الانتخابات الرئاسية، نتيجتها محسومة بحساب العقل السليم

ه

هل يمكن أن يجهل بعض المترشحين للرئاسيات شروط النجاح فيها؟
لا أصدق أن السياسي مهما كان متدني المستوى يمكن أن يغامر بسمعته فيخوض مغامرة خاسرة إلا إذا كان في بداية حياته طلبا لمنصة للانطلاق في حياته السياسية وكان له وراءه “مكينة” الفاعلية السياسية أي حزب كبير أو مساعدة كبرى غالبا ما تكون مقابل عمالة.
في هذه التغريدة التي أبدا بها بحثا عقلانيا لتحديد حظوظ المترشحين وضعت ثلاثة معايير أريد استعمالها لتقييم حظوظ الأسماء التي يتردد اسمها في قائمة الساعين إلى الترشح. وابدأ بالمعيار الأخير ليسر الحسم فيه: ورغم أني لا يمكن أن اسمي أحدا من المنتسبين إلى هؤلاء لأني لا اعتقد أنهم مجهولون من المتابعين للشأن العام اعتقد أن حظوظهم لا تكاد تذكر.

ولست أقول ذلك لأني متأكد من أن القاعدة الانتخابية بلغ عامة الناس فيها درجة من الوعي يمكن أن يستعمل هذا المعيار لاستبعادهم نظرا لفاعلية اغراء المال الفاسد الذي سيأتي مدرارا. لكني أعتقد أن من جندوا للعمالة ينقصهم بريق زعامة أو “وهرة” ذات جاذبية لأن شراء الضمائر لا يضمن تطبيق الوعد أمام الصندوق.
الملاحظة الوحيدة التي سأقولها هي الخوف من أن من قد نستبعد أن يكون دمية المافيات لعله فعلا في هذا الوضع لأنه يتخفى وراء هؤلاء الكمبارس للتلهية حتى يمرروا من لا يمكن التفطن إليه: من منا كان يعلم أو يدور بخلده أن السبسي اختاره الشابي مع أحد زعماء المافية مع سنده أو المسؤول الكبير بشهادة كاتب الدولة للداخلية لديه؟
أمر الآن إلى المعيار الثاني. فالشاب الذي يبحث عن منصة الانطلاق وهو في إحدى حالتين:

  1. إما له مكينة كما حدث مع ماكرون
  2. أو ليس له مكينة كما حدث منافسه في فرنسا وهو ألف مرة أفضل منه. والنتيجة بينت أن المكينة والسند المالي -وهو في فرنسا داخلي لأن الرجل صهر آل روتشيلد- هما المحددان حتى للإعلام والدعاية دون شراء الضمائر. وبالمناسبة إذا كان هو قد استعمل عبارة “انسولونس جيفينيل” يستحق أن نتكلم على فهلوته بـ “مكيافيلية باللعب على السنيل”.
    ولا أرى في تونس اليوم مثل هذا النوع علما وأن النوع الأول بمقتضى هذا المعيار عبث في عبث في تونس حتى لو نجح وهو عندي من رابع المستحيلات. لكن لنفرض أن “الديجو” (عيفة الطبقة السياسية) تمكن سعيد من النجاح. فستكون مهزلة لأن الرئيس من أصله لا سلطان له ناهيك عمن سينزع منه حتى ما له.

وبهذا المعيار حذفت 99 في المائة من الطامحين الذين ليس له أدنى حظ في الفوز. وستكون جهدهم مشكورا في أفشال الثورة واثقال اللعبة لأن هؤلاء الطامحين لو كانوا حقا يؤمنون بما يقولون ولا ينطبق عليهم “مقت الله لأنهم لا يعملون ما يقولون” لفضلوا خدمة الثورة لا استخدامها ولأسهموا في اختيار مرشح واحد يعملون ما يستطيعون لإنجاحه أو على الأقل للنجاح في الحصول على إحدى السلطات الثلاث في النظام الهجين.
بقي الواحد في المائة وهم نوعان:

  1. من جربوا حظهم سابقا في الحكم مع الترويكا. فهؤلاء حكم الشعب فيهم معلوم بأنهم -حتى بدون ذنب منهم- رمز الفشل.
  2. ومن لم يجربوا قد يكون لهم بعض الحظ إن حصل حولهم أجماع أحد الصفين صف الثورة أوصف الثورة المضادة.
    وقد استعملت القسمة الأفلاطونية وشجرة فرفريوس:
  3. فالذين جربوا حظهم نصحتم بعدم تكرار التجربة لأن الشعب -حتى بكثير من الظلم-صار يعتبرهم عنوان الفشل السياسي. وقد نصحتهم بخدمة الثورة ومساعدة الشباب بدلا من تعريض أنفسهم لفضيحة لا تليق بمقامهم لأن نجاحهم مستحيل حسب رأيي المتواضع.
    وأختم بسرعة:
  4. والذين لم يجربوا حظهم سابقا إذا كانوا ممن لهم بصمة وجود في الحقل السياسي ولم تلصق بهم تهمة الفشل السياسي وهم نوعان.
    • من كان من النظام القديم
    • ومن كان من معارضته. فمن كان من معارضته لن ينجح لأن الشرط شبه مستحيل عند النظر إلى ساحة الأحزاب فاتحاد معارضات النظام القديم كلها ومعها كل من يؤمن بالثورة مستحيل.
    وإذن فالنتيجة محسومة لصالح من يجمع عليه أتباع النظام القديم. ومرة أخرى آمل أن يكون حسابي خاطئا.

يقوم على الموقع عاصم أشرف خضر مع مجموعة من طلاب الأستاذ ومتابعيه.
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي