الاستراتيجيا – تحقيق شروط نجاح المقاومة والقيام -القسم الثاني- أبو يعرب المرزوقي



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



أعود إلى كلامي البارحة على الاستراتيجيات الثلاث -القسم الأول- بحسب الأعداء الثلاثة

  • اللطيفة مع روسيا
  • والعنيفة مع إيران
  • والمزدوجة مع إسرائيل

أعود للكلام على التصدي لإيران.
فالتفوق في الحرب الرمزية هو أهم شروط النجاح في كل حرب.

ذكرت بأن المعركة اللطيفة مع إيران إذا خضناها بالأسلوب الحالي فهي ستكون خدمة لها وليس حربا عليها.
وهي قضية وعدت بالعودة إليها في فصل ثان بعد السابق وينبغي توضيحها لأنها قدم أخيل السنة التي لم تفهمها وتصدت لها بالتعاويذ ومنطق سد الذرائع وكلاهم عقيم.

وهذا الضعف ليس وليد اليوم وأول من حدد طبيعته هو ابن خلدون في المقدمة بكلامه على التصوف الباطني الذي يسمى باطلا التصوف الفلسفي والعرفاني :
وهو لا صلة له بالفلسفة والعرفان
كذبة كبرى.
هما مجرد مضغ لتأويلات سخيفة للفلك البطليموسي بما يسمى التناظر بين العالمين الكبير والصغير وترهات الأسرار التي من جنس أسرار الحروف.
ذلك أن السنة في خلال بحثها عن الدين الصافي تقف من الميل الطبيعي لدى البشر العاديين الميالين إلى الخرافة وعبادة الأوثان والوسطاء.
ولا يمكن علاج هذه الظاهرة بالتعاويذ: لا بد من فهم طبيعتها واكتشاف علاجها.

ما يعني أنها تتخلى عن التأثير الشعبي من أجل التصحيح الديني:

  • والأول أداة من أدوات السياسة
  • والثاني منهج عقلاني لتنقية الدين من الخرافة والوثنية.

ولا يعقل أن نعامل الناس جميعا وكأنهم علماء دين أو فقهاء.

وحتى نبسط الأمر فنعرضه في شكل المعركة بين ممثلي الوجهين فلنقل إن المعركة هي معركة بين الفقهاء والمتصوفة وتكون الغلبة فيها للمتصوفة للعلة تلك:
عدم فهم النوازع النفسية الدنيا للخرافة والوثنية.

  • الفقيه يريد تطبيق الشرع وهو مستعد للقبول بالزهد لكنه يعتبر التصوف إذا تجاوز مجاهدتي التقوى والاستقامة يتحول إلى داعية الوثنية والالحاد.
  • الفقيه يدافع عن سلطان الشريعة والمتصوف يدافع عن سلطان من يسميهم الأولياء بوصفهم وسطاء وشفعاء ينوبون الرب ويسيطرون على أرواح العامة.
    • الأول يمثل مجاهدة التقوى
    • والثاني يدعي مجاهدة الكشف.

لذلك فالتصوف هو أول أحصنة طروادة الشيعية في الحرب على السنة بدعوى العلم اللدني اساس كل الأكاذيب الشيعية التي شوهت آل البيت وحرفت الإسلام:
ذلك ما فهمه ابن خلدون وخاصة ابن تيمية والحركات التي تدعي الكلام باسمه.

المشكل انهم حددوا طبيعة الظاهرة ولم يكتشفوا العلاج.
إذا أنت حولت الدين إلى نفي النزوع الطبيعي لدى العامة إلى الخرافة والوثنية دون بديل يحرر منهما بحق فستفشل حتما.
الدين الجاف الخالي من مشبعات الخيال الشعبي ينتهي في الغاية إلى شكليات تعبدية لا تتجاوز الفروض الرسمية فيبقى الخيال خاويا ويسهل غزوه.
تلك هي العلة في دعوتي إلى تأجيل الحرب اللطيفة حتى نحسم هذه القضية الخطيرة التي لسوء الحظ غابت عن ابن خلدون وابن تيمية ففشل الحل.

وقد حاولت فهم السـر فوجدته يعود إلى عاهة سد الذرائع الذي يجعل الفقهاء مشرعين ومن ثم سلطة كنسية خفية.
وقبل أن أحاول البحث عن الحل أريد أن أشير إلى العلة الثانية لضرورة تأجيل المعركة الرمزية أو الحرب اللطيفة:
تجنب إحياء للفتنة الكبرى.

علتان لتقديمي الحرب العنيفة على الحرب اللطيفة مع إيران:

  • فهي أضعف في القوة المادية اقتصاديا وعسكريا
  • وهي أقوى في القوة الخرافية لا الروحية.

والفرق هو أن الروحية تحرر من كل سلطة دون الله والخرافية عبودية للمراجع.
والخلط بين القوة الروحية والقوة الخرافية هي جوهر الانتساب إلى العامة:
ما ترونه من لطم وبكائيات وزيارات القبور ودور المراجع هو الوثنية والخرافية أداتي استعباد الإنسان في كل نظام كنسي.

ولا وجود لطريقة تحرر العامة من “بعض” الوثنية والخرافة مهما حاولنا:
والغرب الحالي عوضهما بالفنون والرياضة معلمنا الوثنية وقاطعا صلتها بالسماء وهي بنحو ما وثنية عامة.
ولهذا تجد الكثير من عامة الغرب عندما يشعر بالظمإ إلى السماء يهرب من هذه الوثنية العامة فيذهب إلى البوذية أو إلى الصوفية في حين أن علماءهم يفضلون الإسلام السني.

وفي ذلك يكمن سر الفشل الذريع لدعاة السنة بصنفيهم: أي

  • الداعية المتكلم
  • والداعية المترنم.

والأول يمثل الأشاعرة
والثاني يمثل السلفية.

فلا يمكن أن تجابه الميل الشعبي للخرافة والوثنية من دون أن تجد البديل الذي يحقق الهدفين:

  • التصحيح الديني
  • والتحرير من الخرافة والوثنية.

والتحرير من الخرافة والوثنية لا يكفي فيه الوعظ والإرشاد مع تصحير الحياة الروحية أعني بالقضاء على الفنون الجميلة والألعاب البدنية.
ومعنى ذلك أن الفقهاء قبلوا بلا وعي الخلط بين الفنون والألعاب التي هي حاجة الأبدان والأرواح وتوظيفها في التصوف لتمرير الخرافة والوثنية مدخلي الاستعباد واللعب بحقوق العباد.

لذلك بشيء من الجهل والعناد ألغوا أهم مكونات الإنسان السوي:
الفلسفة والفنون والألعاب لظنهم أنها هي سبب الخرافة والوثنية وهي براء منهما.

لذلك فهم قد رموا “الطفل” بعد تنظيفه مع ماء الغسيل كما يقول المثل الفرنسي:
الفلسفة والفنون الجميلة والألعاب من الأدوات التي تحرفها الوثنية والخرافة.
وتحريفها هو عينه تحريف الدين:
ما يعادي الدين في الفلسفة والفنون الجميلة والألعاب ليست هي بل تحريفها الذي يجعلها أدوات سلطان كنسي فيدنسها تدنيسه للدين.
وذلك هوالتصوف المزعوم فلسفيا وعرفانيا الذي يستعمله التشيع لغزو الأرواح قبل المرور إلى غزو الأبدان وما لم تفهمه السنة فساعدته بالتصحير الذي يبقي خواء روحيا يسهل غزوه بالخرافة.

أعلم أن الدعاة سيغضبون سواء دعاة الكلام أو دعاة الأنغام (التغني بالقرآن والتباكي وكثرة الدعاء “للبعض وعلى البعض”) لوصفي طرقهم بعدم التأثير.
وقد يغضبون أكثر لو قلت لهم إن طرقهم تصب لصالح الأعداء:
فلا يمكن في آن أن تحارب النزوع الطبيعي لما وصفنا بإضافة ما يقويه أي التصحير.
والمآل أحد السلوكين:
الانغماس في مصارعة التصحير بملاذ الدنيا
أو مصارعة التخريف بملاذ الآخرة

بهذا المعنى مناهج السنة فاشلة دنيا وآخرة.
وليس معنى ذلك أن مناهج أعدائهم ناجحة:
مناهج أعدائهم كافرة بالدنيا والآخرة للشعب لأنها تريد أن تركب الآخرة بالتخريف من أجل الكنسية.
التشيع والتصوف توظيف لنوازع النفس البشرية لاستعباد الإنسان حتى يكون للكنيسة الشيعية سلطان على الأرواح والأبدان ليكون الشعب عبيدا لما يسمونه مراجع وهم أكذب خلق الله وأفسدهم إلا ما قل وندر.
لذلك فالعامة مالهم وأعراضهم تحت تصرف الكنيسة الشيعية أي المراجع يفعلون بها ما يريدون بالخرافات الوثنية وإطماعهم بالمتعة الأخروية.

هذا يكفي لأن الأمر كله في الحقيقة وصفه القرآن أفضل وصف فتطهير الدين من الخرافة والوثنية لا يكون بالوعظ والأرشاد بل

  • بشروط الاجتهاد (شرط الحصانة الروحية)
  • وبشروط الجهاد (شرط المناعة المادية).

لذلك فلست أدعي علما لا عقليا ولا لدنيا:

كل ما في الأمر عدت إلى شيخ الإسلام وعلامته وفهمت ما حاولا علاجه مع توقفهما في نصف الطريق.
فابن تيمية وابن خلدون كشفا الداء وتصورا أن الداء في الفلسفة والفنون الجميلة والألعاب واعتبرا أن إلغاء ذلك هو الحل لكنه ليس دواء بل هو يقوي الداء.
حتى أفلاطون اعتبر الفلسفة والفنون الجميلة والألعاب خطرة لأنها يمكن أن تصبح أدوات السوفسطائية.
لكنه لم يلغها بل بين استعمالها المفيد.
فمن السخف إلغاء العلم لأنه يمكن أن يؤدي إلى السلاح النووي.
والغاء الطب لانه يمكن أن يصنع السموم.
وكذلك الفنون والألعاب والفلسفة.

ذلك هو الحل الذي اقترحه:
لا تصارع ميل العامة إلى الخرافة والوثنية بالوعظ والإرشاد فلا بد من الفلسفة والفنون والألعاب مع العبادة الصحيحة.
بذلك فلن يستطيع السلاح اللطيف الشيعي أن يصمد لحظة واحدة أمام السلاح اللطيف السني الذي هو الدين السوي مع حياة الروح والبدن السوية.

أما قبل تحقيق ذلك فيكفي استعمال السلاح العنيف الذي يمثل قدم أخيل الإيراني:
فليس لهم القوة المادية الاقتصادية والعسكرية التي لدى السنة.
وليس أجبن ممن يؤمن بالخرافات والوثنيات:
ذلك أنك إذا حككت جلده وجدت تحته إخلادا إلى الأرض ومن ثم فهو أحرص الناس على “حياة” لأنه عبد.

وفي ذلك تجدون سر صمود المقاومة الإسلامية في الشام رغم تجنيد كل شيعة العالم ورغم كل متعنتريها:
علموا حزب الله معنى الرجولة والبطولة.

آليت على نفسي أن أسهم بما أمدني به الله لفهم لاسرار القوة مستوحاة من الكتاب العزيز ومن فهم شيخ الإسلام وعلامته: ابن تيمية وابن خلدون.

واختم هذا القسم الثاني من الاستراتيجيا
والمشروع أريد أن أصله بالجزء الموالي إن شاء الله:

علاقة التشيع باليهودية بما هما تحريفان للدين الذي هو الإسلام عند الله.
فالدين جوهره تربية تحررالإنسان من النكوص إلى الحيوانية التي وصفها الملائكة بسفك الدماء والفساد في الأرض بالتعليم السوي:
علمه الأسماء كلها (أي حقائق الأشياء التي غير ما سموه هم وآباؤهم).
الإسلام تذكير بالدين الفطري وتحرير له

  • من تحريف المنزلين السابقين (اليهودية والمسيحية)
  • ومن الطبيعيين السابقين ( الصابئية والمجوسية).

لكن هذه التحريفات الأربعة ظلت تحارب الإسلام منذ نزول القرآن إلى اليوم بعضها يتوقى ببعض شعائر الإسلام ويصارعه باسم الصابئية والمجوسية:
ذلك هو التشيع.

والبعض الآخر من الخارج وخاصة بعد الصلح بين اليهودية والمسيحية بروتستنتينيا أولا ثم كاثوليكيا أخيرا وتلك هي الصهيونية المسيحية الحالية.

ومن السخف الكلام على وجوه الشبه في اللحي والهندام بل ينبغي الذهاب إلى الأعماق:
وجه الشبه في نفي ثورتي الإسلام محررتي الإنسان بحق.

  • فأما الثورة الأولى فهي إلغاء الكنسية أي سلطان الوسطاء الذي يستعبدون الإنسان كشعب مختار أو كإمامة معصومة صاحبة الحق الإلهي في الحكم.
  • وأما الثورة الثانية فهي تحرير الإنسان من عبادة العجل الذهبي: واليهودية والتشيع كلاهما دين هدفه جعل البشر عبيد عبيد العجل الذهبي بحق.

ما “عبيد عبيد” العجل الذهبي؟

انظروا من حولكم:
فالعامة الشيعية عبيد المراجع الذين هم عبيد العجل الذهبي.
العالم عبد البنوك وأصحابها خدم العجل ومستخدمي من سواهم.

لكن ذلك لن يتحقق لإيران وإسرائيل إلا إذا قضوا على أمة محمد وسنته:

تلك هي الحرب الحالية في قلب دار الإسلام بين مراكز الخلافة الاربعة.
مراكز الخلافة الأربعة هي

  • المدينة
  • ودمشق
  • وبغداد
  • واسطنبول.

هناك في ملتقى هذه المراكز الأربعة سيحسم النزاع ويعود الإسلام إلى دوره الكوني.

وهذه ليست نبوءة هي وعد إلهي كلنا يعمله:
فلا يمكن أن نكون قد كلفنا بالشهادة على العالمين ويخلف الله وعده فلا يمدنا بالنصر فنحقق ذلك.

كلام الرسول على رفض التشبه باليهود والنصارى فهم قشريا كالعادة:
يعني في اللباس والهيأة وليس في التحرر من هذين التحريفين السائدين.
لذلك فبدلا من العمل بالآيات من 104 إلى 110 من آل عمران نكتفي بـ110 أي بالجواب دون شرطه فننفي ثورتي الإسلام ولا نحقق كونية القرآن.
فـ 104 من آل عمران أمر بتحقيق شرط صفة موالية هي “خير أمة” أخرجت للناس.
نسينا الشرط وتوهمنا النتجية قابلة للحصول من دون تحقيق الشرط.
وتحقيقه هو ما بين 104 و110 من آيات آل عمران:
وحدة الأمة بالحفاظ على الثورتين وعدم الشرك بالله مالك كل شيء ومرجع الأمور:
شروط الخيرية.

وبذلك نجد سر التحالف بين المليشيات الخمسة:

  • الباطني
  • والصليبي
  • والعلماني
  • والليبرالي
  • والقومي الفاشي.
  1. فمن كان منهم مليشيا سيف فمن عامتهم.
  2. ومن كان مليشيا قلم (الإعلام والمثقفون) فممن يتوهمون أنهم خاصة: ذلك أنهم يتصورون أن الحرب على الإسلام من علامات النخبة المستنيرة.

صحيح أن الحرب على الإسلام من علامات التصنيف الغربي للنخب العميلة مدعيا أنها مستنيرة وثورية وحداثية وهم مجرد باعة للروبافاكيا الغربية.

خبرتهم جلهم فوجدتهم أجهل الناس بالثقافة الغربية فضلا عن الجهل بالثقافة العربية الإسلامية:
فلا أيسر من ظهور الأمي بمظهر المثقف المستنير.



يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي