الاستئناف – بداية نهاية الشلل التاريخي



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



الإستئناف

– بداية نهاية الشلل التاريخي –


التصفح الآلي


مقتطفات


نص المقال

اليوم أريد أن أثبت بتحليل الوقائع أن
نجاح الشعب التركي في إفشال الانقلاب
ونجاح الشعب السوري في حلب
ليس مجرد صدفة
بل بداية نهاية حقبة الشلل
وبداية اليفاع الوجودي وعنفوانه.

أريد أن أبين أن بداية نهاية حقبة الشلل لأهل الإقليم الممثلين لغالبيته أي السنة العربية والتركية هو علامات حقيقية للشلل الذي بدأ يصيب أعداءهم :
الإعياء الوجودي
والركون إلى الدعة.

عندما تكلمت أمس عن آفاق السياسة التركية
نصحت بأن يسلك شعب الثورة مسلك الشعب التركي بتجاوز الصراع
الذي سميته الفتنة الصغرى: إسلامي علماني.

ذلك أن إيران تحاول إحياء الفتنة الكبرى بالحرب الطائفية
وإسرائيل تحاول تستنبت الفتنة الصغرى بالحرب الإيديولوجية
وهدفهما إغراق الأمة في الحرب الأهلية.

وكل استراتيجية الغرب مبنية على هذين الفتنتين.
وشاء الله أن الفتنة الصغرى يتم القضاء عليها في البلد الذي نجحت فيه أول مرة (تركيا):
وذلك هو سر نصرها.

وثورة الشباب العراقي والسوري وحتى شباب شعوب إيران لن تتأخر
وستقضي على الفتنة الكبرى في البلد الذي نجحت فيه أي إيران.

لا بد من زوال الفتنتين.
والفتنتان هما أداتا الغرب بعد درس نقاط ضعف المسلمين عامة وشعوب قلب دار الإسلام خاصة (العرب والترك والفرس والكرد والأمازيغ) ليبني استراتيجيته التهديمية.
وحتى نفهم استراتيجية الغرب ضد الاستئناف الإسلامي ينبغي أن نضيف عنصرين آخرين هما:
الأول هو السعي لتوحيد الغرب
والثاني هو السعي لإزالة فتور قوى الغزو في ما بقي فيه من شباب (لأنه بلغ أرذل العمر).

فإذا جمعت هذه العناصر الأربعة:
اثنان لتغذية نقاط ضعف المسلمين
واثنان لعلاج نقاط ضعف الغرب
وجدت أساس الاستراتيجيا أي ما يسميه الحرب على الإرهاب في العالم.

فهذه الاستراتيجيا تبقي على وجود عملائه
لأن الشعوب عادة تفضل الأمن على الحرية
فيكون الإرهاب المصنع مخابراتيا أفضل أداة لصنع عدم الأمن وادعاء علاجه.

والمثال كلام السيسي على الإرهاب المحتمل الذي جعله واقعا ومثله بشار وحفتر وصالح إلخ…:
هو يطبق نفس الخطة المخابراتية التي يعتمدها الغرب وعملاؤه للسيطرة على الشعوب.

تلك هي العناصر الأربعة التي نراها تجري عيانا
وأساسها استراتيجية بسيطة تستعملها المخابرات:
استراتيجية خلايا التخريب والبطولة الزائفة: فلم هوليوودي.

لكن كاتب السيناريو لم يدرس بدقة مجال تنفيذ فلمه :
فدار الإسلام لا يهزم أهلها أبدا.
شبابها ربي على طلب الحياة ورفض “حياة” ولا يخشى الموت لأنه حر.
لذلك أصبح العدو وأذرعه وأذيالهم يعانون من نتائج خططهم العكسية:
فما جرى وخاصة منذ 11-9 مثل فرصة لتحقيق عكس ما خطط له الأعداء لأنه مكن الأمة من امتحان الإيقاظ الروحي والمادي.

وذلك قصدي ببداية نهاية الفشل من جانبنا وبداية الفشل من جانب الأعداء.
فكيف ذلك خاصة وأبواق دعاية الغرب وعملاؤه من العرب تدعي أن ريحنا قد ذهبت؟

ولا بد هنا من أن اعتذر من القراء:
فكل محاولة لفضح البديهيات تبدو عسيرة ومعقدة فيتصور الكثير أن التعقيد سببه الكاتب وليس موضوع الكتابة نفسه.

