التشكل الحزبي، هل له قوانين؟ أم هو سائب؟

****،

🔹ما الذي يجعل تونس بعد الثورة تنتقل

من الحزب الواحد إلى

ما يتجاوز المائتين من الأحزاب؟

🔹هل لهذه الظاهرة بحديها

– من الوحدة إلى كثرة منفلتة –

من تفسير يقبله فهم معنى الحزب؟

🔹ولكن ما معنى “معنى” الحزب؟

▫️

لا بد من مفهومين آخرين يمكنان من تحديده

➖ بذاتهما الموجودة ثم المسلوبة

➖ وبتفاعلهما إيجابيا وسلبيا.

1️⃣- المفهوم الأول هو

القبيلة أو غاية رابطة الدم علة حفظه.

2️⃣- والمفهوم الثاني هو

المافية أو غاية رابطة الثروة علة حفظها.

3️⃣- الثالث أثر حفظ الدم في حفظ الثروة:

حاجة الحماية للرعاية توسع القبيلة إلى الجماعة

فيتكون تحالف القبائل المتشابهة

بدل الصراع الداخلي

من أجل النجاح في الصراع الخارجي:

فيبرز دور الثقافي ليوسع دور العضوي.

4️⃣- الرابع أثر حفظ الثروة في حفظ الدم:

حاجة الرعاية للحماية توسع المافية إلى الجماعة

فتتحالف المافيات المتشابهة بدل الصراع الداخلي

من اجل الصراع الخارجي.

▫️

5️⃣- وهذا هو مفهوم العصبية عند ابن خلدون

شرط وجود الدولة وبقائها.

فلا بد فيها من الحاجتين أي

حماية الدم والثقافة المشتركة

وحماية الثروة والثقافة المشتركة

لأن كليهما أداة السلطان

الممكن من تحقيقهما بقوة الجماعة.

▫️

▫️

وقد بين ابن خلدون أن هذا المفهوم يمر بخمس مراحل بعد حالته الطبيعية -التي تحكمها عصبية الهرج- المتقدمة على هذين التحولين المتجاوزين

➖ للقبلية المقتصرة على حماية الدم

➖ والمافياوية المقتصرة على حماية الثروة.

▫️

وكلاهما يؤدي إلى مفهوم تأسيس الدولة:

1️⃣- عصبية الدم ذات التراث المشترك

2️⃣- عصبية الولاء للحاكم في القبيلة بالمشترك الثقافي

3️⃣- عصبية القوم بعد سيطرة الموالي على الحكم

بالجمع بين آسرة الدم والثقافة معا.

4️⃣- عصبية الجماعة الروحية المتعالية عما تقدم

رغم تعدد الدم والثقافات.

5️⃣- والغاية قائمة رغم كونها صعبة المنال

وهي عصبية الإنسانية عندما تصل إلى رشدها

كما يعرفها القرآن (النساء 1 والحجرات 13).

▫️

وذلك هو موضوع المقدمة

اوهي دريس هذه التكوينية

➖ التي تبدأ بالقبيلة

➖ وتنتهي بالإنسانية

لعلاج مشكلتين هما فرعا موضوع المقدمة بفرعيه أي:

1️⃣- سد الحاجات المادية

بتجاوز المافياوية إلى الجماعة المتعاونة في نظام هو الدولة بوظائف التبادل:

وذلك هو العمران البشري.

2️⃣- وسد الحاجات الروحية بتجاوز القبلية إلى الجماعة المتآنسة  في نظام هو الدولة بوظائف التواصل:

وذلك هو الاجتماع الإنساني.

▫️

وهو ما يعني أن هذين الحلين المتجاوزين للقبلية والمافياوية أساهما

➖ الجمع بين غايتيهما

➖ ومحاولة تحريرهما من شرهما

باكتشاف حقيقتين هما:

1️⃣- تحصيل الثروة وتحصينها

يقتضيان توسيع القبيلة مجالا للتبادل السلمي والتخلي عن المافياوية والتغازي الحربي

فيتم اكتشاف الحاجة إلى “مفهوم” الدولة.

2️⃣- تحصيل التراث (الموحد بين الدم والثقافة) وتحصينه

يقتضيان توسيع القبيلة مجالا للتواصل السلمي والتخلي عن المافياوية

فيتم اكتشاف الحاجة إلى “مفهوم” الدولة.

▫️

▫️

فيكون اكنشاف الدولة التقاء المسارين

لانها النظام الحامي والراعي لهما في الداخل والخارج

بسياسة توسيع المجال الحيوي للجماعة والمحافظة عليه

أعني حصتها من المعمورة الكافية للاستقرار المغني عن الترحال من أجل شروط البقاء المادي والروحي أي الثروة والتراث: وهذا هو شرط وجود المدن والحضارة المشتقة من الحاضرة أي المدينة الرئيسية التي توجد فيها رئاسة الدولة وهي رمز الاستقرار.

▫️

وتنظيم الحماية والرعاية يقتضي نظاما للقوامة لأن إدارة الحكم لا تكون للجميع رغم أن السلطان عليه هو للجميع.

وهذا هو أصل الحاجة إلى الأحزاب التي تكون القيمين على إدراة الحكم نيابة عن الجماعة

وشرطها أن تتجاوز القبلية والمافياوية

ولا يمكنها التخلص منهما أبدا.

▫️

فاجتماع الناس في تنظيم حزبي

بحاجة إلى التعارف بين الافراد

ولا يوجد إلا مجالان للتعارف هما:

1️⃣- مجال التعاون والتبادل بالتعاوض العادل

وله صلة مباشرة بقرابة في تحصيل الثروة

والتعاون عليه في سد الحاجات.

2️⃣- ومجال التفاهم والتواصل بالتعاطف الصادق

وله صلة مباشرة بقرابة في تحصيل الدم

أو المصاهرات والأنساب.

▫️

وكلاهما لا يخلو من التنافس

➖ بين المجتمعين للتبادل والمجتمعين للتواصل

➖ ثم بينهم وبين غيرهم من الجماعات الأخرى.

▫️

وغالبا ما يتداخل الأمران

وخاصة في بدايات تكون الدول والقرب من البداوة.

▫️

ويمكن القول إن كل بلدان المسلمين

ما تزال في مرحلة وسيطة بين

➖ الثقافة القديمة القريبة من شضف البداوة

➖ والثقافة الحديثة القريبة من ترف الحضارة.

▫️

وهي إذن في حرب أهلية باردة بين مستويين من التحضر هو علة الفوضى في المجالين التبادلي والتواصلي.

وقد كانت بعض بلاد العرب شبه مستثناة من هذا المنطق بسبب الثروة الريعية التي لا تنتج عن العمل والابداع الفكري بل هي ثمرة ثروات الأرض واستهلاك المستورد.

 لكن الاستثناء يثبت القاعدة

لأن الوجهين لا يتوسطان حقا

بين شظف البداوة وترف الحضارة ذوي

وجود ذاتي لهما بل وجودهما غير متفاعل:

بداوة أهلية

وحضارة مستوردة ليست ثمرة تطور الأولى

تطورا ذاتيا أوصلها إلى الثانية.

▫️

▫️

واعتمادا على هذه المقدمات يمكن أن أصف المسرح السياسي التونسي

-سأكتفي به ويمكن تعميمه على جل بلاد المسلمين-

لتحديد علل التعدد اللامقبول في ما يسمونه أحزابا

وهو في الحقيقة لا يتجاوز الشكلين الاولين التاليين.

▫️

وهما شكلان لم تتبين طبيعتهما إلا بعد

أن زال رأس أحدهما بفضل الثورة

وانفرط عقد “الحزب” المزيف الذي جمع بين القبلية والجهوية والمافيات التي تحكمها: التجمع.

▫️

1️⃣- الشكل الاول من القبلية المفتتة

رغم دعوى حركة التحرير المزعومة (النظام البورقيبي) توحيد الشعب التونسي وتجاوز القبلية.

وهو الخطأ القاتل لأن الانتقال من الفتات القبلي إلى الوحدة مباشرة مع الحرب على الوحدة الروحية أساسا لهذا المشروع أمر مستحيل

فكان أن تأسست الجهويات توسيعا للقبلية فتولدت عنها بداية المافيات الجهوية بحسب معيار جمع الثروة.

▫️

2️⃣-والشكل الأول من المافياوية المفتتة

رغم محاولة حركة الانقاذ المزعومة (نظام ابن علي) توحيد المافيات التي انتهت إليها الجهويات والتي قضت على البورقيبية وقد حكم ابن علي بها ما يقرب من المدة التي حكم بورقيبة بها تونس.

▫️

ولهذه العلة كان “التجمع” ذا وجهين

فهو غاية انحطاط الجهويات القبلية

التي نشأت في عهد بورقيبة

وغاية انحطاط المافيات

في عهد ابن علي

فصارت الحاكم الفعلي

في شكل حزب لا يمثل شيئا

من وظائف السياسة السوية.

▫️

▫️

وذلك هو التوصيف الانثروبولوجي

لما عليه حال القوى السياسية

في تونس إلى الآن.

وعلى هذه البنية الأساسية التي

آل إليها المسرح السياسي

توجد ظاهرتان معارضتان لهذه الوضعية:

▫️

احداهما تأصيلية إسلامية ترفض هذا الوضع بالعودة إلى قيم دينية ما تزال فاعلة في اذهان الشعوب.

لكن ما يتهددها هو الميل إلى نظام الفرق الدينية الحائلة دون معنى الحزب السياسي في جل بلاد المسلمين:

فهم يطبقون عليها المقابلة بين حزب الله وحزب الشيطان.

▫️

والثانية تحديثية علمانية ترفض هذا الوضع بتبني قيم علمانية لم تصبح فاعلة في اذهان الشعوب.

لكن ما يتهددها هو ميل النخب التي تبنت هذه القيم الى نظام الفرق المافياوية وليس الاحزاب السياسية في جل بلاد المسلمين

وذلك هو الوجه الثاني من نفس المقابلة.

▫️

▫️

لذلك فكلاهما يشيطن الثاني ويؤله نفسه.

ويبقى الشعب خاضعا لهيمنتين لا يمكن انطلاقا منهما تكوين أحزاب سياسية تفهم معنى التداول على الحكم بين خيارات لا علاقة لها بالتأله والشيطنة لأنها أدوات الفعل السياسي وهو ليس دينا ولا فلسفة.

▫️

فإذا غاب قائد الفرقة الدينية وقائد الفرقة المافياوية يحصل التفتيت الذي نراه الآن في تونس ومثله حاصل في كل بلاد المسلمين حتى وإن لم يصبح ذا شكل قانوني وعلني إلا فيها وفي اقطار الربيع في شكل جماعات أمراء الحرب.

▫️

1️⃣- وما نلاحظه الآن

هو أن التحديثيين وصلوا مرحلة التفتيت شبه المطلق لزوال قائد المافية الاكبر بفضل الثورة:

سقوط رأس المافيات أي ابن علي وزوجته وأسرتيهما.

ومن ثم فالتجمع لم يكن حزبا سياسيا.

والدليل القاطع أن الكثير من محاولات احيائه باءت بالفشل.

▫️

2️⃣- واعتقد أن

الحركات الإسلامية هي بدورها يتهددها التفتت كذلك لأنها لم تستطع حل مشكل صراع الاجيال.

فهي بدأت تتفتت حتى في تونس.

ولا أعتقد أن معركة الاجيال الحالية في النهضة مثلا ليست بواكير نفس الداء.

فقد تتفتت حركة النهضة عندما تفقد قيادتها الحالية لأنها محكومة بعقلية الفرقة الدينية.

ولا يمكن للمعارضة الحالية فيها أن تكون حزبا بالمعنى الذي سأعرفه لانها مهددة بما يهدد الاحزاب العلمانية التي لا يمكن أن تكون إلا نخبوية عديمة القاعدة الشعبية.

▫️

▫️

ما الحل إذن؟

▫️

أولا لا يمكن القفز على مراحل التكوينية الناقلة

➖ من الأشكال التي وصفت

➖ إلى الحزبية بالمعنى الذي سأصف.

▫️

لذلك فلا يمكن الحكم بوجود القفز من عدمه من دون معرفة قوانين التكوينية و غايتها أي الشكل الذي تقع في القفزة النوعية فتصبح أحزابا:

1️⃣- انطلقنا من الدم والثروة.

2️⃣- ثم استعملنا بديلين منهما هما شروط تنميتهما وحفظهما

▫️

 فأصبح الأول شروط حفظ التواصل بالمعنيين

أي التفاهم والديمومة وهو معنى التراث.

وشروط حفظ التبادل بالمعنيين

أي التعاون والتعاوض وهو معنى الثروة.

▫️

فيصبح الجامع بينهما النظام السياسي الذي يرعى التعاون والتفاهم والتراث والثروة بمؤسستين هما التربية والحكم.

▫️

 والأحزاب هي التنظيمات السياسية التي وظيفتها تكوين القيمين عليهما أي القيمين على الحكم وعلى التربية من اجل الرعاية والحماية.

▫️

وهكذا تصبح الاحزاب مدارس تكوين القيمين الذين تثق فيهم الجماعة وتنوبهم عنها لرعاية التبادل والثروة والتواصل والتراث بمؤسسات وظيفتها تكوين

➖ الوازع الذاتي بالتربية (ضمير المواطن)

➖ والوازع الاجنبي بالحكم (حكم القانون)

لجعل الجماعة تحكم نفسها

بمن تختارها من أبنائها للقوامة على أمرها تحت مراقبتها الدائمة

وبانتخابها من بين ما تعرضه عليها الاحزاب التي لا تختلف عن النوادي التي تكون اللاعبين في كرة القدم.

▫️

▫️

بهذا المعنى يصبح التنظيم الحزبي

لا يختار “خيله وفرسانه” في السباق بين النخب للقيام بمهمة القوامة بسبب القرابة القبلية أو القرابة المافياوية

بل بسبب النجاعة السياسية في حفظ الثروة وحفظ التراث شرطي بقاء الجماعة

▫️

وتلك هي مواصفات من تختاره الجماعة للقوامة بالنيابة بحيث يكون:

1️⃣- الحزب مستمدا منزلته في الجماعة بما فيه من كفاءات تقينة وجدارات خلقية لتحقيق هذين الهدفين

2️⃣- تجعل النخب تفضل ذلك الحزب على غيره مركوبا تصل به إلى هذا الدور

ما يجعل الحزب مصعدا في الجماعة السياسية.

3️⃣- والشعب ينتخبهم لتحقيق ما ينتظره من القيمين على شأنه رعاية وحماية

اعتمادا على ادلة تثبت الكفاءة التقنية والجدارة الخلقية.

4️⃣- فيكون الحزب في هذه الحالة في تطور دائم حتى يحافظ على هذه المنزلة مثله مثل أي شركة اقتصادية لا تختار إلا من تنتظر منه الربح لا الخسارة

وهو ما يبعد القرابة الدموية والقرابة المافياوية.

5️⃣- وحينها تكون الاحزاب جاذبة للنخب وحاصلة على اوفر الحظوظ لاختيار الشعب لها لتنوبه في قوامة أمر الجماعة سياسيا.

▫️

▫️

وبهذا المعنى فالأحزاب ينبغي أن تكون مبنية على عاملين

➖ أولهما يمكن تسميته بالاقتصاد السياسي لتحقيق شروط الثروة

➖ والثاني يمكن تسميته بالثقافة السياسية لتحقيق شروط التراث

وكلاهما يخضع للبنية التالية:

فالاقتصاد

▪️السياسي (المتعلق بالتبادل)

▪️والثقافي (المتعلق بالتواصل)

يتألف دائما من خمسة عوامل هي:

1️⃣- إبداع فكرة الشيء الذي تحتاجه الجماعة

إما ماديا (الاقتصاد) أو روحيا (الثقافة)

2️⃣- ويقابله الحاجة إلى الشيء ذي القيمة الاستعمالية أو التبادلية

3️⃣- وجود مستثمر في سد تلك الحاجة

4️⃣- ويقابله وجود ادخار مستعد لتمويل لذلك الاستثمار

5️⃣- واجتماع هذه العناصر

عندما يصبح مؤسسة (عمل على علم وإدارة على نظام وتجهيز على كفاءة) تنتج ذلك الشيء بالفعل وتسوقه

يمكن الكلام على مؤسسة

اقتصادية تسد حاجات الإنسان من حيث هو ذو كيان عضوي خاصة

أو ثقافية تسد حاجاته من حيث هو كيان روحي خاصة.

▫️

▫️

ومن هنا يمكننا أن نستخرج تصنيف الأحزاب دون حاجة لاستعمال التصنيف التقليدي المعتمد على صدفة تنظيم مجلس النواب في الثورة الفرنسية إلى يمين ويسار.

▫️

فالتصنيف يعتمد على مبدأ أعمق وأكثر مناسبة لحقيقة الحزب ودوره بوصفه مؤسسة سياسية تستجيب لما وصفناه به حتى يتجاوز القبلية والمافياوية اللتين تهددان القوامة السياسة في الجماعات البشرية:

▫️

1️⃣- الرؤية التي تعتبر

وظيفة الاقتصاد تبادلية ولا علاقة له بشرطه الاجتماعي

ومن ثم الحرب على البعد التواصلي في الجماعة لعدم اكتشاف دوره الاقتصاد:

وهذا هو المعنى البدائي للرأسمالية الغافلة عن حقيقة الثروة المشروطة بالعامل الاجتماعي المتعلق بتنميتها.

