لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله الاستراتيجيا
مهما كانت خلافات العرب السنة في الإقليم عامة وفي الخليج خاصة يوجد أمران ينبغي ان يبقيا فوقها لأنها تمس سلامتهم جميعا وتتعلق بشروط بقائهم وصمودهم إزاء المسعيين لإخراجهم ليس من التاريخ فحسب بل ومن الجغرافيا بخطط جهنمية تسندها القوتان الروسية والأمريكية لمنع استئناف الأمة دورها.
ولكن لسوء الحظ فإن ما يبدو مسيطرا هو عكسهما بإطلاق: فالأنظمة والنخب العربية انقسمت إلى خيارين واستثنت الخيار الثالث المستقل عنهما. فالبعض انحاز إلى إسرائيل التي تسعى لأن تكون سيدة الإقليم ليحتموا بها من إيران التي لها نفس الهدف. كلاهما يريد إرجاع الإقليم إلى ما قبل دولة الإسلام.
وحتى نكون منصفين فإن كل ما يسمى دولا عربية-وهي محميات وليست دولا-سبقت إسرائيل وإيران في محاولة تأسيس شرعية ما يسمونه بالدولة الوطنية على ما تقدم على الإسلام حتى وإن ستره بعضهم بما يسمونه القومية العربية وبعضهم الآخر بما يسمونه الحكم بالإسلام.
واصطفاف هذه الانظمة في نظام العالم السابق كان بالانحياز إلى من هم الآن مساندون للذراعين الإسرائيلية والإيرانية مباشرة ثم هم الآن يستسلمون للذراعين بعد أن فوضت روسيا العمل المباشر على الارض لإيران ومليشياتها والنظام الطائفي في سوريا ولبنان. والتفويض الأمريكي لعملائها لم يتغير.
لكني مع العلم بكل هذا أريد أن أفهم مواقف من يتصورون أن كل موقف من إيران لا يفسر إلّا بالانحياز إلى إسرائيل والعكس بالعكس. ومعنى ذلك أنهم لا يريدون حتى في فهم المواقف تصور بعد ثالث يختلف عن هذه الرؤية المثنوية التي تلغي كل فعل موجب يمكن أن يكون محررا منهما كليهما.
وسأطبق ذلك على القضايا الحارقة في وضعنا الحالي:
قضية اليمن
وقضية لبنان
وقضية فلسطين
وقضية الحرب الاهلية العربية أو معركة الثورة والثورة المضادة
وأخيرا معركة النهوض السوي الذي يخرج من معركة الكاريكاتورين التأصيلي والتحديثي.