فما يبدو بديهيا في الوضع الحالي هو
أن سنة الأقليم مهزومة
وأن إيران وإسرائيل والغرب لهم اليد الطولى
خاصة وسلوك الأنظمة ونخبها مبني على ذلك.
لذلك فما أقوله يبدو منافيا للواقع
الذي لا يختلف عن ظاهر الاحداث عند
مليشيات القلم أو النخب العميلة ومليشيات السيف أو أدوات إيران والغرب.

فهات نحدق في الوقائع:
أليست الحروب يمهد لها أولا بالأسلحلة اللطيفة التي وصفت
وتحسم بالأسلحة العنيفة التي تجري حاليا في الإقليم؟
فماذا نرى؟

أسلحة الأعداء اللطيفة كما ذكرت هما الفتنتان.
رأينا سقوط الفتنة الصغري في أول بلد نبتت فيه (تركيا أتاتورك)
وسنرى الفتنة الكبرى تسقط بنفس المنطق في البلد الذي نبتت فيه وعادت إليه (إيران الملالي).

ففشل إيران وأذيالها من المليشيات العربية دليل نهاية اللعب على ورقة الطائفية
لأنها أصبحت قاتلة لأصحابها
وستنفصل الشيعة العربية عن الصفوية

وعقد الغرب ينفرط بدليل خروج بريطانيا
ودليل عودة القوميات
وصراعاتها في ما تتصوره صراع اقتسام العالم الإسلامي ثانية:
يبيعون فروة الأسد الإسلامي قبل صيده المستحيل.

وإحياء شاهية الغزو باتت مستحيلة
وذلك هو منطلقنا لدراسة الشلل شلل الأسلحة العنيفة
أي الجيوش التي تغزو الأراضي
وهي خمسة أنواع فشلت جميعا.
وكلها أصيبت بالشلل في دار الإسلام عامة وفي الأقليم العربي خاصة.

ولنبدأ بأقواها:
أليس هو الجيش الأمريكي؟
لم يقض على عنجهيته وقوته الا الأفغان والعرب.
وحتى المرتزقة الذين استعان بهم هذا الجيش في العراق فإن من بقي منهم لن يعود.
ذلك أن المرتزق يريد أن يستمتع بما يربح.
فإذا علم أن الموت محقق لن يحاول.
وما اللجوء إلى “الدرون” والحرب بالوكالة
إلا من علامات هذا القضاء المبرم على عنتريات الجيش الامريكي.
لم يعد له القدرة على محاربة المسلمين إلا بصورة غير مباشرة.

والحرب غير المباشرة هي طرقه الأربع الباقية وكلها فشلت:
إسرائيل
وإيران
وداعش
وجيوش الأنظمة العربية العميلة من جنس جيش بشار والسيسي وصالح وجل جيوش الأنظمة العميلة.

أسطورة الجيش الإسرائيلي دفنتها “الله اكبر” التي مكنت من العبور في حرب رمضان.
وأبقت على ذكرى هزيمتها حية مقاومة فلسطين بأطفالها ونسائها ورجالها.

أما كذبة المقاومة الطائفية فهي بالعكس عمل خبيث قضى على المقاومة التي كانت ممثلة لكل العرب لتجعلها ورقة في ملف إيران:
مع الغرب لتضمن بقاء النظام واقتسام دور الشرطي مع إسرائيل.
والأحداث أيدت ما بينت سابقا.

وأسطورة القوة الإيرانية دفتنها المقاومة السورية
وعاصفة الحزم الأولى بالقتال والثانية بمنع الحركة.

بقيت المليشيات الخمس وداعش والجيوش العميلة.
فأما المليشيات الخمس
كالباطنية والصليبية (إيران)
والعلمانية والليبرالية (إسرائيل)
وغطاؤها (القومية)
فهي بالقلم والسيف بصددالاحتضار البطيء.

ما يزال العنصر الأخير
أي ما في الجيوش والمقاومة من عملاء واختراق.

أسقط الشعب التركي عملاء جيشه ليطهره.
وقبل ذلك اسقط الجيش الحر والمقاومة عمالة بقية الجيش السوري والمخترقين للمقاومة.
وقريبا سيسقط الشعب المصري عملاء جيشه
ليطهره من الأنذال الذين زرعتهم أمريكا وإسرائيل في جيش “الله أكبر”
صاحب العبور الذي عشته أيام مجده طالبا في باريس.