▫️

2️⃣- الرؤية التي تعتبر

وظيفة الاقتصاد تواصلية ولا علاقة له بشرطه الاقتصادي

ومن ثم الحرب على البعد التبادلي في الجماعة لعدم اكتشاف دوره التواصلي:

وهذا هو المعنى البدائي للاشتراكية الغافلة عن حقيقة التراث المشروط بالعامل الاقتصادي المتعلق بتنميته.

▫️

3️⃣- تجاوز الرؤية الاقتصادوية

باكتشاف دور الشرط الاجتماعي في الاقتصادي لتنمية الثروة:

فهو ليس دورا تضامنيا فحسب

بل هو شرط توسيع الطلب بتوسيع الاستهلاك ليشمل العمال فينمي الثروة.

▫️

4️⃣- تجاوز الرؤية الاجتماعوية

باكتشاف دور الشرط الاقتصادي في الاجتماعي:

فهو ليس للربح فحسب بل هو شرط توسيع العرض بتوسيع الاستثمار ليشمل سد الحاجات الروحية فينمي التراث .

▫️

5️⃣- وعندئذ يوجد حزبان آخران

كل منهما يتجاوز رؤيتهما الأولى اللتين يعتمدانها منطلقا للفصل بين الاقتصادي والاجتماعي من منظور الاول أو من منظور الثاني.

▫️

فاليميني يصبح يسار اليمين

واليساري يصبح يمين اليسار

وهما الحزبان اللذان يؤول إليهما التداول الفعلي على الحكم.

▫️

ويبقى اليميني الخالص واليساري الخالص

ولا يزولان الحكم لأنهما ممثلان لهامشين

مع حزب ثالث هو حزب الوسط الذي

لا هو يمين ولا هو يسار ولا يسار اليمين ولا هو يمين اليسار وهو خزان ناخبين متأرجحين بين هذين الرؤيتين المعدلتين للرأسمالية والاشتراكية.

▫️

▫️

وبهذا المعنى فتونس لم يتكون فيها ما يحقق هذا النموذج وهي إذن لا تحتوي على أي حزب بالمعنى الذي يكون فيه الحزب مدرسة تكوين القيمين على قوامة الدولة باسم الجماعة كلها

كلما حصل خيولها وفرسانها على ثقة الناخبين للحكم او للمعارضة القريبة من الوصول إليه بالتنافس على التمكن الفعلي بمقومات القوامة تقنيا وخلقيا.

▫️

▫️

هل معنى هذا اليأس من تكوين هذه البنية الحزبية في تونس وفي بلاد العرب؟

لا أبدا.

▫️

وسأقتصر على تونس

وقد حاولت طرح مشروع الحل قبل أن يلحق حزب الثعالبي بما حصل لحزب بورقيبة.

وكانت الفرضة سانحة مباشرة بعد الثورة:

لذلك جعلت من هذا الحل موضوع حملتي الانتخابية.

▫️

ولا زلت اعتقد أن تونس ليس فيها إلا حزبان يمكن أن يمثلان فعلا

يمين اليسار بلغة الاصطلاح السياسي السائد (الثعالبية)

وليسار اليمين بنفس اللغة (البورقيبية).

▫️

والقصد أن الثعالبي ميال إلى تقديم الاجتماعي على الاقتصادي بالمعنى الإسلامي دون أن يحارب الرأسمالية.

وبورقيبة ميال إلى تقديم الاقتصادي على الاجتماعي بالمعنى الليبرالي دون ان يحارب الاجتماعي.

وهما إذن قادران على التداول على الحكم في تونس.

▫️

وطبعا فلا بد أن

يوجد من هم على يمين وهم على يمين الثعالبية إنهم كل الفرق الدينية التقليدية.

ويوجد من هم على يسار البورقيبية إنهم – كما هو معلوم من تاريخ تونس في العهد البورقيبي – أعداؤه الأساسيين خلال حكمه أي الشيوعيون والقوميون.

ويوجد وسط متأرجح بين هذه الأحزاب الأربعة. وهم الانتهازيون إذ تلك هي خاصية أحزاب الوسط دائما كما هو بين في تاريخ الديموقراطيات الغربية.

فهم يؤدون دور المرجح في حالة عدم حسم الانتخابات باختيار اغلبية واضحة من احد الحزبين الاكبرين المتداولين على الحكم.

فيجد ما يكمل به اغلبيته. وإذا كان الفارق بين الحزبين الأساسيين هزيلا فإن دوره الترجيحي يصبح حاسما.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي