– أو شروط حرب المطاولة –
لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
كيف نختلق فرصة استراتيجية تخرج الحلف العربي التركي -تركيا والسعودية وقطر- من المأزق الدبلوماسي الذي تفرضه أمريكا على تدخلهم في سوريا غير الحرب على داعش وأخواتها؟
إذا صح فهمي للوضعية فإن حيلة أمريكا الوحيدة -إن صح أنها تتآمر على السنة- لجعل الحرب على داعش فخا للحلف العربي التركي بالمماطلة المحسوبة ليحسم الروس بالأمر الواقع.
وأفهم أن يكون الحلف العربي التركي متخوفا من تجاوز أمريكا وانتظار موقفها إذ قد يدخلون حربا بغير سقف مع مجنون روسيا وهو الفخ الثاني بالدفع إلى تصرف غير محسوب.
لست أشك في أن للاتراك على الاقل -وقد لا ينقص العرب ذلك أيضا- خططا تمكن من حل المعضلة واجبار أمريكا لتوفير شرط السقف حتى وإن لم تكن راغبة.
لكن ذلك لا يمنع من إبداء الرأي.
كيف ذلك؟
الحل الوحيد هو دفع الروس للخطأ خارج سوريا بصورة بينة لا تستطيع أمريكا السكوت عنه:
والحل موجود وبين وأعجب لعدم استعمال الثوار له.
الحل: الأدنى هو عكس ما فعل حزب الله: هو دخل سوريا. فلنمكن المقاومة من دخول لبنان وبنفس المستوى.وهذا دفاع شرعي من الثوار لأن حزب الله يحاربهم في وطنهم.
رد فعل من جنس الفعل.
**قد يعجب القاريء: ما علاقة هذا بالخروج من المأزق الدبلوماسي وكيف سيجبر أمريكا على فرض السقف الذي يحول دون تهور بوتين؟
الجواب بين عند الوصل بين المعطيات.
فمزية هذا الحل متعددة.
- فهو أولا يمكن من بديل لأن غيره مستحيل. ففي الشمال التدخل يحمل تركيا ما لا تستطيع. وفي الشرق العراق محتل من إيران وداعش. في الجنوب الأردن لا يعتمد عليه وإسرائيل لن تسمح.
- ثم هو ثانيا حل استراتيجي لعلتين في حرب ستطول: فهو أولا يفتح على البحر فيسهل مساعدة الثوار بالتهريب دون مسؤولية محددة. وهو ثانيا مؤشر لما يخاف منه العالم أعني بداية انتشار الحريق.**
**وعلى كل فمن لا يخاطر بما يورط العدو كما يحاول العدو توريطه لا يمكن أن يكون قادرا على حرب المطاولة. فليس للحلف العربي التركي أذرع كإيران. وعليه أن يوجدها.
إذا بقوا يتعاملون مع المقاومة على أنهم هم الذين يساعدونها وليست هي التي تساعدهم فسينتهون إلى خسران المعركة لعدم فهم منطقها.
بالعكس المقاومة هي التي تحميهم.
فحرب المطاولة لها شرطان هما المحددان لمجريات أي حرب:
- الأول يتعلق بالمكان
- والثاني بالزمان.**
**الروس حصروا مكان المعركة عندنا وفي سوريا وهم يتصرفون في الزمان بكامل الحرية.
افتحوا المكان واجعلوه عندهم كذلك وحينها ستحول دون تصرف العدو في الزمان.
كما بينت فإن فتح المكان لم يبق له إلا لبنان للثوار ومكان العدو للحلف.
- وبفضل الأول يصبح التسليح ممكنا دون تحميل تركيا ما لا تستطيع
- وبفضل الثاني تشمل المعركة مكان الأعداء.
عندئذ يفقد بوتين التفوق بالجو في سوريا ويفقد الراحة في بلاده. فيصبح بالوسع استنزافه وشعور كل الميحطين بالإقليم بأن الحريق يمكن أن يشمل الجميع فيتحسن السياق الدبلوماسي.
