقابل؟
ثم حتى لو دفعوا له كل ما يطلب هل يمكن أن يغامر بحرب وهو على أبواب انتخابات في شعب مل من الحروب ويريد عودة جيوشه من الحروب التي ورثها هذا الرئيس الذي لا يعنيه إلا أمريكا؟
وكيف نعجب من رئيس قال لا حتى لإسرائيل رغم قوة لوبياتها فلم يغامر مع ناتن ياهو بالدخول في حرب يعلم أنها ليست ضرورية لحماية مصالح أمريكا لأنه يعلم أن إيران لقياداتها من الدهاء ما يجعلهم لا يعطونه ذريعة تقنع شعبه بتشجيعه على الحرب إذ لو فعلوا فضربوا مثلا قواعده في الخليج لدفعه شعبه لتدمير إيران تدميرا يرجعها إلى القرون الوسطى؟
فعنتريات إيران على العرب قد تخيف الجبناء والأميين لكنها لا تخيف أمريكا وحتى إسرائيل.
وأي قائد غربي وحتى ترومب يعلم أن فارس تعمل لفائدتهم. فالتشيع كان منذ بداية دولة الإسلام حليف كل أعدائه لأنه يريد أن ينتقم من فتح العرب لفارس ومن كل من اختار الإسلام السني مثل الاتراك والأكراد والأمازيغ والهنود إذ هو ككل الباطنية تحالف مع الصليبيين ومع مغول الشرق ومع الاسترداديين الاسبان والبرتغاليين ثم مع مغول الغرب أو أمريكا.
قوة إيران أقرب إلى العدم لكنها عندما توجد في الخلاء تصبح شيئا مذكورا. والخلاء هو ما يترتب على نكوص العرب إلى الجاهلية حيث صاروا مثل ملوك الطوائف والقبائل الجاهلية حربهم الأهلية مقدمة على كل الأعداء ومن ثم فقوة أعدائهم هي ضربهم بعضهم بالبعض الآخر منذ الفتنة الكبرى إلى اليوم. العرب أعداء أنفسهم.
لذلك فلا حل إلا إذا تحرر الحكام العرب من تقديم مصلحة شخص في النظام والنظام في الوطن على الشعب وعلى الوطن. فالنظام في بلد الحرمين ومثله في أي بلد عربي هو نفسه مهدد من بعض الحمقى الذين يتحالفون مع أعداء بلادهم للوصول إلى الكرسي أو للحفاظ على الكرسي. وهذا صحيح عليهم جميعا من الماء إلى الماء: وتلك علة الاختراقات التي تمكن لإيران ولإسرائيل في بلاد العرب.
ولو ردت السعودية مرة واحدة بضربة موجعة فإن إيران ستنهار كبيت من رميم. لكن السكوت سيجرئها عليهم. وبعد نصف الانتاج سيوقفون كل الإنتاج. جربوا ضرب حاملات البترول فتلكأ العرب في الرد فظنت إيران أنها بقوة إسرائيل. لكن قوتها جبن قيادات العرب: فثوار سوريا وحدهم لو لم يحاربهم العرب لركعوها.
ولولا روسيا لطردوها شر طردة. ولولا أمريكا لسبق طردهم من العراق مباشرة بعد مقاومة الفلوجة. ولولا قواعد أمريكا في بلاد العرب التي يحتاجها الحكام لحماية أنظمتهم لعجزت أمريكا على غزو العراق وافغانستان. ومن علامات حمقهم حربهم على تركيا وهي الملجأ الأخير لحماية الحرمين من الحشد الشعبي.
لو جرت حرب فإن السعودية سيهجهم عليها مليشيات إيران العربية من فوق ومن تحت أي من العراق ومن اليمن ولن يفيدها من أشبعته رزا لأنه أعدى أعداء الإسلام والعروبة مثله مثل الملالي أو أكثر فهو عميل إسرائيل وعميل بقايا الصليبية خدعهم بإيهامهم بخرافة مسافة السكة ويقصد لحلبهم مثل ترومب لا غير.
ولولا خيانتهم لشعب مصر ولو بقي نظام الحرية فيها لما تجرأ أحد على بلد الحرمين لأن جيش مصر حينها يكون في خدمة الإسلام وليس في خدمة عملاء من جنس السيسي وحفتر وحتى الحوثيون لأن تسليحهم لا يمر إلى عن طريقها وعن طريق الإمارات لضرب أرض الحرمين وابتزازهم لحلب المزيد من الرز: ليس للحمق حد.
تهددهم بالصواريخ في مورد رزقهم الوحيد. هل ليس لهم صواريخ يمكن أن تهدد مرود رزقهم الأوحد بعد أن أنهكهم الحصار؟ ولو سألوا أنفسهم من أقدر على الاستغناء المؤقت في حالة الرد هم أم إيران لكان الجواب سهلا. فأنت أمام شعب ضعف 4 مرات بدخل أقل من عشر دخلك وهو محاصر. فلو ضربت ما بقي لديه ضربة حاسمة لركع قبل أن يرد.
ماذا ينقصك؟ السلاح أم الرجال؟
لا هذا ولا ذاك بل رجولة القيادات وعقولهم.
ما لهم يتفاحلون على الشعوب وعلى العلماء وعلى الأمراء وعلى شيوخ القبائل وعلى كل من يمكن أن يمثل قوة الشعب ولما يجد الجد يهرعون بخوف لم نعهده حتى عند نسائنا؟
ما معنى دولة ذات سيادة يضرها أحد فيفقدها نصف موردها ثم لا ترد؟
المعنى الوحيد هو حمق القيادة. فعدم الرد استسلام صامت وذل دائم
ومن علامات الحمق أنك قطعت مع باكستان ومع تركيا ومع بقية العرب وصرت تحارب أجوارك في الخليج وتفتت أكبر دولة فيه بعدك أي اليمن ثم تريد أن تهابك إيران؟
أعتقد أن أكبر عميل لإيران هو من يسوس بلده بهذه الطريقة فيفقدها كل سند من حوله. الحرمان صارا في خطر داهم لان عين الشيعة عليها فافهموا.
ولأختم هذه التغريدات الوجيزة حول ما فعلته إيران بمورد الرزق الوحيد لبلد الحرمين أو يكاد يكون الوحيد لأنـي اتكلم على الرزق المادي إذ يبدو أن الرزق الروحي أو دور الحرمين لم يعد مما يهتم به الحمق السياسي الذي يدعي التحديث -وهو أمي-بغباء لا نظير له أفقدهم تصدر الأمة الروحي بالعدوان عليها.
أشرت إلى الرزق المادي لأنه آخر دوافع الحمية عند الإنسان وأولها عند الحيوان. فلا يوجد حيوان يسكت على من يمس مصدر رزقه المادي. لكن الإنسان لا يسكت أولا وقبل كل شيء على من يـمس رزقه الروحي. فإذا وصلت الأمور إلى هذا الحد فمس الرزق المادي لم يعد الممسوس رزقه حيوانا ناهيك عن أن يكون قد بقي انسانا بل هو ميت يحركه غيره.
فمن لم يغضب لكرامته وحريته ولسيادة وطنه وينتظر من الحماة الدفاع عنه لا يمكن أن يعتبر إنسانا بأي معنى سواء بالمعنى الفلسفي أو بالمعنى الديني. فالإسلام يعتبر الدفاع عما يسمى المقاصد الضرورة الخمسة من الجهاد. فمن يموت دون عرضه عقله وماله ونسله ودينه فردا وجماعة هو المجاهد في الإسلام.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي