لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
لو كان لسنة العرب (وحتى لسنة الإقليم) استراتيجية فاعلة لا منفعلة لاستعملوا:
- القوة اللطيفة مع بوتين ومليشياته
- والقوة العنيفة مع خامنائي ومليشياته
- والقوتين مع اسرائيل ومليشياتها:
وذلك هو التناسب بين الأعداء وطرق التصدي لهم.
ولكانت الخطة الجمع بين القوتين مع إسرائيل بحرب المطاولة.
فلكل مقام مقال ولا ينبغي أن تكون الاستراتيجية واحدة في كل الحالات.
ولأشرح العلل البينة لهذا التناسب في استعمال القوة بمقتضى المعرفة بنقاط قوة العدو وضعفه.
فبوتين مجنون يريد أن يتصرف بوهم القوة العظمى والأفضل تهديمه روحيا قبل الضربة القاضية ماديا:
روسيا هي الرجل المريض في قرننا.
عقدتها خطرة على شعبها والإنسانية ببقايا الخردة السوفياتية.
وسعي بوتين لإثبات ذاته وإيهام شعبه بأن روسيا ما تزال قوة عظمى تفسر كل سلوكه الجنوني.
ومن ثم فينبغي تخريب روسيا من الداخل ببقية مستعمراتها الإسلامية ودفعها للثورة.
أما خامنائي فهو يتوهم القوة الروحية وذلك بأذرعه العربية من المليشيات العميلة.
والحرب معه لا تتعلق بالروحي بل بالمادي:
يكفي قص أجنحته وبيان عجزه المادي أولا حتى تتوقف عنترياته.
وقص أجنحته لا يكون بعلب ورقته -الطائفية وهو خطأ الردود العقدية على الشيعة- بل ببيان وهاء العنتريات التي تخيل للشعب أن أيران قوة عظمى.
ورقة الطائفية لصالح التشيع وليست لصالح السنة لأنها ليست طائفة بل الخروج عليها هو مصدر الطائفيات كلها.
والغرب فهم اللعبة عندما أدرك أن قيادات إيران الحاليين مشكلهم الحصول على ضمانة لبقاء النظام لعملهم أن نظامهم أوهى من بيوت العنكبوت ماديا وروحيا.
فاستجاب لحاجتهم :
ضمان النظام وعدا لا يخلو من الوعيد.
بعد أن جعله باتفاق النووي تحت الوصاية الدائمة.
فلو وقع التحدي بصورة تفضح العجز المادي عسكريا واقتصاديا لتفككت إيران بشريا وعقديا وستعود إليها الحركات الحديثة لتقضي على النظام من الداخل أي بما يشبه الربيع العربي الإيراني.
كنت ولا زلت أتساءل عن قيادات السنة:
هل لها عقول؟
هل تحدد طبيعة قوة العدو لتحدد طبيعة المعركة معه؟
هل يوجد نفس طويل لصراع حسمه مديد يحتاج إلى قيادات تخدم شعبا يريد؟
لا يمكنك أن تعيش متجاهلا أن الدول لا تحقق الحماية والرعاية -جوهر وظيفتيها- إذا لم تكن مستعدة بمنطق الآية 60 من الأنفال فغرقت في الترف وأهملت شروط المناعة المادية والروحية.
أحيانا أتساءل:
عندما يشيد أهل الخليج ما يشيدون من علامات التمدن السطحية بسواعد غيرهم هل فكروا في حمايتها أم هم يتصورون أن الامريكان سيحمونها لهم؟
وهبهم فعلوا الآن فهل سيواصلون بعد أن ينهوا امتصاص البترول؟
والسؤال يتوجه أكثر لأحباب اسرائيل منهم:
لماذا لا يحاكونها في الاعتماد على نفسها في حماية ذاتها ورعاية شعبها؟
أم لعلهم يحتمون بها هي أيضا.
ولا أريد أن يساء فهمي:
فلست أنزه العرب الآخرين بدءا بتونس.
فكلنا في الهوى سواء:
نعيش حياة العبيد نطلب الحماية والرعاية من الأعداء ونكتفي بالعنتريات الخطابية في غياب الشروط الفعلية للقيام الحر والكريم.
لماذا مع إسرائيل جمعت السلاحين في الاستراتيجية التي اقترحها؟
- أولا لأن السلاح اللطيف ضد إسرائيل لا يعيدنا إلى فتنة طائفية كالحال في استعماله مع إيران.
- وثانيا لأن جل سكان إسرائيل ليسوا من أبناء الإقليم ومن ثم فمجرد الشعور بالتهديد يجعلهم يعودون من حيث جاءوا فوجودهم ليس عقديا بل تجاري قد يصبرون عنادا لكنهم في النهاية سيغادرون بحرب مطاولة ذكية.
بإيجاز الاستراتيجيا تقتضي:
- مقاومة إسرائيل بالسلاحين مفيدة من الآن
- ومقاومة روسيا بالسلاح العنيف خطرة
- ومقاومة ايران بالسلاح اللطيف أخطر.
وسنعود للكلام خاصة على خطر مقاومة إيران بالسلاح اللطيف:
فهي تحيي الفتنة الكبرى كما تريد إيران
وهي تقتضي علاج دور الخيال في الأديان أعني أهم مسألة أهملها الفكر السني فأصبح معزول السلاح الرمزي أمام التصوف والتشيع.
متانة الجبهة الداخلية تقتضي ان توجد دول لا شركات أسرية إما قبلية أو عسكرية.
والدول تعني الأمور التالية
- حماية داخلية (العدل والأمن).
- ثم حماية خارجية (الدبلوماسية والدفاع).
- ويجمع بينهما نظام استعلام وإعلام في خدمة الدولة وليس في خدمة الشركة القبلية أو العسكرية.
فتكون الحماية مخمسة:
- قضاء
- وأمن داخليا
- ودبلوماسية
- ودفاع خارجيا
- واستعلام-اعلام سياسي لإدارة الشأن العام بعمل على علم لأن الدول تشبه الكيان البشري ينبغي أن يكون لها وجود ووعي به.
وتلك هي مهمة الحماية.
لكن الحماية مستحيلة من دون الرعاية وهي كذلك على النحو التالي:
- رعاية تكويينة للمواطن (التربية والمجتمع المدني).
- ثم رعاية تموينية (الثقافة والاقتصاد) لأن المجتمعات التي تمد يدها لطلب المساعدة لا يمكن أن يكون أهلها أحرارا ومن ثم فهم لا كرامة لهم لأنهم عبيد لمن يسود عليهم بالسيادة على حاجاتهم.
- ولا يمكن للرعاية والحماية بالمعاني التي وصفنا أن تتحقق من دون نظام استعلام وإعلام معرفي يسود على الطبيعة والتاريخ: البحث العلمي بحق المبدع لأدوات سلطان الإنسان على شروط قيامه وكيانه.
فتكون الرعاية مخمسة الابعاد مثل الحماية:
- تربية
- ومجتمع
- وثقافة
- واقتصاد
- واستعلام-اعلام علمي بحثا عن قوانين الطبيعة والتاريخ لتحقيق شروط العيش الكريم والحر. ولا حرية ولا كرامة من دون شروط استعمار الإنسان في الأرض بمعرفة هذه القوانين وتطبيقها.
تلك هي الشروط المفقودة كلها ولا شيء منها موجود لأنها لو وجدت لكان الكلام على دول ذا معنى.
وهنا يأتي الكلام على الأمر الثاني:
عشرة شروط هي عين مفهوم الدولة من حيث هي أداة المشروع الذي هو حضارة الأحرار الكرام.
انعدام المشروع يجعل العرب لا عدو لهم إلا ذواتهم أو اخوتهم من العرب:
التفاخر والتآمر المتبادل هما السمة الغالبة على كل العرب مشرقا ومغربا.
نكصوا إلى ذهنية الجاهلية ولم يعد لهم من قيم الإسلام إلا قشورها.
ولأضرب مثالا من المغرب العربي:
كان يمكن للجزائر لو كان لها رجال دولة حقيقيين أن تكون قاطرة قوة عملاقة لوحدة المغرب لكنها هي أكبر عوائق الوحدة بل وتعمل على تفتيت من حولها لتسود بالاستبداد والفساد.
نعرة القوة العظمى التي من جنس “جماهيرية القذافي العظمى” هي الداء الذي يجعل أي قائد عربي يخلط بين الاستعراض العسكري للخردة والقوة العسكرية.
وهذا المرض عام:
كل من يتكلم على قطره القزم يصفه بالعظيم وهو هضيم أدنى شركة غربية أقوى منه.
لما التقى الجنرال دو جول وأدناور-رجلا الدولة بحق لفهمهما التحولات التاريخية الكبرى- محوا علل الحرب الدائمة بين الفرنسيين والألمان وبذلك برهنا على أنهما رجلا دولة فهما أن أوروبا استعمرتها مستعمَرتاها الفكريتان سابقا (روسيا بالماركسية وأمريكا بالبروتسنتينية).
فوضعا لبنة تحقيق الشروط التي حددت بهما مفهوم الدولة:
القدرة على الحماية والرعاية بالعناصر التي وصفت كما يحددها منطق عصر العماليق.
ورعاة شؤون العرب في غيبوبة :
كل شيخ وأمير وغفير وعسكري حقير يريد دولة له ولأهله حتى يستمتعوا بالإخلاد إلى الأرض:
بلا طموح ولا همة لاستئناف دور الأمة.
ولا عجب أن تحالف رستم مع كل اعداء الأمة من شيلوك إلى بوتين والكل يسعى إلى استعادة امبراطورية بإلغاء دور أهل الإقليم.
ولولا الإيمان لجن الإنسان عندما يقرأ أحوال أمة القرآن:
عادت العرب إلى ثارات القبائل المتناحرة.
لذلك فلا عجب أن عاد فساد رستم وعملاؤه.
غياب المشروع يجعل ثلاث امبراطوريات تريد اقتسام أرض العرب أي كل الإقليم:
- الفارسية
- والبيزنطية (وريثتها روسا الارتودوكسية)
- واليهودية.
أنت أمام أعداء لهم مشاريع ولهم استراتيجيا لتحقيقها المتدرج في أمة صارت أشتاتا متفرقة يحاربون مع الأعداء الأمل الوحيد المتبقي:
المقاومة التي يمثلها الشباب بجنسيه.
لكن المقاومة نفسها بمفعول مخابرات الأعداء وهؤلاء الأشتات ايضا أصبحت هي بدورها أشتاتا ليس لها استراتيجية ولا قيادة أي إنها بلا مشروع.
فالكلام على الإسلام بطريقة المقاومات المفتتة أخطر على الإسلام من الأعداء:
الإسلام رسالة ومشروع مستقبلي وليس قشور الماضي هنداما وكلاما.
صحيح أن جميع حركات التجديد تبدأ في شكل حركات إحياء للماضي وخاصة لأعراضه بدل جوهره -سواء عند اليونان أو العرب أو الأوروبيين المحدثين أو أي أمة شرعت في إحياء تراثها.
لكن ذلك لا يكون إلا مرحلة أولية هدفها استرداد روح الماضي في الغاية ومن ثم فقد آن أوان تجاوز القشر إلى اللباب:
واللباب هو رسالة كونية:
فكل إبداع للمستقبل يبدأ بإحياء الماضي.
والكوني لا يرد إلى تعيناته مهما كانت سامية بل هو مشروط بإبداع تعين جديد فيه ما في تعيناته الماضية من أسمى القيم لتحقيقها التاريخي.
و هو معنى القرآن صالح لكل مكان وزمان:
تجاوز المكان والزمان مشروط بتجدد فعل الإنسان من حيث هو مستعمر في الأرض بقيم الاستخلاف وأدواته.
ولما كانت القيم هي الثوابت القرآنية وترد إلى عبادة رب العباد لا العباد أي الحرية والكرامة فما ينقصنا اليوم هو الأدوات دائمة التغير والتبدل.
وهذه الأدوات هي ما تحققه المستويات العشرة التي ذكرتها أي
- أدوات الحمايتين الداخلية والخارجية
- وأدوات الرعايتين التكوينية التموينية.
وأدوات الرعايتين شارطة لأدوات الحمايتين:
من دون تكوين علمي واجتماعي وتموين ثقافي واقتصادي لا يمكن للأمم أن تكون ذات قوة تحميها بحق.
وبذلك يتبين أن ما ينبغي أن نقلد فيه الصدر الراشد ليس ثيابهم ولا لحيهم ولا خاصة التعليم المباشر بل بناء الدولة التي تحقق هذه الغايات.
واقتتال أمراء الحرب لا يبني دولا بل يكون مجتمعات بدائية من جنس افغانستان والصومال فيكون هو الأداة الحقيقية لتحقيق هدف الإستعمار.
فمن حيث لا تعلمون كل المزايدات بينكم هي في الحقيقة أهم أسباب الضعف والفرقة ومن ثم فلا عجب إذا تعثرت المقاومة وتأجل النصر.
فلتتداركوا أمركم قبل الفوات.
أيا كان الخلاف مع الأنظمة فوجودها -على علاتها- شرط نجاح المشروع النهائي في تحقيق الاستئناف:
فالمقاومة وسيلة لا غاية ومرحلة لا نهاية.
وكل عمل يشوه قيم الإسلام الذي وضع أخلاق الحرب ليس من المقاومة في شيء بل هو من أفعال من اخترقكم من أعداء الإسلام ليشوهه مع المقاومة.
لا يمكن لمقاومة شريفة تهدف إلى الحرية والكرامة أن تتحول إلى رماية في عماية لا تميز بين المقاتلين والناس العاديين فتصبح ثأرا لا جهادا.
وحرب التحرير ليست حرب تبشير لا مع المسلمين ولا مع غير المسلمين
هي حرب تحرير تحقق هدفها ثم تبني المثال الذي يبشر بتمام وجوده وأخلاقه.
وإجرام الأعداء ليس حجة للرد عليهم بنفس الإجرام:
من يفعل ذلك يصبح مثل الأعداء في ما لا يتناسب مع رسالة الإسلام:
تكريم الإنسان وتحريره.
وليسمح لي المقاومون بملاحظات قد تغظبهم كثيرا:
لا يمكن لمقاومة في ق.21 أن يكون عمادها الفكري فقهاء بمستوى دون آخر قرون حضارتنا ابداعا.
أي فقيه جاهل بالعصر وبقوانين الحرب اللطيفة والعنيفة لا يعتد برأيه:
فالأمر لا يتعلق بتأويل بدائي للنصوص بل بشروط النصر في حرب حديثة.
عندما كان الفقيه مثل الغزالي أو ابن تيمية أو ابن خلدون كانت ثقافته مناسبة لعصره وكان لا يدعي الفهم في الاستراتيجيا اللطيفة والعنيفة.
فليس أسخف من الاقتصار على وصف ما يجري بإسقاط تاريخي قيسا على الحروب الصليبية.
ليس المطلوب معرفة دوافع العدو بل معرفة كوابح همجيته.
إذا كان العدو يريدها حربا صليبية -وهو كذلك- فليس من مصلحتنا أن نساعده على تجييش شعوبه بل في عزله في شعبه ككل مقاومة ذات استراتيجية
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/