هذا والله أعلم ما يمكن أن يغير معادلة الحرب.**
على الحلف العربي التركي أن يفكر في الأمر ولست أدري هل بحثوا في شروط تحقيقه وأن يعلموا أن الفضل في المعركة ليس للحلف بل للمقاومة.
ولعلي أضيف مزية أخيرة للحل المقترح:
فإمكانية الاستحواذ على مخازن سلاح حزب الله ليست مستحيلة أولا لأنه ضعف وثانيا لأنها موزعة فتعسر حمايتها.
وتوسيع ساحة الحرب يقلل من كلفتها على الشعب السوري.
كان يمكن أن نسأل عن علة حاجة المسلمين لمن يحدد لهم السقف أو بصورة أدق عن اضطرارهم لحام رغم أن ما لديهم كان من المفروض أن يغنيهم عن الحاجة.
لكني تعلمت من الأثر أن اللوم بعد القضاء بدعة : عدم العمل بالآية 60 من الأنفال.
**فالنخب التي تعتبر حكم شعوب مواشي تحلبها وتستغلها للترف تحت مظلة المستعمر لا تلوم إلا نفسها.
وحتى إذا صلح بعضها ففساد جلها يزيل كل فرصة للاستئناف لأن أدنى حقير منهم يخون الجميع فتتآكل قوة الأمة وتصبح نهبة الناهبين وأكلة الآكلين.
تآمروا على الثورة فحالفوا كل أعدائها ضد كل من يحاول أن ينقذ ما بقي حتى جعلوا أقزام الإقليم سادته
- فبوتين “يتعنتر” على الجميع
- وأمريكا تتمنع أو لا تستطيع كما سنرى.
- ومليشيات إيران تصول وتجول بالسيف وبالقلم باطنيوها وصليبيوها وعلمانيوها وليبراليوها وفاشيوها من القوميين الطائفيين بالمسمى
فكانت الاستباحة : الرأي العام بأيديهم حتى في بلاد الحلف العربي التركي.**
**وإذا تم تحقيق شرط المطاولة تفتح جبهتين اخريين:
- واحدة على إيران في العراق. ففي العراق ينبغي تمكين الشباب من شروط ثورته إعلاميا وماليا.
- والثانية داخل إيران. ينبغي تشيجع الشعوب غير الفارسية على الحركة ومساندتها ماليا وإعلاميا وتمكين حتى شباب الفرس أنفسهم من التحرر من الملالي فهم يختنقون.
ثم إنه ليس صحيحا أن كل المتدينين فيها صفويون.**
ونفس الخطة ممكنة مع روسيا في داخلها وفي المستعمرات الإسلامية التي ما تزال تابعة لها حتى بعد سقوط السوفيات وذلك بسب تخلي تركيا والسعودية عن الواجب.
**وطبعا فقد لا أكون إلا من الحالمين: لان ذلك كله مشروط بطول النفس والاستراتيجيا بعيدة المدى. فمن لي بها وقيادات العرب لاهية بنطح السحب والتنافس على نفخ الكروش وتزيين العروش.
- لما حدثت الثورة الخضراء في إيران أذكر أن بعض المتشدقين الآن من المعلقين العرب استهانوا بهم وانحازوا للملالي باسم نفس وهم مصلحة المقاومة : وأغلب هؤلاء من خدم من يدفع أكثر.
- ولما ثار شباب العراق مؤخرا من البصرة إلى بغداد أهملوهم فقتل زعماءهم حرس الثورة الإيرانية ولم يهتم الإعلام العربي ولم يشجعهم أحد من النخب.**
وما كنت لأعجب من ذلك فالإعلام العربي إلى الآن ما يزال مع إيران وأحزاب الله بحرب توهين نفسية ضد دولهم التي هي في حرب وجود ضد هذين العدوين.
فأهم قضايا النخب العربية عامة والخليجية خاصة بعيدة عن حرب المصير وهي قشور حداثية رغم علم الجميع أن جل أصحابها لم يخرجوا بعد من الجلافة الروحية.
وكم اشمئز من “التعلط” على القضايا الفلسفية بشعارات الشواهد المجتزئة والتي لا تعني إلا الاغتذاء بالفتات من فضلات صحافة التقريب الجماهيرية. كمن يأكل النخالة ويتصور أنه يتغذى.
إذا استطعنا تغيير نوع المنازلة من حرب مناجزة في ساحة حددها العدو إلى حرب مطاولة نحن نحدد ساحتها فإننا سنكون اقدر على استعمال عناصر قوتنا.
في المطاولة ذات الساحة الأوسع والتي لا تقف عند سوريا بل تشمل لبنان والعراق وإيران وروسيا كما وصفت فإن العاملين الأفعل هما: القدرة الاقتصادية والعقيدة.
وفي هذين المستويين لا وجه للمقارنة بين مجموع الحلف العربي ومجموعة الحلف المعادي.
فهذه على أبواب الإفلاس والاستنزاف الطويل يسقطهم بسرعة.
وليس لهم وراءهم أمة بمليار قد تكون الآن غير مهتمة لكن الحرب ستجعل الجميع مهتمين خاصة إذا عرفنا كيف ندفع العدو لأخطاء مميتة داخله وخارجه وحتى لو دفعناه لضرب الكعبة لتكون نهايته الحتمية.
لذلك فأول مبدأ هو توسيع ساحة الحرب لتطويل مدتها وتخفيف العبء على الشعب السوري.
والشرط تغيير الحلف العربي التركي العلاقة بينه وبين المقاومة.
المقاومة هي أداة المناورة لحرب شاملة هدف العدو منها ليس سوريا وحدها بل كل الدول السنية التي حول إيران وروسيا خاصة لعلمهم بالقوة الصاعدة.
وكل تردد أو تلكؤ بعد الآن ستكون نتيجته وخيمة لأن غلق الساحة وحصر المعركة في سوريا يعني جعل العدو يعدد قواعد اللعبة بدل قلب الطاولة عليه.
ولاتوجد مغامرة في هذه الاستراتيجية لأنك إذا لم تطبقها أنت فهو سيطبقها بعد أن يتأكد من إضعافك بصورة يصبح اللجوء الحالي لها مستحيلا عليك.
ذلك أن الهدف هو أساسا وقبل كل شيء القضاء على تركيا والسعودية المركزين الممكين لتحقيق شروط الاستئناف ومد بقية الامة بنماذج بناء أصيل وحديث معا.
وما لا يمكن تجنبه فالأفضل السعي إليه وعدم انتظار حدوثه: لأنك بسعيك إليه تكون قد حددت الوقت المناسب والمكان المناسب واستعملت مواطن قوتك ونقلت الحرب إلى ارض العدو.
ولا بد من تجنب إعادة خطأ حرب اليمن: فمن يدخل الحرب لا يلبس قفازات.
حرب اليمن مضاعفة كما بينت حينها.
وكان ينبغي أن تكون مناجزة في الأولى ومطاولة في الثانية.
والأولى تتعلق بحماية الحدود السعودية بالقضاء الحاسم على صعدة وبالحصار لمنع المدد عن العدو في المطاولة.
ثم بعد ذلك تأتي الحرب الثانية المتعلقة بالشرعية لا بحدود السعودية. وهذه الحرب الثانية من المعلوم أنها حرب مطاولة وليست حرب مناجزة بسبب الأرض والشعب اليمنيين.
فالأرض اليمنية ذات تضاريس تيسر الحرب الشعبية للحوثي وصالح. والشعب قبائل شيوخها يتبعون من يدفع أكثر (فبمثلهم خرجت أمريكا من ورطتها العراقية) ومن ثم فهي بالأساس حرب شراء ضمائر لا قتال حقيقي.
لكن فلنفرض حرب اليمن مرحلة في تحصيل الخبرة بقسمها الثاني: ذلك أن الحرب مع الحلف المعادي لاينتصر فيها الحلف العربي التركي إلا بجعلها حرب مطاولة.
أولا لأنهم تأخروا كثيرا في الاستعداد لها وفي تمكين المقاومة من التسليح الكفيل بالاستغناء عن دخولها
وثانيا لأن المقاومة ليست على قلب رجل واحد.
لكن السبب الحقيقي هو الخطأ القاتل في تمويل الثورة المضادة واسقاط النظام في مصر.
فهو خطا خطير وقعت فيه السعودية -في العهد السابق- يصعب أن يخرج منه العهد الحالي بلا كلفة.
فإذا أضفنا أن دول الخليج ليست على قلب رجل واحد بدليل سعي الكثير إلى التودد لإيران وروسيا ومواصلة البعض في تقديم التصدي للثورة على خطر العدو المتربص بالأمة.
وإذا أضفنا أن جل البلاد العربية تعيش نخبها حربا أهلية باردة حول نمط المجتمع والخيارات القيمية المشتركة بدليل طبيعة الحوارات الجارية فيها والتي لا تولي أدنى أهمية لطبيعة الخطر المحدق بهم.
ودون أن أشكك في النوايا فإن أي تحليل موضوعي يمكن أن يستنتج أن ما يجري في الرأي العام العربي ممثلا بنخبه لا يفهم من دون افتراض خلايا تعمل على التثبيط النسقي.
ولنسأل السؤالين الأخيرين بعد كلامنا في استعمال العدو لهشاشة الجبهات الداخلية في الحلف العربي التركي.
الاول: لماذا لا نستعمل هشاشة العدو؟
ولأبدا بالسؤال الثاني:هل أمريكا والغرب يتآمرون علينا أم إنهم وصلوا إلى مرحلة لم يعد بوسعهم القيام بحرب إلا إذا كانت عن بعد لتحلل أصاب القوى الحيوية للإنسان الغربي.
فجيش أمريكا هو دون شك أقوى جيوش العالم من حيث التجهيز والتقدم التقني والإمكانات المادية.
لكن الجيش بحاجة إلى بشر لهم الدافع العقدي.
وأظن أن حربي العراق وافغانستان قضتا على “معنويات” الجيش الأمريكي وحتى على المرتزقة الذين مزقوا شر ممزق فيه وأن التلكؤ ليس خيارا دالا على تآمر بل هو تعبير عن إدراك حاد بهذا العامل.
ولهذه العلة فحاجتهم لإعادة الجذوة بالتدريج هي الاستراتيجيا الحالية في أمريكا من هنا ضرورة ظاهرة داعش وإطالة الحرب لاستعادة الدافع العقدي.
أما أوروبا فهي ليست قوة عسكرية.
هي قوة اقتصادية لكنها فاقدة للوحدة الدفاعية الفعلية وليس لها بعد مشروع ذاتي بل هي ما تزال تابعة لأمريكا.
ولنعد إلى السؤال الأول:
لماذا يقبل الحلف العربي حصر المعركة في أرضه ويترك أرض العدو في سلام؟ هل لفقدان الحيلة أم لعدم توفر الفرصة؟
جوابي:لفقدان الحيلة.
وفي الحقيقة الفرصة موجودة.
لكن اعضاء الحلف يطلبون السلامة ظنا أن المهادنة يمكن أن تقصر عمر الحرب.
وهو حساب خاطئ ألف في المائة: ما لم يشعر العدو بالخطر يتشجع فلا يتوقف.
فجرأة العدو مصدرها تخاذلك وخوفك وكثرة الحسابات سعيا لتجنب الخسارة فإذا بها متناسبة عسكا مع هذا الخط المعتمد على التنازل الدائم أمام جرأته.
ولتعلموا أن جرأة إيران ومليشياتها وجرأة بوتين ليست دليل قوتهم بل هي دليل تخاذل القيادات العربية أولا ثم خوف تركيا من هشاشة وضعها الداخلي.
لكن شجاعة القرار وجرأة العمل هي الوحيدة التي يمكن أن تقوي اللحمة الداخلية وعندها سيتبين أن العدو أكثر هشاشة من الحلف العربي التركي إن أقدم.
– أو شروط حرب المطاولة –
يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/