أما مليشيات القلم
فليس لها من علاج إلا الأقلام الصادقة التي ستسكتها:
مدافع المقاومة تسكت مدافع العدو
واقلام المقاومة تسكت أقلام العملاء.

أعلم أن الاعتراض على كلامي يسير:
إذا كان ما تقوله صحيحا
فلم تعثرت الثورة
وما السر في تواصل عنتريات إيران وعنجهية إسرائيل ومباهاة الغرب؟

السر هو قانون الفرق بين التاريخين:
التاريخ القصير وهو تاريخ سريع
والتاريخ المديد وهو تاريخ بطيء.

فلا بد من وقت طويل لكي نرى آثار الإعياء في أكبر قوة عالمية.
وحتى لا أطيل فلنضرب مثالا كافيا شافيا:
مثال أمريكا.
هزمت المقاومة جيشها في العراق والرمز هو الفلوجة.
لكن الهزيمة الأكبر تهم الأعماق
وهي ما يعنيني.
والرمز هو “ترومب” لغاية المسيحية الصهيونية.
فهذا الرجل يصدق عليه القول: الحقيقة يتفوه بها الأطفال أو المجانين.
فهو رمز أعراض الانهيار المعلل لكل ما عداه من الهزائم.

كان لي شرف ترجمة كتاب وودي هلتون Unruly Americans بعنوان الأمريكيون الجوامح
ومنه فهمت الكثير من خصائص هذا الخليط الهجين من فضلات أوروبا.

ولولا مفعول العطالة -تواصل الحركة ما لم يوقفها مانع ككل جرم ساقط- لانفرط عقد أمريكا منذ أمد طويل.
علامة الأفول عودة شيطانها الأكبر:
العنصرية التي حررنا منها الإسلام.
فنشأة منافس قد يتفوق عليها (الصين)
مع تكون أقليات مجموعها أكبر من أوروبييها (سود افريقيا ولاتين أمريكا اللاتينية)
هما بداية الأفول:
الصراع الطبقي والعرقي سيتأججان
فتصبح الفوضى الهدامة عندهم لا عندنا.

وهذه ظاهرات بطيئة المفعول
لكن مفعولها ثابت الأثر وعميقه.
وبداية ظهورها المؤثر هو ظاهرة ترومب
التي هي رد فعل الأقلية الأوروبية في أمريكا.

فإذا جمعنا هزيمة الخارج عسكريا في دار الإسلام
واقتصاديا في العالم (ظهور قوى منافسة أكبر: الصين واليابان وألمانيا وربما البرازيل):
فالمآل هو الانكماش

سيعاب على بحثي أنه يشمل المعمورة.
ذلك ما ينبغي إسلاميا أولا (لأن الإسلام كوني بالطبع والأرض كلها مصلى المسلمين)
وعولميا ثانيا فكل شيء أصبح عالميا.

الحصيلة:
الشعوب الإسلامية عامة (ومنها نحن خاصة) استردت المبادرة
ولم تعد خاضعة
لا للأنظمة العميلة
ولا لجيوشها المخترقة
ولا لخدع صنائع المخابرات لاختراق المقاومة
ولا لذراعي الغرب اي إيران وإسرائيل ومليشياتهما العربية.

ذلك ما قصدت ببداية نهاية شلل قوى الأمة الحية وببداية شلل قوى الأعداء.
وإذن فما حدث في تركيا ثم في سوريا
ليس وليد الصدفة
بل حصيلة تطور بطيء.

ولأختم بمساعدة القارئ:
فالتحليل إذ يطلب ما وراء الظاهر يصل بين أمور تبدو في الظاهر غير متصلة بعضها بالبعض:
العلاقات الخفية بين الأحداث.
وهذا ما لا يعمل به الخبراء الرسميون
الذين لا يطلبون معرفة حقيقة ما يجري
بل يوظفون المظاهر لإخفاء الخطط العدوانية على الأمة:
مليشيات القلم.

دافعي للمساهمة في التحليل هو إذن
من جنس مدفعية المقاومة التي تسكت مدفعية الاعداء.
فلا شيء يفسد عليهم مكرهم غير تمكين الشباب من هذه الخفايا.

لو لم يكن هذا قصدي لما ابتعدت عن همي الأول للمشاركة في المقاومة بما أستطيع

أريد التحليل المتواضع
فسيمته “استنارة” : أطلب النور ولا أدعيه.

فلا بد لمن يعتبر
أن يفهم سر فشل الغزو الثقافي ضد قيم القرآن
بالفتنة الصغرى (حرب العلمانية على الإسلام)
في أول بلد إسلامي يقع ضحية له: تركيا الأتاتوركية.
وهذا السر هو إيمان الشعب التركي الذي لم يتزعزع
رغم ما يقرب من قرنين من الهجوم الثقافي عليه ومحاولة ابعاده عن دوره:
مواصلة رسالة حماية الإسلام.

وأتوقع حصول نفس المعجزة في إيران
أول بلد سيطرت عليه أمراض الفتنة الكبرى
غطاء للعنصرية والشعوبية ضد الإسلام وحماته الأولين والأخيرين:العرب والترك

إيران ايضا بفضل ثورة شعوبها وشبابهم سينفرط عقد الملالي فيها
ويعود الشعب لفطرته السوية التي تحرره من هذين المرضين:
الفتنة الكبرى والشعوبية

وشرط هذين المعجزتين معجزة أصلية هي التي بدأ بها الإسلام عندما جعل العرب ولغتهم أول قوم ينطلق بهم في نشر الرسالة دون أن يخصهم بها وحدهم.
فهي رسالة كونية تسهم فيها كل الشعوب التي أنار الله بصيرتها لتؤمن بها.
فتوالت الشعوب الإسلامية في نشر الإسلام وتحقيق قيم حضارته في التاريخ
وما أسميه الاستئناف في عصر العولمة
سيكون علاجا لأدوائها
وتحريرا للإنسانية من المافيات التي تسيطر على الحقبة
حتى لا يُعبد إلا رب العباد

لذلك اعتبرت ما مرت به الأمة امتحانا مقصودا
حتى تدرك طبيعة الأدواء الناتجة
عن الداخل (الاستبداد والفساد)
وعن الخارج (الاستضعاف والاستتباع).

ونحن الآن في بداية نهاية هذا الامتحان
وبداية الشروع في التأهل للقيام بالواجب
واستئناف دور الرسالة في العالم كله
بشروط الحماية والرعاية

ذلك هو الهدف الأسمى للأمة:
فهي تؤمن بأنها مكلفة بالشهادة على العالمين (البشر)
ليس بالسيطرة عليهم
بل بتقديم نموذج علمها إياه القرآن والسنة.

ولتكن البشرى الكبرى بالكلام على حصيلة الحرب
رغم أنها ما تزال جارية فعليا منذ 11-9:
فكل من يعلم معنى النصرفي الحرب كما عرفها فيلسوف الاستراتيجيا
يفهم أن الاعداء خسروها.

فهم لا يحاربون جيشا يمكن أن يهزم (المرحلة 1) بل شعب بأكمله
ولا يستطيعون احتلال أرض تستمد منها المقاومة قوتها (المرحلة 2) بل كل دار الإسلام
فضلا عن سر الصمود (المرحلة 3).
فسر الصمود (الإسلام)
لا يهزم أبدا
وهو يجعل كل الأرض الإسلامية مقاومة
ويجعل كل الشعب جيشا
لأن جهاد الدفع فرض عين على الجنسين من كل الاعمار.

وخلافا لوهم أبواق الأعداء
فالأعداء هم الذين يوجدون في وضع رد الفعل لا نحن:
كل هم أمريكا الآن هو المحافظة على العملاء في الأقليم.
لكنهم وكلهم صاروا مسجونين في مناطق خضراء مثل من أتت بهم على ظهر دباباتها.
وشعوب الأعداء ستمل بل هي قد ملت بعد:
ولأننا لا نكل ولا نمل
اخترنا حرب المطاولة.

ونحن ربينا على أن النصر صبر ساعة.
الساعة هنا هي لحظة بداية من تباشير النصر أي يأس العدو.
وهذه هي اللحظة التي أصف هنا
انطلاقا من فشل الانقلاب في تركيا وسيليه انقلاب السيسي وصالح وحفتر
ثم نصر حلب وستليها دمشق والقاهرة وبغداد وكل العواصم العربية.


الإستئناف

– بداية نهاية الشلل التاريخي –


يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي