الباجي الثاني أو استراتيجية الخطة “ب” بالثالوث

**** الباجي الثاني أو استراتيجية الخطة “ب” بالثالوث

فكل هؤلاء لهم ثأر من النهضة والإسلاميين عامة لتوهمهم أنها اخذت منهم ما يتصورون أنفسهم أولى به منها. وفي الحقيقة لإيمانهم جميعا بأنهم ليس لهم وزن انتخابي في الشعب يمكنهم من الوصول إلى الحكم ديموقراطيا.

وأكاد أجزم – دون أن يكون لدي معلومات بل هو مجرد تأويل – أن المستقيلين من حزب المرزوقي مؤخرا لهم بنحو ما علم بهذا التخطيط الجديد للسبسي. فتبريرهم للقطيعة مع المرزوقي يشبه إلى حد كبير تبرير الباجي البارحة لشهادة وفاة التوافق مع النهضة. هم عملوا مع المرزوقي ما عمله السبسي مع الشاهد. لكنهم لم يسموا النهضة لأنهم ما زالوا يؤمنون ببعض خطة المرزوقي أعني التمييز بين “شعب النهضة” وقياداتها لعلمهم أنهم لا قاعدة لهم وأنهم ربما سيجلبون معهم الكثير من هذا الشعب في انضمامهم للحلف المثلث المتوقع والذي يجعل المرزوقي والشاهد منبوذين اقليميا ودوليا لصلتهما بالنهضة. وبذلك فما يحلم به الباجي للثأر هو الخطة “ب” التي ستكون أداة الصدام فيها الاتحاد والجبهة والتيار الديموقراطي وهو ما يقتضي التخلص من المرزوقي وابن جعفر وربما حمة الهمامي. أما الشابي فقد انتهى أمره لأن الدائرة الضيقة حول الشاهد والشاهد نفسه هم من بقايا حزبه الذي لم يعد له وجود. ولا أعتقد أن الباجي له أدنى وهم حول إمكانية أن تكون الخطة “ب”بقيادة ابنه. لذلك فرايي أنه سيبحث عن وريث يعده للانتخابات التي وعد بعدم تأجيلها وسيظهره قريبا كـ”دوفان” أو وريث يقود هذا المثلث. وينبغي أن يرضي الثالوث. وسيختار من يمكن أن يعتبر “انظف” واحد من سياسي النظام السابق. وإذا صح هذا التوقع فلا أعتقد أن حكومة الشاهد ستعمر طويلا. ذلك أن أسقاطها لن يكون بالطرق الدستورية بالعادية بل باستعمال الاتحاد. وفي ذلك استيحاء من خطط بورقيبة: فهذه خطته التي نجح بها مرتين في افتكاك السلطة من الحزب القديم بـ”العامة” ضد النخبة التقليدية وبـ”عاشور” ضد ابن يوسف. والباجي سيجمع بين بقايا الاحزاب الثلاثة التي ادعت المشاركة في الثورة (حزب المرزوقي وحزب ابن جعر وحزب الشابي) ثم بقايا اليسار والقوميين أي أحزاب الجبهة كأحزاب وكمخترقين للاتحاد ضد الاسلام السياسي الذي يمكن بيسر أن يضم إليه الشاهد ومن معه ممن اغراهم الحكم لكن قلبهم عليه ممكن. كلام المنسحبين من حزب المرزوقي على “قطر وتركيا” رمزين للانحياز النهضوي يصب في هذا الاتجاه وهو من ثم ترشح صريح للانضمام إلى هذه الخطة “ب” في استراتيجية تكوين المثلث والاقناع بأن الشاهد بيدق نهضاوي ما يجعل “حزب فرنسا” له دور لأن ذهاب الشاهد إلى الصين لا يرضيه. لا أزعم أن هذه الاستراتيجية حقيقة ثابتة. لكن ما يكاد يثبت أنها هي الخطة “ب” التي اعتقد أنها علة ما قاله الباجي البارحة أمران: الأول الاعلان عن القطيعة مع التوافق والثاني الإعلان عن عدم تأخير الانتخابات.

فلا يمكن للباجي أن يؤكد هذين الامرين لو لم يكن له خطة لقلب الموازين.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي