لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفلهالتكفير والارهاب
كيف انقلبت الأمور فصار اصحاب المذهب الذي هو أصل التكفير والإرهاب هم أكثر الناس اتهاما لغيرهم بهما؟ كيف أصبحت دعاية الباطنية مؤسسة عليهما؟ وما العلة في نسج العلمانيين والليبراليين على منوالها في نفس الموجة البروباغندية لإخفاء الأصل الحقيقي للتكفير والإرهاب الباطنيين منذ قرون؟ وما دور غباء قيادات ما يسمى بالحركات الجهادية التي توظفها إيران لإلصاق التهمتين بالسنة لغباء القاعدة ومشتقاتها وبتوظيف الأنظمة العربية لها؟ والاستعلامات الغربية لا يخفى عنها توظيف إيران والأنظمة العميلة للقاعدة واختراقهم للجهاديين لتحقيق هذه الغاية وسكوتها تواطؤ مفيد للغرب. وهكذا فالتهمتان- إرهاب تكفير -أصبحتا مميزتين للسنة وهما في الحقيقة بالجوهر من صنع الباطنية منذ القرون الوسطى لتواطؤ شبه كوني على هذه الهدف. والسؤال هو لماذا؟ لماذا يلصق الغرب التهمتين بالسنة دون سواها؟ فالغرب حليف الشيعة التكفيرية والإرهابية في حربه على السنة منذ الصليبيات. الجواب تاريخي وفلسفي. تاريخيا الحرب بين الحضارتين قادتها السنة بدأ بالعرب وختما بالأتراك. وفلسفيا لأن الإسلام الذي يبين تحريفاتهم هو السني. فالتشيع أكثر تحريفا حتى من اليهودية والمسيحية ليس للإسلام فحسب بل لكل ما يمت إلى الدين بصلة فهو الشر المطلق لأنه يعكس وظيفتي الدين الأسميين. فوظيفة الدين الأسمى الأولى هي تحرير الإنسان من الطاغوت الروحي أو الكنسية التي تمثل الوساطة بين المؤمن وربه: القول بعصمة الأئمة وسطاء روحيين. ووظيفته الأسمى الثانية هي تحرير الإنسان من الطاغوت السياسي أو الحق الإلهي في الحكم لآل البيت أوصياء على البشر يحكمونهم دون حسيب ولا رقيب. فالدين لم يعد محررا روحيا ولا سياسيا بل هو أفيون الشعوب بالمعنى الماركسي للكملة يجعل الأئمة المزعومين معصومين ونوابهم سادة وغيرهم عبيد. وهذا نسخة من نظرية شعب الله المختار الذي يجعل اليهود سادة والبقية جوهيم. لكنه أخطر لأن اليهود يعتبرون كل يهودي سيدا وغيرهم عبيد: علاقة بالغير. أما في التشيع ففي نفس الشعب البعض سادة والبقية عبيد: آل البيت ونوابهم سادة والشعب عبيد ومن ثم فالثقافة الشيعية تبلد الشعب ليقبل بالعبودية. وبين الأمر لا علاقة له بالإسلام بل هو توظيف خفي من شعب يحتقر المسلمين ويحرف الإسلام لكي يسترد سلطانه الذي فقده بسبب الإسلام: عنصرية فارسية. التشيع بحد ذاته تحريف فارسي للانتقام من الإسلام والقول إنه يوجد تشيع عربي سخافة: بل بالعكس فالتشيع العربي أدوات ودمى بيد التشيع الصفوي. فلا أحد ممن يقرأ القرآن يمكن أن يصدق ان الله يميز آل البيت بالعصمة وينفيها عن الأنبياء الذين لا عصمة لهم إلا في التبليغ ويقبل بالطاغوتين. ولست بحاجة لكتابة ما لن يتجاوز ما كتبه الغزالي في فضائح الباطنية لكي نفهم حقيقة تقنيات البروباغندا الباطنية في الحرب على الإسلام والسنة. والجديد هو غباء النخب السنية والقيادات السياسية في الحكم والمعارضة غباؤهم الذي مكن لإيران بأن تؤلب العالم عليهم بما يسقطه عليهم أعداؤهم. فالتواطؤ العلماني والليبرالي والأنظمة المستبدة والفاسدة وحمق الجهاديين ساعد الخبث الصفوي والصهيوني في إلصاق التهمتين بالسنة والسلفية. لا بد من تصحيح الأمور: 1. في المستوى التاريخي ببيان تكوينية ظاهرتي التكفير والإرهاب 2. في المستوى الفلسفي ببيان حقيقتهما ودورهما التشويهي.