التهنئة بعيد تحرير الإنسانية من التضحية بالإنسان

ه

في أي بلد إسلامي عيد الاضحى يعيشه المسلم العادي بوصفه كما في القصة القرآنية الرمزية استبدال التضحية بإسماعيل ابن ابراهيم الأول بفداء.
لكن قلة منهم يرون فيها التخلص من عادات قديمة في الأديان البدائية كانت الشعوب فيها تضحي ببشر ذكورا أو إناثا للآلهة الوثنية. ولهذا التحرير علاقة بآيات الأفول التي ترمز لتحرير الإنسانية من عبادة الأفلاك والأوثان.
وما يغيب عن الأذهان هو أن هذه التضحيات بالإنسان لم تكن الأوثان فيه إلا ستارا يحمي الطغاة الذين ما يزالون إلى الآن في بلاد الإسلام وخاصة في بلاد العرب منهم يضحون بالإنسان ولكن بشكل جديد يجمع العبوديتين الدنيويتين بنفس الغطاء الوثني الذي الإسلام بريء منه لأن ثقافته تحرير الإنسان من هاتين العبوديتين بالإحالة إلى الرمزين اللذين لإبراهيم عليه السلام الدور الأساسي فيهما من أهم معاني هذا العيد:

  1. عبودية الاستغلال الاقتصادي وعلاقته بالفلك والمناخ (مصر وبابل)
  2. عبودية الاستبداد السياسي وعلاقته بتمرير الطغيان (تأليه الحكام).
    وهي مناسبة للكلام على طبيعة المعركة الانتخابية وعلاقتها بهذين العبوديتين اللتين يراد ابقاء المسلمين خاضعين لهما بأيد بعضهم ممن استعبدوا من قبل حماتهم للمحافظة على استعباد شعوبهم اقتصاديا وسياسيا بثقافة الاستبداد والاستعباد التي تخلط بين التحديث والتجديد والتخلي عن كل تاريخها التليد.
    فالمعارك السياسية عامة والانتخابية خاصة تكون دائما في البلاد الإسلامية عادية إذا جرت بين هؤلاء المستلبين وغالبا ما لا يتجاوز صداها الحدث المحلي لأنهم جميعا أمرهم محسوم في إرادة تأبيد هذين العبوديتين خدمة لحماتهم والمستعمر مطمئن إلى أنهم احرص على التبعية والعبودية منه كالحال في العلاقة بالفرنكوفونية عند من لا يملكون من الفرنسية إلى لغة البوتي ناجر من البزناسة.
    لكن ما أن يترشح معهم أحد الإسلاميين مهما كان “وسطيا” ومهما كان “معتدلا” ومهما كان “مثقفا” بالثقافة الغربية أكثر وأمتن من كل مرشحيهم مع حيازته للثقافة الإسلامية حتى تنتقل المعركة من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي إذ حتى الاقليمي لا يستطيع حسمها. فما العلة؟
    إنها عين ما يرمز إليه إبراهيم: فحماة الخدم من المافيات التي تستعبد الشعوب في بلاد العرب خاصة وفي بلاد الإسلام عامة أن عودة “الدر إلى أهله” بعد أن تجاوزوا عصر الانحطاط وبعد حيازتهم على التكوين الحديث الذي كان ينقصهم في بداية النهوض والتصدي للاستعمار قد يجعل كل بلد إسلامي ماليزيا أو تركيا فيتكاثر في بلاد الإسلام من يجمعون بين شروط الاصالة وشروط الحداثة فيصبحون بحق حفدة إبراهيم عليه السلام بفضل ما أعادهم إليه ابراهيم الثاني أو خاتم المرسلين أمة عزيزة لا تعبد الأوثان فتتحرر من فرض عبيد الاستعمار رد الإنسان إلى ما فيه من الحيوان لئلا يتجاوز طموحه الاخلاد إلى الارض والأكل أكل الانعام.
    تلك هي تهنئتي بعيد الاضحى لكل تونسي وتونسية ولكل مسلم ومسلمة وللإنسانية كلها التي تحولت إلى عبيد بعدي العجل: المال القذر للمافيات وخدمها والخوار العفن لصحافتهم و”ثقافتهم”.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي